رواية جديدة حكاية بنت الريف لصباح عبد الله فتحي - الفصل 49 - الخميس 9/5/2024
قراءة رواية حكاية بنت الريف كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حكاية بنت الريف
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة صباح عبد الله فتحي
الفصل التاسع والأربعون
تم النشر يوم الخميس
9/5/2024
تقى بدموع وبكاء شديد كما لو كانت تعلم ما الذي سيحدث بعد قليل، وبصوت مخنوق من كثرة البكاء: "بابا بابا فين يا شهاب بابا حصل له حاجة بابا فين، أنا عايزة أروح عند بابا".
وتفضلت تبكي، أجل، تعلم أنه ليس والدها الحقيقي، لكني لم أعلم والد غيره، فهو الذي يعتني بي منذ الصغر، فهو الذي رباني وعلمني لحد ما وصلت لما وصلت إليه الآن، أنا لا أقدر على فراقه لحظة واحدة، كيف سأكمل حياتي من دونه؟ كيف يقدر أن يترك يدي ويذهب؟
وتفوق من شرودها على صوت شهاب قائلة: "شهاب بتوتر." وهو ينظر إلى باري أخته ولا يعلم مالذي عليه أن يقوله لهذه الفتاة المسكينة التي تبكي أمامه. "تقي، نحن مؤمنين بالله وعارفين ربنا سبحانه وتعالى، وأنتِ كبيرة وواعية وعارفة أن هذه سنة الحياة، قوي إيمانك واهدي كدا."
ويمسح لها دموعها قائلاً: "وبلاش الدموع دي، وتعالي يلا علشان عمي مهند عايزكِ أنتِ ودهب."
تقي تنظر إلى شهاب كما لو كانت تنتظر أن يقول لها هذه الكلمات من أجل أن توقف هذه الدموع، وتمسح دموعها وهي تقول: "ونعم بالله."
وتقوم من على الفراش قائلةً: "يلا خليني أشوف بابا، مين عارف هشوفه تاني ولا لاء."
وتضع يديها على فمها من أجل كتم صوت بكائها وتحضن شهاب قائلةً: "ماتسبنيش يا شهاب بالله عليك، أنا خايفة أوي."
باري ببكاء تضع يديها على شعر تقي بحنان وهي تقول: "تقي حبيبتي، أهدي شوية علشان خاطري."
شهاب يضع يديه على رأس تقي ويردف بحزن على حالها: "متخفيش يا تقى، أنا معاكي ومش هسيبكِ أبدًا."
وبعد دقائق يخرج كل من شهاب وتقى وباري. شهاب ينظر إلى دهب وهو يقول: "تعالي يلا يا دهب."
❈-❈-❈
دهب تنظر إلى شهاب، وإلى تلك الأيدي التي تمسكها بإحكام من ذراعها، ولا تعلم سبب هذه الغيرة التي هجمت على قلبها فجأة. تذهب خلف شهاب وتقى في صمت مرعب، وهي تنظر كيف تقى تمسكه به تريد أن تصرخ وتقول لها: "ابتعدي عن زوجي"، لكن كبريائها يمنعها من ذلك. وبعد وقت وصلوا إلى تلك الغرفة التي لا يعلم احد ما الذي سيحدث بعد خروجهم منها.
شهاب ينظر إلى مهند الذي نائم على فراش الموت تحت تلك الأجهزة الطبية التي تحيط بجسده بالكامل، وبهدوء عكس العاصفة والحزن الذي في قلبه من رؤية عمه في هذه الحالة. "عمي مهند."
مهند يفتح عينيه بتعب شديد وينظر إليهم جميعًا وهو يقول: "تقى حبيبتي، بطلي عياط، شكلك بقا مش قمر من العياط ده."
تقى ببكاء شديد تذهب إلى هذا الرجل الطيب الذي رباها من الصغر وترتمي في أحضانه وهي تقول: "بابا حبيبي، خليك معايا، ما تسبنيش، أنا ما قدرش أعيش من غيرك أبدًا يابابا، بالله عليك مش تمشي وتسبني."
شهاب وهو يمسح دموعه: "تقى، إيه الكلام اللي إنتِ بتقوليه ده؟ هو ده اللي إتفقنا عليه."
مهند بتعب ويضع يديه على رأس تقى: "تقى حبيبتي، عايزك توعديني إنك هتكوني قوية علشان تقدري تواجهي مصاعب الحياة، لازم يا حبيبتي تعرفي إن مش كل حاجة بنتمناها في حياتنا هتكون لينا، ولا كل شخص هنحبه هيفضل معانا، لازم تحطي النقطتين دول في رأسك على طول وتمشي على هذا الأساس يابنتي علشان تقدري تكملي حياتك بشكل طبيعي."
وينظر إلى دهب اللتي واقفة خلف شهاب وبتعب: "تعالي يادهب لو سمحتي، قربي شوية عايز أعرفك حاجة يابنتي."
دهب تنظر إلى شهاب وتقى ثم تنظر إلى مهند وتنظر إلى تلك الأجهزة، ولا تشعر أن قدميها تحملانها، ولا تشعر بشيء غير هذه الأيدي التي أمسكت كفها بإحكام. وتنظر مش تطلع غير يد شهاب، وينظر لها كما لو كان يعلم ما الذي يحدث بداخلها، "شهاب ينظر إلى دهب ولا يعلم لما هو يشعر أن بها شيء غير طبيعي، هل هذا بسبب الصمت الذي هي تعاني منه أم شيء آخر؟ لما هي دائمًا هكذا شاردة؟ تنظر دهب الي شهاب ويظهر عليها التوتر، ويمسك شهاب كف يديها بتحكم كما لو كان يحاول أن يزرع بداخلها الأمان: دهب تعالى، عمي بيكلمك،
ويسحبها خلفه بحنان ويجلسها بجوار مهند وينظر إلى مهند: "دهب، اهي يا عمي بس هي حصل لها حاجة مش هتقدر ترد عليك، اتكلم وهي هتسمعك."
مهند بخوف: "خير يابنتي، إنتي كويسة؟"
دهب تهز رأسها بمعنى نعم. مهند بارتياح: "الحمد لله يارب." ثم يكمل بحزن شديد، وأثار حزنه هذه الدموع التي تنزل على وجهه، وهو يقول: "هقولك سر يادهب، مفيش حد يعرفه غير تلاتة، أنا وأمك، دهب، الله يرحمها بعد، ربنا سبحانه وتعالى، أنا مش عارف أنتي ايه اللي عرفتيه علشان مفكره اني اتخليت عن أمك أو اني سبتها لما عرفت انها مريضة. لا يابنتي، انا ماسبتش أمك ولا اتخليت عنها بمزاجي. هحكيلك يابنتي ايه اللي حصل يوم ما أمك سابت البيت علشان ارتاح من الذنب اللي انتي بتحملي ليا."
ويحكي لدهب ماذا حدث في ذلك اليوم الملعون الذي فرق بينه وبين حبيبة قلبه وزوجته.
❈-❈-❈
رجوع إلى الماضي:
مهند رجع المنزل بعد يوم شاق في العمل، وهو داخل يرى سوزان جالسة ومشغولة بالهاتف ولا تعطي احد اهتمام. مهند بزهق يحدث نفسه: "أنا والله مش عارف لحد امتى هاتفضل عديمة المسؤولية كده؟ أنا حاسس اني محمل دهب زيادة، بس أعمل إيه؟ أنا بثق فيها ومتأكد انها قد المسؤولية، بس أنا ممكن ذوتها الصبح. أنا لازم أصلح حبيبتي دهب."
وبصوت عالي يعلن وصوله الى المنزل: "دهب!"
سوزان بفرح: "حبيبي مهند، انت رجعت!"
تقوم وتتظاهر بالتعب والزعل: "نفسي مرة لما ترجع البيت بعد الشغل، تنادي على اسمي، أنا بدل دهب، دي هو أنا مش مراتك حبيبتك، واللي هكون أم عيالك بإذن الله."
مهند بزهق: "بقولك إيه يا سوزان، روحي اقعدي شوفي انتي بتعملي ايه علشان انا جاي زهقان لوحدي، وبعدين انتي بتعملي ايه ربع اللي دهب بتعمله علشان لما اجي انادي على اسمك لما الراجل بيرجع من الشغل وينادي باسم مراته ده بيكون شرف والشرف ده مفيش حد يستاهله غير دهب، ويوم مالقكي تستاهلي هنادي ياستي على اسمك خلاص."
سوزان بغيظ: "دهب سابت البيت ومشيت."
مهند بصدمة: "انتي بتخرفي تقولي إيه دهب، مين اللي مشيت؟"
سوزان بهدوء مستفز: "زاي ما بقولك كده، هي مشيت وسابت البيت."
مهند بغضب: "مشيت ازاي ومين سمح لها تمشي؟"
سوزان بكذب: "معرفش، هي قالت إنها هترجع القرية، بس أنا شوفتها ركبت عربية مع واحد بس ماعرفش مين؟
مهند بغضب يمسك دراع سوزان بقوة: "انتي بتخرفي تقولي إيه، واحد مين اللي دهب ركبت معاه؟"
الحاضر:
مهند يفوق من تفكيره وهو بيمسح دموعه وهو بيقول بس: "أنا مش صدقت سوزان يابنتي، وروحت القرية في نفس اليوم علشان أرجع أمك، بس لم وصلت."
الماضي:
مهند وصل القرية التي كانت فيها دهب، ووجد دهب غير موجودة أمام بيت جدها الذي كانت تقيم فيه. المهند يستغرب: "غريبة، إذا دهب مش هنا، راحت فين؟"
واحد من سكان القرية: "السلام عليكم، يا بيه، مش انت بردو اللي خد دهب؟"
مهند ينظر إلى الراجل الذي يبدو عليه في سن الخمسين: "ايوه، انا هو، انت تعرف دهب؟"
الراجل: "يوه يابيه، دهب دي أنا اللي مربيها، أنا الحاج محمد اللي ماسك أرض العنب بتاعت سعدك."
مهند: "طيب، انت ما شوفتش دهب رجعت هنا؟"
الحاج محمد بستغراب: "لا يابيه، دهب من وقت ماخدها، ماحدش شافها ولا رجعت."
❈-❈-❈
الحاضر
مهند: وفضّلت يا بنتي طول اليوم قاعدة قدام الباب على أمل أمك تجي بس للأسف ما جتش، ووقتها صدقت كلام سوزان أن ممكن تكون أمك هربت مع واحد غيري فعلاً. ورجعت البيت وأنا مش طايق نفسي وكرهت إني أسمع اسمها وكرهت حتى عشتي بسببها لحد يوم ما ماتت عرفت كل حاجة واكتشفت إني ظلمت أمك، ماحدش يعرف غير ربنا، أنا لسه لحد دلوقتى بتعذب قد ايه، يا بنتي، لما كرهت أمك كرهتها لما فكرتها هربت مع واحد غيري فعلاً، وللأسف لما عرفت الحقيقة. (وبدموع) ماقدرتش أطلب السماح منها.
(يصمت فجأة ويغلق عينيه ويذهب في سبات قبل الموت)
في أحلام مهند.
يبتسم عندما يري دهب زوجته تقف امامه
"دهب واقفة مثل الخيال أمام مهند / زوجي العزيز، عامل إيه؟ وحشتني أوي يا مهند."
مهند بدموع ويحضن دهب: "أنا آسف أوي يا دهب، آسف عارف إني ظلمتك وجيت عليكي، سامحيني يا حبيبتي، سامحيني يا قلبي."
دهب بابتسامة وتمسح دموع مهند: "حبيبي، هما ماوصلوش ليك أني سامحتك من سنين، بس خلاص يا مهند، أنا مستنية من زمان علشان نرجع نعيش مع بعض تاني، وحشتني أوي يا زوجي العزيز."
مهند بفرح: "بجد يا دهب، أنتي مسامحاني وهنرجع نعيش مع بعض تاني."
دهب بابتسامة: "ايوه يا مهند، هنعيش مع بعض تاني، بس في عالم غير العالم ده يا مهند، العالم ده وحش أوي ومش فيه غير الألم والعذاب، أما العالم التاني جميل وهاديء أوي."
مهند: "طيب هنروح احنا والاتنين ونسيب دهب وتقي لمين؟"
دهب: "متخفش يا مهند، معاهم اللي أحسن مني ومنك، معاهم اللي خلقهم، وهما لسه قدامهم الحياة طويلة أوي يا مهند، وأنت وحشتني أوي وماصدقت جاي معادك تعالى يا مهند، أنت واحشتني أوي، تعالى، أنا مستنية من زمان أوي."
مهند: "دهب رايحة فين؟ طيب استني، أنا جاي معاكي، أنا بحبك أوي يا دهب، واتعذبت من غيرك أوي."
ويجري ويمسك ايد دهب: "مستحيل أسيبك تروحي مني مرة تانية."
وفي هذه اللحظة تعلن الأجهزة وفاة مهند.
تقي بصدمة: باااابااا.
دهب تنظر إلى تقي التي انهارت في البكاء وتنظر إلى مهند الذي ذهب في سبات أبدي.
شهاب بدموع عمي: "مهند!"
وبعد دقائق يدخل أكثر من طبيب ويكشفون على مهند، أحد الأطباء يشيل الأجهزة: "يا بني أنت وهو".
شهاب بصدمة ولا يقدر على تجميع الكلمات: "يش يلو لا جه زه ليه؟"
الطبيب بحزن ويضع يديه على كتف شهاب: "البقاء الله يا حضرت الرائد، عمك تعيش انت."
❈-❈-❈
شهاب بصدمة: "ايه انت بتقول ايه عمي مهند ماله؟"
تقي وهي تنظر إلى والدها الذي أصبح عبارة عن جسد بلا روح، وتذهب إليه بخطوات تشبه الموت، وهي تردد بدون وعي: "بابا حبيبي، قوم بابا، افتح عيونك، عايزه أشوفهم، يلا يابابا، افتحهم، هزعل منك اوى كده."
وتهز في جسد مهند وهي تقول بصوت عالي: "افتحهم يلا بابا حبيبي، افتحهم، أنا ماقدرش على بعدك لحظة، ازاي هكمل من غيرك."
وتفضل تبكي بشدة مع هذا الألم الذي بداخلها، وتبكي بصوت عالي لعلها تتخلص من هذا الألم الذي بداخلها. تأتي باري ونور وهاني وسماح على صوت تقي الذي يسمع كل من في المستشفى.
باري بدموع: "تقي حبيبتي، اهدي."
وتذهب ركضًا إلى تقي هي ونور، ويبعدوها عن جسد مهند بصعوبة.
هاني بصدمة وهو ينظر إلى جسد مهند ودموعه تزل في سكون وهو يردد: "مهند، مهند، انت مالك نايم، ليه كدا، قوم يلا، عندنا شغل كتير."
سماح تذهب عند جسد مهند، وبدموع وبكل هدوء وتحب مهند من رأسه، وتملس على شعره بحنان أم والم الفرق، تحكي عنه دموعها: "مهند ياضنايا، مبسوط علشان روحت عند دهب وسبتني. هان عليك، أمك يا مهند، هان عليك ياضنايا، تمشي وتسيب أمك لوحدها، طيب كنت خدني معاك. يابني، هتوحش أمك قوي، يا مهند، اوعى تنسي تسلملي على كل غالي عندك."
وتبوسه بكل حب وتغطي وجهه بملاية السرير وتنزل على الأرض كما لو لم تعد قدميها تحمل جسدها.
نور بخوف وقلق على هذه العجوز التي لطالما اعتبرتها أماً لها، تركض إليها، وهذه الدموع التي لم تعد ترى جيدًا بسبب نزولها، ولا تعلم تقف بجوار زوجها الذي فقد أخاه الوحيد، ولا تقف بجوار هذه العجوز التي تعتبرها أماً لها، وهذه الفتاة التي تصرخ من شدة الصدمة، وهي تقول: "ماما."
وتقعد بجوارها على الأرض وهي تردد: "ماما، انتي كويسة يا حبيبتي."
سماح بدموع: "لا، مش كويسة، في نار جوه، مش عايزة تطفي. مهند، ابني مات."
وبصوت عالي: "مهند، ابني مات، اه يا قلبي هان عليك امك يا مهند؟" وتفضل تقول بصوت عالي: "مهند، يا قلب أمك، رد عليا ياضنايا."
نور بدموع: "قولي لا إله إلا الله يا ماما، وبلاش الكلام اللي يزعل ربنا. ده يا حبيبتي انتي مؤمنة وعارفة ربنا."
سماح بدموع وصوت عالي: "من غصب عني، ياربي، سامحني، انت وحدك اللي حاسس بيا دلوقتي."
❈-❈-❈
"أما دهب، فهي كانت في عالم آخر، وهي ما زالت تجلس في مقعدها بجوار مهند الذي يمسك كفها بإحكام، وهي تنظر إلى الجميع، وتنظر إلى مهند، وكلماته تتردد في آذانها، وتتذكر كل شيء ومعاملتها الجافة، وكلماتها الجارحة له في الأمس، وكيف كانت تتهمه في موت أمها، وتتساءل لماذا قال هذا الحديث وهرب؟ لماذا قال إنه ليس له ذنب في شيء وتركتني دون أن أعتذر منك؟ هل أنت كنت تريد معاقبتي بنفس الطريقة التي عاقبتك بها أمي؟ هل تريد أن تجعلني أشرب من نفس الكأس التي شربت منها؟ ولكن أنا لستُ قوية بما يكفي لأتحمل هذا الألم الذي أنت تحملته. لستُ قوية ، أنا أضعف من أن أتحمل هذا الألم. ياليتك لم تخبرني بشيء. يا الله، هذا الألم الذي بداخلي لا أقدر على تحمله. أشعر لو أني غارقة في بحر من الألم، أشعر كما لو أنه هناك شخص يخنقني بشدة، وروحي تريد أن تترك جسدي. يالله، قلبي يؤلمني بشدة بسبب هذا الفراق.
تنظر إلى مهند: لما جعلتني أتألم لهذا الحد؟ أنا أكرهك بشدة، حتى دموعي لكادت تهرب مني. لما لا تنزل وتريحني من هذا العذاب؟ لما لم تنزل وتأخذ معها هذا الألم الذي بداخلي الآن؟
تظل في هذه الحالة، تنظر إلى جسد مهند ولا تبكي مثل الباقي ولا حتى تستطيع قول شيء. وبعد دقائق، يأتي أحد الممرضين لأخذ جثة مهند، ويضعونها في غرفة الأموات. تأخذ الممرضة يد مهند التي تمسك بيد دهب، ودهب جالسة تنظر إلى يديها كما لو كانت يدًا غريبة لا تعرفها.
تقوم تقي من فوق الارض وتدفع الممرضه بعنف وهي تقول: "انتي مين؟ سمحلك تلمسي بابا؟ ها؟ مين سمحلك وعايزة تاخديه وتروحي فين؟ بابا مش هايروح في حتة، هو هايفضل هنا معايا."
تنظر تقي إلى جسد مهند وبدموع، وتضع يديها على جسده وتقول: "مش كده يا بابا، أنت مش هتسبني لوحدي، صح؟"
وتضع رأسها على صدر مهند وتردد بهدوء: "انتي مش هتسبني، صح يا بابا؟ قوم وقولهم إنا مستحيل أسيب تقي حبيبتي لوحدها. تبتعد عنه."
وتمسح دموعها وتقول: "أنت كذاب يا بابا، أيوه، أنت كذاب، أنت مش بتحبني زي ما بتقول. لو بتحبني بجد، قوم وقول: 'بحبك يا تقي'. يلا يا بابا، علشان أصدق إنك بتحبني بجد، يلا، قوم."
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة صباح عبد الله، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية