-->

رواية جديدة أسيرة مخاوفبي لمنة أيمن - الفصل 2 - السبت 4/5/2024


قراءة أسيرة مخاوفي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أسيرة مخاوفي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن

الفصل الثاني 


تم النشر السبت

4/5/2024



قاطعهما صوت أكواب العصير المنكسرة التي سقطت من يد "سيلا" على الأرض فور سماعها ما تفوه به عمها،

ليرمقها "حسين" وهو يبتسم بحماس مُرددًا بسعادة: 


- أهي العروسة جيت أهي يا ستي.


حولت "زينات" نظرها نحو أبنتها وصاحت بحدة: 


- أدخلي أوضتك يا سيلا.


حاولت "سيلا" الاستفسار عما سمعته من "حسين" وعن أي زواج يتحدث، وعقبت بارتباك: 


- بس يا ماما أ...!


قاطعتها والدتها بحدة مانعة إياها من التفوه بكلمة بنبرة غير قابلة لنقاش مُصيحة بانفعال: 


- أسمعي الكلام. 


أومأت "سيلا" بالموافقة على حديث والدتها وسريعا ما توجهت نحو غرفتها فى صمت دون التفوه بحرف وهي لاتزال فى صدمتها، بينما "زينات" حولت نظرها مرة أخرى نحو "حسين" ويبدو على وجهها ملامح الغضب والضيق وهتفت بحدة: 


- أنت أتجننت يا حسين ولا كبرت وخرفت؟ عايز تجوز بنتي اللي عندها ١٨ سنة اللى لسه متعرفش يعني إيه راجل أساسا!!


عاد بظهره إلى الخلف على الأريكة مرة أخرى وكأنه يتحدث فى أمرًا عادي وأضاف ببرود: 


- براحة على نفسك شويه يا زينات البنت وهتفهم كل حاجة ومسيرها هتتجوز، والجوازه اللي أنا جيبهالها دي جوازه متتعوضش يبقى نستنى إيه بقى! ما نفرح بيها ونخلص من همها عشان نشوف اللي بعدها..


صاحت به مرة أخرى بغضب وحنق زاجرة إياه بانفعال: 


- وأنت مالك بهمها وهم اللي بعدها، كان حد عينك ولي أمرهم؟


أحتدت نبرته هو الأخر وشعر بالغضب من وقاحة حديثها معة وصاح بحدة وحزم:


- أنا عمها وفى مقام أبوها وليا الحق إني أختار اللي شايفه فى مصلحتها.


شعرت باحتقان الدماء فى عروقها، فهو يستغل كونه عم أبنائها ليتحكم فى مصيرهم ويدمر حياتهم، لتنهض من مقعدها بغضب وانفعال مُصيحة بانزعاج وحنق: 


- أمشي أطلع برا يا حسين وإياك توريني وشك تاني أبدا.


ضحك "حسين" بصوته كله مُسهزاءًا بحديثها وعقب بغرور:


- الظاهر كده إن الجلاله أخدتك ومش واخده بالك إنك بتطرديني من بيتي؟ أنتي ناسيه يا مرات أخويا إن دي شقتي وإن أنا اللي سيبهالكوا بس عشان عضم التربة.


صاحت به فى انفعال مُحاولة تذكيره بمال أبنائها الذي سرقه بانعدام ضمير:


- قصدك شقة أخوك اللي جاية بفلوس أخوك اللي كان مشاركك بيها قبل ما يموت وهي اللي جبتلك العز ده كله.


قابلها بثقة كبيرة مُعتمدًا على عدم وجود ما يثبت صحة حديثها مُردفًا بوقاحة:


- أثبتي يا زينات، لو فيه ورقة واحدة بس تثبت اللي بتقوليه ده هديكي كل حاجة، لكن للأسف مفيش ما يثبت الكلام ده، وعطف مني سايبكوا تقعدوا فى الشقة دي وبصرف عليكوا كمان.


لمعت عينيها بدموع الكسرة وقلة الحيلة شاعرة بكثير من الظلم والاستغلال مُعقبة بحزن: 


- تقوم تدفع بنتي التمن يا عديم النخوة! ذمبها إيه تبيعها فى صفقة من صفقاتك! ذمبها إيه؟ حرام عليك حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا ظالم.


نهض من مقعده زافرًا بملل وضيق زاجرًا إياها بنبرة حازمة غير قابلة لنقاش: 


- أسمعي يا زينات البنت هتتجوز وكل اللي هتحتاجه أنا متكفل بيه، يا كده يا تاخدي عيالك وتشوفيلك مكان تاني تقعدي فيه، وتشوفيلك حد تاني يصرفلك عليهم وعلى تعليمهم عشان أنا هكون وقتها مش عايز أشوف وش حد فيكوا نهائي، عقلك فى راسك تعرفي خلاصك.


أنصرف من المنزل وتركها خلفه فى هذه الحيرة مُجبرة على الاختيار بين أمرين لا ثالث لهم، أن تُدمر حياة أبنتها وتظلمها بزواج فى ذلك السن وأن تقضى على حلمها، أم ترفض طلبه وتدمر حياة أبنائها أجمعين ولا تنجي أحدًا على حساب أحد، تنهدت "زينات" والدموع ترقرقت فى عينيها متمتمة بقهر: 


- حلها من عندك يارب.


بينما أرتفعت يد "سيلا" التي كانت تقف وتستمع لكل ذلك الحديث ومسحت عينيها التي أنهمرت من الدموع بعد أن تأكدت من نهاية مصيرها..


❈-❈-❈


كان "فريد" يجلس فى مكتبه يفكر فى رد "يوسف" وردة فعله من حديثهم ليلة أمس، ضغط على الزر أمامه مُستدعيًا سكرتيرته وبعد ثوان قليلة دلفت المكتب مُردفة باحترام: 


- تحت أمرك يا فريد بيه!!


هتف "فريد" بحدة ويبدو عليه التوتر أمرًا إياها بانزعاج: 


- بلغي يوسف إني عايزه وخليه يجيلي حالا.


اومأت "هند" برأسها موافقة على حديث "فريد" مُرددة: 


- حاضر يا فندم.


خرجت وأتجهت سريعًا نحو مكتب "يوسف" كي تخبره بالمجئ الى مكتب والده، طرقت باب مكتبه وأنتظرت إلى أن سمح لها بالدخول وهو فى قمة غضبه، دلفت المكتب مُردفة بارتباك من هيئته الغاضبة:


- فريد بيه عايز حضرتك يا يوسف بيه.


أغمض عينيه بغضب وانزعاج وهتف بحدة: 


- روحي وأنا جي دلوقتي.


أومأت له "هند" بالموافقة وسريعًا ما خرجت من مكتبه، بعد قليل خرج هو الأخر من مكتبه وتوجه نحو مكتب "فريد"، ثم طرق الباب وثوان وسمح له والده بالدخول. دلف المكتب وهتف بملل: 


- قالولي إنك عايزني.. خير!


هتف "فريد" مستفسرًا بلهفة يُحاول إخقائها: 


- قررت إيه!! 


رفع "يوسف" حاجبيه باستنكار مُصطنع عدم الفهم مُرددًا ببرود: 


- فى إيه!!


شعر "فريد" بالغضب من مراوغة أبنه له ليهتف بحدة:


- فى جوازك اللي بعد شهر!! 


أحتدت ملامح "يوسف" بغضب مماثل لغضب والده وصاح بانفعال:


- أنا مش عايز أتجوز، سيبني فى حالي بقى أنا حر، أنت هتتحكم كمان فى حياتي؟


تنهد "فريد" بهدوء أعصاب على عكس ما بدخله من غضب وانزعاج وأردف ببرود: 


- وأنا قولت اللي عندي، يا تتجوز يا تشوفلك أب تاني، عشان أنا بكره اللي بيعصى أومري.


تنهد "يوسف" باستياء وقد أضطر أن يستسلم لهذا القرار الذي أتخذه بينه وبين نفسه ليردف بغضب وتوعد: 


- ماشي، وأنا موافق.


أعتدل "فريد" فى جلسته بعد ما أستمع لما قاله "يوسف" مُستفسرًا بلهفة يحاول إخفائها: 


- موافق على إيه؟


زفر "يوسف" بملل من أساليب والده وهتف بتفسير:


- موافق أتجوز، بس على شرط.


نظر "فريد" نحوه بشك وأضاف باهتمام: 


- شرط إيه؟


أضاف "يوسف" بحدة وإصرار مُردفًا بحزم:


- مفيش أطفال.


نعم شعر بالحزن من شرط أبنه ولكن إذا ناقشه فيه يمكن أن يرجع فى قراره ويرفض الزواج ،أضطر "فريد" بأن يوافق أبنه وهتف بهدوء:


- دي حاجة ترجعلك أنت ومراتك، وأنت حر فيها.


شعر "يوسف" بالغيظ من طريقة والده وموافقة على شرطه دون نقاش ليردف بحنق: 


- وأنا موافق.


شعر "فريد" بالسعادة على موافقته ليردف بابتسامة مُستفسرا:


- مش عايز تسال عن عروستك أو تعرف عنها أي حاجة! أسمها إيه؟ أو عندها كام سنة؟ أو بنت مين؟! 


هز "يوسف" كتفيه بعدم اهتمام وأضاف بلا مبلاة: 


- أكيد فريد بيه أختار بنت من بنات رجال الثراء الفاحش خريجة أكبر جامعات أمريكا اللي هيكونوا أفضل سيدات مجتمع، بس كل ده ميهمنيش هي نفسها هتبقى زي عدمها عندي، ولا كانها موجوده أصلا.


ضحك "فريد" بستهزاء على حديث أبنه وعقب بسخرية:


- وتفتكر واحدة بالموصافات دي هتقبل بيك أنت على إيه؟


❈-❈-❈


الصفحة الثانية


شعر "يوسف" بأن هناك شئ غريب فى حديث والده وشعر بالاستغراب وعدم الارتياح لهذا الحديث ليردف باستنكار:


- قصدك إيه يعني مش فاهم؟


أبتسم "فريد" بهدوء إلى أبنه وأجاب بثبات: 


- أقصد إن مفيش واحده كبيرة وناضجة ممكن تقبل بزوج فلاتي وبايظ زيك، عشان كده لازم تتجوز بنت بعيده عن طبقتنا ومتعرفكش أصلًا، عروستك أسمها سيلا وتبقى بنت أخو حسين شركنا فى الشركة وعندها ١٨ سنة.


وقعت هذه الجملة الاخيرة على مسمع "يوسف" مثل الصاعقة الكهربئية، ماذا قال والده لتو! أسيزوجه من مراهقة، نعم هى صغيرة جدًا بالنسبة له ولم يتخيل هذا السن قط، صاح "يوسف" فى وجه والده مُردفًا بصدمة:


- ١٨ إيه!!!!


حاول "فريد" تهدئته وجعله يتقبل الأمر مُجيبًا بهدوء: 


- أنا كمان أستغربت زيي زيك كده بالظبط فى الأول، بس لما حسين أقنعني إن هو ده فعلا الحل الوحيد لبوظانك وإنها الوحيدة اللي ممكن تقبل بقرفك اللى مفيش واحدة تانيه هتستحمله، وإنها هتكون مشغوله فى دراستها فمش هتكون مركزه معاك تسأاك رايح فين وجي منين؟ يعني أعتبره جواز على ورق بس.


فى البداية رفض "يوسف" بشدة ولكن بعد محاولات عدة من والده بتجميل وتزين تلك العلاقه فى عينيه وبعد أن فكر فى هذا الأمر، أقتنع عندما أدرك أن تلك الزيجة فى صالحه، لن يُقيد باي شئ من قيود الزواج فهي صغيرة ولن تزعجه مثلما ستفعل أي فتاة أو إمرأه أخرى، ليهتف فى النهاية باستسلام: 


- موافق.


أبتسم "فريد" له بسعادة مٌعقبًا بحماس: 


- طب أعمل حسابك هنروح الخميس الجاي عشان تشوفها ونتفق على كل حاجة.


أغمض الأخر عينيه بملل وردد باستفسار: 


- لازم يعني أجي معاكوا؟


أجابه "فريد" بإصرار مُعقبًا بمشاكسة: 


- أيوه طبعًا لازم تيجي، كمان عشان تشوفها وتشوفك، مش جايز متعجبهاش؟


رمقة "يوسف" بانزعاج من مراوغته وهتف بنفاذ صبر: 


- حاضر، أي أوامر تانيه؟ 


أشار له "فريد" بيدة سامحًا له بالذهاب مُعبًا بلا مبلاة مُصطنعة: 


- لا خلاص تقدر تتفضل.


خرج يوسف من المكتب وهو فى قمة غضبه وانزعاجه من والده، بينما جلس "فريد" مع نفسه ليهنئها بزواج أول أبن له وأول فرحته ويتمنى له الحياة السعيدة.


❈-❈-❈


جالسه بغرفتها تبكي بشدة على ما سمعته من حديث والدتها وشقيق والدها، لقد هددها بمستقبل أشقائها وإنه سيتخلى عنهم ويلقي بهم إلى الشارع، سيأحذ منزلهم ولكن إلى أين سوف يذهبون؟ ماذا عن شقيقها وجامعته وحلمه فى أن يصبح مُهندسًا! وشقيقتها التي التي لا تزال فى الصف الأول بمرحلة الثانوية العامة وحلمها فى أن تصبح رسامة مشهورة!


ولكن ماذا عن حلمها هي؟ إذا رفضت طلب عمها هل ستتمكن من أن تصبح طبيبة فى يومًا ما؟ بالطبع لا، وحتى إن وافقت على طلبه لن يحدث، لقد تحطم حلمها بالكامل، ولكن ماذا عن أشقائها؟


أتخذت قرارها بعد وقت طويل فى التفكبر، على كُلًا تحطيم حلم واحد أفضل من تحطيم ثلاث أحلام وكسرة قلب أمًا على ضياع مستقبل أبنائها، قررت أن تدمر حلمها أهون عليها من أن تدمر أحلام أشفائها وهذا ما ستفعله دون تراجع.


أيًا كان ما سيحدث ستتخلى عن حلمها، ستفارق حضن والدتها ودفئ أشقائها، وتذهب لذلك المجهول، ستذهب لتعيش مع شخص لا تعرفة ولا يعرفة، ستعيش بمكان بعيد عن مزلها، ستعايش أشخاص لا تعرفهم، ترى ما يخبئه لها القدر أيضًا؟



خرجت من غرفتها وتوجت إلى غرفته والدتها التي مازالت تفكر فى حل لتلك المشكلة الكبيرة التي وقعت فيها ولا تجد لها مخرجًا، قطع تفكيرها صوت طرقات على باب غرفتها، لتهتف بحزن:


- أدخل..


دخلت "سيلا" وظلت واقفة بجانب الباب وأضافت باستأذان:


- ممكن أتكلم معاكي شويه يا ماما! 


أومأت لها والدتها بحسره تحاول إخفائها وهتفت بهدوء: 


- تعالي يا سيلا، عاوزه تقولي إيه يا حبيبتي؟ 


أضافت "سيلا" دون مقدمات: 


- أنا موافقة يا ماما.


صُدمت والدتها مما تفوهت به وهتفت مستفسرة بمفاجأة:


- موافقة على إيه؟


أجابتها "سيلا" بتوضيح وعينيها لا تفارقا الأرض مُرددة: 


- موافقة على موضوع الجواز اللي عمى قال عليه.


صاحت "زينات" بألم مُستشعرة كسرة أبنتها مُردفة برفض:


- لا يا سيلا أنا عمري ما هوافق على كده أبدًا.


عقبت "سيلا" باصرار مُحاولة إقناع والدتها وعدم إشعارها بالذنب فى هذا الأمر مُردفة بتوضيح:


- بس أنا هوافق يا ماما، هوافق عشان سليم وسيليا، هوافق عشان مستقبلهم، عشان ميترمطوش فى الشارع، لازم أوافق يا ماما عشان الكل.


ازدادت حسرة "زينات" على أبنتها التي تتحدث وكأنها فى الثلاثون من عمرها ومسؤلة عن أشقائها، بينما هي لاتزال صغيرة جدًا على تضحية مثل هذه، وأضافت بألم: 


- أنتى ملكيش ذنب تحملي نفسك مسؤلية زي دي يا سيلا وأنا مش عارفة أعمل إيه يا بنتي؟ خايفة أظلمك وتكرهيني بعدين.


صاحت "سيلا" برفض وأنفجرت فى البكاء مُعلنا عن إستسلامها وقرارها النهائي فى هذا الأمر مُرددة:


- عمري ما أقدر أكرهك يا ماما، بس أنا لازم أعمل كده، أتصلى بعمي وقوليله إننا موافقين، عشان سليم وسيليا وعشانك يا ماما، وعشان كلنا منترميش فى الشارع.


احتضنت "زينات" ابنتها وأخذت تبكي هي الأخرى مُستسلمة لذلك الأمر مُردفة بقلة حيلة: 


- على عيني يا بنتي والله، على عيني..



❈-❈-❈


كان جالسًا برفقة زوجته يتناولون الغداء ليلاحظ عدم وجود ابنه على المائدة، ليوجه حديثه نحو زوجته مُردفًا باستفسار: 


- عمر فين يا هدى؟ 


أبتلعت الطعام الذي فى فمها وأجابته بهدوء: 


- كلمته من شوية قالي إنه مع صحابه وهيتغدى برا النهاردة.


كاد أن يُعقب بغضب إلى أن أوقفه إتصالا من "زينات"، ليتوقف عن تناول الطعام وأسرع فى الرد عليها ليعرف ردها على أمر زواج ابنتها مُردفا بحماس: 


- قررتي إيه يا أم العروسة؟


تنهدت "زينات" بيأس وقلة حيلة أمام إصرار "حسين" فى تحطيم أمال وأحلام أبنتها وهتفت بحزن: 


- أحنا موافقين يا حسين.


صاح "حسين" بسعادة وفرح مُهنئها على موافقته على هذا الأمر مُردفا بحماس: 


- خير ما عملتي، مليون مبروك يا أم العروسة، أستعدوا بقى وأنا هكلم أبو العريس وأتفق معاه ونحدد معاد الفرح.

 

أغمضت "زينات" عينيها بكسرة واستسلام مُرددة بحزن: 


- أعمل اللي تعمله، سلام.


أغلقت المكالمة وجلست تبكي على ما تورطت فيه ابنتها دون أن يكون لها به ذمبًا مُتمنية لابنتها الخير وأن يحفظها الله من أي شرًا.


❈-❈-❈


كان "فريد" جالسًا يتناول الغداء مع أسرته بأكملها ماعدا "يوسف" فهو لم يسبق له وجلس معهم على المائدة من قبل، كان الجميع يتناول طعامه فى سكوت، ليكسر ذلك الصمت صوت هاتف "فريد" معلنا عن وجود إتصالًا من صديقه "حسين" ليُسرع فى الرد عليه مُردفًا بود: 


- أهلا يا حسين، حماتك شكلها كانت بتحبك أوي.


شعر "حسين" بالحرج من إتصاله فى هذا الوقت ليُعقب باعتذار:


- أسف يا فريد إني أتصلت فى وقت غداء، أنا بس حبيت أفرحك.


صاح "فريد" مُعاتبًا إياها على ما يقوله مُردفًا بصدق: 


- عيب عليك يا حسين إنك تقول كده، أنت تتصل فى أي وقت، أحنا أخوات يا راجل.


ابتسم "حسين" بسعادة مُضيفا بفرح وسرور مُردفا بلهفة: 


- مش أخوات بس يا فريد، أحنا هنبقى نسايب كمان.


أعتلت وجه "فريد" ملامح الفرحة والسرور وصاح بلهفة: 


- أفهم من كده إنه تم القبول خلاص؟


صاح "حسين" بسعادة مُجيبًا بحماس: 


- أعتبرهم أتجوزوا خلاص يا فريد، مش فاضل بس غير إننا نحدد معاد الفرح. 


زفر "فريد" براحة وإطمئنان وأضاف بهدوء: 


- الحمد لله، يبقى ملوش لازمه التأجيل، أحنا هنعمل للعروسة زيارة يوم الخميس الجاي ونحدد معاد الفرح.


وافقه "حسين" الرأى مُعلقًا بقبول: 


- البيت بيتك يا فريد، أنت تشرفنا فى أى وقت، أحنا بقينا أهل.


أبتسم "فريد" وهتف بامتنان: 


- الله يتمم لهم على خير إن شاء الله.


قرر "حسين" جملته شاعرًا بالراحة لنجاح خطته مُردفًا بتمني: 


- إن شاء الله يا فريد، إن شاء الله.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة