رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 28 - 7 - السبت 18/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثامن والعشرون
7
تم النشر السبت
18/5/2024
❈-❈-❈
تراجع بجسده يستمع إليه بإهتمام ثم قام بتشغيل المحرك وهو يهاتف راكان
-كل حاجة حصلت زي ما توقعت بالظبط..جهز نفسك للخطوة التانية
على الجانب الآخر
-أنا مش موافق ياجاسر، ورأيي زي ماحضرة اللوا قال
-راكان انت متقوليش اعمل ايه، دي قضيتي وانا حر، وزي ماسيادة العقيد حط ثقته فيا يبقى محدش له يمنعني
عند فيروز
ترجلت من سيارتها أمام منزل صهيب، وخطت بخطوات واثقة، ثم ألقت ورق التحليل امامه
-دا إثبات ان بنتك ماهي الا مرحلة في حياة ابن اخوك..جلست تضع ساقًا فوق الأخرى وتحدثت
-لو بيحبها مش هيجي يقضي عندي ليالي صح ياباشمهندس، قولتلك قبل كدا ، هو مع جنى علشان لقاها ميتة فيه وكمان جوازة جاتله لحد عنده ومفيش مانع يقضي وقت حلو، أقنعت نفسك أنه بيحبها
-خلصتي كلامك..أشار للباب ثم هتف
-اطلعي برة بيتي، نهضت من مكانها
-بنتك هتفضل رخيصة عارف ليه لأنها قبلت تخطف راجل من مراته، ومش بس كدا ، حاولت تولع فيا، لما عرفت أنه بيروحلي، اتجننت ياحرام لما اكتشفت أنه مبيحبهاش، نزلت بجسدها تنظر بمقلتيه:
-الحق مش عليها، الحق عليك لانك عارف ان بنتك مريضة بحب جاسر، وخليتها عنده يتذلل بحبها، وضعت كفيها على أحشائها
-انا دلوقتي حامل ياحضرة المهندس العظيم، ومن حق ابني أنه يعيش في حضن ابوه، فياريت تخلي عند بنتك كرامة وتبعد عن جوزي، اكيد بعد قربه مني من غير عقد بينا تعرف قد ايه هو بيحبني، دا حتى مهموش حلال وحرام
وضعت التحاليل
-اتاكد بنفسك، دي عينة من حملي، وابن اخوك عندك، لف معامل مصر كلها ولو عايز برة معنديش مشكلة
-تشاو ياحضرة الدكتور العظيم، بس مش عيب تبقى نفساني وسايب بنتك مريضة، هو باب النجار مخلع..قالتها بضحكة صاخبة ثم تحركت بخطوات واثقة مثلما دخلت
ارتفعت أنفاسه يهز رأسه
-مستحيل جاسر يعمل كدا، لا ..لا مستحيل..امسك الورق يعيده للمرة المليون ..شعر بنغزة بصدره وانسابت عبراته
-ليه يابني كدا، انا مكسور من غير حاجة ..امسك هاتفه وقام مهاتفة جواد
-ابنك عمل علاقة في الحرام مع فيروز ياجواد
هب فزعًا من نبرة صوته فتسائل:
-إنت فين يا صهيب..فتح صهيب زر قميصه عندما شعر بإختناقه، وانسابت عبراته :
-ابنك خان بنتي ياجواد، دبحتو البت ياجواد ...تحرك جواد سريعا للخارج
-صهيب اسمعني لو سمحت ، انت فاهم غلط
-ابنك دبح بنتي وموت عمه ياجواد
..قالها وأغلق الهاتف
رفع جواد هاتفه ليحاكيه عدة مرات ولكن دون جدوى، اسرع بسيارته متجهًا إليه يهاتف جاسر الذي كان بإجتماعًا مغلقا
تحدث باسم يشير لبعض المناطق المفترض يتم تسليم بها شحنة السموم
-هنا هتتحرك مع فريقك، ومن الناحية التانية جواد ، مش عايز حد يعرف انتوا رايحين فين..ممنوع اخبار تتسرب
كل واحد فيكم يشوف هيعمل ايه علشان يوصل لمكانه دون خسارة في الأرواح..جالنا اخبارية أن فيه شحنة هيروين مع إحدى سيدات أصحاب البيوتي سنتر..داخلة على شكل مكياجات ، جواد عيونك مصحصحة في المطار، مع فريقك ثم أشار لجاسر
ركز في الطرق الصحراوية تفتيش اي عربية وركز في عربيات الخضار والأطعمة سامعني ياجاسر
-تمام يافندم، إن شاءالله هتكون قد المسؤلية
أشار لهم بالخروج
-واثق فيكم ابطالي، ومتأكد انكم هتوصلوا ..
