-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 28 - 9 - السبت 18/5/2024

   

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثامن والعشرون

9

تم النشر السبت

18/5/2024

❈-❈-❈

ركض متجهًا إليه بعدما غرزه بخنجر بارد بصدره، تراجعت بجسدها مرتعشة تهتف بتقطع

-ياسين اسمعني هقولك كل حاجة..سحبها من كفيها دون حديث..لقد زهقت روحه عندما طعنته برجولته للمرة التي لا تحصى، لم يعد يتحمل حقارتها كما انتابه عقله ، والشك نهش بجسده كحيوان مفترس ، قابلته غزل متوقفة أمامه 

-كنتوا فين؟!

تسائلت بها بعدما وجدت ملامح ابنها العابسة..تحركت عاليا تتشبث بكفيها 

-حضرتك كنتي طلباني ، آسفة اتأخرت عليكي

قالتها عاليا حتى تنقذ نفسها من براثن جيوش غضبه الظاهرة بملامحه 

فهمت غزل ماتؤل إليه عاليا، فجذبت كفيها قائلة:

-أيوة حبيبتي تعالي عايزاكي ضروري

جذبها بقوة وسحب عيناه بعيدا عن والدته 

-آسف ياماما، محتاج مراتي دلوقتي 

أغمضت عاليا جفونها بإستسلام لقدرها معه ..صعد بها سريعا بعيدا عن والدته 


وصل لغرفته ثم دفعها بقوة على الفراش واقترب منها كالمجنون

-ليه!!..عملت فيكي ايه لدرجة دي أنتِ حقيرة

نهضت مقتربة منه وحاولت الحديث الا أنه دفعها بقوة يصرخ بها 

-حقيييييييرة.توقفت تصيح به 

-ياسين اسمعني، صفعة قوية على وجهها ثم قام بنزع ثيابها مقتربا منها كالمجنون 

-ايه مش حقي، قولي حقي ولا لا 

جذبها من خصلاتها يرفع رأسها 

-إنتِ مراتي يافرسة، عايز اشوف الفرسة اللي الغريب بيتمتع بيها 

-ياسين..ضغط على فكيها بقوة حتى شعرت بتحطمها 

-اسمي مش اسمه منك يازبالة ، وياله اجهزي، دخلتنا الليلة ..ولا شكل الأمورة مش فارقة، ماهي مدورها 

رفعت كفيها صفعته بقوة ثم تحركت للداخل وخرجت بعد دقائق وهو يثور بالخارج يحطم كل ما يقابله حتى أصبحت الغرفة شظايا محطمة ..خرجت بنامتها القصيرة الشفافة المخصصة لتلك الليلة ثم تحركت تقف أمامه قائلة:

-أنا جاهزة..رفع رأسه يطالعها بضحكات مرتفعة ثم أشار عليها 

-مكنش له لزوم دا كله، بلاش تحسسيني انك عروسة بجد..انسابت عبراتها وضغط على منامتها متجهة تجلس على الفراش 

-لو خلصت اهانة انا جاهزة، بس قبل اي حاجة اعتبر من الليلة دي قطعت كل الخيوط اللي بينا

نهض يمسح على وجهه ابتسامة ساخرة على وجهه حتى وصل اليها، جلس بجوارها ونظر إليها بملامح متفحصة ثم رفع أنامله يمررها على وجهها وهتف

-وانت اعرفي انك أحقر واحدة قابلتها في حياتي..انسابت عبراتها بقوة حتى أصبحت كالشلال، بعدما انشق قلبها فلقد خانها ونبض قلبه لها ..اقترب يدفن رأسه بحنايا عنقها يهمس لها 

-وياترى لعبة ايه اللي بتحاولي تقنعيني بيها، خايفة افضحك ماهو انتي مفضوحة ياروحي..أغمضت عيناها تهز رأسها ورددت بتقطع

-بس مكنتش منتظرة منك دا، تقابلت الأعين حتى رفعت كفيها على وجنتيه لأول مرة 

-حبيت فيك رجولتك وكرهت فيك شهامتك ياحضرة الظابط ، لو قلبي ضعف قدامك مرة فأنا بتأسف لنفسي 

ارتجف قلبه من كلماته حتى نزف قلبه واقترب منها يحتضن خاصتها لأول مرة ، لأول مرة يتذوق نعيمها، لأول مرة يشعر بجمال النبض الذي عزف رغمـا عنهما ولكن هناك نقطة فاصلة، جعلته متراجعًا ينظر إليها بذهول قائلا 

-إيه دا؟!


تراجعت تجذب الغطاء على جسدها، تستدير بجسدها 

-اطلع برة ..اخدت حقك ، برة مش عايزة اشوف وشك..قالتها بشهقات 

ظل للحظات ينظر لجسدها ، ثم تحرك للمرحاض وكأنه يخطو فوق النيران




عند جاسر 

ولج لمنزل عمه يبحث عنها بعينيه وجدها تجلس بشرود بمكانها المخصص، خطى إلى أن توقف خلفها، يرسم كل انش بها، يومان فقط شعر بهما كسنوات من عمره..توقف خلفه صهيب قائلاً:

-كويس انك جيت، كنت لسة هكلمك، هنا استدارت تطالعه بحزن، ورغم الآلام قلبها النازفة منه، إلا أنها توقفت متجهة إليه، تحرك بعض الخطوات ولم يعير لحديث عمه أهمية..وصل حيث وقوفها هامسًا بقلبًا منتفض: 

-وحشتيني..انسابت عبراتها واقتربت منه ..فرد ذراعيه ينتظر إحتضانه، لحظات من الصمت المريب بنظرات العتاب الأليم، ورغم حزنها ووجعها من تخليه عنها، إلا أن القلب هنا له تحكمات تصفع مايقابله ويحرمه من نبضه، احتضنته تبكي بشهقات مرتفعة 

-ليه ..ليه تعمل فيا كد؟!

ضمها بقوة يعصرها بأحضانه كأنه يستمد من ذاك الحضن قوته للحياة 


-جاسر..صاح بها صهيب 

أغمض عيناه يستنشق عبيرها يهمس لها 

-جنى سامحيني ..بكت بصوت مرتفع تهز رأسها تهمس بتقطع 

-ماتسمعش كلام بابا ياجاسر، بابا مضايق متسمعش كلامه

احتضن وجهها ينثر ترانيم عشقه بثغرها ثم همس لها 

-محدش هيقدر يفرقنا ياحبيبة عمري، صرخ صهيب بصوت مرتفع 

-أنا بكلمك يابن جواد ، ايه مفيش احترام يالا..حاوط كتفها متحركًا إلى عمه 

-مراتي كانت وحشاني ياعمو، مستخسر فينا لحظات اشتياق 

أشار لجنى

-ابعدي عنه ياجنى..رفعت نظرها لزوجها تهز رأسها 

-بابا ممكن تسمعنا..أشار بسبباته مهددا إياها 

-لو مبعديش عنه ..يبقى انسي أن ليكي اب، ياأنا ياهو، اختاري يابنت صهيب

ثم أشار إليه: 

-وانت يابن جواد، لو باقي على الأخوة اللي بيني وبين ابوك ارمي عليها يمين الطلاق..انا مستحيل اسيب بنتي على ذمتك يوم واحد بعد خيانتك ليها 

اقتربت جنى منه ثم انحنت ترفع كفيه تقبلهما تنظر إليه بعيونًا راجية: 

-بابا..اسمعني..صفعة قوية على وجهها 

-ادخلي جوا..إلى هنا وحياتكم انتهت..خلي عندك كرامة البيه المحترم عنده ولد في الحرام وياعالم متجوزها ولا لا

عمو ممكن تسمعني: 

-الطلاق اللي عايزه بس الطلاق يابن جواد، لو انت ابن جواد فعلا طلق بنتي، أنا مبقتش عايزك 


وصل جواد إليهما توقف أمام جاسر ، يجذب كف جنى 

-اسمعي كلام بابا ياجنى، ثم جذب ابنه وتحرك دون حديث

-حبيبي تعالى عايزك ..توقف أمام والده 

-مش هسيب مراتي يابابا، تحرك لوقوفها وضمها لأحضانه بعدما وجد بكائها، أخرجها من أحضانه يزيل عبراته ثم اقترب يدمغ جبينها بقبلة حانية

-جنجونة قلبي بطلي عياط، يالة ياقلبي هنرجع بيتنا..احتضنت ذراعيه 

-جاسر اوعى تتخلى عني، مش هقدر اعيش من غيرك ..همست بها بتقطع 


كان يطالع أخيه الذي يهرب بنظراته، تحرك جاسر يحتضن خصرها إلى أن توصل لباب المنزل فهتف صهيب 

-ابنك لو خرج ببنتي ياجواد اعتبر كل اللي بينا انتهى..ارتفعت شهقات جنى تحتضن ذراعه بقوة، علمت أنها النهاية، عمها ماذا سيفعل، ايختار سعادتهما على حساب والدها

أطبقت على جفنيها وهمست اسمه 

-جاسر ياله بينا مش قادرة اتحمل اكتر من كدا، كفاية عذاب 

رفع نظره لوالده الذي هز رأسه ثم هتف جواد وعيناه على صهيب 

-لو طلعت بيها ياجاسر يبقى انسى انك ابني ...هنا شعر بتذلذل الأرض تحت قدميه فاستدار لوالده يهز رأسه بحزن قائلا 

-ليه يابابا، ليه دا كله ..اقترب منه وجذب ذراع جنى المتشبثة به 

-كل شئ قسمة ونصيب يابابا، لثم جبينها يحتضن وجهها 

-حبيبة عمو تعرفي أن عمو بيحبك قوي ، هزت رأسها رافضة حديثه 

-لا ياجنى ..بحبك وعلشان بحبك خليكي في حضن باباكي ..قالها ثم اتجه لجاسر يجذبه بقوة متحركًا بجواره ..صاحت باسمه 

-جاسر!!..توقف مستديرًا إليها 

-ليه !!..تحرك لسيارته سريعا وقادها بسرعة جنونية حتى شعرت بتوقف قلبها فهوت على الأرض تبكي بشهقات مرتفعة، وصل عز الذي ترجل من سيارته سريعا متجهًا إليها 

-جنى!!..رفعت نظرها إلى أخيها 

-اختارهم هم ياعز، رغم اني اخترته، بعت الكل واشتريته وهو باعني واشتراهم ..قالتها وهي تشعر بغمامة سوداء تحاصرها فابتسمت من بين بكائها مرحبة بها فهوت بين ذراع أخيها 


بعد عدة أيام 

اقترب من جلوسها وهي لا تحرك ساكناً مجرد انفاسًا متألمة تخرج من صدرها، اتجه لوالدها بنظراته الحزينة ثم رفع كفيه يمسد على خصلاتها..لكنها صارت كما هي صمت لبعض اللحظات ومشاعره تجمدت وكيانه يترجح بين الوجود والتلاشي ..ولكن كفى وكفى 

انحنى يهمس بأذنها بعدما أزاح خصلاتها 

"إنتِ طالق"

أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها ..هذا ماعشقته عشق حد الوجع، هذا كيانها الذي ضعف بوجوده، قلعتها الآمنة التي انهارت بحوزته..هذا وهذا ..عشق نادر وهجر بغفران نقي..ياالله كم هو مؤلم ذاك الشعور الذي تعجز عن وصفه مفردات جميع اللغات

 قشعريرة سارت بجسدها واختلجت كيانها انسابت عبراتها بمرار يتساقط من محاجرها، فنزلت برأسها تضعها على ركبتيها دون حديث..ظل متجمدًا بمكانه لبعض الدقائق يتابعها بأنين صامت..توقف والدها يربت على ظهره فاستدار متحركًا بخطوات ضعيفة متهالكة وكأنه متجهًا جهة الموت، دعاها بسريرته 

"ربي اختنقت روحي فازهقها "

فتح باب سيارته ورفع رأسه للأعلى ينظر إليها نظرة وداع


تعانقت نظراتهما الخاوية من الحياة، حتى ارتجفت شفتيها تهمس اسمه بتقطع 

لاحت ابتسامة يكسوها الحزن ممزوج بالوجع ثم همس أسمها وينظر إليها نظرة أخيرة ممزوجة بالاشتياق، فكيف يشتاق إليها الآن وهي مازالت بحوزته، نظرة يدفعها العديد بالنظرات إلى أن وصل لنظرته الأخيرة بتنهيدة تجمع الكثير من المشاعر


 ..فهل ستكون نظرة وداع ابدي

أما هناك ماسيكتبه القدر



يتبع ...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة