رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 18 - 3 - الإثنين 15/4/2024
قراءة رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثامن عشر
3
تم النشر يوم الإثنين
15/4/2024
لأول مرة تعبر بهذه الصراحة له، لأول مرة يستشعر حبها الوليد ، وغزلها بجرأة، لتغلبه روح الدعابة في مشاغبتها:
- ايه يا حلوة؟ الجميل جايم رايق، وليه مزاج يدلع بالكلام، لا انا مش متعود ع الوش ده يا ست روح.
ردت بحالمية لا تخلو من مرح:
- اتعود على كيفك يا سيدي، يعني انت تدلعني وتعملي الاكل اللي ريحته تفتح النفس دي، وانا معنديش دم ارد بكلمتين حتى..... إلا جولي انت عامل ايه صح؟
افتر فاهه بصيحة مندهشة:
- جولي كدة، انتي بتجامليني عشان ريحة الصنية اللي في الفرن، اخص عليكي، طلعتي ست بيحركها هم بطنها وبس.
عادت لتأسر قلبه بسحر ضحكاتها، قبل ان تتدارك لتسأله بتذكر:
- ألا جولي صح، بجية الشعب راحوا فين؟ انا مش شايفة ولا سامعة بحس أي حد فيهم.
دنى يجيبها وهو يلقي بنظره على ما بداخل الفرن:
- عزب يا ستي سافر ع البلد ، اما الندل اخوكي ، فدا خد مراته وابنها وراح يفسحهم في العاصمة، عاملي فيها حبيب الباشا...... وادي الصنية جهزت
قال الأخيرة وهو يضعها على سطح البار امامها، متوقعًا لهفتها لو الصراخ بمرح، ولكن على العكس، فقد وجدها ثابتة بل وسهمت بنظرها له، ليتابع متسائلًا:
- ايه يا مجنونة، لتكوني فاكراني عكيت، الاكل جايبه دليفري، انا بس سخنت وعملت السلطة.
تبسمت بخفة لاعترافه السريع، لتعبر عما تريده:.
- والله مش محتاجة اعترافك، لأنها باينة اصلا، هو انت تعرف تسلق فرخة، انا بس.......
- بس ايه؟
سألها باهتمام لتجيبه على الفور:
- انا كمان كان نفسي اطلع واتفسح في البلد، اشمعنا الست نادية يعني؟ ولا انا مكتوب عليا زيارة المستشفيات وكفاية على كدة.......
رفع صدره، زافرًا بغيظ يخاطبها:
- يعني عايزة تروحي فين؟ جولي يا اَخرة صبري .
وما همت أن تخبره برغبتها حتى وجدته يصيح باعتراض:
- نعم يا اختي؟ سيما ايه يا ام سيما، على جثتي يا روح دا يحصل!
❈-❈-❈
ضحكات ودعابات يتبادلاها الاثنان نحوها كل دقيقة من موقعهما خلف سياج الصور الحديدي، باستمتاع لرؤية شاملة للعاصمة من هذا العلو ، وقد انتهى بهما المطاف الى هنا بعد الذهاب بها إلى العديد من الأماكن الجميلة وتقضية معظم اليوم في المرح .
- جربي يا جبانة، جولها يا معتز بطلي خوف يا ماما.
- بتلي خوف يا ماما
ردد بها الصغير، بحروفه الناقصة لتصدح الضحكة المدوية منه، فيشاكسها غامزًا، فقد كانت تقفت خلفهما محلها ملتصقة بالحائط غير قادرة على الاقتراب لترد بقلة حيلة:
- والله حرام عليكم عشان بتتمسخروا عليا وانا واحدة غلبانة وحامل كمان.
قهقه غازي يزيد عليها:
- واحنا بنجولك تعالي ارمي نفسك، يا مرة جربي وشوفي البلد ، دا الفرجة من هنا في برج القاهرة حاجة متعة ولا الخيال.
- يا سيدي سيبتلكم انا المتعة دي ومش عايزاها، ريحني يا غازي حن عليك وخلينا نمشي..
قالت بتودد أثر به، ليتراجع عن مشاكستها ، فيترك محله مقتربًا منها حاملا معتز:
- صعبتي عليا صراحة، بس كدة تبجى ولا اكنك زورتي البرج.
عقبت بسخرية:
- اعتبرني مجبتش خالص يا غازي، المهم امشي، انا ركبي بتتنفض والنعمة، مش جادرة اتصور العلو اللي احنا فيه .
- سلامة ركبك الحلوة.
قالها متغزلاً بصوت كالهمس، ليعود مخاطبًا الصغير:
- خلاص يا معتز، احنا نروح دلوك، ونبجى نيجي انا وانت مرة تانية لوحدينا، من غير الست الخوافة دي، بس احنا كدة نروح ع البيت ولا نروح نتعشى في أي مطعم؟
جاءت اجابتها بلهفة على الفور:
- لا كدة ولا كدة يا غازي، انا اجولك نروح فين؟ بس وحياة غلاوتي عندك ما ترفض طلبي.
- ليه يا بوي؟ هو انتي هتطلبي ايه بالظبط؟
سألها باستغراب قبل ان تتوسع عينيه بدهشة فور سماع ما تفوهت به:
- نعم يا ست نادية؟!
❈-❈-❈
في ظلمة الليل واستكانة البشر في منازلهم، حيث الهدوء الذي يعم البلدة في هذا الوقت؛ استغل الاثنان الوقت ليتسللا داخل الأنحاء التي يقطنون بها، يقطعون الطرق المؤدية الى المنزل بخفة وحرص، متخفيين بملابس عادية غريبة عن هيئتهم، والشال الصوفي يغطي نصف وجه الفرد منهم، حتى لا يتعرف بهم احد.
وقفت هي بجبروتها بمدخل المنزل في انتظارهم، حتى اذا اقتربوا فتحت على الفور لهم تتلقاهم بالأحضان، وشقيقتها من خلفها.
- اتوحشتك جوي ياما.
تمتم بها عيسى الملتصق بحضن والدته بعد ان دلف اربعتهم لداخل المنزل، والتي انطلقت في نوبة من البكاء استفزت الاثنان الاَخران:
- خبرا ايه يا نعيمة، ما تديلوا نفسه، وادينا احنا فرصة نتحدتوا شوية، هنجعد الليل كله في السلامات والبكا والنواح؟
اضاف عليها سند وهو يتناول في مأدبة الطعام التي كانت في انتظاره بشهية ونهم:
- سبيه يا خالة ع الأقل عشان ياكل معايا ويرم عضمه، الليل هيروح منينا كدة.
تطلعت الى الاثنان نعيمة بنظرات يملأها اللوم والاستنكار، تفهمها جيدًا شقيقتها، ولكنها دائما ما تتغاضى عنها، لتوجه اهتمامها نحو ابنها.
- طب سيبها انت يا عيسى، مدام هي مش راضية تسيبك.
هتفت بها هويدا بتصميم قوي على تجاهلها، مما زاد من احتقانها، لتنفجر بها :
- ما هو هيسيبني يا هويدا، وانا عارفة انه هيسيبني ويرحل وبعدها معرفلوش طريج، كان مالنا احنا ومال المرار ده؟
إغتاظت الاخيرة، لتحدجها باشتعال في مواجهتها:
- وهو حد كان ضربه على يده؟ ولا أجبره يا بت؟ ما تصحي لنفسك كدة يا حجة، وبلاها من المسكنة دي ورمي الذنب ع الغير، عيالنا اختاروا طريجهم، واحنا معاهم، حد كان متوقع ان كل النصايب دي تحصل؟ ولا انتي عشان الاية اتجلبت، لكن لو كنتي دلوك جرغانة في العز، مكنتيش هتجيبي سيرتي حتى .
صاحت بها نعيمة بنبرة بقهرة
- ايوة مكنتش هتكلم، عشان انا طول عمري تابع ليكي، حتى ولدي تابع لولدك، الاتنين كلمتهم واحدة، عشان انا ربيتوا على كدة ، يمشي مع واد خالته حتى لو في الغلط المهم يبقوا سند وعزوة مع بعض، وادي النتيجة، الاتنين ضاعوا مع بعض.
- تفي من خشمك يا خالة متجوليش كدة.
خرجت من سند يسبق والدته التي كادت ان تصب جام غضبها بها ، ليواصل بمهدانة:
- المشوار لسة مخلصش يا خالة، واحنا مش هنوجف غير لما نرسى لحل، ولا انتي نسيتي اننا برضوا طلعنا بمصلحة، دا تمثال واحد بس معانا جادر انه يفك ازمة العمر كله .
اضاف على قوله عيسى:
- ايوة ياما، المدعوج صدجي لساتوا متابع معانا بمراسيله حتى وهو في السجن، بكرة لما نصرفهم والفلوس تجري في يدنا ، هنعرف نتخلص من كل اللي احنا فيه.
تطلعت له باستجداء، رغم ان الامل قد داعب خيالها، لتؤكد عليها هويدا كالعادة بسيطرتها:
- اسمعي من اللي بتجولي عليهم عيال، احنا ربينا رجالة، وبكرة يبجوا اسياد الكل ، بلاها بجى جلبك الخفيف ده.
❈-❈-❈
في غرفتها التي كانت تقطعها ذهابًا وايابًا، بغيظ يفتك بها، من وقت ما اخبرتها عزيزة عن خبر حمل غريمتها، وحريق شب بصدرها ولم يهدأ ابدًا، هذا ما كان ينقصها، الا يكفي انها تزوجت على الفور بعد انتهاء عدتها، وقد حازت على طليقها الذي مهما كان ما بينهما، الا انها لا تنكر انه انتصار لها، لماذا دائمًا ما تسبقها ؟ كم ودت ان تتزوج وتخلق الحسرة في قلوب الجميع، جميع من استخفوا بها من أفراد العائلة الذين تجد في أعينهم الشماتة كل ما تصادفت بلقاء احد منهم، لماذا الحظ يعاكسها؟ الا يكفي الملعونة الاجنية التي حازت على دلال ابيها وشقيقها الابله، حتى والدتها لا تعترض لها عن اي شيء تفعله.
- اااه
خرجت منها تضرب كفًا بالآخر، ثم تفركهما بعدم تحمل ، وضيق يجثم على صدرها، مع تباطئ الاَخر عن تنفيذ ما تتمناه، حتى تشعر بقرب اصابتها بالشلل، ماذا تفعل؟ لابد ان تجد مخرجًا قبل ان تعلن الملعونة عن حملها، وترى المزيد من الفرحة في أعين الشامتين، لن تنتظر حتى ذلك اليوم، ولن تعطيها الفرصة لتنتشي بانتصارها.
تحركت فجأة تتناول هاتفها من فوق الفراش لتهاتف من يهمه الأمر الاَن معها:
- الووو، اهلا يا بيبي .
- بلا بيبي بلا كلام فارغ يا صلاح، سؤال كدة وعايزة إجابته، امتى هتيجي تتجدملي؟
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..