بعد فترة
وصلت جنى إلى منزل والدها وأنياب الألم تنهش بها كحيوان مفترس ينهش بفريسته..توقفت السيارة أمام المنزل الجديد الذي ابتاعه والدها منذ فترة
استدار عز إليها ثم قام بفتح الباب بهدوء ينظر لوالده بأسى على وضعها
امسك كفيها يساندها بذراعها ..ترجلت من السيارة تخطو معه كالذي فقد الحياة لا يشعر بشيئا..قابلتهما نهى على باب المنزل ..توسعت عيناها من حالة ابنتها
-مالها اختك ياعز؟! ثم التفتت خلفها تبحث عن زوجها متسائلة:
-فين جاسر!!
كأن اسمه أعادها مرة أخرى لأرض الواقع ، فنظرت لوالدتها بنظرات متألمة ضائعة كحالها الآن ..همست لها :
ماما خديني في حضنك..قالتها ببكاء، هزت نهى رأسها مذهولة تفتح ذراعيها وتوزع نظراتها بين صهيب الذي ألقى نفسه على أول مقعد قابله
بكت بنشيج مردفة من بين بكائها
-سحبوا روحي ياماما، بابا وفيروز موتوا بنتك ..زوت مابين حاجبيها غير مدركة حديث ابنتها ..ضمتها تجذبها متجهة للأعلى بعدما وجدت جلوس عز بصفو حزينًا يضع رأسه بين راحتيه منحني بنظراته للأسفل
قطع حزنه صهيب عندما أردف:
-من بكرة تشوف محامي يرفع لأختك قضية طلاق، انا متأكد جاسر مستحيل يطلقها، هو حب يريحني مش أكتر، وكام يوم هينط ويقول مراتي
اعتدل بجسده ينظر لوالده بذهول ثم تمتم بعدم رضا لما يعلمه من عشقهما قائلاً:
-ايه اللي حضرتك بتقوله دا يابابا، مستحيل طبعا اعمل كدا، وقبل ماتقنعني اقنع نفسك، عايزنا نوقف ضد بعض في المحاكم، دا عمو جواد يموت فيها..نهض من مكانه واقترب من جلوسه
-حضرتك متأكد من كلام فيروز، مايمكن بتلعب لعبة زبالة كعادتها
نهض صهيب متجهًا لغرفته، ثم توقف يطالعها قائلاً:
-عز اختك هتتطلق من جاسر سواء كلام فيروز حقيقة أو لا..
نهض عز يدقق النظر بوالده عله يعلم لما سبب إصراره على طلاقه رغم معرفته بعشق ابنته لجاسر..توقف أمامه ولحظة من صمت اللسان، ولكن هناك حوار العيون يفشي بالمكنون ، هز رأسه
-بابا حضرتك مخبي حاجة عليا، ماهو مش معقول عايز تموت جنى ..اقترب من والده وأردف بلين الحديث حتى يصل مايفكر به والده عله يجد حلا فأردف بهدوء:
-ليه جاسر وافق على انك تاخد جنى بسهولة، وليه عمو جواد كان هادي ومتكلمش، ومين اصلا عرفك موضوع فيروز، وليه طلبت مني اروح معاها تعمل التحاليل..بابا الاسئلة دي
ربت على كتفه وإجابه:
-علشان الولد ابن جاسر ياعز زي ما عرفنا ، عمك مقدرش يعمل حاجة لأن ابنه اهم من اختك، فكر في ابنه وزي ماانت عارف فيروز مش هتسكت، وطبعا جواد مش هيضحي بمستقبل ابنه علشان عيون اختك
نهض عز متجها للأعلى حتى وصل لغرفتها، قام بطرق الباب لعدة دقائق ثم دفع الباب خوفًا من يصيبها مكروه
وجدها تتسطح تضم نفسها كالجنين ..تحرك إلى أن وصل اليها، جلس على الفراش يمسد على خصلاتها
-جنى حبيبتي عاملة إيه ؟
انسابت عبراتها مردفة
-عايزة انام ياعز، ممكن تسبني انام
جلس على ركبتيه أمام فراشها يمسد على خصلاتها بحنو قائلا
-احكي لي ياجنى ايه اللي حصل خلى جاسر يعمل كدا، ازاي قدر يخونك..اعتدلت تضع كفيها على فمه
-اسكت ياعز ماتكملش، جاسر مش خاين، ولا عمره كان خاين ..هو انا اللي هقولك عليه
اعتدل يجلس بجوارها، ثم ضمها لأحضانه :
-احكيلي ياجنى، سامعك
ازاي مخنكيش وفيروز بتقول الولد ابنه، مش هي اللي بتقول التحاليل ياجنى، انا اخدت التحاليل في كذا معمل ونفس النتيجة
مسحت دموعها ثم رفعت نظرها لأخيها:
-علشان دي شيطانة اهم حاجة تهدم حياتنا وبس ، استغلت كل الطرق الحقيرة علشان توصل لهدفها
جلست امام أخيها تستعطفه بنظراتها وعينيها الباكية
-عز انا متأكدة أن جاسر مظلوم، ارجوك فهم بابا، عرفه ازاي يقدر يقسى علينا كدا..انا مقدرش اعيش بعيد عنه، والله ماهقدر ..قالتها بنشيج مرتفع
ضمها يربت على ظهرها، وصلت نهى بكوب من الليمون تطالعها بصمت ثم اردفت :
-قوم ياعز سبني مع اختك شوية..لثم جبينها وهتف
-هوصل حي الألفي اطمن على روبي كانت تعبانة من امبارح وراحت عند الدكتور مع طنط غزل ومعرفش عنها حاجة ، وهجبها لو كانت كويسة
ربتت نهى على ظهره قائلة :
-حبيبي روح ارتاح ، الدنيا ليل مينفعش ترجع تاني، اختك كويسة،انا معاها، وبوسلي ايهم ويبقى الصبح هاته، بلاش تيجي الليلة تاني ..مسدت على خصلات ابنتها متسائلة :
-مش كدا ياجنى..اومأت برأسها تترجاه بعيناها ألا يتركها بمحنتها، انحنى يلثم جبينها:
-هجيلك الصبح ياقلبي..قالها وتحرك ونظراته تحاصرها حتى وصل لدى الباب، توقف للحظات وتنهد بألمًا عليها
أطبقت على جفنيها حتى تحرك للخارج مهرولا، هروبًا من حالتها التي شقت قلبه لنصفين
بمنزل جاسر
ولج للداخل يبحث عنها كالمجنون، وجدها تجلس تتناول المثلجات، وصل إليها بخطوة واحدة وجذبها من خصلاتها بعنف للخارج، يلقيها بقوة حتى سقطت على الأرضية ..انحنى بجسده، يرمقها بنظرات لو تحرق لأحرقتها كاملا:
-البيت دا نضيف، فيه ريحة مراتي، أنتِ مكانك هنا جنب مكان الكلب اللي بيحرص البيت
جلس على عقبيه متناولا خصلاتها يرفع رأسها يشير لعينيه
-عايزك تفتكري الوش دا كويس، وادعي مايكونش اخر وش تشوفيه على الدنيا
هزت رأسها رافضة كلماته مردفة بقهر:
-ليه ياجاسر؟!
مفيش حد حبك قدي، ولا فيه حد اتمناك قدي ..
ضغط على فكيها حتى شعرت بتحطيمها، حاولت دفع كفيه إلا أنها حولته لشيطان مارد..همس لها بهسيس مرعب
-قولتلك بلاش تخرجيني عن تربية ابويا، لكن اللي زيك ميستهلش غير انك تترمي زي الكلبة كدا..لآخر مرة هقولك الجنين دا لازم ينزل
دفعته كالقطة الشرسة متراجعة بجسدها بعيدًا عن قبضته وصاحت بغضب:
-على جثتي ياجاسر، الواد هيجي وهتعرف بيه إلا إذا هفضحك في الدنيا كلها وبالدليل..
اصابه الجنون وكاد أن يخنقها ولا يتركها سوى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، تراجع للداخل يصيح بصوت كالرعد
-منيييرة..خرجت سريعًا الخادمة متسائلة
-أيوة يابيه ..أخرج مفتاح بيته وأشار إلى المنزل
-البيت دا تقفلي كل الاوض اللي فيه، وتغطي الفرش ، خلاص مش عايزه، ومن بكرة ترجعي لبيتك وقبضك هيوصلك كل شهر..استدار يرمق الأخرى بإحتقار قائلاً:
-للأسف البيت دا ذكرياته بقت زفرة، قالها وصعد للأعلى ..ولج لغرفته توقف على الباب يوزع نظراته على تلك الغرفة التي كانت تعج منذ يومين بضحكاتهم ونبضات قلوبهما العاشقة، خطى بهدوء وكأن الغرفة أصبحت كثلاجة للموتى، بعدما كانت تحتضنهم بدفئها ..وصل لتختهما يتحسسه بانامله وهناك ذكريات تلاحق عقله وتصفعه دون رحمة ..ذهب ببصره إلى تلك القطعة الموضوعة التي توضع على جانب الفراش، رفعها لأنفه يستنشقها بقوة وكأنه يستمد منها التنفس الذي انسحب من رئتيه..أطبق على جفنيه هامسًا بنبرة متألمة
-سامحيني ياجنى، عارف اني كسرتك، غصب عني يانبض قلبي..نهض متجهًا لغرفة ثيابها، فتح تلك الخزانة التي أصبحت هاوية من محتوياتها ..هنا شعر بسقوط قلبه بين ساقيه، وضع رأسه على الخزانة وانسابت عبراته يدعو الله بسريرته
-"ربي إني مغلوب فانتصر"