-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 24 - 3 - الإثنين 6/5/2024


قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الرابع والعشرون

3

تم النشر يوم الإثنين

6/5/2024


دلف الى غرفة شقيقته ،ليجدها مازالت متلحفة بالغطاء، وكأنها لم تنهض منذ الأمس، ليتجه نحو زوجته ويسألها


- هي مجامتش من الصبح. 

نفت له بتحريك رأسها ، ليتابع بضيق:

- لتكون كمان مكلتش، معقولة يا نادية 


ردت زوجته:

- والله شغالة معاها محايلة من الصبح، لكن اختك رأسها ناشفة كيف الحجر، مش جادرة عليها يا غازي. 


- مش جادرة عليها...... دلوك تاكل غصب عنها حتى.

ردد بها، ثم خطا سريعًا ليجلس على الفراش بجوارها يهزهزها:


- رووووح، جومي يا بت كُل ليك لجمة،  انتي يا بت .

تمكن في الأخيرة لينهضها جالسة بجذعها، فنهرته باعتراض:


- يا بوووي يا غازي، حد يجوم حد كدة .

رد بحزم وهو يسندها من ظهرها:


- ما انا معنديش مرارة للمحايلة يا بت ابوي، هاتي يا نادية. 

تحركت الأخيرة على الفور تنفذ الأمر، لترفع صنية الطعام وتضعها على الفراش بجورهما، ناولته احد الاطباق قائلة:


- خد ده يا غازي، تاكلها بيضتين منه. 

تناول واحدة ليقربها من فمها مردفًا:


- كُلي يا روح عشان العيل اللي في بطنك .

اشاحت بوجهها للناحية الأخرى برفض:

- لا مش عايزة، مادام ابوه طفش وسابني وانا حبلة فيه،  ايه عازتي بيه؟


- استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم 

تمتم بها ومن خلفه زوجته التي اعقبت كلماتها تنصحها:

- بلاش الكلام ده يا روح، انا عارفة انك مش جصداه، لكني اخاف ربنا يسمع منك ولا قدر الله يحصله حاجة،  استهدي بالله وافتكري انه امانة الغالي عندك، يعني لازم تحافظي عليها.


استطاعت بمفرداتها البسيطة ان تؤثر بها، لتتراجع مغمغمة بالاستغفار بندم وأسف.

فعلها البسيط ارتد اثره على زوجها الذي غامت عينيه بالإعتزاز بها، ليضيف على قولها بدعابة:


- اهي جالتلك اهي ست العاجلين،  حافظي على الامانة اللي عندك، عشان دا هو اللي هيجيبه مكفي على بوزو واسأليني انا.


خاطبته باستجداء، وقد داعبها الامل:

- صح يا غازي؟ يعني ممكن يحن ويرجع؟ انا نفسي حتى يرد عليا في التليفون،  بدل ما هو ملوع جلبي كدة بالخوف والجلج عليه.


زفر يغمغم داخله بالسباب على هذا الأخرق، وقد سد امامه كل سبل العثور عليه، بغلق الهاتف؛ واخفاء مكان وجوده عن الجميع، ولكن الى متى سيقاوم ويصمم على رأيه؟


❈-❈-❈


بعد عدة أيام 

وبداخل منزل سعيد الدهشان،  حيث، تم عقد القران واصبحت زوجته رسميًا، كان يقف مستندًا على سيارته، خارج المنزل، بحضور ابيها وشقيقها في انتظار ذهابها معه، 

لتخرج إليه بعد لحظات في كامل زينتها، تتبختر خطواتها بزهو تنقل بابصارها نحو والدتها وزوجة أخيها  وباقي نساء المنزل، الذين وقفوا يشاهدون مثل الجميع من الشرفة، العريس الذي يجذب الأبصار نحوه، رجل وسيم وراقي لم تحلم أي امرأة منهم بالوصول اليه، ينتظرها بحلة رمادية وكأنه خارج من مجلات الموضة، 


ترفع رأسها بزهو وهي تودع ابيها وشقيقها، من كان يصدق، ان من نالت في بسببه الضرب والاهانة، يكن الاَن مصدر اعتزازها امام اهل البلدة والجميع. 


- اشوف وشك بخير يا بوي، اشوف وشك بخير يا ناجي، هتوحشني يا غالي انت ومرتك 


تبسم يرد عليها بامتعاض:

- متشوفيش عفش ، ربنا يعمر بيكي ان شاء الله، وما شوفش وشك تاني 


غمغم الأخيرة بتحريك الشفاه فهمت عليه فتبسمت تغيظه:

- ههه حبيبي يا خوي.

رمقها بابتسامة صفراء، وهو يصافحها كما فعلت مع ابيها، ليبدو المشهد طبيعيا امام اهل البلدة، توديع ابنتهم مع عريسها الجديد، ثم تنضم معه داخل السيارة التي تحركت تطير بها في طريق السعادة التي ترسمها بعقلها:


- انا فرحانة جوي يا صلاح، النهاردة رفعت راسي بيك جدام الكل، عريس جيمة وسيمة، حاجة تشرف.


قبل ظهر كفها المحجوز بيده، ليبهرها بقوله:

- ولسة يا قلبي، دا انا هخليكي تكيد الكل بالسعادة اللي هتعيشي فيها، وهنبتدي من دلوقتي، انا حجزت اسبوعين في اجمد قرية في الغردقة، هنقضي احلى شهر عسل في الدنيا


هللت بمرح :

- الله يا صلاح، دي احلى مفاجأة حصلتلي. 

- ولسة .

قال يزيد عليها الشغف مستسرلًا:

- محضرلك بروجرام هايل، بس انا كنت عايز أسألك، هو انتي جيبتي كل الشنط بتاعتك ولا سيبتي حاجات في بيت والدك 


ردت على الفور بتأكيد:

- مش كله طبعا، انا جيبت اللبس اللي يناسب المرحلة الجديدة معاك، غير كدة كله رميته. 


اومأ رأسه يدعي التفهم، قبل ان يردف بتساؤله:

- على كدة بقى سيبتي دهبك كمان، وكل الحاجات العينيه ..

رددت بغباء منقطع النظير:

- وايه دخل دهبي باللبس؟ دي حاجتي اللي لا يمكن اتحرك من غيرها، صندوقي ميسبنيش ولا حاجة منه تتوه عن عيني، ان كان دهب ولا فلوس، ولا حتى فيزة حسابي في البنك .


سألها ببراءة:

- أيه ده؟ انتي عندك حساب في البنك 

- اه امال ايه؟ انا بت سعيد الدهشان، يعني اجيب اللي انا عايزاه من غير ما اطلب من حد .


سمع منها ليلتف إليها بابتسامة بعرض وجهه،  ثم يرفع كفها ويقبلها مرة ثانية:

- شاطرة يا قلبي، انا كنت عارف من الاول ان دماغك الماظ. 


❈-❈-❈


وعلى أطراف إحدى حدائق الفاكهة، وقد كان يتابع مع المهندس المختص حال العمل بها، تفاجأ بالسيارة البيضاء تمر من جواره ببطء، ليتأكد من هوية المذكورة زوجته السابقة، بجوار الزوج الجديد،  تطالعه بتحدي ظنا منها انها تغيظه، ليهديها ابتسامة هازئة، قبل ان يباشر ما يفعله، ثم دوى الهاتف برقم جديد، وفور ان فتح ليرد فيعلم هوية المتصل، صرف الشاب ، ليغمغم فمه السباب القبيح وغير القبيح.


- اه يا....... دي عملة تعملها يا زفت، انت عيل ياض عشان تختفي وتجول عدولي .


- دا الصح يا غازي، انت لو مكاني كنت هتعمل ايه؟

-،اعمل اللي اعمله يا سيدي،  لكن مغيبش كدة، البت عرفت غلطها وهتموت من الجهرة، هتشك فيها وانت مرببيها على يدك يا غبي.


- مهما وصفت ولا جولت لا يمكن هتحس باللي جوايا عشان انت مش في الموقف يا غازي، انا كان لازم ابعد عشان مأذيهاش وأذي نفسي، المهم دلوك طمني عليها. 


- وليك عين تسأل كمان، اسمع يا عارف، انت تاجي يا تعرفني طريقك، وليك عليا ان اخليها تراضيك باللي تحكم بيه.....


- سامحني يا غازي،  بس انا لازم اجفل دلوك، 

- تجفل فين؟ استنى يا زفت. 


❈-❈-❈


وفي جهة أخرى 

بالتحديد على إحدى الشواطئ، في منطقة خالية تقريبًا من السكان، كان هذا الشاب جالسًا على احد الأحجار الضخمة، واضعًا سنارة الصيد في البحر، يدندن بأغنية من الفلكلور المتوارث عبر الاجيال، كتسلية وقتية حتى يلتقط الطعم ضحيته، 


اه يا بت جملك هبشني، والهبشة جات ف العباية.

رمان خدك دهنشني.....


وه، هو صح كان بيجول رمان خدك،  ولا رمان........


- مشيها خدك ياض، بدل ما تخربط.. 

هتف بها سند يفاجأ ابن خالته، والذي التف إليه مجفلًا:

- وه يا زفت، مش تدي اشارة ولا تنبهني بل ما تدخل هجم كدة وتخض الناس .


قهقه الاخير لينضم بجواره معلقًا:

- ناس مين يا ابو ناس، هو في حد غيرنا هنا، ولا انت مكسوف ما تجول اني خلعتك؟


عبس عيسى، ليرتفع طرف شفته بضيق قائلًا:

- دمك خفيف يا جدع، شكلك رايج وجاي تروج عليا .


اعتدل سند في جلسته يرد بانبساط:

- ومروجش ليه؟ ما خلاص فرجت، واللي بنحلم بيه، خلاص على وشك. 


- على وشك كيف يعني؟

سأله باهتمام، ليرد الاخير:

- انا جاي ابشرك يا غالي، الباسبورارت جهزت والسفر خلال أيام يا برنس.


القي عيسى السنارة من يده ليرد بعدم تصديق:

- بتتكلم جد يا سند ولا دي نمرة منك؟


قهقه الاخير،  ليخرج هاتفه ثم يعدل وضع الشاشة امام عينيه مردفًا:

- بص واتأكد بنفسك، الوسيط اللي ما بينا وبين الراس الكبيرة، بعتلي صورهم زي ما انت شايف، وبلغني ان السفر جريب جوي، وحق التماثيل هيوصلنا جبل ما نسافر، 


شاهد سند مظهر الفرحة على وجه ابن خالته، ليتابع:

- بس جبل دا كله، لازم شرط بسيط يتنفذ.


رد عيسى بحماس شديد:

- شرط ايه بالظبط؟ خلينا نخلص يا سند.


ابتسامة شيطانية لاحت بجانب فم المذكور، وهو يجيبه بمغزى:

- هي حاجة تبان واعرة، بس في الحجيجة هي هتطفي نارنا احنا جبل الكل، هنفذوا عشان الجميع يرتاح، وبعدها نسافر ومنرجعش هنا غير واحنا بشوات، لا علينا جضايا ولا اي شيء، كله بالفلوس هيتحل. 


وكأنه فهم عليه، رد عيسى بموافقة:

- لو جصدك ع اللي في باللي، ف انا موافج بالجوي.......!


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة