-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 5 - السبت 4/5/2024


قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس

الفصل الخامس

تم النشر يوم السبت 

4/5/2024



تحركت بسمة إلي خارج المطبخ ثم وضعت طبق الحلوى الذي أعدته إلي زوجها فوق المنضدة بقوة، ثم وقفت متخصرة أمام التلفاز الذي كان يتابعه زوجها باهتمام هادرة


= اتفضل الحلو اللي طلبته.


نظر لها بانزعاج وهو يلوح لها بيديه جانبا كي تبتعد


= خلاص مش حطيتيه.. اوعي بقي من قدام التلفزيون عاوزه اتابع الماتش .


نظرت إليه نظرة حقد ثم استدارت تغلق التلفاز من الزر المخصص له ببساطة ثم عادت تنظر لزوجها متجهمة بينما تكتف ذراعيها، انتفض

وهو يعتدل جالسا على الأريكة فزعق بها باستنكار


=انتٍ بتقفلي التلفزيون ليه هو انتٍ مستقصداني مره تقفلي عليا النت ومره التلفزيون افتحيه دلوقتي حالا .

ازدادت ملامحها غضب وهي تقترب منه ثم أردفت تتحدث بجدية


= طالما انت قاعد فاضي كده ومش لاقي حاجه تضيع فيها وقتك اتفضل اخرج مع ابنك شويه وفسحه زي ما كل الابهات بتعمل.. الولد ابتدى يزهق ويسال انت ليه مش بتخرج معاه  


ضيق معاذ عينيه متسائلا باستهجان


= امال انت كل جمعه بتاخديه وتروحي فين  مش بتفسحي وبعدين هو مش في مدارس! عرفي ابنك يا هانم مش كل حاجه لعب طالما عليه التزامات تانيه .


تمتمت بسمة له باقتضاب مغتاظ


= طب ما انت شاطر اهو وعارف التزامات غيرك عقبال ما تعرف التزامات نفسك، اسمعني كويس يا معاذ انا مش كل حاجه فوق دماغي لوحدي! مطنش تساعد في البيت وخلاص جبت اخري منك وانت مش راضي قلت ماشي لكن مش ابنك كمان هتهمل فيه.. الولد ابتدا يفكرك انك مش بتحبه، انت كل يوم والثاني بتنزل تقعد على القهوه مع اصحابك بالساعات خصص لنفسك ساعه واحده بس هتفرق معاه .


جلس مجدداً فوق الأريكة وبرر معاذ وجهة نظره باقتضاب


= مش بحب مين؟ كل ده عشان مش عاوز اخرج معاه ما انا جربت مره خرجت معاكم  وندمت هو انا لسه عيل صغير هروح معاكوا حديقة الحيوان ولا النادي اكل ايس كريم واتصور مع الحيوانات! ايه الخروجات الهايفه بتاعتكم دي.. ومع ذلك ما منعتكيش وقلتلك روحي زي ما انتٍ عاوزه فسحيه وما لكيش دعوه بقى اخرج و اروح فين أنا. 


زمّت شفتيها حانقة، وأردفت بتوضيح جاد


= اهي الهيفاء اللي بالنسبه لك دي مهمه لابنك ده طفل عاوزه يروح يقعد فين؟ علي القهوه  يشرب شيشه ويلعب دومنيك مع اصحابة 

ويقعد بالساعات يلعب قدام الكمبيوتر 


استبد الغضب به مما تتحدث به فقال لها محذرا وهو يلوح أمامها بسبابته


= بسمه بطلي تلاقيح كلام واتلمي وما تدخليش في اللي ما لكيش فيه اعمل اللي انا عاوزه، انا ما بدخلش في تربيه ابنك وسايبلك تعملي اللي انتٍ عاوزاه بس الظاهر انك ابتديتي تدلعيه زياده عن اللزوم  


حادت بعينيها عن عينيه متخاذلة إلا أنها أصرت أن تفرغ ما بجعبتها فعادت تنظر له هاتفة بانفعال


= وانا ما قلت لكش سيب المسؤوليه كلها عليا تعالى ساعدني هو انا رفضت ده انا شويه وهبوس ايدك انك تساعد في اي حاجه في البيت ده، وبعدين مش انا تربيتي غلط وبدلع ابنك اتفضل اتدخل بقي هو انا حوشتك قبل كده.. وبعدين شوف مين بيتكلم على الدلع خلينا ساكتين أحسن.


تنهد معاذ تنهيدة طويلة فاقد الصبر ليجيبها بشيء من البديهيات


= لا وتسكتي ليه ما انتٍ لازم تنكدي على اللي جابوني هو انا مفيش يوم يعدي غير لما تقعدي تنكدي عليا كده! عاوزاني اقعد اعمل معاه ايه يعني قلتلك ما برتاحش في خروجاتكم هي عافيه .


رفعت بسمة عينين بملل وتأفف نحوه ثم قالت بجفاء


= ما قلتلكش عافيه ومش لازم حتى تروح الأماكن اللي مش عاجباك معاه، خرجه في الاماكن اللي انت شايفها كويسه بس اقعد معاه شويه حسسه بوجودك.. إبنك حساس ولما بيشوف صحابه في المدرسه بيقعدوا يتكلموا على رحلاتهم مع ابوهاتهم وصورهم مع بعض بيزعل و نفسيته بتتعب.. 


ثم كتفت ذراعيها أمام صدرها و أضافت متحدية بصلابة


= ده غير كمان دلوقتي بقى يتكلم ويستغرب قعدتك في البيت من غير شغل ومع أن نص اصحابه في المدرسه بعضهم بيشتغلوا؟؟. وحتى اخوك كمان بيشتغل رغم انه مش متجوز دلوقتي، وبدأ يسأل ليه بابا الوحيد إللي مش بيشتغل زي عمو منذر 


هدأت ملامح معاذ واستكانت قليلا لدرجة السكون المزعج والغير معبر عن شيء وهو يمعن النظر في وجهها حتى أن ذراعيها تراختا إلى جانبيها وهي تعقد حاجبيها باهتمام قبل أن يرد أمامها بنبرةٍ خفيضة مبهمة


= قوليله أن بابا بيشتغل بالليل وقت ما تكون نايم وخلصي موضوعك عشان انا مش ناقص صداع كثير .


ضيقت عينيها وكاد الشرر يتطاير منهما وهي تقول بغل مهددة


= آه تقصد اكدب على ابنك يعني، طب لو دخلت عليه دلوقتي مع ان ابنك مع الوقت هيفهمها لوحده لما يكبر موقفك هيكون ايه؟ 

وهو شايفك طول حياتك مش بتشتغل و مستني تاخد المصروف من ابوه.. وبطل اسطوانه بتاعه كل مره بشتغل وانتٍ ما بتشوفنيش عشان انا مش معشراك يوم ولا 

ثلاثه دول سنين يا حبيبي وكفايه أوي افهم اللي فيها .


أخذ طبق الحلوى الذي أحضرته له على وجه الخصوص وبدأ يأكل أمامها دون اهتمام، بينما سقطت بعض فتات الحلوى على ملابسه، لكنه بدأ في زلقها على الأرض ولم يهتم بتنظيفها! فمنذ صغره كانت أمه تنظف كل ما خلفه دون أن يزعج نفسه، فكانت تقوم هي وتنظف ما يفعله من فوضى! خوفاً علي صحته من أي مجهود بسيط يقوم به بسبب مرضه.. والآن بدأت بسمة تقوم بهذا الدور تحت الإكراه!! 


عاد يستقل على الأريكة ليخبرها بنبرة خانقة وعدم مبالاة، وهو يلوح لها بيده الممسكة بجهاز التحكم بالتلفاز عن بعد


= طب ما تفهمي اللي فيها، انتٍ مالك انتٍ وابنك اشتغل ولا ما اشتغلش مش كل اللي انتم عاوزينه بيجي لكم ما لكيش فيه بقى.. و في النهايه فلوس ابويا هي فلوسي! يعني اذا ماكنتش انا اللي هصرفها مين اللي هيصرفها؟ وهو كمان اللي بيديها لي بايده و راضي فاطلعي انتٍ منها بقى وسيبيني اكمل الماتش .


عاد الغضب والكراهية إلى وجهها عندما تحدث بتلك النبرة الغير مهتمة فقد ظنت أنها عندما تخبره أن طفله بدأ يفكر فيه بهذه الطريقة الدونية، أو أنها تعرف ما كان يحدث طوال سنوات زواجهما وأنه كأن يأخذ مصروف المنزل من والده دون عمل...!!  سيشعر بالحرج ويغير الترتيبات اللازمة له بسبب ذلك للأفضل! لكن يبدو أن لا مفر من تفكيره وعجزه ليظل بهذه الطريقة يسقط من نظرها، ومع الوقت سيسقط من نظر ابنه أيضا.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة