-->

رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 29 - الأربعاء 15/5/2024

 

رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

حرب نواعم (قواعد عشق النساء)


تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل التاسع والعشرون

تم النشر الأربعاء

15/5/2024


ركضت نبوية وسمحة ودلال إلى  داليا فور أن هبطت من سيارة قاسم و خطت قدمها السرايا ووجوهمهم تحمل سعادة وفرحة بالغة بعودتها بل إن سمحة قد سابقت الخادمتين الآخرين وقامت على تقبيل يدها وهي تقول: 

_حمد الله على السلامة يا ستي، الصعيد كله فچ  نوره٠

دلال قالت وهي تنتظر الاذن من قاسم:

_ والله لولا الخوف من سيدي كنت زغردت٠


داليا اشارت لها لهجة تحذير:


_كل ما اطلع وادخل هتزغردوا عاد؟! 


نبوية وهي تضع يدها على كتف داليا:

_فرحانين يا ست الناس بوچودك معانا، البيت كله كان مضلم من غيرك٠ 


أشارت داليا لهم أن ينصرفوا وهي تقول: 

_طيب يا لا وروني الشطارة وعايزة فطار خفيف ليا و لسيدك قاسم٠

استنكرت سمحة في شدة:

_خفيف اي!؟ والله لاعملك فطار ملوك ما اتعمل قبله واصل٠

دلال وهي تؤكد على كلامها:

_وأني كمان يدي في يدك اعمل الشهد والعسل لست الكل٠ 

نبوية في سرعة:

_احلى واكل الغالية والعمدة٠ 


أسرعت الخادمات إلى المطبخ في حين قال


 قاسم في لهجة عتاب:

_شفتي بقا أن دا مكانك، شفتي الدنيا كلها فرحانة برجعتك لينا  كييف؟ 


كادت داليا أن تجيبه ببعض الكلمات المليئة بالعتاب ولكنها قالت بدل من هذا:

_هي دي سرايا الجارحي من يوم ما  جد جدك ما بناها وقال ما يعمرها غير سلاسله هو ولا يعمرها غريب٠ 


تأملت داليا اركان السرايا من الداخل ثم نظرت إلى قاسم وقالت:

_في حاجة هنا متغيرة يا قاسم؟ انتم شلتم حاجة من مكانها قبل ما اجي؟ ٠

قاسم أمسك بيدها ثم وقال:

_لا، مافيش شي متغير يا داليا٠ 

ثم استدرك فجأة ما تشعر به من حزن فقال:

_تعالي غيري هدومك فوق، المشوار كان طويل اوي٠ 

 

  

(غرفة نوم قاسم وداليا) 


فتحت داليا خزانة الملابس ثم قالت وهي تخرج عباءتها الزرقاء وتضعها جانباً:

_وراك شغلات كتير النهاردة؟  

هتف قاسم وهو يجلس على حافة الفراش:

_عندنا قعدة في المضيفة في الليل، ولاد مشهور  في بينتهم وبين بعضيهم خلاف، و استعيبوا يقفوا قصاد بعض في المحاكم، قالوا قاسم مننا والكل هنا أهالي،  انا  محدد الجلسة من شهر فات ، كانوا منتظرين واد عمهم  مطاوع  يجي من اسكندرية ميعاده كل شهر ، وع أساسه حددت ليها الليلة، مختلفين على الأرض شرقها وغربها، مين ياخد؟ ومين يترك؟  ربنا يقدرني واحلها٠ 


فتحت داليا نافذة الغرفة ونظرت إلى الارض الخضراء الممتدة أمامها، لفح الهواء العليل وجهها وشعرها، حركه مرات ومرات قالت وهي تعدل خصلات شعرها:


_ويل الأرض لو خدها اللي ما يعرف قيمتها، يبقى ظلمها وموتها جاره، تبور مهما حاول يعمرها وتخيب زرعته، ما الأرض بتضحك ل زارعها وتعرفه كماني، بس اللي واخدها عناد وظلم وجور يسود  التراب ف يده ويطرح صبار و شوك ٠


نظر قاسم إلى داليا كان وجهها يحمل حزن عميق وهي تنظر إلى البلد الممتدة أمامها، نهض قاسم ثم اتجه في إتجاه  باب الغرفة، نظرت له داليا في تحدي   وحدة وهي تظن أنه سوف يتجه إلى الخارج وقالت:

_على فين؟! 



 اغلق قاسم باب الغرفة ثم قال و وجهه يحمل إبتسامة عابثة: 

_هنتناقش مع بعض عن الأرض والزرع وحاجات سر٠ 


ثم أشار لها بيده قائلاً:

_وفي حكم عليك كمان بسبع ليالي هجر٠

جلست داليا إلى جواره ثم قالت في لهجة اعتراض:

_قصدك  تمانية ، انا بقالي تماني أيام بعيد عن الصعيد ٠ 


استدرك قاسم في لهجة توسل:

_شفتي  بقيت خايب في كل حاجة  ازاي لما بعدتي عني٠


بعد مرور ساعتين، دقت سمحة باب الغرفة ثم قالت في لهجة اعتذار وخجل:

_لا مؤاخذة يا ست داليا هانم بس احنا جهزنا الفطار من بدري اوي  والأكل برد وسخناها وعايزن نلحق نجهز الغدا٠


داليا قالت  من خلف باب الغرفة وهي تضحك:

_خلاص يا سمحة احنا نازلين٠ 


نظر قاسم إلى وجهها وقال:

_خلينا هنا شوية،لسه بدري٠

نظرت له داليا في عتاب وقالت:

_الخدامين  بيسخنوا  الفطار مرة و  اتنين كفاية كدا، ننزل نفطر وبعدين نرجع نتكلم تاني٠


قاسم:

_طيب في موضوع عايزة اقولك عليه قبل ما ننزل٠  

نظرت له داليا في تحدي وتحفز وقالت:

_موضوع اي!؟ 

قاسم أمسك يدها في حنان وقال:

_احنا اتفقنا أن الليل كله ليك أنت،  شرطك ماشي و نافد، والنهار ليها هي، وأنا مسئول عنكم انتم الاتنين دلوقت، أنا لسه مجهزتش بيت ل مير ال يكون جنب السرايا٠

صمت قاسم دقيقة كان وجه داليا قد اكتسى بعلامات التفكير العميق، في حين قال قاسم:

_مينفعش اقعد  في بيت  زهران ابو المجد٠ 


همست داليا في صوت منخفض به لهجة تأكيد :

_لا مينفعش، وكييف ينفع كبير البلد يقعد في بيت مرته التانية؟ العمدة بزييه يقعد في بيوت الناس!! تبقى عيبه والكل يتكلم في ضهرك٠ 



نظر قاسم إلى وجهها، حاول أن يلمح له نظرة سخرية ولكن وجه داليا كان يفكر لي في عمق واهتمام كبير، ثم قالت بعد دقيقتين:

_ وماله يا قاسم، أنا موافقة أن مرتك التانية تيجي هنا ضيفة، لحد ما تبني ليها بيت جنب السرايا٠


قاسم نظر إلى وجه داليا في عمق، في حين كانت  هي تعلم أنه يفكر  في استجابتها السريعة الى الأمر، ولكنها رفضت أن تخبره بما في عقلها، قالت وهي تجذب يده حتى ينهض من الفراش:

_يا لا ننزل بقا  أنا واقعة من الجوع٠


وأمام الحاحها في النزول إلى أسفل وافق على رغبتها في إنهاء أمر الحديث عن سرعة استجابتها وما خلف الاستجابة إلى هذا الأمر


أمضت داليا بعض ساعات النهار في حديقة السرايا، كانت سمحة تجلس إلى جوارها، وداليا لم تكن تنبه كثير إلى جلوس الخادمة إلى جوارها كانت شاردة تفكر في كل شيء، بل هي لم تنتبه أيضاً  إلى كوب العصير التي لم تلمسه شفتاها، وسمحة قد وجدت فرصة في الجلوس إليها و قصت عليها اخبار البلد في غيابها، داليا كانت شاردة الذهن، فقط انتبهت إلى    دموع سمحه وهي تخبرها أن أمر زواج العمدة  قاسم كان مفاجأة إلى كل أهل البلد،  وما أصابهم بالدهشة أكثر هي الزوجة الثانية، ابنة زهران ابو المجد غريم العمدة القديم، اختتمت سمحة كلامها  وهي تنتحب قائلة:

_حية صفرا عرفت تلوف على سيدي و تشاغله وتسرقه٠

داليا قالت وهي تشير إلى سمحة أن تنهى حديثها:

_مش عايزة كلام تاني في موضوع جواز سيدك، ومش عايزة غلط تاني لا من  قدامي ولا من  وراي فيها، مرت سيدك التانية  ضيفة عندنا من الليلة دي   ٠ 

 خبطت سمحة على صدرها  في قوة صدر صوت الخبطة عالياً صاحت سمحة  عدم تصديق :

_جد يا ستي!؟ 

أشارت داليا لها أن تنهض من مكانها وقالت:

_قومي شوفي شغلك في المطبخ، ولسانك بعد كدا تتحاسبي عليه٠

في اول لحظات الشفق كانت داليا قد أخذت حمام منعش، استمعت إلى صوت سيارة قاسم وهي تدخل السرايا، أدركت أنه جاء ب ميرال، اختارت أن ترتدي ثوب أنيق يظهر جمال جسدها، تركت شعرها الأسود الناعم  بلا قيود خلف ظهرها، انتظرت صعود قاسم إلى غرفتها،  وأخبرها في هدوء:

_ميرال تحت٠ 

هزت داليا رأسها بلا كلام، ثم سارت إلى جواره إلى أن خرجوا من الغرفة، توقفت  خطوات داليا في منتصف الطابق الثاني تجاورها خطوات قاسم  واطلت من شرفتها إلى أسفل،كانت ميرال تقف إلى جوار إحدى المقاعد، 


تلاقت أعين ميرال وداليا دقيقةةواحدة، كان المكان قد تحول فجأة  إلى الصمت والسكون الثقيل ، قبل أن تقول ميرال في صوت هاديء تحاول أن تكسر حاجز  الصمت الثقيل المشوب بالترقب:

_مساء الخير٠ 


لم تجب داليا، كانت تنظر إلى وجه ميرال، في حين ضغط قاسم يده في رفق شديد على يد داليا، نظرت داليا إلى قاسم وقد فهمت أنه يحثها على الرد على ميرال ، فقالت في صوت مرتفع:

_مساء النور٠


 هبطت داليا بجوار قاسم  إلى أسفل،  ألقت داليا نظرة على حقيبة الملابس الخاصة ثم  صافحت يد ميرال  في برود و في هدوء شديد،  

ثم أشارت لها بالجلوس  

وهي تقول:

_أنا چهزت ليك اوضة الضيوف علشان تقعدي فيها٠ 

ثم أشارت إلى إحدى الغرف في إتجاه اليمين وقالت:

_هناك٠

هتفت داليا في صوت مرتفع:

_دلال،نبوية،تعالوا حطوا شنطة الست في أوضتها هناك٠ 


❈-❈-❈



( مستشفى الامراض النفسية والعصبية، العيادة الخاصة ب الدكتورة فاطمة ) 


رحاب:

_اخنا جايين النهاردة يا دكتورة فاطمة وعايزين نقعد وياها٠

منة في لهجة توسل:

_ايوا يا دكتورة، عايزن نكلمها و نطمن عليها٠

حور:

_نفسي اسمع صوتها واطمن عليها، مش كفاية عليها أكدا في المشفى٠


نظرت لهم الطبية فاطمة في هدوء وقالت:


_و الله أنا شايفة أن رويدا مش بتتحسن بس بردوا في نفس الوقت حالتها ثابته من يوم ما جت٠


رحاب في لهجة عدم فهم حقيقي:

_يعني اي؟! احنا مش فاهمين حاجة٠


منة في لهجة خوف:

_فهمينا يا دكتورة، ولو هي محتاجة علاج نجيبه من مصر أو من أي مكان هنجيبه٠


حور:

_عرفينا كل حاجة عنها، واي حاجة هي محتاجاها هنعملها٠ 


فاطمة أخرجت بعض الأوراق ونظرت بها، كانت تراجع بعض البيانات الخاصة ب رويدا وقالت

_اخر تقرير كان امبارح أهو، مافيش فيه جديد٠

صمتت فاطمة دقيقة كانت شقيقات رويدا ينظرون لها في خوف مما دفعها أن تعقب:

_بصراحة أنا كنت متوقعة أن العلاج هنا ياخد اسبوعين وتخرج، بس انا اتفاجئت بيها مافيش استجابة، ودي حاجة بتحصل اوقات، مش هضحك عليكم، مش كل الناس بتسجيب للعلاج النفسي بسهولة، 

كله حسب وقع الصدمة عليه، ورويدا عندها صدمة  جابت لها انهيار عصبي، احنا اديناها مهدئات كتير، وكان كل خوفي عليها بعد كدا أنها تلجأ للا نتحار، علشان كدا كان في تشديد عليها،  وبعد كدا هي دخلت في مرحلة  زي انفصال عن الحياة،  رويدا  رافضة أنها ترجع للواقع، مش بتستجيب، بس الحالة ثابته، يعني مافيش محاولة منها لايذاء نفسها بدني، مع انها يتعاقب نفسها ذهنياً وفكرياً كمان٠


تبادلت الشقيقات النظرات بينهم في حين قالت رحاب:

_يعني اي بتعاقب نفسها ذهنياً؟! 

تنهدت الطبيبة فاطمة في حزن وقالت:

_الدكاترة النفسيين اللي متابعين الحالة، بيقولوا أنها فاصلة نفسها عن عالمنا، داخلة جوا قوقعة خاصة بيها،  رافضة تستجيب لاي حاجة علشان تخرج برا القوقعة والشرنقة  دي وترجع للحياة تاني، وقفت أدركها كله جوا الشرنقة، الصمت دا مخيف، لأن مش عارفين الشرنقة جواها اي؟  الحالة ممكن يظهر فيها خلل فجأة، ممكن يكون خداع لينا وبعد كدا هتأذي نفسها، أو تفضل كدا طول العمر، في حالة عدم وعي للحياة كلها ٠

حور قالت في صوت منخفض بعض الشيء وكأنها تحدث نفسها:

_يعني متوهة! لا عارفة هي فين ولا هي مين؟! 

مش في دنيتنا احنا٠ 


هزت الطبيبة فاطمة رأسها علامة الموافقة على كلمات حور وقالت:

_مظبوط كدا، بس لو الحالة دي حصل فيها خلل احنا مش عارفين اي اللي ممكن يحصل٠ 


منة في لهجة توسل ولهفة:

_والحل اي؟؟


نظرت  الطبيبة فاطمة إلى رحاب وقالت:

_رويدا لازم ترجع للوضع اللي كان قبل الصدمة، قبل رفضها للحياة، قبل الانهيار العصبي،  لازم ترجع وإلا هتفضل كدا في العالم بتاعها رفض الاستجابة للحياة، أو تعريض نفسها للعنف البدني ومحاولة الانتحار٠


منة نظرت إلى الطبيبة وقالت:

_يعني ترجع ل قبل ليلة الخناق مع ابوي، الله يسامحك يا ابوي على عمايلك فيها٠ 

حور قالت في لهفة:

_يعني لو خدنا رويدا البيت وأبوي كلمها وصالحها، هترجع زي الاول؟

هزت الطبية فاطمة رأسها في علامة الرفض:

_محتاجة ترجع ل نفس الظروف والواقع اللي كانت فيه  قبل يوم الخناقة دي٠

  حين قالت رحاب وقد فهمت كلمات :

_رويدا محتاجة الامل اللي ضاع منها يرجع ليها تاني، مش محتاجة السبب اللي ضيع منها الأمل دا٠

نظرت فاطمة إلى رحاب في نظرة اعجاب وقالت:

_برافو عليك يا رحاب انك فهمتي٠


انحدرت الدموع من عيني رحاب وقالت:

_ دي خيتي، انا احس ب رويدا، اقرب واحدة ليها كنت أنا، سرها كان معاي، واعمل اي حاجة عشانها، كل سرها كان معاي، اللي بيزعلها واي اللي بيفرحها أعرفه، أنا عارفة رويدا محتاجة اي٠

 منة نظرت إلى رحاب في حيرة  وقالت:

_محتاجة اي يا رحاب؟

تنهدت رحاب تجاهلت كلمات شقيقتها، ثم نظرت إلى الطبيبة فاطمة وقالت:

_ممكن نطل عليها؟  نشوفها ولو من ورا الشباك زي كل مرة٠

نهضت الطبيبة من مكانها وقالت وهي تستعد للخروج بهم:

_ايوا ممكن تشوفوها، مش من ورا الشباك،  من مسافة قريبة كمان٠


داخل غرفة رويدا، كانت رويدا تجلس على الفراش دون حركة، عيناها  فقدت بريقها، فقدت الكثير من وجهها كذلك، صوت خطوات شقيقتها في الغرفة والجلبة التي احدثوها لم تتحرك من مكانها، وضعت رحاب يدها على شعر رويدا وقالت:

_رويدا احنا كلنا هنا، أنا ومنة وحور، كلنا نفسنا ترجعي ويانا، نرجع زي الاول ل بيتنا و لمتنا٠

ولكن وضع رويدا لم يختلف بعد كلمات رحاب، لم تتحرك من مكانها، ولم تنظر نحو شقيقتها، في حين قالت الطبية فاطمة:

_هي مش حاسة بحد ولا عارفة حد٠

حور أمسكت يدها في هدوء وقالت في استجداء :

_بس هي اكيد تعرفني، أنا حور يا رويدا٠ 

منة اكتفت بالجلوس إلى جوار رويدا ولم تتحدث، فلقد أيقنت أن كلماتها لن تجدي نفعاً لن تستجيب شقيقتها، أشارت الطبيبة لهم بالخروج وقالت:

_في مرور طبي بعد دقايق٠ 


خرجت الشقيقات الثلاث، قاموا على شكر الطبيبة فاطمة، ثم توجهوا إلى الخارج، قالت منة وهي تنظر إلى غرفة شقيقتها:

_حد كان يصدق أن رويدا  اشطر واحدة فينا في العلام، عقلها يروح منها كدا؟ يا خسارتك يا زينة البنات في الجنان٠ 

حور هتفت في لهجة أسف:

_يا حبيبتي يا خيتي الحزن كله صب في جسمك وعقلك صب٠ 

رحاب قالت في لهجة تحذير:

_بلاش تعديد ونواح منك ليها،  حد يسمعكم وحسك عينك انت وهي حد يعرف عن خيتك شي، لا قريب ولا بعيد٠

حور في لهجة اعتراض:

_بلاش نتصعب على اختنا!؟ اومال نعمل اي؟ 

منة وهي تنظر إلى رحاب في عتاب:

_ريت في أيدينا حاجة نعملها، حتى الدكاترة مش لاقين ل خيتك مخرج، ولا عارفين ليها دوا٠ 


أشارت رحاب إلى إحدى سيارات الأجرة وقالت:

_أنا اللي هعمل، مش هفوت رويدا كدا ورا حيطان مستشفى لحد ما عمرها يروح منها، كفاية وشها دبل وجسمها دبل على عوده،  ومش عايزة واحدة فيكم تتكلم نص كلمة، دلوقت يا لا على بيوتكم وأنا من الفجر هتصرف٠

منة قالت في لهجة توسل:

_ أنا واعية انت ناوية على اي، بلاش يا خيتي، بلاش ، خايفة عليك تروحي تعشمي وترجعي زي ما رحتي، ترجعي مكسورة الخاطر٠  


( المكتب الهندسي الخاص ب منذر) 


 سها دلفت إلى مكتب منذر الذي كان يعطي كل تركيزه إلى إحدى التصميمات ثم قالت:

_في واحدة برا عايزة تدخلك ضروري، بس هي لهجتها وهيئتها بيقولوا انها مش تبع اي شركة أو مؤسسة، ولغتها كمان صعيدية٠

منذر رفع رأسه لها وقال:

_ الصعيد مدام من قبلي، بلدياتي يعني،  خليها تدخل دي مش محتاجة إذن٠


رحاب نظرت إلى منذر ثم قالت:

_تعرفني ولا اعرفك بنفسي يا بشمهندس منذر ؟!

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية حرب نواعم لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة