-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 12 - 3 - الأربعاء 1/5/2024


قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني عشر

3

تم النشر يوم الأربعاء

1/5/2024


على الفور أرسلت إليه تسأله:

-وهل أحضرت لي بالفعل مفاجأة؟ 

قرأ الرسالة وضحك بصوت عالي، فهو يعرف الاَن تفكيرها ذهب إلى أين بعقلها المراهق، لذلك لم يبخل بمنحها مساحة جديدة من الخيال والأماني المحلقة عبر رسالته المقتضبة:


-نعم مفاجأة لذا لا تجفلي حينما تحديني أربط على عينيكِ بقماشة حتى تُذهلي بما أحضرته إليكِ .

أرسلت رمز ضاحك ببلاهة تسأله؛

-أتكون أعددت لي شئ رومانسي؟ كالذي أراه في التلفاز وعلى صفحات النت، ببلالين حمراء وقلوب وصناديق الهديا كما يفعل العشاق.


جلجل ضاحكًا بمرح، فتخمينه مع هذه المرأة دائمًا ما يصدق مئة في المئة، صمت يرسل لها بالرد:

-لا تكوني متسرعة حبيبتي، وانتظري حتى تشعري بجمال ما يقوم إليكِ 

أرسلت إليه قلب كبير مع ردها

-حسنًا.


توقف عن الضحك مع رؤية القلب والكلمة الموافقة، بتفكير عميق، فقد يحرم من هذه الرسائل والسعادة التي يشعر بها في كل محادثاته معها، ولكنه سئم من العالم الافتراضي ويريد العيش في الواقع كغيره، لقد مل وفاض من المشاهدة فقط.


ويريد خوض التجربة ولو مرة واحدة بفعل مغامرة لن تكلفه شئ لو أحسن التخطيط، يعلم حجم المخاطرة ولكنه لن يسمح لها بتركه، لقد وصلا ألى مرحلة المواجهة بينه وبينها لكي تكتشف الحقيقية ولكنه الاَن قد حسم، ولا يوجد نية للتراجع، كما نجح في التخطيط الذي استمر لشهور حتى وصل لهذه النتيجة.


من المؤكد أنه سينجح أيضًا في التنفيذ حتى تصل لعشقه هو نفسه، بعد أن أدمنت كلماته تستطيع إدمانه هو أيضًا

بعث يجيبها اَخيرًا:

-لقد حان الوقت حبيبتى للقاءنا، وحتى يصير كل شئ كما نحب، فعلك إتباع النصائح والتعليمات التي سوف أذكرها إليكِ لتسيري عليها بالمظبوط. 


❈-❈-❈


في اليوم التالي صباحًا

وعلى التعليمات المتفق عليها منذ الأمس كانت ترتدي عباءتها السوداء بعد أن أعدت طعام الإفطار لزوجها، وهي تعد نفسها للقاء، وتؤهل قلبها للمفاجأة التي سرقت من أجفانها النوم، ينتابها شغف قاتل لتعيش التجربة مع رجل يعشقها.


لا تخاف لقاءها بداخل منزل يجمعهما وحدهما سويًا، فهي تعلم جيدا برقي اخلاقه وانه سيعاملها كملكة، هبطت بنظرها للعباءة السوداء بقرف، فهذا الرداء لا يناسبها في هذا اليوم ابدًا، فكم ودت لو ترتدي فستان أوطقم خروج عادي غيره، ولكن هذا لن يصلح مع الحجة التي تعللت بها لعصام على حسب تعليمات.


-حتى الآن لم تنتهي من لف حجابك؟

هتف بها زوجها يقطع عنها شرودها وهو يلج لداخل الغرفة معها.

التفت إليه تجيبه بارتباك تخفيه:

-لا قد انتهيت من الحجاب، ولم يتبقى سوى أن ارتدي الحذاء.


قالتها واقتربت منه لتجثو على ركبتيها تتناوله من أسفل التخت، ليهتف زوجها مع اقتراب النعاس الذي يثقل أجفانه وهو يشد بالغطاء عليه:

-ولم تتذكري سوى الاَن؟ إنجزي يا حبيبة، أريد أن انام .

-حبيبة من؟


سألته بانتباه جعله يفتح عينيه على وسعها، ليجيبها بسرعة بديهته:

-لقد أخطأت بإسمك يا ابتسام، وحبيبة هو اسم الطفلة ابنة صديقي، لقد لديكِ تحقيق اَخر؟

نفت بهز رأسها تحاول الاقتناع، فتابع بحزم يدعيه، حتي يلهي تفكيرها:


-لا تتأخري في زيارة أهلك في البلدة، حتى تجدي وسيلة مواصلات تأتي بكِ قبل الغشاء، لأني لن اسمح لكِ بالبيات هناك.

أومأت برأسها تجيبه وهي تنهض من جواره:


-لن أتأخر بإذن الله، فقط سوف أمُر على شقيقتي المريضة في منزل زوجها وبعد ذلك أقضي بقية الوقت مع عائلتي لأعود قبل المغرب ان شاء الله.

-ان شاء الله 


غمغم بها من خلفها ليغمض عينيه ويدعي النوم، حتى خرجت من الغرفة وسمع غلق باب الشقة الخارجي، ليزر بارتياح بعد ذلة لسانه والخطأ بلفظ إسمها، حمد الله على بطء فهمها، فواحدة غيرها لم تكن تمرر الأمر على خير أبدًا.


❈-❈-❈


-ظرف طارق كما قلت لكِ، و لن أتأخر كثيرًا فلا داعي للقلق... هذا شئ ضروري يا عزة، فلا يصح التأخر عنه... نعم هي جنازة الرجل الذي كان رفيق أبي قديمًا..... أنتهي فقط من الواجب وسوف أعود، اعتني بنفسك أنتِ .


كان هذا اتصاله مع زوجته كي يأمنها هي الأخرى، بعد أن اقترب من تجهيز كل شئ في المنزل؛ الذي ولجه من الباب الخفي؛ الذي يملك مفتاحه منذ سنوات عديدة لا يذكر عددها، بعد أن أنهى نوبته مع عصام الذي تركه يصعد الملحق وحده، وادعى هو الخروج ليأتي بشئ ما من السوق، قبل أن يصعد هو الاَخر لزوجته.


أنهى المكالمة والتفت ليستعد للمواجهة الحاسمة في انتظارها، والتي لم تطل كثيرًا، وقد علم بمجيئها على الميعاد المتفق عليه، بعد أن شعر بالحركة بالقرب من باب المطبخ الخارجي والمؤدي إلى الحديقة، وقد تركه مفتوحًا كما قال لها، لتدفعه ببطئ، قبل أن تدلف.


ثم تغلقه جيدًا على التعليمات فتفاجأت بظلمة الأنحاء حولها مع نور خفيف بالكاد يُظهر الأشياء أمامها، انقبض قلبها لتتقدم بخطوات متردده تهمس بالأسم على تخوف: 

-عزيز .


ظل صامتًا على وضعه في الزاوية التي اتخذها غير مرئية داخل المطبخ الكبير ليراقبها بأمان، وهي تتقدم بقلب يرتجف حتى كادت أن تعود، وشعر هو بذلك ليُباغتها فجأة، وقبل أن تعرف مكان القابس الكهربائي للإضاءة بوضع كفِِ على عينيها والأخرى التفت على كتفيها لتثبتها مكانها.


 صدرت شهقة لخضة قوية منها في البداية، قبل تستدرك ويطمئن قلبها قليلا مع لمسته، لتهتف سعيدة بإسمه بعد أن علمت بحضوره:

-عزيز .

-ششش

همس بها داخل اذنها لتهدأ، قبل ان يرفع كفه عن كتفيها، ليخلع طرحتها من فوق رأسها ويسقط شعرها على ظهرها من فعلته، فيغمره الرائحة المعطرة بسلاسل الذهب التي لمعت رغم ظلمة المكان، تغاضى عن شعوره ليتماسك، ويعقد الطرحة كربطة قوية، كي تغشى عينيها عن الرؤية تمامًا، مما جعلها تردف بتخوف رغم الحماس:


-ولكني أصبحت لا أرى شيئًا على الإطلاق.

لم يجيبها ولكنه عاود محاوطة كتفيها بكفيه ليدفعها للسير للأمام، رددت بلهفة مع شعور البهجة الذي جعل قلبها يخفق بسرعة:

-تدفعني للسير على الفور، ولكني لم أسمع صوتك.

همس مرة أخرى وهو مازال مستمرًا بدفعها:

-شششش


ردت بضحكة خلطت بين الاضطراب والحماس معًا:

-مرة أخرى تأمرني بالسكوت، لقد زادني الغموض تشويقًا يا رجل.

استمر بدفعها لتتحرك ببطء وفور خروجهما من المطبخ، أوقفها فجأة، وقبل أن تسأل وجدته يرفعها ويحملها بين ذراعيه لتشهق بمرح ضاحكة بانطلاق لتجلجل ضحكتها في قلب المكان.


لتتيقن ان ما تتوقعه من الأمس، هو ما سيحدث الان، فخيالها الخصب جعل الفكرة تترسخ بعقلها، مع هذه الفعلة فكم تمنت أن تحدث معها، أكمل يهدئ من هذه المشاعر التي تفور بعقله مع احساسه بنعومتها وضحكتها التي لم تتوقف


، حتى إذا وصل للفرفة المنشودة أنزلها، لتقف على اقدامها، والتف هو أمامها تماما ليتأملها، مازالت تضحك بفرط شغفها للقادم، أنفاسها تتلاحق بتسارع مع تدفق الأدرينالين ليجعل العباءة التي انفتح منها ذرارين، 

تكشفت عن جزء كبير منها أسفل الرقبة وهي تصعد وتهبط أمامه بقوة، بشكل يثير جنونه.


وصوتها يتهتف بترقب:

-أين المفاجأة يا عزيز؟

تسمر عن الحركة وهو يطالع الوجه الشهي وهي تطالب بطفولة عن المفاجئه التي تتوقعها، ولأنها قد تكون فرصته الوحيدة وقد لن تتكرر 


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة