-->

رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 4 - 3 - الجمعة 17/5/2024

 

قراءة أسيرة مخاوفي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أسيرة مخاوفي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن

الفصل الرابع

3


تم النشر الجمعة

17/5/2024




فى الفندق فى الغرفة الخاصة بتجهيز "سيلا" كانت مصممة التجميل أنتهت من عملها، لتنظر إلى "سيلا" بأعجاب شديد مادحة فى جمال هذه الفتاة وبرائتيها، فهى شديدة الجمال حقا وفستانها الذى يشبه فساتين الأميرات، ورغمًا عنها صاحت بإعجاب: 

- سبحان من أبدع فى جمالك. 

نظرت "زينات" نحو أبنتها من خلال المراءة وهتفت بسعادة: 

- بسم الله مشاء الله، ربنا يحميكي يا بنتي. 

أبتسمت "سيليا" لشقيقتها بأعجاب وأضافت بمدح: 

- الله جميلة أوى يا سيلا زي القمر. 

رمقت "سيلا" نفسها فى المراءة لتتسع عينيها بصدمة، للحظة ظنت أن من بالمرآة فتاة أخرى وليست هي، لتنظر نحو "روميساء" بسعادة شاكرة إياها بمدح: 

- بجد حلو أوي، ده أنا معرفتش نفسي، تسلم أيدك بجد. 

أبتسمت لها "روميساء" بامتنان وهتفت بود: 

- بجد أنا معملتش حاجة، جمالك هو اللي خلى الميكب يطلع بالحلوة دي عليكي كده، ربنا يسعدك يا جميلة. 

أبتسمت لها "سيلا" بتوتر تُحاول أن تُخفيه، بعد أن تذكرت ما هى مُقبلة عليه بعد قليل، لتردد بتمني: 

- يارب. 

لأحظت "زينات" توتر ابنتها فاستأذنت من "روميساء" أن تصطحب "سيليا" إلى الخارج وتتركها هي و"سيلا" لبعض الوقت بمفردهم، تفهمت الأخرى ما تريده "زينات" فهي كأي أم تريد تهدئه ابنتها والتحدث معها قبل زفافها ونُصحها، وبالفعل خرجت ومعها "سيليا" وتركتهم بمفردهم. 

نظرت "زينات" نحو ابنتها ولا تعرف ماذا تقول لها! أو كيف تبدأ معها هذا الحديث؟ لتبتلع بتردد وأردفت بارتباك: 

- بصي يا سيلا أنتي كبرتي يا حبيبتي وبقيتي عروسة، طبعا مكبرتيش أوي وفى حاجات كتير لسه متعرفيهاش لكن جيه الأوان إنك تعرفيها وتعرفي يعني إيه جواز! الجواز يا بنتى مش إنك هتروحى تقعدى مع راجل فى بيته وتاكلي وتشربي وتطبخي وتقومي بشغل البيت لا، الراجل ذات نفسه مسؤلية كبيرة يا حبيبتي تتحملها البنت الجدعة، وأنا عارفه إنك ذكيه وعقلك أكبر من سنك وهتفهمي اللي هقولهولك ده وهتعملي بيه. 

وأفقتها "سيلا" على ما تقول مُنصطة إليها باهتمام مُردفة بإنتباه: 

- قولي يا ماما وأنا هفهم كل اللي هتقوليلي عليه.

❈-❈-❈ 


أبتسم لها "زينات" وبدأت فى التحدث معاها بهدوء: 


- الرجالة كلهم فيهم طباع كتير جدًا شبه بعضهم وفيهم بردو طباع مختلفة عن بعض وأنتي عليكي تستحملي طبع جوزك وتتعودي عليه وتنظمي حياتك بطبعه ده مدام مش بيأذيكي، فيه مثلًا اللي طبعه الغيرة يبقى لازم طول حياتك تحترمى طبعه ده وتتلاشي إنك تثيرى غيرته دي وتحترميها، متقوليش ده بيخنقني ده قرفني أو مش بيثق فيا، لأن الغيرة معناها حب ولو غيران عليكي يبقى بيحبك. 


- الراجل بيحب الست اللي تحافظ على أسراره ومحدش يعرف بيها أبدا، دايما اللي بينك وبين جوزك وراء بابكوا محدش يعرف بيها أبدًا ولا حتى أنا، تبقي سر جوزك وصحبته والحافز بتاعه وتقويه وتقفي فى ضهره، اللى يطلبه منك تنفذيه وتسمعى كلامه مدام فى الصح ومدخليش حد بينكوا أبدًا وخصوصا أمه. 


ابتلعت بقلق من تلك المرأة ولكنها تعلم أن ابنتها ليست بساذجة وستأهذ حظرها منها، لتضيف بجدية: 


- هي شكلها مش كويسة بس فى نفس الوقت تحترميها هي زيى بالظبط فى مقام أمك، أبو جوزك شكله راجل طيب وحنين وهيبقى زي أبوكى بالظبط وواجبك تنفذي كل اللي يطلبه منك، لو جوزك عنده أخوات يبقوا زي أخواتك بالظبط وتحترميهم، أكيد هما أكبر منك ووجبك أنك تحترميهم وتحبيهم. 


أومأت لها "سيلا" بالموافقة على حديثها ولكن بداخلها تشعر بالقلق الشديد مما هي مُقبلة عليه، ولكنها لم تُظهر هذا لولدتها وأضافت بتأكيد: 


- حاضر يا ماما كل اللي أنتي قولتي ده أنا فهمته وهنفذه واللى مش هعرف أتصرف فيه هسالك عليه. 


حمحمت "زينات" وهي تريد أن تُكمل الباقي من حديثها والذي يخص العلاقة الجنسية بينها وبين زوجها، هي تعلم أن ابنتها بالتأكيد لديها خلفية عن ذلك الأمر ولكن ليست كافية لليلة كهذه، ولا تعلم هي أيضا كيف تخبرها بها، لتُردف بتردد: 


- حاجة تانية عايزه أقولك عليها. 


انتبهت لها "سيلا" مرة أخرى وأردفت باستفسار: 


- حاجة إيه! 


حاولت إنتقاء كلماتها قدر استطاعتها ولم تستطيع أن تتكلم بوضوع معها، فحيائها لم يُسعفها فى الخوض فى ذلك الحديث مع ابنتها، لتهتف بإحراج: 


- مفيش كسوف بين الراجل ومراته، من أول شعر راسك لحد ضوافر رجلك بتاعته، ربنا حلل ليه يعمل كل حاجة مدام مش بيأذيكي أو يتخطى حدود ربنا، متمنعيش نفسك عنه عشان ربنا ميزعلش منك، وأعرفي إنك حلاله وهو حلالك. 


لم تتوصل "سيلا" لما تقصده والدتها، هي تعلم أن هناك شيئًا ما يجب أن يحدث بينهم وأنه سيقترب منها ويُقبلها وينام بجانبها وسلامس جسده جسدها وفى تلك الاثناء سيخرج سائل من كلاهما، وسيصل سائله إليها ثم يحدث الحمل، هذا كل ما تعرفه عن الزواج والعلاقة الجنسية، من نابع دراستها فى علم الأحياء. 


ولكن حديث والدتها يبدو غريبًا بعض الشيء لتحاول الاستفسار أكثر مُردفة بفضول: 


- يعني أعمل إيه يا ماما. 


كيف لها أن توضح أكثر من ذلك، فما قالته فقط جعل وجهها يتوهج من كثرة الخجل، كيف تفسر لها الأمر؟ لتحاول مرة أخرى التلميح للأمر مردفة بحرج: 


- أعملي اللي هو يطلبه منك، وهو عارف كويس هو هيعمل إيه ومتخفيش منه، هو أكيد مش هيأذيكي. 


ما قالته والدتها جعلها تقلق أكثر من قبل وتوترها أصبح أكثر، يبدو أن هناك شيء ما سيحدث هي لا تعلم عنه شيئًا، ولكنها لاحظت خجل والدتها، لذا اصطنعت الفهم وأردفت بهدوء: 


- حاضر يا ماما. 


قطع حديثهم أستأذان "روميساء" بالدخول معلنة عن وصول "يوسف" وعائلة، شعرت "سيلا" بالقلق الشديد فهذه المرة الأولي التي سيلتقيان بها، ولكن والدتها سريعًا ما طمئنتها وهدأت من روعتها. 


هدأت "سيلا" نوعا ما عندما أتت إليها شقيقتها "سيليا" وهي سعيدة جدًا لتهمس لها فى أذنيها بضحك وهي تغزها: 


- العريس شكلو حلو أوي يا سيلا وقمور جدًا. 


شعرت "سيلا" بقليل من الراحة وأستفسرت بإهتمام: 


- شكلوا طيب يا سيليا؟ 


أجابتها "سيليا" بمراوغة ومرح على توتر شقيتها: 


- مش أوي يعني بس شكله عسول. 


ضربتها "سيلا" بخفة بسبب أستهزأئها وسرخيتها بها، وجلست تنتظر ما سيحدث الأن 


❈-❈-❈ 


خارج الغرفة كان "حسين" و "سليم" و "عمر" يقفوا فى أستقبال "يوسف" ووالده وتقديم العروسة له، كان "حسين" يشعر بكثير من السعادة لأنه بالفعل نجح فى الحافظ على شراكته هو و"فريد" وبالمقابل أيضا ضمن لأبنة أخيه حياة مُامنة بجوزها لأبن عائلة البسيوني. 


بينما "سليم" شعر بقليل من الهدوء عندما أدرك أن شقيقته ستحيا حياة سعيدة مع ذلك "اليوسف" خصيصًا بعد أن تحدث معه "حسين" وأقنعه بذلك دون إخبارة بذلك الابتزاز الذي أبتزه لولدته. 


أما بالنسبة إلى "عمر" فهو أكثر شخصًا غاضبًا من هذا الزواج، فهو كان يريد أن يحصل على هذة الحورية ويتمنى أن يقتل "يوسف" لتظل ملكا له وحده، ولكن "حسين" نجح فى السيطرة عليه ليمر هذا اليوم فى سلام ودون أي مشاكل، مقنعًا إياه أن هذا الزواج لن يطول وإنه على الورق فقط وأن "سيلا" ستكون له. 


فتحت "روميساء" باب الجناح لتخرج وتُهنى "يوسف" وتُخبر "حسين" أن العروسة أصبحت جاهزة وفى إنتظار من يأخذها، لتخرج فى تلك اللحظة "سيليا" وهي ترتدي فستان رمادي لأمع، ليتفاجئ كلًا من "إنتصار" و"يوسف" مُدركين أن تلك ليست العروسة، فهم كانوا يظنون أن "سيليا" هي العروسة، ليصيح "يوسف" بصدمة مُردفًا باستفسار : 


- هي مين دي! 


أجابه "حسين" بابتسامة غير مُدركًا لما يدور فى عقل "يوسف" مُردفا بتوضيح: 


- دي سيليا أخت سيلا الصغيرة. 


أندهش "يوسف" مما قاله "حسين" لتتدخل "إنتصار" سريعا بالحديث وصدمتها لا تقل عن صدمة "يوسف" لتردف باستفسار موجة حديثها نحو "حسين" : 


- أومال فين العروسة؟ 


أجابتها "روميساء" على سؤالها مُردفة بتوضيح: 


- العروسة جهزت جوه يا مدام ومستنيه عمها يطلعها. 


شعرت "إنتصار" بالإرتباك لأن كل ما تُخطط له أصبح الأن فى خطر، إذا كانت الفتاة الصغيرة بهذا الجمال إذا كيف تبدو العروس؟ بينما "يوسف" تذكر حديث "زينات" فى هذا اليوم عندما قالت أن العروسة لا تستطيع مقابلتنا لأنها مريضة.


لعن نفسه ولعن غبائه لأنه لم يفهم وقتها، أصبح لديه الأن فضول كبير أن يعرف كيف يبدوا شكل تلك العروسة الغامضة، ولما لم تخرج ذلك اليوم لرؤيتهم.


ليبتسم "فريد" بعد أن أدرك ما ظنه أبنه وزوجته ليوجه حديثه نحو "حسين" مُردفا بمرح: 


- الظاهر كده حصل سوء تفاهم وفهموا غلط يوم ما جينا نشوف العروسة والقمورة دي فتحتلنا أفتكروها العروسة، معلش الغلط من عندنا أحنا.


بأدله "حسين" الابتسامة مُلطفًا الأجواء مُعلقًا بتلقائية: 


- ولا يهمك يا فريد عادي بتحصل، أنا هدخل أجيب سيلا من جوه.


شعر "يوسف" بالقلق الشديد وظل يتخيل كيف تبدوا تلك الفتاه وعقله يصور له العديد من الصور القبيحة، ليحدث نفسه دون أن يستمع إليه أحدًا مُتمتما بغضب:


- يا ترى شكلها إيه! معقول تكون وحشه عشان كده مخلونيش أشوفها يوم ما روحت عندهم البيت؟ أنا شكلي أدبست. 


قطع تفكيرة صوت التهالى (الزغاريط) العالية عند خروج العروسة بصحبة عمها، ليرفع "يوسف" وجهه ليرى كيف تبدوا هذه الفتاة! ولكن عندما وقعت عينيه عليها شعر بالصدمة الشديدة مما رأى بعينيه، صدمة جعلته يتسمر فى مكانه فور رؤيتها دون كلمة أو حركة.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة