رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 17 - 3 - الخميس 11/4/2024
قراءة رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل السابع عشر
3
تم النشر يوم الخميس
11/4/2024
وفي داخل الغرفة الخاصة بهم، تمددت بقدميها على الفراش تأن من ألاَم جسدها:
- اه يا عارف، حاسة جسمي مكسر، جعدة المستشفى النهاردة هدت حيلي.
عقب عارف وقد كان متكئًا بجذعه على الفراش بجوارها، يقلب بالمتحكم على شاشة التلفاز، وقد ارتفع طرف شفته بغيظ منها ومن جنونها:
- وحد كان غاصبك ع الجية، ولا الجعدة من اساسه، ما انتي اللي ماشية بكيفك ومحدش رادك.
قهقهت تردد ضاحكة خلفه:
- ماشية على حل شعري، ومفيش لا أخ ولا جوز يردوني، جيبت الفايدة يا عارف.
- اممم.
زام بفمه يتمتم لها:
- وليكي عين كمان تستهزأي بكلامي، ما تتعدلي واتلمي يا بت.
زادت بضحكاتها تردد بمشاكسة:
- طب وان متعدلتش يا عارف، هتعمل ايه بجى؟
القى ما بيده والتقليب في قنوات التلفاز، ليلتفت لها بأعين تلتمع بالشغف، قائلًا بمرح:
- الحلوة بتنكش وشكلها عايزة مناكفة، ايه بجى؟ دا انا مصبر نفسي بالعافية، ولا عايزاني انسى انك تعبانة والكلام الفاضي ده؟
ردت بشقاوة، تلف خصلة متمردة حول إصبعها:
- ما انا فعلا تعبانة، بس ميمنعش اني اهزر على كيفي ولا انكشك زي ما بتجول، ولا انت بتتلكك.
- اه بتلكك
قالها كتقرير، قبل ان يباغتها بهجومه، يطوف بقبلاته على كل انش من وجهها ورقبتها، وهي تصطنع الاعتراض؛
- يا عم بجولك تعبانة، ما تخلي عندك دم،
- لا..... معنديش
تمتم بها رافعًا رأسه نحوها بتصميم، قبل ان يواصل مستمتعًا باعتراضها المزيف، حتى وصل لوجهته، بقبلة طويلة، يبث بها مشاعر العشق التي تزداد يومًا، بعد يوم، وهي أصبحت تبادله بشيء فاق ما كانت تظنه قديمًا بالحب لشخص آخر، اما هذا فلا تعلم له مسمى، ولكنه الأروع.
انتفض الاثنان من نشوتهم، على صوت قوي، مع صفق الباب الخارجي للشقة، ينذر بطاقة من الغضب، فتسائلت بقلق:
- يا ساتر يارب، دا مين اللي داخل ولا طالع .
رد وهو ينهض من جوارها
- هروح اشوف مين واجيلك، وبالمرة اجيب كوباية مية عشان عطشان.
بخطوات مسرعة ، خرج من الغرفة يستكشف الأمر، وظلت هي ناظرة في أثره بفضول، حتى صدح الهاتف بجوارها، بصوت اشعار وصول رسالة لهاتفها، تناولت لترى...... فتوسعت عينيها بفزع، تتأمل بعدم استيعاب، شاشة الهاتف وصورة تجمعها مع هذا المدعو عمر يوم لقاءها به، في مبنى عيادة الطبيبة النسائية التي ذهبت اليها لمتابعة الحمل وتفاجأت به هناك!
استدركت سريعًا، لتغمغم ببغض؛
- عملتها يا عمر.
❈-❈-❈
بابتسامة واسعة دلفت تحمل على يدها طبق الفاكهة، ترحب بحرارة بصديقتها التي أتت اليها اليوم دون ميعاد مسبق:
- يا اهلا يا مراحب بصاحبة الطلة العزيزة، عزيزة، عاش مين شافك يا ملكومة.
ضحكت المذكورة تتلقف منها الطبق بغبطة تجيبها:
- اسكتي يا فتنة، دا انا الفرحة مش شايلاني، عايزة اجعد معاكي اليوم كله النهاردة، لا حد هيحاسبني ولا هيجولي انتي فين؟
غمغمت فتنة بدهشة وهي تتخذ مقعدها بجوارها:
- وه يا جزينة، اللي يشوفك يقول مسجونة واتفك حبسها.
رددت عزيزة بتشدق:
- إلا محبوسة يا فتنة، وهي اللي تعاشر عزب تعرف الحرية اصلا، لما يدج على حاجة ولا مانفذش كلمة جالهالي، والنعمة بيحاسبني حساب الملكين،
جلجلت فتنة بضحكتها لتعقب ساخرة:
- ودلوك لو سمعك مش بعيد يعلجك في المروحة.
- يا ساااتر، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليه .
تمتمت بها عزيزة بفزع لتزيد من تسلية الأخرى وضحكاتها، حتى اذا انتهت، تحولت إلى الجديدة تسألها بلؤم:
- طب وعلى كدة ناوي يرجع جريب، ولا هيستني مع المحروسة وجوزها؟
كالعادة غفلت عزيزة عن مغزى السؤال ، لتجيبها بعدم تركيز وهي تتناول حبات العنب الصغير:
- انا اتصلت بيه جبل ما اجي ع الصبح، وجالي انه هياخدها فرصة عشان يزور الاوليا وبالمرة يلف على جرايبنا هناك، ولما سألته ع الجية، جالي انه مش هيعوج، وان كان على روح ولا اخته نادية، فهو سلمهم لجوازهم وعمل اللي عليه، كل واحد يراعي مرته، لهو هيولدهم كمان....
- هما مين اللي هيولدهم؟ في حد تاني غير روح حامل؟
تمتمت فتنة بالسؤال، ثم سرعان ما توسعت عينيها باستدراك، لتردف بغضب:
- يعني البت دي حامل كمان؟ طب من امتى، وانتي مججيبتيش سيرة جدامي ليه يا بت؟
توقفت حبة العنب في فمها ، وظهر الجزع جليًا على ملامحها، بعدما ازلفت بالخطأ، لتصيح بها فتنة بغضب:
- بتخبي عليا يا عزيزة؟ وانتي عاملة فيها صحبتي، حاجة مهمة زي دي متجولهاليش
سارعت عزيزة بالتبرير:
- والله ما ذنبي، ما انتي عارفة عزب وشدته، انا كنت سمعت كلام امه بالصدفة عن زيارة الدكتورة ومتابعة نادية، ساعتها لما سألته، لجيته بيغدرلي ونبه عليا مجيبش سيرة جدام مخلوج، لحد الخبر ما يطلع من صحابه، انا مليش ذنب والله، ثم انتي هتزعلي نفسك ليه دا انتي مخلفة البن.........
- هي مين دي اللي مزعلة نفسها؟ ما تصحي للكلام يا عزيزة.
صاحب بها مقاطعة، بحدة اجفلت الأخرى لتصمت خشية غضبها، لتتدارك فتنة ما الذي قد يصل لذهن هذه الغبية الاَن، بما قد يضر بصورتها ، لتسارع بالتصحيح بابتسامة ماقتة:
- ع العموم ربنا يهني سعيد بسعادة، ولا يغوروا ف داهية، انا ايه اللي هيزعلني اصلا وانا هتجوز قريب باللي هيكيد الكل، بكرة الجميع يعرف مين هي فتنة.
شهقت عزيزة تسألها وتسترتسل بشغف ولهفة:
- وه يا فتنة، يعني انتي على كدة مخطوبة، طب ليه محدش جال ولا انتوا مخبيين على ما يتم المراد، طب والله دا احسن حاجة، هو مين على كدة؟ من عيال عمنا ولا حد تاني من البلد؟
ابتسامة ممتعضة لاحت على ملامحها ، فهذه الحمقاء تزعجها بالأسئلة الفضولية الغبية، ولكنها لا تملك الا ان تجيبها الاَن بما يرطب على كبريائها:
- العريس يبجى بيه كبير، كبير جوي يا عزيزة، بس احنا لسة في بداية الكلام، يعني تكتمي على الموضوع خالص، ومتجبيش سيرة لمخلوج، انا مش عايزة وجف حال ، ولا حد يصدرلي في الجوازة، انتي فاهمة طبعًا جصدي ايه؟
رددت خلفها باستفهام:
- جصدج مين؟ غازي بيه؟ لا طبعًا مش معقول يوجف في طريجك، إلا إذا كان عايز يرجعك تاني، معجول يجمع ما بينكم انتي ونادية؟
- ومين دي اللي هتجبل يا بت؟ حد جالك اني ببص على حاجة رميتها جبل سابج؟
هتفت بها بتعالي، لتكمل بغرورها، وبداخلها تعتزم على اتمام الامر في اسرع وقت، كي تسترد كرامتها قبل ان تعلن الأخرى عن خبر حملها:
- بكرة لما تشوفي بعينك الهنا اللي صاحبتك هتبجى في جوازة تستحجها، تعرفي ان دا العوض الصح لواحدة زيي، واحد يستاهلني على حق،
❈-❈-❈
عاد اخيرا ، بعدما تعدت الساعة الواحدة صباحًا، وهي تتقلب على نار الجمر في انتظاره، تعلم بما يشعر به الاَن، هي تصرفت بطبيعتها، وقد غفلت عن طبعه الثائر،
وبما قد يظنه بها في هذا الوقت، ولكنها معذورة فما سمعته قد حطم الصورة المثالية للرجل الذي عاشت في كنفه سنوات، يمنحها من الحب، ويغدق عليها بكلمات العشق ليل نهار، ولكنه في النهاية بشر، يصيب ويخطئ كما قال زوجها الحالي، ليذكرها بواقع زواجها به الآن.
ظلت تشاهده صامتة وهو يخلع عنه ملابسه، حتى ارتدى شيء مريح للنوم، ملامحه متجهمة، ولم يكلف نفسه حتى بالنظر اليها، بل اتجه نحو الجانب الذي ينام عليه، ليتسطح ويعطيها ظهره، وكأنه لا يهتم بوجودها، أو لا يراها من الأساس، ولكنها اليوم قررت ان تكون هي المبادرة.
اقتربت لتلف ذراعها حول خصره وتلحظ تصلبه المفاجئ، دليل تأثيرها عليه، رفعت رأسها لتطبع قبلة فوق كتفه العريض، ثم تحدثت تخاطبه برقة:
- سامحني يا غازي، لو لساك زعلان مني، جولي ع الاعتذار اللي انت عايزه وانا مستعدة.
اغمض عينيه يبتلع ليزفر أنفاس مشحونة بألمه، يأسهِ وإحباطه، لا يدري بما يجيبها، تطلب منه تقبل السماح، ولا تدري بأن قلبه كان ينزف طوال الساعات الماضية، كيف بعد ان ادخلته بجنتها وذاق حلاوتها، تهوي به في جب سحيق، بمجرد ذكر اسم الراحل امامها، ليعلم بحجم تقزمه في قلبها مقابل الراحل؟ كيف يتجنب هذه النيران التي تشتعل بصدره في كل مرة يرى بها حنينها للماضي، يا ليته كان هو ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ياليت حظه التعيس يتبدل.
- يا غازي، انا بكلمك.
عادت تناديه هامسة في اذنه بإغواء يحطم كل سبل المقاومة منه، ليخرج صوته بصعوبة اليها:
- عايزة إيه يا نادية؟
شددت من ضمته بذراعها تجيبه بجرأة اصبح يكتشفها بها حديثًا:
- عايزاك يا غازي، عايزة رضاك، عايزة وصالك بدال جفاك. بجولك عايزاك يا غازي، افهم بجى
الى هنا ولم تعد به ارادة للرفض من الأساس، ليعتدل فجأة مغيرًا وضعيته ليصبح هو الأعلى وهي المستلقية بظهرها امامه، يرمقها بصمت لم يدوم إلا لحظات قبل ان يقطعه بعد زفرة طويلة اخرجها من العمق:
- أفهم إيه بالظبط؟ وانا هايم في بحر عشقك، وانتي مرة تطلعيني في موجة عالية في حبك المس بيها نجوم السما، ومرة تدوسي عليا لحد ما اغطس للغريق،
رفعت يدها لتلمس بأناملها الحانية على منبت الشعيرات النامية بفكه وذقنه، لتخفف من معاناة تراها جلية داخل مقلتيه:
- اللي زيك عمره ما يغرق يا غازي، لأنك المرسى، وبر الامان لينا كلنا، انت السند، والحيطة اللي اميل عليها عشان افضل واقفة ومجعش ابدًا، انت.......
- انا ايه يا نادية؟
سألها برجاء يلتمس منها ما يرطب على قلبه المسكين:
- انت جوزي يا غازي، هو في اكبر منها دي
- اه في، وانتي عارفاها زين!
ود ان ينطق بها امامها، ولكن منعه الكبرياء، وفضل الا يستجديها لتقولها، إن لم تكن منها هي نفسها، وتنطق بها من عمق قلبها، والى ان يأتي هذا اليوم، ف ليرضى بهذا التطور منها، مدامت بادرت بالقرب، فهو لن يخذلها ابدًا، وليصبر ويتحمل المزيد حتى يحدث ما يتمناه.
- هتفضل باصصلي كدة كتير من غير ما تطمني ولا اعرف انك سامحتني؟
- وانا من انتي قدرت اشيل منك يا جلب غازي...
قالها والتفت ذراعيه ليضمها اليه بقوة، مقبلا أعلى رأسها بتقدير، ثم يدفن رأسه في تجويف عنقها، يستنشق عبيرها الذي يعيد الى روحه الصفاء، يشدد بلف ذراعيه حولها، ليطفي نيران قلبه بقربها، علّه يمحي اوجاع قلبه بوصالها.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..