رواية جديدة حكاية بنت الريف لصباح عبد الله فتحي - الفصل 33 - الأحد 5/5/2024
قراءة رواية حكاية بنت الريف كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حكاية بنت الريف
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة صباح عبد الله فتحي
الفصل الثالث والثلاثون
تم النشر يوم الأحد
5/5/2024
دهب بصوت عالٍ ودموع: علشان كدا روحت اتجوزتها عليا خطافت الرجالة.
مهند بصوت عالٍ: عارفة اتجوزتها ليه يا غبية اتجوزتها علشان احميكي وأنقذ حياتك اللي في الوقت ده ماكانش يهمني هتجوز مين ولا أطلق مين كل اللي كان يهمني هو حياتك انتي يا دهب. عارفة ليه علشان انا مش عندي أغلى منك وانتي لازم تعرفي حاجة إني لو اتجوزت ميت واحدة مش هاحب غيرك انتي يا دهب. انتى مش بس مراتي انتي حبيبتي من قبل ماتكوني مراتي.
دهب: دموعي نزلت مش عارفة من فرحة قلبي وحب جوزي ليا ولا من القهر إن جوزي اتجوز عليا بس حبيت أفضل أعيط.
سماح: يا ويباي عليك يا دهب، ما هو بيطمنك إنه مش هايحب غيرك ليه العياط ده بقا؟
دهب: اعمل إيه يعني يا خالتي سماح؟ جوزي اتجوز عليا، أفرح يعني؟
سماح: ما هو يا بنتي كان مغصوب يتجوزها علشان ينقذ حياتك ماتجوزهاش يعني من حبه فيها.
دهب: خليه يفكر كده يقرب منها ويشوف. أنا هاعمل ايه فيه.
مهند: هتعملي ايه يعنى؟
دهب: هاعمل كثير، والله.
مهند بابتسامة على غيرت دهب عليه:. طيب روحي هاتي الأكل مع هانم علشان انا جعان.
سوزان نزله من على السلم بصوت عالٍ وتغيظ في دهب: ايوه هو ده اخرها خدامة.
دهب بنفسه اسلوب سوزان: ايوه خدامة وإذا الست ما كانتش خدامة لجوزها هتكون حبيبة قلبه هتكون خدامة لمين وعلى فكره ده يشرفني ويسعدني إن انا اكون خدامة لجوزي لحد ما اموت.
سماح: بحنان معاكي حق والله يا دهب، يا بنتي فعلا الوحدة مننا لو مخدمتش جوزها بكل حب يبقا ملهاش لازمة.
❈-❈-❈
دهب بغيظ في سوزان: عايز تتعشى إيه حلو يا حبيبي علشان أعملهولك بصوابعي الـ 10 دول؟
مهند يبص على دهب عاوز يضحك بس يمسك نفسه بالعافية: اللي تعمليه يا حبيبتي، أنا هاكل منه أي حاجة من إيديكي بتكون عسل.
سوزان بعند: لا والله، أنا اللي هاعمل العشاء، مش هي، هو أنا اللي بقيت مراتك وعلى راي المثل "أقرب طريق لقلب الراجل معدته".
دهب بغضب: لا والله، مهند، جوزي أنا، وأنا اللي هاعمل له العشاء، ومافيش واحدة غيري تخدم جوزي.
سوزان بغضب: ما هو ده، جوزي أنا كمان ولا نسيتي؟
دهب: بنت انتي، ما تكذبيش الكذبة على نفسك وتصدقيها.
سماح: بس بقى، انتم الاثنين صدعتوني اهو. مهند واقف عندكم، روحوا اعملوا له اللي انتم عايزينه وبطلوا وش.
ذهب وسوزان يبصوا على بعض وكل واحدة تتوعد الثانية.
مهند واقف وعينه على سوزان ودهب: يارب، هو انا كنت ناقص مجنونة واحدة، أما تجي ليا مجنونة تانية يارب استرها من اللي جاي.
هاني واقف على أول السلم وحاضر الموضوع من الأول وعمال يضحك.
نور بغيظ: انت بتضحك على إيه يا هاني؟ هو انت شايف إن في حاجة تضحك؟
هاني من بين ضحكته: لا، بضحك على مهند وعلى المصيبة اللي هو وقع نفسه فيها، بس في رأيك مهند هياكل من طبخة دهب ولا طبخة سوزان؟ طيب لو هاكل من واحدة وساب التانية، التانية هتعمل إيه؟
ويفضل يضحك: يا عيني عليك يا مهند. لسه صغير علي الهم والله ياقلب اخوك.
نور: والله، أنت واحد رخم يا هاني، ده بدل ما توقف جنب أخوك في الظروف دي بتضحك عليه.
هاني بستغراب: أقف جنبه إزاي بقا؟ اروح اتجوز واحدة تانية يعني؟ ولا أعمل إيه؟
نور بغضب: يا نهارك أسود يا هاني، هو أنت عايز تتجوز عليا من قبل ماتجوزني؟
❈-❈-❈
هاني يبص على نور بحب: طيب كويس إنك عارفة إن احنا لسه ماتجوزناش تعالي بقا، وخلينا نتجوز بجد، أصل هعمل زي مهند واتجوز عليكي.
نور بغضب: طيب فكر كده وأعملها كدا وشوف، أنا هاعمل فيك ايه؟
هاني: هاتعملي إيه يعني؟
سماح بصوت عالي: انتم هاتفضلوا واقفين عندكم كتير يا استاذ، انت وهي.
نور: عاجبك كدا. الله يكسفك.
وتنزل جري من على السلم: نعم يا ماما، اهو نزلت.
هاني ينزل وعمال يبص على مهند ويضحك.
مهند بعصبية: بتضحك على إيه يا غبي إنت؟
هاني: الله اعمل ايه، اعيط؟
سماح: بطل عند في أخوك يا هاني، عيب عليك، انت مابقتيش صغير.
نور وهي بترص الأطباق على السفرة: ده أصغر من طفل لسه مولود يا ماما.
مهند يبص على هاني: هههههه، مراتك بتقول عليك أصغر من البيبي.
هاني يبص على نور بغضب: أم هو أصغر من البيبي بتجوزيه ليه يا هانم؟ بس اصبري هانتحساب بعدين لينا شقة نتكلم فيها. اصلا هنا الدبان هيتلم.
نور تخاف من غضب هاني وتحط الطبق اللي في ايديها على وشها.
مهند بستغراب: دبان، إيه اللي هايتلم يا هاني؟
وبغضب: انت قصدك عليا أنا صح؟
هاني: أقصدك اه، طلعت بتفهم اهو.
مهند بغضب: طيب تصدق أن انا هطلع روحك في ايدي؟
هاني يطلع يجري ومهند وراه: هاتعمل ايه يعنى؟ أوعي تفكرني أني خايف منك.
نور بضحكة: ماهو واضح يا هاني إنك مش خايف منه،
خلاص.
هاني: هو انتي مراتي انا ولا مراته هو.
مهند بصوت عالي: انت بتقول ايه يا حيوان انت؟
هاني بنفس صوت مهند: وانت مالك انت واحد بيكلم مراته انت مالك.
❈-❈-❈
مهند: ودا منظر كلام تقوله يا أهبل.
هاني: يا عم انا أهبل، انت مالك؟
نور بعياط: يا قله حظك يا نور جوزك طلع أهبل وبيقول علي نفسه أهبل.
هاني بصوت عالي: نور!
نور: نعم يا أهبل، قصدي نعم يا هاني.
مهند بضحكة: والله تستاهل، مراتك بتقول عليك أهبل، وأنت فعلاً أهبل.
هاني: ينفع كده يا نور، ضحكتي علينا الأعداء؟
سماح ومهند بصوت واحد: الأعداء.
سماح: هم مين دول اللي أعدائك يا ابني؟
هاني: انا مش قصدي عليكي، انتي يا ست الكل، ويبص على مهند، أنا قصدي على الحشرة.
مهند بغضب: أنا حشرة يا هاني؟ الكلب، ويجي ماسك قزازة الماء من على الترابيزة ويرميها في وشي، هاني.
هاني: يوطي حد من الخلف بصوت عالي: أه!
الكل يبص على الشخص اللي وقع على الأرض.
سماح: تقوم جرى سميرة، انتي كويسة.
مهند: أنا آسف يا عمتي بس والله قصدي هاني مش انتي، أنا آسف.
سميرة: أه يا دماغي، هو أنتم لسه ما صغيرين؟
هاني: الله بقا، وايه لازمت التهزيق على المغرب؟
سماح: وهو في حد يعمل عميلكم غير الصغيرين فعلاً.
❈-❈-❈
في المطبخ:
دهب واقفة وبتعمل في الأكل هي وهانم وسوزان واقفة ومش عارفة تعمل إيه، عايزة تطبخ حاجة بس مش بتعرف تعمل أي حاجة.
دهب تبص على سوزان: ايه يا حلوة، مش كنتي بتقولي إنك هاتعملي الأكل لجوزك، يا قطعني قصدي جوزي وحبيب قلبي مهند؟
سوزان بغيظ: ماهو، جوزي وحبيب قلبي أنا كمان، وعلى العموم يا شاطرة، أنا هاسيب موضوع الشغل والأكل والحاجات دي ليكي، هتفهمي فيها أكتر مني، يلا باي يا دهب.
دهب بغيظ وتكلم هانم: شوفتي اللي حصل ليا يا هانم بقا، بت قليل الأدب زي دي، تاخد مني مهند وتقول عليه جوزها؟
❈-❈-❈
هانم: معلش يا دهب، ده نصيبك، هنعمل إيه وبعدين الاستاذ مهند اتجوزها علشان ينقذ حياتك يا دهب، مش علشان بيموت في دباديبها يعني.
دهب: وانتي الصادقة، هو انا لسه ها اصبر لحد ما تاخذ مني جوزي ويحبها بجد، ده راجل ياما ومالهوش أمان بس اعمل ايه يا ربي في حظي وبختي المنيل.
هانم: انتي لازم تثقي في الاستاذ مهند يا دهب، هو قالك إنه مستحيل يحب غيرك.
دهب بدموع: أنا خايفة قوي يا هانم، لا ماخلفش، ومهند يقرب من الحرباية اللي اسمها سوزان دي علشآان يجيب عيال.
هانم بحزن: لا ان شاء الله، هاتخلفي وهاتقرفي بس قولي يارب انتي بس وسيبي كل حاجة عليه.
دهب: يارب العالمين، يارب انا ماليش غيرك يارب، راضيني، عارفة ان انا اللي قتلت حاملي بأيدي بس انت واحدك عارف ايه كان السبب، يارب يارب ارجع احمل تاني.
سوزان واقفة وسامعة كلام دهب وبابتسامة: فعلاً كلامك صح ياغبية، لو انتي ما حاملتيش وجبتي طفل لمهند هايقرب مني، وانا طبعاً مستعدة أعمل المستحيل علشان ده يحصل، انسى فكرة انك هاتخلفي يادهب، طول ما انا موجودة
مهند بصوت عالي: ايه يا جماعة فين الاكل؟
دهب تمسح دموعها: يلا يا هانم، خلينا ناخد الاكل عشان باين مهند جعان جامد.
سوزان تدخل المطبخ وتاخد العصير وتطلع، ودهب وهانم ياخدو الاكل ويطلعوا.
دهب: يلا يا خالتي سماح علشان تاكلي.
سماح: لا يا حبيبتي، كلوا انتم، انا ماليش نفسي، قلبي مش مطمني لغياب ام سعيد.
سوزان بخوف: يالههههوي، انا نسيت ام سعيد ولسه هاتمشي تسمع مهند.
❈-❈-❈
َمهند تعالي يا دهب، اقعدي جنبي هنا، كلي أنتي وأنا. ياست الكل تعالي، كلي، والغياب حجته معاه. دهب، لسه هتروحي علشان تقعدي؟
سوزان بغل، تجي وتقعد قاعدة في مكان مامهند. قال لدهب: "تقعدي فيه"، وبغيظ: "أوبس، معلش يادهب اقعدي، انتي على كرسي تاني". يعني انا ومهند لسه عرسان، ومش حلوه في حقك انا اقعد بعيد عن عريسي.
وبابتسامه غيظ في دهب: "مش كده برضو يابيبي". وتمسك مهند من دراعه.
مهند، يبص على سوزان بقرف: "احترمي نفسك، وكلمة بيبي دي مش عايز اسمعك تقوليها تاني، انتي فاهمه؟"
نور: "فعلا، ناس تخاف وماتختشيش. تعالى يادهب، اقعدي، كلي، علشان جرحك يلم".
دهب تبص على مهند: "لا، بالف هنا انا مش جعانه، بعد اذنكم هاطلع ارتاح".
سماح: "استنى يابنتي، خديني معاكي"
وبعد وقت، هاني بيكلم نور: "يلا نطلع يانور"
نور وهي واقفه في المطبخ: "ثواني بس ياهاني، هخلص شغل المطبخ مع هانم وهاجي"
هانم: "لا ياست نور، عايزه تطلعي؟ اطلعي وانا هخلص"
هاني: "طيب ماشي، انا مستنياكي نطلع مع بعض"
سوزان قاعدة: "يارب، هاعمل اي لو أم سعيد حصل لها حاجة وهي في الدولاب، احسن حاجة، اروح اشوفها، ولسه هتقوم. بس أكيد لو سبت مهند هيروح عند دهب اعمل ايه؟" وتبص على مهند: "اللي بيتكلم على التليفون في حاجات بتخص الشغل، وتروح عنده، وبدلع: حبيبي، مش يلا بقا نطلع ننام، علشان انا تعبانة اوي"
مهند يكلم اللي في التليفون: "ثواني، خليك معايا"
ويبص على سوزان: "هو انا مسكك، ماتطلعي، تتخمدي، وبعدين ماتنسيش انا اتجوزتك علشان مراتي، مش علشان حاجة تانية، وانا لم اعوز انام. هطلع وهنام مع مراتي دهب، مش مع واحدة تانية غيرها. واتمنى يكون كلامي واضح" وياخد بعضه ويمشي"
سوزان واقفة وبتاكل في نفسها: "طيب ماشي يامهند، ماكنش سوزان، لو ماخليتك إنت اللي تترجاني علشان اقبلك".
❈-❈-❈
نور طالعة من المطبخ، يلا يا هاني.
هاني، بنعاس: "خلصتي؟"
نور: "ايوه يا حبيبي، خلصت"
هاني: "طيب يلا، نطلع ننام، علشان عندي شغل بدري في الوكالة"
نور: "طيب، يلا يا حبيبي، هنطلع ننام، انا خلصت الشغل هنا، مش فاضل غير حاجات بسيطة وهانم هتخلص"
في شقة مهند ودهب، مهند يدخل يلاقي الشقة كلها شمع ومافيش غير نور الشموع وفي حد بيحضنه من وراه.
مهند، بابتسامة: "دهب، إيه اللي انتي عاملة ده؟"
دهب، وهي حضنه: "مهند، إيه مش عاجبك؟"
مهند، يلف دهب ويمسكها من وسطها: ازاي مش عاجبني؟"
دهب: بجد عجبك المفاجأة يا مهند؟
مهند: "طبعاً، يا قلبي، مهند، أي حاجة إنتي بتعمليها بتعجبني يا قلبي، والله"
دهب، بزعل: "يعني مش هتسيبني وتروح عند الحرباية اللي اسمها سوزان؟"
مهند، بضحك: "لا يا قلبي، أنا مستحيل أسيبك علشان أي حد في الدنيا كلها فاهمه، وانا قولت لكي الكلام ده قبل كده، وهارجع اقوله تاني، أنا يا دهب لو اتجوزت 100 واحدة، مش هاحب حد غيرك، أنا اتجوزتها علشان خاطر انقذك يا دهب، ماشي علشان انا بحبها، أو ان انا عايز اتجوزها، واتمنى لو يكون في ثقة بيننا شوية، لازم تكوني واثقة أن انا بحبك انتي وبس، فاهمة؟ انتي وبس يادهب، اللي سرقتي قلبي وعقلي مني، انتي الوحيدة اللي ملكة على قلبي، ومافيش واحدة غيرك، هاتقدري تاخدي مكانك"
دهب، بدموع: "حتى لو ماقدرتش اخلف واجيبلك عيال"
مهند: "ومين قال انك مش هاتخلفي يادهب؟ بس الدكتورة قالت إن انتي فعلا عندك شوية مشاكل في الرحم بسبب اللي حصلك بس، قالت إن شاء الله هتتعلجي وهتكوني كويسة، وبعدين الخلفة دي حاجة بتاعت ربنا سبحانه وتعالى، وماحدش عارف ربنا مخبي لنا أيه"
دهب، ونعمة بالله العلي العظيم، واتوب اليه: "يعني بجد يا مهند؟ انا هاقدر احمل واجيب لك عيال؟"
مهند، يمسك دهب من ايديها ويحبهم: "ايوه بجد يا قلب، مهند، وإذا العيال ماكنتش انتي أمهم، ومنك انتي، انا مش عايز من غيرك يا قلبي".
دهب تحضن مهند: "أنا بحبك قوي يامهند."
مهند: "وأنا كمان بحبك ياروح مهند. مستحيل أتخيل حياتي من غيرك."
❈-❈-❈
في غرفة سوزان:
سوزان تدخل الغرفة وتفتح الدولاب، تجد أم سعيد مغمى عليها.
سوزان: "يالهوي، خالتي أم سعيد!"
تسحب سوزان أم سعيد من الدولاب وتجري، وتجلب قارورة العطر وتجعل أم سعيد تشمه، وتندهش: "هي مش بتفوق ليه؟ معقولة تكون ماتت؟"
تجري سوزان إلى غرفة سميرة وتقوم بخبط على الباب.
سميرة: "بصوت كله نوم، مين؟"
سوزان بتوتر: "أنا يا ماما، افتحي بسرعة."
سميرة باستغراب: "سوزان؟
وتقوم وتفتح الباب: "سوزان، انتي بتعملي إيه هنا يابت؟ وسايبه جوزك؟"
سوزان: "جوز إيه، بس الحقيني أنا وقعت في مصيبة!"
سميرة بخوف: "مصيبة إيه يا سوزان؟ اللي أنتي عملتيها؟"
سوزان: "تعالي معايا بس، وأنتي هتعرفي كل حاجة."
سميرة: "ياخوفي منك يابنت بطني! لتكوني عملتي مصيبة تانية؟ احنا لسه ماخلصناش من الأولى."
سوزان: "اوووف بقا يلا بسرعة!"
وتشد أمها وتجري إلى غرفتها.
سميرة بصدمة: "يالهوي، هي مالها دي؟"
سوزان بخوف: "مش عارفة يا ماما، أنا حبستها في الدولاب من الصبح ونسيتها."
سميرة بصدمة: "حبستيها في الدولاب من الصبح؟! ليه يا سوزان؟ انتي عارفة لو الولية دي حصل لها حاجة مهند هايعمل فيكي إيه؟"
سوزان بخوف: "هو أنا جيباكي تساعديني؟ أصحيها ولا تخوفيني أكتر؟ ما أنا متنيلها خايفة."
سميرة بخوف: "طيب قومي كدا، خليني أشوفها وهاتي قارورة العطر."
❈-❈-❈
في شقة هاني ونور
هاني يمسك نور من يدها: "تعالي هنا، رايحة فين؟"
نور بتوتر: "هو إيه اللي رايحة فين؟ داخلة أنام."
هاني يتظاهر بالغضب: "في رأيك اللي حصل تحت ده ينفع يا محترمة."
نور بغباء: "ليه، إيه اللي حصل يا محترم؟"
هاني: "نور، ماتجنيش أمي، انتي عارفة إنا قصدي على إيه."
نور بتوتر: "طيب، مانت اللي كان كلامك مش منطقي، وبعدين احنا كنا بنهزر."
هاني: "نور، في حاجة لازم تعرفيها، أنا مع مهند بكون زي الطفل اللي عنده عشر سنين، لسه بس حد تاني يدخل في الهزار بيني وبينه، ده اللي أنا مش بسمح بيه، وانتي لو أدخلتي في كلام أو هزار بيني وبين مهند مرة تانية، مش هايحصلك. طيب انتي فاهمة؟ وبعدين، شوفي، دهب هي عمرها مادخلت في حديث ولا هزار بيحصل بيني وبين مهند، وانتي تهزري وتتريقي عليا قدام منه، احرجتيني بتصرفك ده."
نور بزعل: "آسفة يا هاني، مش هقرره تاني بس ماتزعلش مني."
هاني: "طيب يا نور، لما أشوف."
نور بدموع: "هاني، لسه زعلان مني؟"
هاني بخبث: "وأنتي عملتي حاجة علشان تصلحيني؟"
نور بعدم فهم: "أعمل إيه يعني؟ مانا بقول آسفة."
هاني: "بس كلمة آسفة لواحدها ماتنفعش، وقبلها من شايفها."
نور بصدمة: "واحد قليل الأدب."
هاني بضحك: "ليه، أنا بوست واحدة من الشارع انتي مراتي يا بت."
نور بخجل: "بس احنا لسه مش عملنا فرح."
هاني يحضن نور: "في رأيك الظروف دي تسمح نعمل فرح؟ وبعدين، أنا متجوزك على سنة الله ورسوله وأبوك بإيده، جابك بيتي يعني مراتي، وإن شاء الله لما الظروف دي تعدي هعملك أجمل فرح في الدنيا كلها. بس أنا بحبك، مش قادر أفضل بعيد عنك أكتر من كدا."
نور بفرحة: "وأنا كمان بحبك أوي يا هاني، وجودك جنبي أكبر فرحة في الدنيا والله."
هاني يحضن نور: "وأنتي فرحتي في الدنيا، وإن شاء الله هتكون جزاتي من ربنا سبحانه، في الآخر، يا نور، عيني وفرحة سنين عمري وحلوة صبري، وحبيبة قلبي، وحبي الأول والآخر."
نور: "بحبك أوي يا هاني."
❈-❈-❈
في الصباح
دهب مهند، مهند، قوم يلا.
مهند بنوم: عايزه ايه يا دهب؟ سبني انام شوية.
دهب: طيب، والشغل؟ قوم هاتتأخر على شغلك.
مهند: يفتح عينيه ويقعد نص قاعدة ويتعق في عينيه مكان النوم، هي الساعة كام دلوقتي؟
دهب: وهي بتطلع هدوم مهند من الدولاب، مش عارفة بس الشمس طلعت جامد.
مهند: بستغراب، انتي بتعرفي الوقت من طلوع الشمس يا دهب؟
دهب: وهي بتجهز الحمام، ايوه يا مهند، ماهو أنا مش متعلمة زيك علشان أعرف في الساعة.
مهند: بس دي ساهلة أوي يا دهب، ده طفل في الابتدائي بيفهم ويعرف فيها.
دهب: بخجل، أنا لا بعرف فيها ولا بعرف الأرقام يا مهند.
مهند: يبص على دهب بحزن، ولا يهمك يا قلبي، أنا هاعلمك تعالي، وبإذن الله هخليكي تقرأي وتكتبي كمان.
دهب: بضحكة، يعني بعد مشاب وخاب بيوده الكُتاب.
مهند: يعني انتي مش نفسك تتعلمي؟
❈-❈-❈
في غرفة سوزان
سميرة: بخوف، لسه ما صحيتش.
سوزان: لا، لسه، هنعمل إيه؟ البيت كله هايصحي وهايعرف أن أنا اللي كنت حبسها ام سعيد في الدولاب، مهند هايعمل إيه لما يعرف أن أنا السبب في موت ابنه، وأكيد ام سعيد لم تصحى هتقول على كل حاجة.
سميرة: بستغراب، مش مهند عرف كل حاجة؟
سوزان: لا، هو لو كان مهند عرف حاجة، كنت لسه عايشة وواقفة قدامك.
سميرة: أمال هو اتجوزك ليه وازاي؟ وهو مايعرفش حاجة؟
سوزان: مهند مفكرني اني واحدة مريضة نفسيا وبحبه، واتجوزني لما حاولت اقتل دهب برصاصة، وعرفته أن الرصاصة مسممة، وأن العلاج معايا، وهو اتجوزني بس علشان ياخد العلاج.
واحدة بصوت عالي: يعني لو قتلت دهب دلوقتي، مهند هايفكرك انتي اللي قتلتيها؟
سوزان بخوف وصدمة: انتي لسه عايشة ازاي؟
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة صباح عبد الله، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية