-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 6 - الثلاثاء 7/5/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس

الفصل السادس

تم النشر يوم الثلاثاء 

7/5/2024

❈-❈-❈


في منزل شاهين بعد أن عاد هو و زوجته من الخارج، اتصل بابنه منذر حتي يهبط له على الفور وقد فعل الآخر وتقدم منهن بكل هدوءا، 

فقد شاهين أعصابه وهو يحادث إبنه أول ما رآه أمامه


= انت اتجننت يالا بقى انا تحطني في الموقف ده انا وامك! ما فهمتنيش ليه انها اكبر منك بالسن بس ما هو العيب عليا، انا إللي وثقت فيك.. مع اني كنت شاكك من الأول هو انت عمرك هتختار حاجه عدله صحيح 


سأله منذر باستغراب زائف وهو قاطب لجبينه باندهاش مصطنع


= مش فاهم انت ايه اللي مضايقك؟ السن يعني مش مشكله والفرق بيننا مش كبيره اوي ده هم سبع سنين راحوا ولا جم ومش هكون اول ولا اخر واحد يتجوز واحده اكبر منه! اهم حاجه اخلاقها وهي لو كانت وحشه انت ما كنتش رحت من الأول عشان تتطلبها ليا .


تحولت نظراته له شزرًا لكونه مستهون بالأمر هكذا وقد وضعة في موقف محرج مع تلك العائله بينما وضعه أيضًا امام الأمر الواقع فرد بتجهم واضح عليه


= شوف الواد وحريقه الدم بتاعته ما كفهوش الموقف المحرج اللي حطينا فيه قدام الناس وان احنا ما نعرفش معلومه زي دي، لا كمان بيبجح ومش شايف في مشكله! انا مش عارف ازاي نسيت حاجه زي كده مع أني سألت على كل حاجه عنها هي واهلها ونسيت خالص حكايه السن بس انا ما اديتش خوانه ان ممكن حاجه زي كده تحصل .


رمقته أمه بنظرات مزدرية هاتفة بقلق 


= ابوك معاه حق يا منذر ما ينفعش حتى لو البنت اخلاقها كويسه الاصول واللي اتربينا عليه من واحنا صغيرين ان الراجل هو اللي بيكون اكبر من الست مش العكس! يا ابني بص لقدام دي عندها 35 سنه فاهم يعني ايه؟ يعني كمان كام سنه وهتكمل ال 40 وهتكبر بدري عنك وفرص الانجاب عندها هتقل ومش هيبقى عندها صحه ولا قادره تربي ولا ترعاك انت نفسك! ده غير حاجات ثانيه كتير ما تفهمها انت لوحدك بقى ما انت شاب وعارف اللي فيها.


أطال شاهين النظر نحو منذر وهو يهتف باستخفاف 


= قوليله اصل البيه فاهم الموضوع عادي كده

هنبقى مضحكه وسط الناس آخر مره هقولها لك اصرف نظر عن الموضوع ده وابعد عن البنت دي مش من قله البنات حواليك ما لقيتش غيرها... مش انا في الاول من قبل ما اروح اتقدم قلت لك اوعى تكون زي اللي قبلها وتطلقها وتسيبها بعد سنه من الجواز اهو انا متاكد دلوقتي أن لو وافقت على البنت دي هتطلقها هي كمان ومش هتستحمل العيشه معاها .


تابع الآخر ما يحدث باهتمام لكنه مع ذلك لم يتأثر بالانسحاب والتراجع عن ذلك، ازدرد ريقه الجاف وحاول أن يتمسك برأيه و تسائل هاتفًا بصرامة


= انتم مكبرين الموضوع ليه وعاملين تتخيلوا مشاكل ومصايب ممكن ما تحصلش، تمام جزء من كلامكم ممكن يكون صح بس برده في غيري كتير بيتجوزوا والفرق بيكون اكبر و بينجحوا انا مش شايف الموضوع في مشكله زيكم سبع سنين مش جريمه يعني.. و اذا كان على كلام الناس انا ما ليش دعوه بيهم ومش بهتم وهم مالهم اصلا بحياتي، غير هيعرفوا منين وحتى لو عرفوا ليهم ايه عندي .


راقبه والده بغضب لكنه بادر قائلاً بصوت متعصب وشبه لاهث


= هو انت عاوز تعند وخلاص معايا انت مالك متمسك بالبنت دي أوي كده ليه لو ما كنتش عارفك كويس وعارف انك خايب وقفل و عمرك ما ليك في حكايه انك تتعرف على بنات وتصاحب كنت قلت اكيد بينك وبين البنت دي حاجه، بس انا عارفك كويس وطول الوقت قدامي في المحل بس انا برده فاهمك ليه مختاره دي بالذات عشان تعند معايا وتوريني انك راجل جامد وبتعرف تختار . 


أدار منذر رأسه في اتجاه والده الذي كان يرمقه بنظرات تحمل الاستياء الشديد منه و حرك نظره الي والدته فكانت تحمل نظرات الرجاء حتى يتراجع عن قراره، أخرج تنهيدة قوية من صدره مبديا حيرته الطفيفة فلا ينكر بان بدأ ياخذ الموضوع بشكل عناد حتى لو يرد جزء بسيط مما كان يفعله به منذ طفلته، لكن سريعًا ما لبث أن حسم أمره قائلاً بجدية


= هو مش لعب عيال عشان اعند زي ما انت بتقول، ده جواز وانا الوحيد اللي ليا الحق يقول هيتجوز مين وهيكمل مع مين! زمان ما رضيتش اكسفك لما دبستني في جوازه مش عاوزها بس المره دي حضرتك بقى اللي هتدبس توافق وانا اللي هختار.


رد عليه شاهين بصوته المحتد


= يعني ايه يالا قصدك ايه، انت هتفضل مصمم على البنت دي وهتتجوزها غصب عننا ولا ايه حتي و احنا مش موافقين ورغم كل اللي قلناه وانها ما تنفعكش عشان اكبر منك .


لم يعرف شاهين أنه بكلماته الحازمه تلك تزيد من نيران منذر المستعرة بداخله منذ سنوات، خاصة أنه لم يكن يشير في تصرفاته كاب يخاف علي فلذة كبده، بل يرفض و يأمر إياه لأجل مصلحته هو لا اكثر، استدار منذر ناحيته هاتفًا بوجهٍ خالٍ من التعبيرات 


= لو كان عندي مشكله في السن زيكم ما كنتش من الأول قلت لك تعالى اطلبها لي من اهلها، والموضوع ده خلاص خلص ومش هفتحه تاني وانا مش صغير! مش دايما حضرتك بتقول لي اتعلم المسؤوليه وبطل تستنى اقول لك تعمل وما تعملش ايه عشان الراجل هو اللي بيمشي حياته بمزاجه! أهو انا بقى بسمع نصيحتك وبعملها دلوقتي زعلان ليه ؟ 


زادت نظرات منذر حدة وهو يكمل بغموض مريب


= انا اسف ان انا اول مره في حياتي بخرج عن طوعك وبقول لك على حاجه لا! بس انا مش عليا ذنب و روح بنفسك اسال اي شيخ هيقول لك ابنك مش غلطان في حاجه عاوز يتجوز وهو حر طالما بيشتغل وقادر يصرف ويفتح بيت وهو لي الحق يختار اللي هو عاوزها.. ولا حتى موضوع السن هيقول لك في مشكله الرسول عليه السلام ذات نفسه زمان اتجوز السيده خديجه وهي كانت اكبر منه.. وناس كتير بتعمل كده لحد دلوقتي يعني انتوا اللي شايفينها مشكله بس!! انما أنا ما عنديش اي مشكله، عشان كده الجوازه دي هتم .. عن اذنكم .


تفاجأ الاثنين بطريقه حديثه وبالأخص الأب فهذه المره الوحيده التي يعترض أمامه بالفعل ويخرج عن طوعه، كاد أن يرحل لكنه سمع صوت والده الهادر قائلاً بوعيد


= استنى يالا هنا خلاص كبرت عليا وهتمشي كلمتك ماشي براحتك اعمل اللي انت عاوزه، بس البنت دي مش هتتجوزها برده وده مش رايي ده راي اهلها لانهم اول ما عرفوا ان بنتهم اكبر منك قلبه وشهم وبان عليهم الرفض يعني ان شاء الله هتيجي منهم وانا ما حدش يلوي دراعي يا روح امك .


بدت أنفاسه مضطربة نتيجة ما قاله والده و 

شعر منذر بالقلق الشديد فهو لم يحسب حساب رفض أسرتها له ولكنه يعلم جيد بانها ستوافق لانها بحاجه الى ذلك، لكن يجب أن يضع في الحسبان ربما هي نفسها ترفض ذلك الوضع ولا ترحب بالقبول حتى وان كانت ترغب في الزواج بأي شكل! وفكر بأن الحل  يقابلها ويتحدث معها حتى يؤثر عليها فيجب ان يفعل ذلك قريباً جداً، ثم تسأل محذرًا


= هو انتم قلت لهم ايه لما عرفتوا موضوع فرق السن! 


شعرت الأم بتهور الحال بين أبنها وزوجها لذلك تدخلت محاوله التاثر على منذر، واقتربت مايسه تضع ذراعيها علي كتفه وهي ترد بحنق


= عملنا نفسنا نعرف وبعد كده أستاذنا ومشينا بس على رأي ابوك شكلهم هيرفضوا لانهم كان واضح أوي عليهم انهم مش قابلين الموضوع 

وبصراحه بقى ابوك معاه حق وانا كمان اصلا ما بقتش مستريحه للبنت دي من قبل ما اشوفها ويعني إيه عندها 35 سنه ولحد دلوقتي لسه متجوزتش.. ان شاء الله الرفض يجي منها هي كمان والبنات موجودين على قفا من يشيل شوفلك واحده بقى من سنك .


صمت منذر ولم يستطيع الرد لكن بدا يفكر بشكل جدي اكثر في الوضع، و على الأرجح يجب هذه المره يعمل علي المقاومه حتى وإن استنفذ كل طاقته، عليه فقط أن يثق في قراره ويفكر بتروٍ قبل أن يسمح لنفسه بالمجازفة .


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة