رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 13 - 3 - الأربعاء 1/5/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثالث عشر
3
تم النشر يوم الأربعاء
1/5/2024
لأن ما بداخلها من كراهية نحوه تجعلها تفضل الموت على معادوته للمسها أو تقبيلها، كما فعل بالخدعة بالامس.
عاد الهاتف ينبه برسالة ثانية، فتناولته بإيدي مرتعشة، لترى الجديد وترى ما يخبئ لها مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت رسالة تخاطبها بأمر:
-ارتدي عباءتك المنزلية السوداء وتعالي إلي على الفور أنا في انتظارك في الأسفل، لا تطيلي وتجبريني على الصعود إليكِ، انا اريدك في شئ هام.
قرأت لتشعر بغلي الدماء برأسها، هذا الحقير، يوقعها في الفخ والاَن يأمرها كالخادمة، ويظن انها سوف تطيعه، ولكن هذا لن يحدث.
انتفضت فجأة بانفعال غضبها، لتذهب نحو حوض الغسيل، لتُلقي المياه على وجهها حتى تستفيق جيدًا قبل أن تسجيب بالنزول إليه.
❈-❈-❈
-نعم ماذا تريد؟
هتفت بها إليه حادة أجفلته بوقفته مستندًا على حائط الملحق، ليفاجأها بابتسامة متسلية، وهو يجيبها بمرح:
-ولما كل هذا الانفعال يا امرأة؟ إهدئي وهوني عن نفسك، لقد قولت لكٍ من البداية، أني لن أنالُك إلا برضاك.
رددت خلفه باستخفاف:
-هه لن تنالني إلا برضايا! على أساس استجابتي لابتزازك لي بالصور التي ارسلتها، هذا لن حدث؛ ولن يكون أبدًا برضايا.
طالعها قليلًا بصمت، ليزيد من حنقها، ثم قال بعجالة وهي يتلاعب في هاتفه:
-ضعي أمر الصور على جمب قليلًا، المهم الاَن ما طلبتكِ بسببه.
قال الأخيرة ليضع الشاشة على مستوى طولها وامام عينيها، لتسأله بعدم فهم:
-ما هذا؟
تبسم بانتشاء وهو يغير وضع وقفته ليكون بجوارها، ويشرح لها بتمرير الصور:
-هذا هو المنزل الذي يدخله زوجك يوميًا، وهذه المرأة.
توقف يكبر صورة المرأة التي كانت تطل من شرفة منزلها بشعرها وذراعيها المكشوفان من البلوزة التي ترتديها، ليُكمل بعد ان سرق انتباهها:
-هي المرأة التي يخونكِ عصام معها.
إلتفت إليه بحدة قائلة:
-أنت كاااذب، زوجي تاب عن الخيانة التي تشتاق إليها أنت، وابتعد عن طريقي حتى اذهب.
استدارت وهمت بالذهاب ولكنه تصدر بجسده امامها يرد عليها:
-لست انا بالذي يكذب يا ابتسام، لقد رأيته بأم عيني الاَن وهو يدخل اليها، وانا على علم بعلاقته بها منذ فترة طويلة.
اعترضت بهز رأسها لا تريد التصديق وتريد الصعود إلى منزلها، لتهتف به رافضة:
-لن اصدقك ولو حتى اقسمت، ابتعد عن طريقي.
ازداد غيظه من غباء ما تردف به، وإصرارها على عدم التصديق، لذلك اقترب برأسه يرد كازًا على أسنانه:
-ولما ترفضي التصديق يا كونتيسة؟ لثقتك الزائدة به؟ أم بسحر جمالك الذي سيمنع رجل كزوجك عن الخيانة؟ أم لرفضك مبدأ ان تكون امراة جميلة غيرك، او ربما تكون أجمل منك، تلك التي استطاعت التأثير على زوجك حتى جعلته يعود عن توبته من الخيانة؟.
زامت امامه كقطة شرسة تود تقطيع وجهه بمخالبها بعد ان ضغط بكلماته على النقطة الحساسة بشخصيتها، لذلك لم تتواني بدفعه بكفيها على صدره لتزيحه من أمامها وتتخطاه.
تبسم يتابع خلف ظهرها بغيظ:
-لقد فعلت ما علي وبلغتك، وانتِ حرة بعد ذلك، ولكن وللأمانة حبيبة اجمل منكِ بحق.
توقفت فجأة بعد سماع الأسم لتلتف إليه بتساؤل:
-ماذا قولت؟
ردد يبتغي كيدها:
-قولت ان حبيبة أجمل منكِ بحق.
اعترضت بعصبية نحوه:
-لا أقصد العبارة، بل أقصد الأسم.
استغل انتباهها ليطرق على الحديد وهو ساخن:
-نعم، حبيبة هو اسم عشيقة زوجك.
ولو أردت التأكد بنفسك، استطيع اخذكِ إلى المنزل هناك لتضبطيه بجريمته قبل ان يخرج من عندها على ميعاد النوبة .
انتظر قليلًا يطالع الحيرة على صفحة وجهها، وهي تقف شاردة بتفكير، مع تذكرها للأسم الذي أخطأ به زوجها، وهو نفس الأسم الذي يردف به هذ الرجل الشامت بها، مما جعلها تشك بصدقه، ولكنها تريد التأكد، لذا فاجئته بردها:
-اريد ان اراها.
اشرق وجهه ليردف لها بكل ترحيب:
-إذن ف لتسرعي معي حتى نلحق به.
سمعت لتتحرك معه على الفور، نحو الوجهة المقصودة، غافلين عن عزة التي خرجت بالصدفة لشرفتها لتفاجأ بمشهد حديثهم الحاد بالشد والجذب بشكل لفت نظرها بشدة.
فجعلها تقف لتتابع ما يحدث بدهشة، قبل أن يسيرا ليختفيا خارج سور المبنى وتزداد حيرتها
❈-❈-❈
وفي الجهة الأخرى انهى حمامه الدافئ، وخرج إليها ليجدها تتحدث مندمجة في الهاتف بصوتها الناعم:
-نعم حبيبي أنا بخير ولا ينقصني سوى رؤياك... طبعًا أشكو من الوحدة في غيابك، ألن تأتي؟
خرجت الأخيرة بعتب جعل الأخر يضحك لتمثيلها المتقن.
لتلحق هي تشير إليه على فمها بسبابتها محذره حتى لا يخطئ ويصل الصوت إلى محدثها عبر الهاتف، رد رافعًا كفيه أمامها بالتسليم، ثم ابتعد ليتناول ملابسه يرتديها أمام المراَة، حتى انهت هي المكالمة لتغمغم بتأفف:
-ياااساتر، يخاف ع القرش وكأنه أعز من أولاده.
ضحك يرد على انعكاس وجهها في المراَة:
-كل هذا وبخيل يا امرأة؟ ماذا يفعل أكثر من ذلك المسكين حتى يرضيكِ؟
أجابت تردد بنصف ابتسامة خلفه:
-اكثر من ذلك! هه يبدوا أنك انت المسكين حبيبي وليس هو...
قطعت لتقف مكملة بوجه جدي ذهب عنه العبث المعتاد:
-هذا الرجل يا عزيزي، يمتلك ارصًا بالأفدنة التي ورثها او التي استصلحها جديدًا، أعدادًا لا تُعد ولاتحصى، وأموال في البنوك لا يذكر عددها.
ومع ذلك ورغم عشرتي معه بالسنوات لم أطول منه حتى الآن سوى هذا المنزل والسيارة وعدة الاف من الأموال اخذتها مهري منذ سنوات لم يزدادوا غير عدد قليل، مهما فعلت او تدللت عليه، فلا أطول أكثر من الحاجة التي تكفيني.
حتى الحمل بالأطفال حرمني منه، كي لا أسبب له مشاكل في المستقبل مع أبناءه من زوجته الأولى، انا اكره هذا الرجل أكثر حتى من الفقر الذي هربت منه بالزواج به.
التف إليها بشبه ابتسامة يردف بتأكيد:
-لهذا تجدين متعتك بخيانته على فراشه وسريره؟
مطت بشفتيها بابتسامة متلاعبة ومقلتيها تتحرك بدوار، لتزوم بفمها تدعي التفكير وتجيبه:
-اممم، قد تكون وجة نظرك صحيحة، ولكني وبكل صراحة، لم اشعر ولو في مرة واحدة بتأنيب ضمير.. بل بالعكس.
ضحك يرد على كلماتها:
-هذا لأنك لا تملكين الضمير أصلًا يا امرأة.
استجابت لمزحته تردد خلفه:
-نعم انا بالفعل لا أشعر بهذه الشئ، ولا أعلم مكانه أين في جسم الإنسان أساسًا.
جلجل بضحكاته، لتشاركه هي أيضًا بصوتها الرنان، حتى أوقفهما القرع المتواصل على جرس المنزل.
ف التف يسألها بقلق:
-ترى من هذا؟
ارتفعا كفيها وهبطا بحركة تُنبئ عن عدم معرفتها، لتتبع بقولها:
-أنتظرني انت هنا، وانا سأذهب لأرى من الطارق، احتمال ان تكون الفتاة الخادمة.
ارتدت مئزرًا فوق منامتها لتخرج وتتركه وحده بالغرفة، ينتظر النتيجة.
وعلى باب المنزل، رفعت يدها عن جرس المنزل، فور أن سمعت بصوت خطوات تقترب، حتى إذا فتحت لها صاحبة البيت، ازبهلت تنظر لها دون ان تنطق بحرف واحد، فالمرأة كانت رائعة الجمال كما وصفها هذه المدعو عمران. بالإضافة إلى هيئتها الراقية.
فتبدو كتلك النساء التي تراها على شاشة التلفاز، الشعر الأسود المصفف في صالونات التجميل، والبشرة الصافية التي لا تشوبها شائبة، ثم هذه المئزر المفتوح على منامتها بجراة لا تفعلها سوى امرأة مثلها كما يبدوا من هيئتها الواثقة من نفسها.
-من الأخت؟ وماذا تريدين؟
صدرت بحدة أجفلتها من حبيبة، لتلتف إليها اَخيرًا وتُجيبها بحرج، وقد نست كل وصايا كل هذا الرجل عمران:
-- اناا... أنتِ حبيبة؟
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..