رواية جديدة حرب نواعم (قواعد عشق النساء) لهالة محمد الجمسي الفصل 24 - الأحد 5/5/2024
رواية رومانسية جديدة حرب نواعم
(قواعد عشق النساء)
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
حرب نواعم (قواعد عشق النساء)
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الرابع والعشرون
تم النشر الأحد
5/5/2024
(في منزل عبد الشافي) تدخل شقيقتان رويدا منة وحور المنزل ويتجهان في سرعة إلى غرفة نوم رويدا، ينظرون إلى رحاب في لهفة وتساؤل يجدون رحاب وهي تقوم بتجميع بعض الملابس الخاصه برويدا
من خزانة الملابس في حقيبه منة تنظر إلى الغرفة الخالية من رويدا وتقول في صوت مرتفع:
_خبر ايه يا رحاب؟ وفينها رويدا؟ وأحتا چايين على البيت لاقيين أبوك في الارض بيقول ان رويدا تعبانه شويه، في أي بعد الشر عليها وهي فين؟؟
لم تجب رحاب، كانت نضع الملابس في حقيبه رويدا، تنظر منة وحور إلى بعضهم ثم تهتف حور في عصبية:
خلق هي رويدا تعبت _امتا واي اللي حصل ل رويدا وازاي مش تفوتي لينا خبر؟ وهي فين خيتك؟
رحاب كانت تشعر بالغضب يستعر داخلها، غضب وخوف ممزوجين معاً على شقيقتها من ما آلت إليه أوضاعها، مما دفعها إلى بث نيران غضبها في شقيقاتها ثم قالت في لهجه استهزاء:
_وهي يعني چيتكم هتعدل المايلة؟ ولا يتغير اللي حصل!؟ مسكينة يا خيتي قليلة البخت والحظ في كل شي، شيلت هم الدنيا كلها ولا حد شال همك، حتى اللي منك سلمك للتوهه ولا كلف خاطره يسأل عن احوالك
منة تنظر الى حور ثم إلى رحاب وتقول في لهجة نفاذ صبر:
_خبر اي عاد؟؟ بتو و لولي على اي؟ وخيتك فين؟ ما تفهمينا في اي؟ أنت مالك النهاردة فيك اي؟ وخلقات خيتك دي رايحه فين؟
نظر ت رحاب إلى ملابس رويدا ثم قالت في انكسار و حزن :
_رويدا بقى لها اسبوع تعبانه ومرميه في المستشفى وما حدش حاسس بحاجه٠
منة تنظر إلى رحاب في فزع ثم تقول:
_ مستشفى اي عاد؟ واي اللي صابها؟ أسبوع ب سبع ليالي و نهارهم وخيتك مشفتش شفا!؟ ليه في اي؟ ومرض اي دا؟ وانتم مدارين علينا ليه؟ طب احنا في بيوتنا و العيال وهمهم وشغل البيت هدينا حيلنا ومخلينا في دوامة، ليه ما شيعت لينا مرسال ولا قلتي ان رويدا تعبانه؟ نروح نشوفها في المستشفى، في أي يا رحاب؟؟
رحاب رددت في استهزاء العبارات الساخره:
_ولو عرفتم هيفرق في اي؟
رحاب جلست على حافه السرير في حاله انهيار تا م كانت قد تركت ا لد موع تنهمر من عيونها:
_الوردة المفتحة دبلت، تعليم الچامعات الكبيرة، الزهرة اللي كانت زي الندى يا حسرتي وقهرتي عليك يا خيتي٠
منة وحور في صوت قلق :
_مرض اي اللي صاب خيتك؟ لو الحكما والدوا اللي هنا مش چايب لها شفا نشوف حكما مصر٠
رحاب تنظر لهم في حزن ثم تتابع:
_الحزن لما يحط على العقل و البدن ممنوش مهرب، هو الحزن ليه علاج؟ له دوا؟ له حكما وأطبا؟ يا رب وحدك الشافي
منة وحور تبادلا نظرات فيها من الدهشه والتعجب الكثير ثم تفطن كل منهم ان هناك امر غامض واحداث قد تمت ولا احد يعرف عنها شيء، كلمات شقيقتهم رحاب توحي لهم بهذا وما يزيد الأمور تعقيد أن كل منهم غير قادرين على تكهن معرفة ما حدث، مما دفع حور أن فتقول في صوت يحمل من الرعشة ما يفضح البركان الذي تحرك داخلها من كثرت الأفكار السيئة التي برزت داخلها:
_ في ايه يا رحاب؟ مدارين علينا اي؟ شكلك كده في موضوع حصل كبير اهني واحنا ما نعرفش عنه حاچه، ما تفهمونا في ايه ؟ احنا صحيح مكناش موچودين وفي بيوتنا بس في حاچة حصلت في البيت بس احنا من حقنا نعرف هو انت ناسيه ان احنا اخوات
رحاب جلست في حسره وانكسار على حافه السرير وبدأت في البكاء بكاء شديد تحاول منة أن تقوم على تهدئتها ولكن الامر لا يفلح مما استدعي حور ان تذهب وتحضر كوب ماء, و تقوم على ارغام رحاب أن تشرب بعض منه، رحاب بعد فتره من الوقت تقول في حزن وانهيار:
_رويدا مش حاسه بالدنيا واللي فيها رويدا في مستشفى نفسيه٠
تبادل كل من منة ورويدا نظرات عدم تصديق وقد وقع الأمر عليهم كصاعقة، مما دفع منة أن تقول في عدم وعي:
_يعني اي؟ خيتك اتجننت ولا اي؟؟
حور نظرت إلى منة وقالت وهي تسير في الغرفة بلا توقف:
_كييف يعني رويدا المتعلمة تجنن؟؟
رحاب نظرت لهم في عتاب وقالت:
_مستشفى نفسيه، مش مستشفى مچانين خيتك مش حاسه بالدنيا واللي فيها خيتك عندها صدمه عصبيه ولما انتش فاهمه في ايه روحي للدكتوره فاطمه چارتنا تفهمك وضع خيتك ايه٠
منة في صوت اعتراض وعصبية مفرطة:
_ رحاب واحنا عايزين برده نفهم ايه اللي حصل؟ واروح للچارة ليه؟ وأنت أهني وعارفة في اي٠
رحاب قالت في حزن:
_خيتك أبوك كسر حلمها، حرق جناحها اللي كانت بترفرف بيه في سماها وهي فرحانه ب شبابها،كسر قلبها وطرد اللي كانت رايده، وحكم رأيه أنه ه يجوزها من نصير واد عمها٠
صوت الدكتورة فاطمة في الخارج وهي تقوم بالنداء على رحاب جعل رحاب تغلق حقيبة الملابس وهي تقول في لهجة حسم:
_انا ريحة ل خيتكم٠
أسرعت منة وحور خلف رحاب وهم يرددون في صوت به من الإصرار والعزيمة الكثير:
_واحنا كمان وياكي، هنروح نشوف خيتنا٠
لم تستطع الطبيبة فاطمة أن تمنع تواجد كل من حور ومنة في المستشفى بعد توسلات منهم، فقط سمحت لهم جميعاً بالنظر من زجاج نافذة الغرفة على شقيقتهم رويدا، التي كانت لا تعي بما يدور حولها تماماً،
(في حديقة المستشفى وأثناء خروج رحاب ومنة وحور سيراً على الأقدام في رفقة الطبيبة فاطمة
تحدثت فاطمة:
_مش عايزاكم تقلقوا عليها، وعايزاكم تفهموا أن وجودها هنا ضروري٠
حور في حزن:
_كييف يعني؟ رويدا مش حاسة بينا! أول مرة نشوفها وحتى متبصش في وشنا، ولا ردت عليا وأنا بنده عليها٠
منة في لهجة اعتراض:
_أنتم ليه مربطينها اكدا؟
فاطمة في حسم:
_كل المهدئات اللي بتاخدها دلوقت بتخليها تنام فترات كبيرة، علشان الصدمة العصبية اللي اتعرضت ليها كان ممكن تأذي نفسها أو تحاول تنهى حياتها، كل اللي بنعمله هنا في مصلحتها، حالتها دلوقت مستقرة والدكاترة متفائلين هنا أن الوضع هيتحسن بس عايزن شوية وقت كمان، تكون هي بعيدة عن أي ضغط، علشان مترجعش تنتكس، علشان كدا لازم تفهموا أن وش اي حد قريب منها ممكن يرجع لها الحالة السيئة دي تاني واوحش من الأول، احنا في مرحلة عزل نفسي هي محتاجها، زي بالظبط لما بكون عندنا ڤاظة وانكسرت لازم ناخد بالنا واحنا بنلمها و نجمعها علشان نحاول نرجعها زي الاول، مش هنحطها في نفس المكان اللي وقعت فيه و أتفتت، احنا في مرحلة ترميم داخلي، مش عايزاكم تقلقوا كل مرحلة وليها تعامل واحنا دلوقت مش عايزن تعامل معاكم ومعاها، لما تيجي مرحلة التعافي أنا اللي هدخلكم بنفسي ليها ونقعد كلنا سوا ٠
منة في لهفة:
_يعني رويدا هترجع تاني زي الأول؟؟
فاطمة في لهجة تأكيد:
_ايوا بس زي ما قلت عايزن صبر، العلاج النفسي مش بيتم في يوم وليلة، العلاج دا بياخد شهور لأنه مش برشام وبس لا دا مراحل علاج نفسي وعصبي مع أطبا نفسسين يعني في مرحلة جلسات نفسية كمان تحت إشراف الأطبا هنا
رحاب وهي تنظر إلى الطبيبة فاطمة في امتنان:
_أنا متشكرة اوي يا دكتورة على وقفتك جنب رويدا٠
فاطمة في لهجة اعتراض:
_قلت لك دا واجبي، وحق الجيرة عليا
❈-❈-❈
إن مجرد ذكر اسمك إلى جواري، كافي ان يجعل في قلبي الوجع عميق، إن مجرد ذكر اسمك يخبرني كل وقت وكل لحظه وكل ثانيه تمر في عمري انك لا تزالين تحتلين القلب، إن مجرد ذكر أسمك في سكون أيامي كاف لجعل براكين الغضب والتمرد، ويجعل ثورات الحنين تزأر في عزلتي، وهذا يعطي مساحات للألم أن يصبح أكثر شراسة وأكثر ضراوة، يستفحل الألم ويجعل الحياة أكثر صعوبة أكثر أحاول أن اتجاهل المي وامضي في حياتي عسى جرحي ان يبرأ، ولكن هل يبرأ جرح دون دواء؟ الدواء في يد من تملك القلب، هل عقلي قادر على ان يستوعب ان يكمل الحياه دونك؟ رويدا ان مجرد ذكر اسمك يجعل قلبي يرتجف خوفاً وفزعاً، خوفي ان يمر العمر دون ان اراك، فزعاً أن ينتهى العمر دون أن تظهر طلتك، لقد شاب القلب والعقل في غيابك، وعلى أن أكمل عمري في وهن وضعف، على أن أجيد التظاهر أن كل شيء بخير دونك، على أن أجيد وأتقن الخدعة على الجميع أن كل شيء بخير، وحين امضي إلى عزلتي اخلع القناع واعترف إلى ذاتي
أن جرحك ليس سهل، وأن حبك لم يغادرني، وأن هناك كيان بحجم الكون يفتقدك يفتقدك أنت ، )
راقب منذر وجه إحدى الممرضات وهي تقوم بالنداء في صوت منخفض على زميلتها التي تحمل اسم رويدا، ثم هز رأسه مرات ومرات مثل من ينفض عن عقله وقلبه الفكرة كلها، نظر في الاتجاه المعاكس إلى حيث إحدى النوافذ، ثم نظر في ساعته، لقد مضت ثلاث ساعات
أو أكثر منذ شاهد داليا وقاسم يتجهون إلى غرفة كشف الطبيب الالماني، بعد مرور خمسة عشر دقيقة، شاهد كل من شقيقته وزوجها يقتربون منه، جلس كل منهم إلى جوار منذر الذي قال في صوت هادئ :
_خير!؟ اي اللي تم؟
داليا نظرت إلى منذر ثم قالت:
_خير
قاسم قال في هدوء:
_خير
منذر نظر في وجه كل منهم الذي يحمل القلق وتابع:
-كدا خلاص ولا لسه في كشف تاني او تحاليل؟
قاسم قال في صوت يحمل استسلام:
_لأ
منذر نظر إلى داليا لهم في في عمق ثم قال:
_يعني ايه هي خلاص كده التحاليل خلصت والكشف؟ طيب والنتيجة؟
داليا قالت في صوت هادئ جدا يعكس خيبه الامل:
_ايوه خلصت كل التحاليل والفحوصات هنا ما شاء الله عليهم السريعين جدا يعني ما اخذناش وقت في التحليل الدكتور بعد الكشف طلب تحليل واحد واعمل لنا اشعاعات كل واحد فينا منفصل عن الثاني٠
منذر في حيرة:
_قال نفس الكلام ولا قال كلام ثاني مختلف؟ وانتم مش واخدين بالكم٠
قاسم وهو ينظر إلى منذر في هدوء
_ نفس الكلام هو اللي اتقال ، ما فيش موانع انجاب يبقى نسيب نفسنا فتره كمان من الزمن لان انا شايف ان ما فيش اي عوائق تمنع الحمل,
أعقبت داليا في هدوء:
_ومكتوب لينا على فيتامينات ومنشطات٠
منذر استسلم في النهاية وقال:
_طيب خلاص يلا بينا على البيت نروح٠
داليا ترددت لحظة ثم قالت:
_ننزل الصعيد وخلاص٠
قاسم اعترض قائلاً:
_نرجع البلد بكرة الصبح٠
منذر لاحظ حالة اليأس التي تسري بين كل من قاسم وداليا وقال:
_خير نتعشم خير ونسيبها لله٠
جلس قاسم على الرقعة الزراعية في أرض خاله الراحل صبور، يستنشق الهواء الطلق، يشرد بأفكاره هناك وهناك،
إلى أن جلس إلى جواره عويس وقال وهو يجذبه من أفكاره إلى الواقع:
_دقيقتين زمن بس، واعمل لك شاي تمام زي اللي كنت بتشربه مع خالك٠
ألقى قاسم نظرة على عويس الذي يقوم على إشعال بغض الحطب أمامه ويضع البراد الالمونيوم الذي طغا عليه اللون الأسود فلم يعد يظهر له لون او هيئه وقال:
_ايوا والله وحشني شاي خالي٠
عويس قال في لهجة ثقة:
_ بس كدا،اعمل لك اخوه٠
ألقى قاسم نظرة على عويس ثم قال:
_أنت كنت فين؟
نظر عويس إلى اتجاه المقابر وأكمل:
_ بعد ما قلمت الأرض الشرقية وبدرت فيها البذرة، رحت اقري الفاتحه لابوي ورجعت تاني، اصله كان أول ما يبدأ زراعة لازم ياخد الأرض الشرقية الأول، وأنا ماشي في الزرعة زيه٠
هز قاسم رأسه، نظر في اتجاه المقابر وتذكر الراحلين، هل سوف يأتي يوم ما و يقتفي أحد أثره ويخلد أفعاله مثل ما يفعل ابن خاله لوالده؟
عويس وضع في يد قاسم الشاي وقال:
_عقلك مشغول بايه يا غالي؟
ابتسم قاسم وردد:
_هموم الناس بس يا واد خالي٠
أعقب عويس في سرعة:
_يعطيك طويل العمر٠
هز قاسم رأسه، نظر في اتجاه المقابر وتذكر الراحلين، هل سوف يأتي يوم ما و يقتفي أحد أثره ويخلد أفعاله مثل ما يفعل ابن خاله لوالده؟
عويس وضع في يد قاسم الشاي وقال:
_عقلك مشغول بايه يا غالي؟
ابتسم قاسم وردد:
_هموم الناس بس يا واد خالي٠
أعقب عويس في سرعة:
_يعطيك طويل العمر الطويل يا عمدتنا٠
بعد أن انتهى قاسم من شرب كوب الشاي اتخذ الطريق الزراعي مسار له في طريق للعودة إلى السرايا، كان يريد من هذا بعض الأوقات مع ذاته حتى يفرغ طاقة الحزن التي تملكت منه بعد عودته من القاهرة، أنها عادته في محاولة الخروج من شرنقة اليأس والأحباط حتى يكون منذربعيد عنه، ورغم طول المسافة الزراعية ولكنه وجد فيها ضالته، نادراً إن التقى فيها بشخص يقطع تلك اللحظات التي ينفرد فيها بذاته، هم فقط بعض المزارعين الذين إن تصاد ف وجودهم في الأرض، فهو يكتفى بالقاء السلام والمضى في الطريق، صوت ضجة صبيان في رقعة أرض جرداء جعله ينظر لهم في اهتمام، رفع أحد الصبية يده له بالتحية وصرخ:
_العمدة أهو٠
رفع قاسم بصره إلى السماء وراقب بعض الطائرات الورقية والبلاستيكية التي تحلق في سماء الكون وهو يستمع إلى صخب الاطفال، الطائرات تحلق إلى أعلى و أعلى مثل الأماني والأحلام التي تطرق باب السماء وتريد أن تتحقق، بعض الصبيان تتحكم في الخيوط وهما يتبارزون بينهم ويتناحرون في صراخ أن كل منهم هو من فاز، بعض الطائرات هوت إلى الأرض، والبعض الآخر حلق في السماء إلى أن فقد أثره
(فيلا زهران ابو المجد مساءاً)
شيء ما قد اصطدم بوجه ميرال، في البداية ظنت أنها ورقة قد حملتها الرياح من بعد، ولكن ملمسها اللزج على الوجه جعلها تيقن أنها شيء آخر، ازاحتها في فزع وتحسيست وجهها، شاهدت نقطة من الد ماء على يدها، ونظرت إلى الأرض حيث وقعت طائرة بلاستيكية صغيرة رسم عليها بعض الوجوه المخيفة و الجماجم تتساقط منهم بعض الدماء
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية حرب نواعم لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية