رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 12 - 5 - الأربعاء 28/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني عشر
5
تم النشر يوم الأربعاء
28/5/2024
❈-❈-❈
ابتسمت ضحي بتفهم هاتفة بنعومة
= انا كمان مش عاوزه افتح موضوع يضايقك بس عاوزه اقول لك كلمتين من غير ما ادخل في تفاصيل، كان عندي زمان مدرسه بحبها أوي وكانت بتقول لنا دايماً إن الحياه مش بتمشي علي وتيره واحد وزي مافيها الحلو فيها الوحش، وتأكدوا كل حاجه بتضايقوا منها هيجيلها وقت وتنتهي طالما عندكم النيه فعلا انكم تتخلصوا منها .
ترك صوتها ينساب إلى داخل خلايا عقله وهي تتابع حديثها بتمهل واهتمام
= تعرف كنت دايما بسال نفسي هو الراجل ما بيتكلمش ويشتكي ليه لما يكون مضايقة زينا؟ مش واثق يعني ولا ايه
عبس وجهه سريعًا من سؤالها المباغت، ورد بنبرة حزينة
= علشان اتربينا والناس بيقلولنا الراجل مبيشتكيش ومبيخافش و مبيعيطش و الكلام ده.. اتربينا وعرفنا وحفظنا أن الرجاله مبتتكلمش ولا بتشتكي
زفرت ضحي بامتعاض كبير وعدم تقبل ذلك الأمر، قائلة علها تقنعه أن يثق بها
= بس ده مش صح وبحسه ظلم! ما هو الراجل برده عنده مشاعر زي البنات سوا غضب.. أو فرح و اكيد بيجيله اوقات ويبقى نفسه يتكلم
تتنحنح بخفوت هامس وهو يردد مرتبك بحسرة
= صح، بس انا عايز افهمك انه مش ذنبه بس المشكلة هنا انه بيحاول انه ينسق ما بين كل حاجه لو هو بيشتغل فشغله مالي راسه و لو مثلا في حاجة ما بينا كبير ده برده...عمتا لو هو عنده ظروف شديده او مواضيع واكله رأسه، الافضل ان الست تخليها جنبه ولو هو حد سوي هيفتكر وقفتها جمبه وهيقف جنبها مهما كان الموقف
أبد ابتسامة باهته على شفتيه رغم التعب ليقول متابع حديثه
= بصي يا ضحي احنا دائما بتبقى دماغنا في حاجات كتيره جدا لدرجة ان احنا ما بيبقاش عندنا طريقه نتواصل بيها او نطلع اللي في راسنا او حتى نفكر في حد تاني.
تنهدت ترجوه بدلالٍ ناعم
= طب هو مش ممكن انت تغير النظام اللي اتربيت عليه ده وتحكيلي لما تكون حاجه مضايقاك؟ جرب ولو ما ارتحتش بلاش!. بس الموضوع ده زي ما هيفرق معاك هيفرق معايا في علاقتنا برده وان احنا هنقرب كتير لبعض لما نخبيش عن بعض حاجه
تنهد بعمق وقد شعر بالرهبة تجتاحه من الحنان المغلف لكلماتها، أحس برجفته الخفيفة، و بتوتر نظراته لذلك هز رأسه بسرعه من ثاثرها عليه.. وعاد ينظر لها مطولًا بنظرات غير مقروءه قبل أن يجيبها بامتعاض
= قوليلي يا ضحى هو انتٍ ما لكيش قرايب شباب.. يعني ولاد عم ولاد خاله كده وكانوا بيزروكي الفتره دي.
عقدت ضحي ما بين حاجبيها مبدية اهتمامها بحديث منذر المثير، وتساءلت قائلة
= اشمعنا يعني .
وضع كفه على الكف الأخــر محدقًا أمامه باهتمام ،ثم تمتم بضجر
= مجرد فضول المفروض يعني اعرف كل حاجه عنك وبعدين انا ما لاحظتش يعني يوم الخطوبه في شباب قرايبكم ولا ما كانوش معزومين
نظرت نحوه في عدم اقتناع لكنها، هتفت بنبرة عادية
= لا أنا ما ليش ولاد عم بابا كان وحيد او يعني كان لي اخوات بس الله يرحمهم توفوا من قبل ما يتجوزوا ويكونه أسره.. وبالنسبه لماما ليها اخت بس مش بتخلف مع الاسف بس هي اتبنت اطفال وبتعملهم ذي ولادها بالظبط
تسائل بسرعه بلهفة وأمل
= عمرهم قد ايه ولادها.
أجابت إياه قائله بتوضيح جاد
= لا هم بنات وكانوا موجودين في خطوبتنا على فكره، وبالنسبه لاعمارهم 15 و 16 سنه لسه بيدرسوا يعني .
عبس وجه بخيبة أمل ولم يريد إظهار معرفته بما بضمره يخفية فتعمد رفع نبرة صوته ليحذرها قاصدًا مره أخيراً لعلها تصارحه بالحقيقه
= يعني ما لكيش قريب شباب زوروكي او اتقابلتي معاهم صدفه الفتره دي .
هزت رأسها برفض بعدم فهم أمره، لكنه صمت مطولاً بنظرات غامضة وهتف بصوت غريب مُقلق
= كنتي بتقولي من شويه ان الحياه زي ما فيها الوحش فيها الحلوه، بس بحس دايما ان انا شفت الوحش وبس حتى لو عندي نيه فعلا اتخلص منه.. اصل الكلام سهل انما الفعل صعب بالذات لما تتحطي في الموقف نفسه
عارفه انا ممكن اكون اكثر شخص بسكت على الأذى لدرجه بقيت بحس اللي حواليا بيستمتع وهو بياذوني.. بس ده إللي هحاول فعلا اتخلص منه الفتره دي ولازم اعمل كده.
نظرت إليه في دهشة كبيرة، وهتفت بقلق من حديثه
= منذر هو انت كويس بجد .
لم يرد بل شرد الذهن فما سوف يقترحه عليها الآن ويخشى من رده فعلها، فهو لديه مخططات من أجل حياتهم القادمه ويريد هذه المره ان يبداها بثقه ويفعل ما لم يفعله سابقاً، ولكن يحيد عنها في الوقت الحالي ولن يدع أي شيء يعكر صفوه. لذا فكر بذلك!.
ضاقت نظراته حتى تحولت للإظلام التام، ثم هتف بغموض مريب
= هو انتٍ سمعتي صحيح عن التحاليل اللي بيعملوها قبل الجواز طلعت جديده كده، يعني عشان يتاكدوا من موضوع الخلفه وأن ... وإن البنت اللي هيتجوزها دي فعلا شريفه ومحدش لمسها زي ما هي مفهمها .
عقدت ما بين حاجبيها باستغراب مرددة بعدم فهم
= انت بتقول ايه انا مش فاهمه حاجه منك .
تعقدت تعبيرات وجهه وضاقت أكثر حتى باتت حادة للغاية وهو يقول بصرامة
= ايه رايك تعملي التحاليل دي يا ضحى بس مش تحاليل الخلفه! أصل كده كده مش فارق معايا الموضوع ده وفي الاخر هو نصيب.. انما التحليل التاني اعتقد انه مهم خصوصا قبل ما نبدأ علاقتنا اتاكد منه .
ظلت متسمرة في مكانها عدة لحظات محاولة استيعاب كلماته الغربية تلك، ثم نظرت إليه بعدم تصديق وهي تقول بنبرة مصدومه
= هو انت حابب تهزر وتستخف في دمك ولا بتتكلم جد، هو انت فاهم تقصد إيه بكلامك ده
هز رأسه دون اكتراث وتمتم غير مصدق اندفاعة هو نفسه معها لكن ما باليد حيله
= لا بتكلم جد وفاهم انا بقول ايه، انا قلت لك هسمع بحكمتك او حكمه المدرسه بتاعتك واحاول اتخلص من الوحش اللي فيا و ماخليش حد يضحك عليا تاني.. عشان كده عاوزك تعملي تحليل كشف عذرية.
عاودت محاوله تصديق العبارة الأخيرة منه، هاتفة بسخط
= لا ده انت اتجننت رسمي، إيه التخلف اللي انت بتقوله ده وهي في تحاليل كده اصلا طلعت جديده ولا انت اللي بتالف من دماغك عشان عاوز كده .
ارتفع حاجباه للأعلى باستنكار وهو يهتف كأن الأمر بسيط لهذه الدرجة
= طب هو ايه المانع في كده طالما انتٍ متاكده من نفسك وأن محدش لمسك وانتٍ مش بتضحكي عليا.. يبقى ليه ما تعملهاش وترفضي، الموضوع بسيط يعني.
شهقت مدهوشة من وقحته لها، وحلت تشابك ساعديها متمتمة بازدراء
= هو انا حقيقي مش قادره اصدق اللي بسمعه انت بجد بتطلب مني حاجه زي كده يا منذر.. بتشك فيا ان انا مش انسه وعاوز تتاكد بإني اعمل تحليل عذريه في مستشفى! هو ده اللي هيريحك وياكدلك ان انا شريفه وما حدش لمسني ومش كدابه.. انا مش قادره استوعب اصلا ان انت بنفسك بتطلب مني حاجه زي كده
جز علي أسنانه بعنف شديد أثر عقده القديمة ثم أردف بنبرة مغلولة
= وليه مش مستوعبه حاجه زي كده بالذات مني؟ أكمن يعني ابان غلبان وضعيف الشخصيه ذي ما بكون باين لاي حد بالصفات دي! لا يا ضحي انتم اللي دايما بتفكروا سكوتي ضعف بس انا اللي بكون لسه باقي عليكم وبقول دول اهلي و بلاش ااذيهم زي ما هم بياذوني .. انما سهل جدا اخليكوا تحسوا باللي بحسه بسببكم .
ضغطت على شفتيها بقوة وتحول وجهها المشرق الى قهر و حسره وهي لا تفهم بعض حديثه الغامض ثم صاحت معترضة بشراسة وهي تنظر له شزرًا
= انت بتقول ايه هو انا اذيتك في إيه اصلا ولا هم عملوا معاك إيه، فوق يا منذر احنا ما كملناش شهر على علاقتنا وانت جاي تقول لي ان انت شاكك فيا وعاوز تتأكد ان انا فعلا محدش لمسني ولا لاء انت مستوعب الاهانه اللي انت بتحسسها لي بطريقه كلامك دي معايا.. انا مش فاهمه اصلا بتطلب مني طلب ذي ده ليه وعلى أي أساس؟ إيه اللي شفته مني شككك فيا كده فجاه
قوس فمه للجانب بتهكم، ورد بنبرة محتقنة
= مش لازم اكون شفت حاجه ومش هستنى لما أشوف وبعدين مين قال لك ان انا بشك فيكي! متهيالي لو شاكك فيكي المفروض اسيبك على طول لكن انا لسه عاوزك وباقي عليكي بس كل اللي محتاجه وزياده تأكيد مش اكتر! انا مش فاهم اصلا انتٍ رافضه ليه طالما متاكده كده من نفسك .
أغاظها عدم إدراكه لحجم الكارثه الذي يتحدث عنها بمنتهى الهدوء والبساطه هكذا، فهدرت بتشنج مستنكره تفكيره الضيق
= بجد مش عارف رافضه طلب زي كده ليه! ممكن لانك بتهني مثلا ما تركز في كلامك شويه
إبتلع ريقه بتوجس هاتفاً بتمهل مطمئن
= أنا آسف لو ده اللي وصل لك بس انا مش قصدي اهينك خالص بالعكس انا بعمل كده عشان مصلحتك ومصلحتي وده هيفيدني لقدام وده برده اللي هيخليني اكمل معاكي للاخر وانا مطمئن..
تدلى فكها للأسفل في استنكارٍ، وهتفت معترضة
= هو ايه اللي بتعمله في مصلحتي وبعدين انا اللي اعرفه أن حاجه زي كده العريس بيعرفها يوم الدخله مش يطلب من العروسه تعمل كشف في المستشفى.. انا اسفه بس ده إسمه
هبل وتخلف .
هز رأسه بإيماءة بسيطة وهو يرد باقتضاب
= أنا مش فاهم بس انتٍ رافضه ليه، قلت لك انا مش شاكك فيك ولا عاوز اهينك.. وبعدين مين قال لك ان العريس لازم يتاكد يوم الدخله وبس لا بالعكس ده اللي المفروض يحصل اصلا ان اي راجل يتاكد من قبل ما يتجوز من حاجه زي كده، يعني افرضي مثلا ناس غيرنا اتجوزوا وبعد كده العريس اكتشف بعد الدخله انها مش انسه الوضع هيكون إيه ساعتها مش هيكون اتدبس فيها ومش بعيد يقولوا كلام وحش وما يصدقوش اصلا .. انا كل اللي طالبه منك تأكيد مش اكتر .
هزت رأسها نافية وبدأت غير مقتنعة بإجابته المريبة تلك، لترد وهي تقول بصوت مختنق للغاية
= ولو قلت لك ان انا رافضه ومش موافقه على الهبل ده؟!
احنى منذر رأسه عليها ليصبح أكثر قربًا، فاستشعرت قوة تهديده الحاسم حينما هتف بصرامة نافذة غير قابلة للنقاش مُطلقًا
= كده هضطر اقول لك انا اسف و كل واحد منا في طريق! مع اني مش عاوز، عشان كده هسيبك تفكري كويس .
انفرجت شفتاها للأسفل بذهول وشعرت كأنه يتعمد إيلامها أكثر بإصراره ذلك لتقول باحتقار
= آه ده انت كل ما تطلب مني طلب بقى هتساومني أنك تسيبني ولا ايه؟ في الاول لمحت كده لما طلبت مني اسيب الشغل وانا وافقت فانت بتستخدم نفس الاسلوب عشان تلوي دراعي مش كده.
قطب جبينه ناظرًا نحوها بثبات وهو يقول
= ضحي عشان خاطري وافقي وما تلويش دراعي انتٍ عشان انا مش عاوزه اسيبك فعلا، انتٍ الوحيده اللي بحس مش عاوز اخسرك رغم ان احنا نعرف بعض من مده قصيره بس نفسي قبل ما اديكي الثقه الكبيره دي اتاكد من كل حاجه جوايا بتحسسني بقلق من اللي جاي
انت مش عارفه انا بجد مريت بايه في حياتي ولا شفت ايه عشان اطلب منك طلب زي ده، انا اول مره اطلب من بنت ما تسيبنيش وكانت انتٍ يا ضحى .
اصطبغ وجــه ضحي بتلك الحمرة الغاضبة بعد سماعها لإساءتها المهينة لشخصها بسبب طلبه،
جاهدت لتضبط أعصابها قدر المستطاع معه رغم فظاظته و وقاحه حديثه، فهي لا تزال ساذجة لا تعي أبدًا مخاطره ما زجت بنفسها به
بينما توترت من صراحة انفصاله عنها المهددة لها، حافظت على ثباتها الزائف أمامه رغم كل ذلك .
فرك منذ وجهه بضيق، ثم نظر مباشرة لها قائلًا بصرامة شديدة وهو يشير بسبابته إليها
= مش انتٍ عاوزه تعرفي كل حاجه عني؟؟ و لسه قايله كده بنفسك وانك مستعده تسمعيني ومش هتسيبيني وكل حاجه اتعودت عليها زمان هتتغير معاكي، وان ده هيفيد علاقتنا لما نثق في بعض طب انا هديكي الثقه دي على اي اساس غير لما اتاكد من كل حاجه جوايا خايف منها!.
حاولت ضحي أن تجلي حنجرتها وخرج صوتها خافتا ضعيفا وهي تقول بيأس من تفكيره الغريب
= الثقه بنديها لبعض من المواقف اللي بتظهر في حياتنا ولما بنسيبش بعض في أصعب الاوقات مش بالطريقه اللي انتٍ عاوز تعملها
ضاقت نظراته أكثر وهو يرد بنبرة غير مريحة بالمرة
= يبقي كل واحد تفكيره يختلف عن التاني، كل واحد لي متطلبات في الحياه غير التاني، عشان انا مش هثق فيكي الا بالطريقه دي.. و ارجوكي ما تقوليش لا عشان انا قلت لك مش عاوز اخسرك وما تضطرينيش اسيبك.. صدقيني الموضوع بسيط ايه يعني تروحي لمستشفى معايا وتعملي كشف عذرية والموضوع هيفضل سر ما بينا وأكيد من غير ما حد يعرف.. بس ده هيفرق كتير معايا صدقيني و طوعيني يا ضحى .
استدارت ضحي برأسها ببطء ناحية ونظرت له مطولًا دون أن تنبس بكلمة مانعة نفسها من الحديث، لكنها شردت في إذا تركها بالفعل و عادت من جديد كما كانت! هل ستتحمل ضغط المجتمع.. ومشاحنات أسرتها كل يوم على اتفه الأسباب.. و نظرات الشماته من أخواتها و الأصدقاء والاقارب بعد أن تفسخ خطوبتها و تصبح من جديد عانس في نظر نفسها.. هل لديها طاقه لتحمل كل ذلك بعد أن انتصرت عليه في يوم من الأيام بسبب خطوبتها من منذر! ذلك العريس اللقطه كما يخبرها البعض وبانها محظوظه به، الإختيار حقا صعب؟ هل ستوافق على طلبه الغريب والمسيء إليها او تعود الى حياتها البائسة من جديد. انزعج منذر من صمتها المفاجيء وقال بنبرة غليظة
= قلتي ايه موافقه.. ولا عاوزه وقت تفكري بس مش هديكي اكتر من يومين عشان مستعجل .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية