رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 28 - الأثنين 13/5/2024
رواية رومانسية جديدة حرب نواعم
(قواعد عشق النساء)
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
حرب نواعم (قواعد عشق النساء)
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثامن والعشرون
تم النشر الأثنين
13/5/2024
(ميرال وقاسم في مكتب الإدارة في المصنع السكر)
قاسم:
_مشكلة الكهربا اتحلت خلاص، لما الاستاذ زويد راجع السداد الخاص بوالدك طلع فعلاً أنه مسدد كل الفترة اللي فاتت، دي غلطة موظف، يمكن تشابهه رقم في رقم التحصيل كان قبل أو بعد رقم والدك ودا هو اللي سبب اللخبطة دي، بالعموم زويد الجميعي رئيس هيئة الكهربا، بيعتذر عن الخطأ دا نيابة عن الموظف٠
ميرال:
_طيب والمحضر؟
قاسم:
_اعتبريه مجاش دا كلام زويد الجميعي بنفسه، ومافيش داعي للقلق٠
صمتت ميرال لحظة ثم قالت في لهجة شك:
_مافيش داغي للقلق!؟
قاسم:
_ايوا مافيش داعي للقلق، يعني وارد في أي مكان بني ءادم يغلط، ودي غلطة من عندهم هم، وهم هيصلحوها٠
تنهدت ميرال في حزن مما دفع قاسم أن يتابع:
_يعني بلاش دماغك تقولك أن في حد ورا الموضوع دا، دي غلطة موظف مش اكتر ولا اقل٠
ميرال وهي تنظر له في هدوء:
_احتمال كبير يكون غلطة موظف فعلاً، لأن أخواتي سافروا امبارح بليل لندن٠
نظر لها قاسم في إهتمام ثم فكر قليل وقال:
_اخواتك جم سلموا عليك قبل ما يسافروا؟
هزت ميرال رأسها علامة النفي وقالت:
_لا أبداً، أنا كنت بتصل امبارح على جلال علشان اخده رأيه في حاجة قالي أنه هو وجاسر بعد ساعة هير وحوا على المطار٠
قاسم:
_ومنتظر يرجعو امتا؟
ميرال:
_يعني بعد شهر تقريباً٠
قاسم نظر لها في عمق ثم قال:
_كنت طلبت منك تفكري في موضوع جوازك مني٠
سادت لحظات صمت فجأة في المكتب، صمت ثقيل، قبل أن يقول قاسم:
_لو انت رافضة:::::
ميرال في صوت متردد:
_مش مسألة رفض، أنا دماغي بتفكر في حاجات كتير٠
قاسم وهو يحثها على الحديث:
_زي اي؟!
ميرال وهي تنظر له في حيرة:
_بفكر في الإنسانة اللي هدخل حياتها، هتعامل معاها ازاي؟ و ازاي هكون زوجة تانية؟ الحياة هتكون ماشية ازاي؟ حاجات كتير بفكر فيها٠
قاسم:
_طيب المبدأ كدة موافقة ولا اي؟
اخفضت ميرال رأسها خجل مما دفع قاسم أن يكمل:
_السكوت علامة الرضا، وعلشان أكون واضح معاك من اول نقطة لآخر نقطة، مرتي وبنت عمي هتفضل مرتي وعلى ذمتي مافيش عندي نية اني اسيبها٠
اعترضت ميرال في رفق:
_وأنا مش وقحة علشان اطلب منك تسيبها، وتمسكك بيها بيخليني أعرف أنك مستحيل تتخلى عني في المستقبل أنا كمان، فكرة أن كل واحدة فينا واضحة للتانية حاجة مريحة ليا أنا مش هتجوز في السر، ولا هشيل ذنب اني بسرق من حق واحدة تانية، أنا بس عندي قلق من حاجات تانية، نظرتها ليا، تقبلها للوضع كله٠
اخذ قاسم نفس عميق ثم تابع:
_ومش هقول أن الأمر سهل عليها، مش هخدعك شيء صعب عليها، بس انا عارف يا ميرال أن عقلك كبير، أنت قادرة تديري مسئوليات مصنع ومحل وورشة، عندك صبر في التعامل مع الناس، وأنا متأكد هتلاقي طريقة مرنة تتعاملي بيها مع داليا، والعيلة اللي أنت محتاجة ليها هتلاقيها وياي أمان وحماية، انت هتكوني مرات قاسم الجارحي ٠
شردت ميرال لحظات ثم قالت:
_تعرف يا قاسم أنا موافقة على الجواز منك ليه؟
قاسم في هدوء:
_عارف٠
ميرال في دهشة :
_عارف؟
قاسم:
_عارف وفاهم يا ميرال، فاهم كويس اوي، أنك تديني سر همومك وأنت عارفة ومتاكدة اني مش هسيبك غير ما المشكلة تنحل، دا معناه ثقتك كلها فيا أنا، وهو دا السبب الأول اللي خلاك توافقي على الجواز ٠
تنهدت ميرال وقالت:
_طيب دا السبب التاني، دي حقيقة أنت الشخص الوحيد اللي بعد بابا اللي بثق فيه، الشخص الوحيد اللي وجوده جنبي خلاني اقدر أكمل مواجهه كل حاجة٠
نظر لها قاسم في هدوء، في حين قالت هي:
_مسألتش عن السبب الأول؟
قاسم في ثقة:
_عرفته ب الاحساس٠
ابتسمت ميرال في خجل في حين قال قاسم:
_طيب كدا أنا همشي بالأصول و انتظر رجوع اخواتك من السفر و هطلب يدك من أخواتك٠
ميرال وهي ترفع يدها علامة اليأس:
_أخواتي رافضين٠
قاسم قال في دهشة وحيرة :
_رافضين من قبل ما يعرفوا؟
تنهدت ميرال في حزن وتابعت:
_كنت بكلمهم امبارح علشان اقول لهم أن في عريس متقدم لي، من قبل ما يعرفوا أي تفاصيل عن العريس، مسألوش عن اسمه ولا وظيفته، ولا اهتموا يعرفوا في اي؟ قالوا لو عايزنا نشرفك و نقابله لو عايزنا نوافق على جوازتك، اتنازلي لينا عن كل أملاك أبونا، غير كدا متكلميش في حاجة٠
صمت قاسم لحظات يفكر في تفكير أبناء زهران، إلي هذا الحد يمكن أن يصل الجحود؟ إلى هذا الحد يمكن أن تبلغ قساوة القلب؟ إلى هذة الدرجة يعمي المال البصر ويحيل صلة الرحم إلى كراهية؟ هنا يصبح ل المال لعنة، حين يبيد أواصر الأخوة، ويحيل صاحبة إلى آلة مجردة من الإحساس تسعى فقط إلى جمع المزيد والمزيد دون أن تكتفى بما اخذت وحصلت عليه
قاسم نظر في وجه ميرال الذي اكتسى بخيبة الأمل والخذلان:
_طيب أنا مستعد اعوضك بالشبكة والمهر الكبير و اتفقي وياهم و اتنازلي ليهم عن المصنع، أو شوفي لو ياخدوا الورشة٠
شعرت ميرال بألم يجتاح كيانها، غصة حسرة عميقة تخترق فؤادها وقالت في شجن:
_أشتري ودهم بفلوس!؟ طيب دا علشان يوافقوا يقابلوك، و أتنازل عن أي كمان علشان يحضروا شبكتي؟ أو يحطوا أيديهم في ايدك؟ الورشة مثلاً وبعدين المحل وبعدين الفيلا وبعدين أتنازل عن أي كمان؟ ادفع فلوس علشان أشوفهم ويقولوا للناس راضين عنها؟ وادفع كمان علشان يظهروا في حياتي، اخواتي سابوني من زمان يا قاسم، من قبل ما بابا يموت وهما مش معترفين بيا، وبعد ما مات فكروا ازاي يتخلصوا مني علشان كل حاجة ترجع ليهم، حاربوني بدل ما يعوضوا حرماني من بابا، فكروا يأذوني بكل طريقة، فكروا يجنونوني، تفتكر هما لسه فاكرين أن ليهم اخت؟ طول عمرهم ناكرين وجودي، وزاد انكارهم ليا بأفعالهم بعد ما بابا مات، لا يا قاسم أنا مش محتاجة ليهم في حياتي، بالعكس أنا لازم أخرجهم من حياتي٠
اعترض قاسم في لهجة تحذير:
_ايوا بس::::
هتفت ميرال في لهجة توسل:
_متطلبنيش منهم يا قاسم، متعرضش نفسك للرفض، لأنهم هيرفضوا مهما قلت لهم ومهما حاولت تقنعهم، رفضهم مش هيتحول موافقة غير برجوع الأملاك اللي بابا كتبها ليا ليهم، جاسر وجلال مش في دماغهم سعادتي فين، جلال وجاسر بيفكروا خططهم اكتملت ولا لسه، جوازي بقا صفقة ليهم، صفقة لازم أخضع فيها لإجبار، صفقة و مساومة كمان ، بلاش تستني منهم كلمة قبول يا قاسم لأنهم مش هما اللي ليهم حق قبول أو رفض، أنا زي ما قدرت ادير اموري من غيرهم، هكمل حياتي كلها من غيرهم، وأمر جوازي منك القرار فيه ليا أنا، وأنا وافقت اكمل حياتي معاك٠
الغردقة بعد مرور أسبوع
قاسم ينظر من شرفة غرفة الفندق إلى البحر،
ميرال تقف خلفه مباشرة:
_سىرحان في اي؟
أدار قاسم وجه لها ثم ابتسم وقال في صوت منخفض بعض الشيء:
_بفكر في كل حاجة جت بسرعة جوازنا و الاسبوع اللي عدى علينا هنا وخلص بسرعة٠
نظرت له ميرال في عمق ثم قالت:
_هنرجع البلد!؟
هز قاسم رأسه علامة الموافقة وتابع:
_عارف أن المفروض يكون شهر عسل، بس لازم ارجع البلد ورايا مشاغل كتير٠
ميرال في لهجة استسلام:
_خلاص نرجع٠
قاسم نظر إلى البحر ثم قال:
_هوصلك الصعيد الأول وارجع مصر ٠
ميرال في لهجة تساؤل:
_مصر!؟
قاسم في لهجة تصميم وحسم:
_هجيب داليا٠
❈-❈-❈
اتجهت داليا نحو باب الشقة حتى تقوم على فتحه وهي تقول:
_طيب يا منذر هافتح أهو مستعجل أوي كدا ليه نسيت مفتاحك ولا اي؟
تراجعت داليا خطوة إلى الخلف حين شاهدت وجه قاسم يقف أمامها وقالت في صوت يحمل حسرة وحزن عميق:
_قاسم! منذر مش هنا
تأمل قاسم وجه داليا ثم أخذ نفس عميق وقال:
_عارف أن منذر مش هنا، اي مش هتدخليني البيت يا داليا، أنت مرتي ولا نسيتي عاد؟
لم تتحرك داليا من أمام الباب تمنت أن تصرخ في وجهه أن يرحل بعيد ولكنها لم تستطع أن تفعل، ولقد فهم قاسم جيداً ما يدور في ذهنها فوضع يده على كتفها وقال:
_يااااه كل دا قساوة يا بنت العم؟
أزاحت داليا يد قاسم من كتفها وقالت في صوت حاولت أن يكون صافي ولكنه خان صاحبته وأظهر كل مرارة العالم به:
_جاي ليه يا عريس؟ جاي لمين؟ مرتك هناك في الثرايا، أنا فوتها لك خلاص وفوت كل حاجة تفكرني بيك، خلاص يا عمدة سبت لك البلد والعروسة الجديدة علشان تفرح وتسعدك
عايز اي تاني من داليا؟
نظر لها قاسم في عتاب ثم قال وهو ينظر إلى يدها التي ازاحتها من كتفه:
_يومين تبعدي عني يغيروك اوي كدا؟
همست داليا في صوت منخفض:
_انت اللي غيرتني يا عمدة، أنت اللي غيرت كل حاجة، سنين عمري كلها ضاعت معاك، خلاص يا قاسم كل حاجة انتهت
اوع تكون فاكر أن داليا
هتقبل بالإهانة أو هترضى تكون لعبة مركونة على الرف وقت ما تعوزها تشيلها وتحركها،و وقت ما تزهق
ترميها بطول يدك، أنا داليا الجارحي اللي بوست رأس ابوها علشان يتم الجوازة دي ولو نسيت يا عمدة يا كبير يا ابن الاصول؟
تحرك قاسم خطوة إلى داخل الشقة اغلق الباب خلفه قالت داليا في عصبية:
_منذر مش هنا قلت٠
تأمل قاسم وجه داليا ثواني ثم قال في سخرية:
_وانت عايزة منذر محرم بينك وبين جوزك؟ ولا عايزة منذر علشان خايفة من مشاعرك ليا يا مرتي؟
نظرت له داليا في استهزاء ثم تابعت:
_لا دا ولا دا يا عمدة أنا عايزة منذر علشان يتفق وياك على الطلاق، علشان أنا مش عايزة كلام تاني وياك، عايزة اعرفك اني بريتك من كل شي عندك
بس تطلقني٠
أمسك قاسم ذراع داليا بيده في رفق ثم سار بها إلى أقرب مقعد واجلسها أعلاه ثم قال:
_ولو قلت لك تحسي بيا، فكري في قاسم دقيقة واحدة بس، فكري في حرمانه من الواد، نفسي اسمع كلمة بابا، نفسي ارجع مرة البيت الأقي اللي من صلبي واللي من ضهري واقف يبص لي، عايز اشوف ان ليا ذرية، عايز اموت وانا عارف
ان ليا ابن يترحم عليا، لو بتحبي قاسم يا داليا فكري فيه لحظة واحدة بس، استحق يكون لي ولد ولا لأ؟ استحق يكون ليا في الدنيا ذكرى يكمل مشوار أبوه، لو مستحقش قولي لا متستهلش، قولي أني رضي وجاحد وقلبي قاسي وظالم وخلفي راح يكون ارضى مني، قولي ل قاسم ما تستاهل ولد ولا سند، قوليها يا داليا، قولي بكفاياك في الدنيا
ظلم، وأنا ساعتها يا بنت عمي أنفذ لك اوامرك٠
نظرت له داليا في عمق قبل أن تقول:
_أنت ناسي أن مافيش عيب، اوع تكون فاكر أن
عادل، لو بيا عيب كنت سكت ورضيت بس انا كمان محرومة من الخلف بسببك أنت، يعني اللي حارماني من الخلف هو أنت يا قاسم، وأنت فرضت رايك و اتجوزت، حجتك تخلي الكل يقف وياك، بس أنا عمري ما هصفي يا قاسم، ومش هرضى غير بالطلاق٠
نهض قاسم من مكانه غاضباً ثم قال في حدة:
_تطلقي ليه؟!
اخذت داليا نفس عميق ثم قالت:
_علشان دا حقي اني مكملش وياك على ضرة ٠
استطرد قاسم وهو يمرر يده في شعره في أسلوب تحفيز وقد نفذ صبره:
_وبعد ما تتطلقي٠
نظرت له داليا في عناد وقالت:
_اشوف حياتي واتجوز أنا كمان٠
أمسك قاسم ذراع داليا أجبرها على النهوض حتى تقف في مواجهته وقال في حدة:
_ومين يلمسك غيري؟ اتجننتي يا داليا! دماغك فيها اي؟
نظرت له داليا في تحدي واعقبت:
_وتحرمه عليا ليه وأنت حللته لنفسك؟
هز قاسم جسدها مرتين في عنف قبل أن يصرخ في وجهها:
_اقتلك قبلها، هقتلك يا داليا لو فكرتي فيها واشرب من دمك٠
نظرت له داليا في عتاب وحسرة ثم قالت:
_ وأنت لسه هتقت_لني؟ ما أنت قت_لتني خلاص، قتلتني من ساعت ما فكرت في غيري، دبحتني وأنت بتقولي هتجوز عليك، العذاب اللي شفته الأيام اللي فاتت خلاني أعرف أني مت، اني روحي خالص مش ف الدنيا دي، قلبي مات خلاص، يا ريتك ترحم جسمي دا اللي عايز ينول الموت ومش عارف، الموت بيريح كتير يا قاسم, الموت رحمة ريتك تخلص عليا ريحني من عذابك، كرهت عيشتي خلاص، اقتلني يا قاسم٠
ضمها قاسم إلى صدره في حنان حتى تهدأ ثورتها، حاولت داليا أن تبتعد عنه ولكنه احكم ضمة ذراعيه حول ج_سدها, همس في اذنها في عتاب:
_مين اللي قالك اني مش متعذب أنا كمان؟ بعادك عني تعبني خنقني ولا حد فينا مرتاح في بعادنا عن بعض، مش قادر اكمل حياتي وأنت بعيد عني أنا تايه من غيرك، فوت العروسة والدنيا وجت لك أنت، ما ليش عيش من غيرك، يا بت الناس افهمي أنا بفكر في اي؟ افهميني يا داليا، لو تفكري في قاسم دقيقة واحدة بس راح تحسي بالنار اللي فيا، بصات الناس كرابيح جلدتني، كل ما يشوفوني ماشي لحالي وسط الناس، زي ما يكونوا بيسألوني فين ولدك؟ فين اللي هيكمل بعدك؟ عايش في الدنيا بطولك، أنا تعبت من كوني لوحدي، تعبت من أن أمثل قدام الدنيا كلها اني صابر، صبري انتهى، حيلي انهد وحنيني للذرية خلاني أتجوز علشان أشوف
حتة مني على الأرض، ارحمي قاسم يا داليا، ارحميني، دا انا قاسم حب عمرك و واد عمك ٠
استكانت داليا بين ذراع قاسم، كانت تستمع إلى كلماته في صمت، ضعفت مقاومتها وهي تشاهد تشبثه بها، لمسه يده كانت تخبرها عن حجم اشتياقه لها، قاسم على حق هي لا ترغب في أي شخص سواه، لن تتزوج غيره لن يمتلك مشاعرها سواه، ما عانت منه الأيام الماضية سببه بعاد زوجها عنها، أنها تعترف بكل شيء إلى ذاتها الآن وهي بين ذراعيه أنها لن تعشق سوى قاسم ، همس قاسم في اذنها:
_أوعدك ألف وعد انك مش هتحسي بالفرق ولو ثانية واحدة، هتفضلي أنت الأولى وصاحبة الكلمة والمشورة، هتفضلي أنت حب عمري كله، هتفضلي في مكانك محدش هينازعك فيه٠
ساد صمت لحظات بينهم لا يزال قاسم يضمها بين ذراعيه يرفض أن يفلت ها، قالت داليا في هدوء:
_عايزني ارجع وياك البلد؟
وضع قاسم رأسه في عنقها وقال:
_نرجع بيتنا مالكيش غير بيتك، محتاج لك وياي العمر كله، مش هعرف اعيش من غيرك، لازم تكوني جنبي علشان اعرف أكمل ف الدنيا دي، علشان أعرف أعيش٠
أغمضت داليا عينيها في قوة ثم صرحت في لهجة تهديد :
_بشرط واحد٠
رفع قاسم رأسه إلى أعلى نظر في وجهها ثم قال في سرعة:
_كل شروطك أوامر٠
تنهدت داليا دقيقة ثم أكملت:
_الليل كله ليا أنا، مافيش جدول هيتقسم بينا يا قاسم، مافيش ليلة هنا وليلة هناك، مرتك التانية ليها النهار، نصه ربعه تلته، ساعة منه انتم حرين، بس الليل هو ليلي أنا داليا الجارحي مش هتستني ساعات ليها، داليا الجارحي مش هتقبل واحدة تانية تيجي تديها بواقي حب، النهار راح أفوته ليها هي بس الليل عمره ما هيكون لغيري وهو دا شرطي، ولو في ليلة واحدة بس يا قاسم
حصل دا مش هعاتب ولا هتكلم أنا ردي هيكون انفصال عنك، وأنت عارف و واعي أن رجوعي
مش ضعف يا قاسم، وةرجوعي ليك فرصة تانية ليك، علشان أرحمك أنت من عذابك، مش هقبل يكون فيه ذل ولا إهانة ليا، الليل ليا أنا وبس قلت اي؟
قبل قاسم يدها ثم أمسك وجهها بيده ثم قال:
_كل شروطك أوامر، الليل كله ليك أنت يا قلب قاسم٠
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية حرب نواعم لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية