رواية جديدة ليتها تعلم لمريم جمعة - الفصل - 11 - 3 - السبت 6/4/2024
قراءة رواية ليتها تعلم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ليتها تعلم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة مريم جمعة
الفصل الحادي عشر
3
تم النشر يوم السبت
خمسُ عشر دقيقة إستغرقت فيها سيارةُ هارون في الوصولِ للمشفى بسبب قيادتهِ السريعة بإمرٍ من نُوح الَّذي لو نظرت إلى وجهه الآن لوجدت أنهُ يُعاني من سكرات الموت منذُ أن علِمَ بما حدث لِذكرىٰ، وبعد وصولهِم إستعلموا عن مكان الغُرفة الَّتي ترقُد فيها فأخذتهُم المُمرضة إليها، وبعد أن ولجوا داخل الغُرفة وقعت أعيُن نُوح على ذِكرىٰ النائِمة على الفراش بفعل المُخدر والسائل المُغذي الموصلان بذِراعها، فاقترب نُوح منها وإنحنى ينظُر لوجهها الَّذي زاد شحوبًا ومسد على قسماتهِ برفق، ثُم حوَّل بصرهِ نحو هارون عندما سمعهُ يسأل المُمرضة الَّتي كانت متواجدة مع ذِكرىٰ في الغُرفة قبل مجيئهم..:
_هو إيه اللي حصلها؟.
_أول مادخلت أوضة العمليات مع الدكتور إسلام نزفت دم كتير من مناخيرها وأُغم عليها، وعملنلها تحاليل وإكتشفنا إن الدم دا بسبب مرض"الرُّعاف"، بيبقى ناتِج مثلًا من الخوف أو قلة النوم والتوتر وحاجات تانية برضوا، ولما فاقت من شوية خليناها تفتح المُوبايل بتاعها وقالتلنا على إسم"نُوح" ونامت تاني، فدورنا على رقمُه وكلمناه عشان يجي وياخُدها للبيت.
كان نُوح يعلمُ عن مرضِها الَّذي كان مُلازِمًا لها منذُ الصِّغر،
ولكن حُزنه قد تضاعفَ أكثر والندمُ أخذ ينخرُ كُل شبرٍ فيه، وعاد ينظُر لذِكرىٰ وهو يقولُ بنبرة شديد الحُزن..:
_أنا آسف والله ياحبيبتي إني أهملتك لحد ماتعبتي كده.. أنا أخ مش كويس واللهِ.. أنا آسف.
عمَّ صمتٌ شديد في المكان قرابة النصف ساعة بعد أن أنهى نُوح حديثهُ الَّذي كان مُوجَّهًا لذِكرىٰ والَّذي لم تسمعهُ من الأساس، وبعدها إنتفض نُوح من مكانهِ عندما شعر بها تملل في نومها وجفنيها يتحرَّكان ليكشِفا عن عينيها ذات اللون العسلي والَّتي بهتت بسبب حُزنها، وحرَّكت رأسها ببُطئٍ للجانب، فرأت أمامها نُوح وسمعتهُ وهو يقولُ بلهفة كبيرة..:
_حمدلله على سلامتك ياعيوني.. إنتِ كويسة؟.
لم تستطِع ذِكرىٰ أن ترُد عليه بسبب إعيائها الَّذي إشتد عليها حالما إستيقظت رغم أنهُم أعطوها مُسكنًا في المحلول، وإكتفت فقط بإيماءة من رأسها، ولكنها عندما أبصرت هارون يقفُ في أحد أركان الغُرفة وينظُر لها بهدوء حاولت أن تعتدِل في جلستِها وسارع نُوح في إعانتِها ونظرت لهُ قائِلة بصوتٍ مبحوح..:
_نُوح أنا عاوزة أمشي.
_طب ماتستني شوية الدكتور يدخُل يطمِّن عليكي.
_أرجوك يانُوح أنا مش هقدر أقعُد هنا أنا عاوزة أروَّح البيت.
لم يستطِع نُوح سوى أن يرضغ لطلبها بعد أن إلتمس الإصرارُ في نبرتها، وإنتظرا دقيقتين أن تأتي إحدى المُمرضات وتقُوم بإزالة إبرة المحلول المحفورة في مُنتصف ذراعيها، وفور أن إنتهوا حملها نُوح تحت إعتراضها الشديد ورغبتها في السير ولكنها في النهاية إستندت برأسِها على صدره وأغمضت عينيها براحة تتسللُ في أوصالها شيئًا فشيئًا، وسببها هو أمانها ورفيقُ أيامِها "نُوح".
❈-❈-❈
_ها يامكرم إيه الأخبار؟.
وجه ذلك الجالسُ خلف مكتبهِ سؤالهِ لرجُله الواقف أمامهُ بنبرة مُترقِّبة، ولم يستغرق الأخير أكثر من ثانية في الإجابة قائِلًا بثقة..:
_كُله تمام يا راجي ياباشا زي ماحضرتك طلبت.. الصور إتبعتتلها إمبارح والرقم إتشفر، ومراقبينها أربعة وعشرين ساعة.
هز راضي رأسهُ بإرتياح من مُخططه الَّذي يسيرُ وفق ما يُريد، بينما جلس مكرم على الكُرسي المُقابل للمكتب وتابع يسألهُ بفضول..:
_أنا نفذت اللي حضرتك قولتلي عليه بالحرف من غير ما أعرف السبب والغاية في إننا نعمل كده فيها، فممكن حضرتك تفهمني؟.
_أنا لما عرفت إن في حد سبقني وجاب مُحامي لأخويا، فضلت أدور على المُحامي دا، و إكتشفت إنها بنت ومش سهلة ومُمكن تقدر تخرَّجه وتبوظ كُل اللي عملناه، فـ أنا عاوز ألعب معاها عشان أخليها تخاف وتسيب القضية، وساعتها هقدر أشتري مُحامي يبقى تبعي، وبدل ما يحاول يخرجه من التُهمة ألبسه إعدام وبكده نكون خلصنا منه للأبد.