رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 7 - 6 - الأثنين 13/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع
6
تم النشر يوم الأثنين
13/5/2024
❈-❈-❈
ظهر الاسي علي ملامحه و تنهد هامسًا
= عادي ما فيش جديد بقابلها ايوه بس لسه بعيده عني، الحمد لله اديني بحاول اتعايش مع الأمر وانسى أن بنتي في يوم تجيلي وتعيش معايا .
فركت يدها بارتباك بشكل ملحوظ وهتفت مبتسمة بصعوبة
= ان شاء الله ربنا يقرب البعيد، ويجمعك بيها على خير .
لاحظ آدم توتر الأخري كأنها تريد قول شيء لكنها تخشى من شيء ما، لذلك تحدث قائلاً بجدية
= اشربي القهوه يا مدام رانيا وقولي اللي انتٍ عاوزه تقوليه وعماله قاعده مش على بعضك انا قلت لك لو عايزه مساعده انا هكون موجود
و ما تخافيش عمري ما هقول لحد حاجه لو لسه خايفه وقلقانه من كده .
هزت رأسها برفض وردت عليه بامتنان كبير
= لا خالص انا عارفه ان حضرتك شخص محترم وابن اصول وعمرك ما هتعمل حاجه زي كده وانا والله واثقه فيك .. إلا ما كنتش جيتلك وانا عاوزك تساعدني مره ثانيه ونفسي
ما تكسفنيش .
استغرب من طلبها ذلك وهو يرد بإيجاز
= لو بايدي صدقني مش هتاخر انا بعتبركم زي اخواتي بجد وامانه كمان في رقبتي من بعد وفاة الوالد انتٍ ما تعرفيش هو كان بالنسبه لي ايه؟ انا كنت بعتبره زي والدي وهو ياما ساعدني ولي افضال كتير عليا و انا مش ناسيها .
اخذت أنفاسها بعمق فهي تشفق على حياه أختها كثيرًا كانت قليلة الحظ، وعاشت حياة تعيسة في أيامها السابقة، تحركت أنظارها نحوه هاتفه بصوت مرتبك
= ما هو انا عشان كده متعشمه فيك خير ومن ساعه ما جيت في بالي وانا بفكر في المشكله اللي عملتها ديمه! قلت لازم اجيلك واقترح عليك العرض ده .
عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بغرابة
= انتٍ شغلتيني والله يا مدام رانيا.. ايه هو الموضوع قولي وما تتكسفيش ولا تخافي من حاجه.
صمتت للحظات مترددًة في الحديث معه بما تريده، بالطبع هو متفهم للظروف الطارئة التي جدت على العائلة ولقد قدم المزيد من المساعدات، لكن ما تريده هذه المره صعب حقا وربما يرفض! ثم قالت بصوت شبه مختنق
= هو انت الحمد لله عملت اللي عليك وزياده وانا والله عمري ما هنسالك الجميل ده والحمد لله إن سمعنا كلام حضرتك فعلا وبلغنا البوليس و الولد ده اتحبس ودلوقتي هيتحاكم بكل اللي عمله في اختي بس للاسف المشكله لحد هنا وما خلصتش.. وانت اكيد عندك علم باللي اختي عملته كله وان الولد ده ضحك عليها ازاي واستغل ان احنا كنا بعيد عنها وانشغلنا في حياتنا ونسيناها وانا بعترف بغلطتي ومش هنكر أن برده جزء من اللي هي فيه انا السبب .
رمقها بنظرات مزعوجه من مماطلتها دون فهم ماذا تريد منه بالضبط، ومع ذلك هتف قائلاً بتريث عقلاني للتخفيف عنها
= ده نصيبها يا مدام رانيا سواء انتم قريبين ولا بعيد عنها ده اللي كان هيحصل مش هيفيد في حاجه بقي انك تقعدي تلومي نفسك المهم انك عرفتي غلطك وبتصلحيه وما تبعدوش عنها تاني.
أجابته بنبرة حزينة وهي تمسح علي وجهها بتعب
= ان شاء الله ادينا بنحاول، بس موضوع انها ما بقتش آنسه وان مسيرها هيتقدم لها عرسان وهتتجوز وطبعا مش هنقدر نوافق بسبب اللي هي فيه و انت اكيد فاهمني! ده غير في البلد اعمامها لو عرفه حاجه زي كده هيموتوها على طول او هجوزوها لاي حد عندهم يستر عليها وهتعيش طول عمرها متعذبه هناك وانا مش هقدر اعمل لها حاجه ولا افتح بوقي معاهم انت ما تعرفهمش هم صعبين قد ايه.. ده احنا يوم وفاه بابا وماما ما شفناهمش غير مره لما جم اخذوا الورث ومشيوا بس مع ذلك هيخافوا على سمعتهم ولو عرفوا حاجه زي كده مش هيسكتوا .
عبس سريعًا، وحل الوجوم على تعبيرات وجهه صائحًا بحدة
= هم ما لهمش حاجه عندكم اصلا واختك كلها كام سنه ومش هتبقى قاصر ليه يموتوها ولا يجوزوها بالغصب دي جريمه وما تسمحيش انهم يعملوا حاجه زي كده في اختك احنا عايشين فين .! هو لسه في ناس بتفكر بالطريقه دي .
ردت عليها بخيبة أمل كبيرة مبدية انزعاجها
= لو قعدت من هنا للصبح تحاول معاهم مش هيقتنعوا واللي في دماغهم في دماغهم هم صحيح فيهم كل العبر الا عند الموضوع ده بالذات الحل عندهم بالدم، وانا والله مش عاوزه اسيب اختي ليهم ومن ساعتها عماله نايمه صاحيه بفكر هعمل ايه؟ عشان كده جيت لك اول ما جيت في دماغي ممكن تنجدني والحل يبقي في ايدك
أشار لها آدم برأسه قائلاً بجمود
= انا متفهم كلامك والله يا مدام رانيا بس انا برده مش فاهم انا في ايدي إيه ممكن اعمله .
صمتت للحظة لتلتقط أنفاسها ثم تحدثت بنبرة محذرة بجدية
= بص انا فكرت ان احنا نخليها تعمل عمليه وترجع انسه من تاني بس رجعت وقلت انا مش هرخص اختي لوضع زي ده غير ان ما اعرفش حاجه زي كده نعملها ازاي وفين ومش عاوزه احطها في موقف زي ده غير كمان اكيد حد من الجيران هنا ولا في المستشفى إللي اجهضت فيها اختي سمع خبر وممكن يوصل لهم في البلد فانا كده ما حليتهاش برده عشان كده فكرت اني .. آا يعني.
هز رأسه بمعني تكمل ناظرا لها باهتمام، فتابعت موضحة بنبرة شبة باكية من الذل و المهانه التي تشعر بها، هاتفه بصعوبة بالغة
= فكرت أن آآ حضرتك تتجوزها كام شهر ولا سنه وبعد كده تطلقها على الاقل تبقى إسمها مطلقة!
أتسعت عيناه بذهول عجيب من طلبها عليه ليجد نفسه حائر في إيجاد الرد المناسب عليها فهي تتحدث معه في جزئية حساسة للغاية، و لم يستطيع استيعاب طلبها من الأساس رغم انه يعلم جيد غرضها من ذلك لكن سيظل الأمر فوق توقعاته حقا. وقبل أن يجيب أضافت رانيا قائلة بحرج ظاهر في نبرتها
=انا عارفه ان الموضوع غريب واكيد اتصدمت بس انا ما لقيتش حد غيرك يساعدني في كده وانا ما طلبتش الطلب ده غير وانا واثقه فيك ان انت هتحمي اختي وعمرك ما هتضرها وهتفضل عندك هنا متصانه زي ما هديها لك..
اضطر أن يصمت قسرًا لتنظر في وجهه بحرج شديدة فالموقف صعب عليها حقا لكنها حتما يجب أن تجد حل لتنقذ شقيقتها التي وضعتها في ذلك الموقف المهين! استشفت الأخري احتمالية رفضه لطلبها، فتابعت وهي تتوسله باستعطاف باكٍ
= انا اسفه لو بطلب حاجه منك مش هتقدر تعملها انت طبعا اكيد ممكن ترفض وتعتبر نفسك ما سمعتش حاجه انت كتر خيرك عملت معانا الواجب وزياده بس انا والله ما لاقيه غيرك يساعدني انا حقيقي وقع في مشكله كبيره .. والجواز هو الحل واللي هيحميها ويحمينا من الناس واهلنا ومن الفضيحه اللي هتحصل في أي وقت .
بدأ آدم أكثر جمودًا وصلابة وهو يستمع اليها بصمت دون تعبير محدد أو رد! بينما اختنق صوتها متأثرة، وهي تضيف بتوسل أشد
= طبعا حضرتك ممكن تاخد وقت تفكر وترد عليا زي ما انت عاوز، و والله لو رفضت حقك وانا مش هزعل اكيد.. بس عشان خاطري فكر كويس وبلاش تستعجل في الرفض عشان خاطر اختي الغلبانه دي ما هو ما فيش حل غير كده انها تتجوز حد وتطلق منه وانا عمري ما هثق في حد غيرك خصوصا انك كده كده تعرف الموضوع .. انا همشي بقى عن اذنك .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية