-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 4 - 1 - الخميس 2/5/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الرابع

1

تم النشر يوم الخميس

2/5/2024


في منزل فوزي والد ضحي، و بداخل غرفة ضحي كانت تجلس في الغرفة تحاول خلع الوشاح من فوق شعرها وتلتقط الدبابيس منه و توخزها بداخل قطعة من الأسفنج الملون أمامها وهي شارده في عرض الزواج من ذلك الأستاذ زميلها بالمدرسه، حيث ما ألقي ذلك الأستاذ عليها من كلمات ليس بالشئ الهين.


الأمر بات صعب حقا كانت تتمنى باي لحظه أن يتقدم إليها اي شاب وستوافق على الفور فهي 

بدأت فرص خطبتها تتضاءل مع مرور كل يوم، فيما كان كل من حولها لا يرحم بأسئلتها و فضولهم، مما جعلها تشعر وكأن الأمر بيديها؟ بيديها تختار الشخص المناسب؟ و بيديها أن تتزوج في أسرع وقت ممكن؟ وبيديها تسير الحياة كما تريد!


لديها يقين كبير بنسبة 70% أو ربما أكثر أن هناك فتيات يتزوجن لسبب واحد فقط، وهو للتخلص من أحاديث الناس عنهن، وليس لأنهن يريدون الارتباط نفسه، وفي بعض الأحيان يضطرون للتخلي عن حقوقهم البسيطة حتى تسير الأمور بسرعة و يتزوجوا... وهي على يقين أيضاً أنهم لو أسكتوا الناس وأسرهم دون التدخل في حياة الآخرين، ستكون الحياة أفضل للجميع، وخاصة للفتيات.


أخفضت رأسها بيأس وإحباط ولم تستطيع الإنكار فهي أيضا باتت مثل تلك الفتيات تريد الزواج لاسباب أخرى خارج نطاق المعقول، تريد الارتباط حتى تتخلص من لقب عانس! 

تريد الارتباط حتى تتخلص من احاديث الجميع حولها ومن ضمنهم أهلها! تريد الارتباط حتى تتخلص من الاستيقاظ على شيجار جديد بين والدها ووالدتها! تريد الارتباط حتى لا تضيع فرصتها في الإنجاب! تريد الارتباط حتى تكون عروس وتجرب فستان الزفاف مثل اي فتاه تحلم بذلك اليوم! تريد الارتباط حتى عندما تجلس في أي تجمع أسري لا يلقوا عليها من كلمات مسمومة! لا يعلم احد غير الله كيف تعاني منها طوال الليل .. و تريد الارتباط حتى لا يمر العمر بسرعه أكبر وتجد نفسها وحيده في هذا العالم الذي لا يرحم النساء العازبات .


لكن أليس يقول الواقع أن الارتباط يكون عندما نجد الشريك المناسب والزوج الصالح لنا والحبيب الذي نكون على يقين بأنه مستعد يقود باقي العمر معآ دون أن يرحل ويتركنا في منتصف الطريق ويغدر بنا، ويكون سند وأمان لنا.. أليس من المفترض أيضا أي فتاه مقبله على الزواج تفكر في المسؤوليه الصعبه التي في انتظارها قبل أن تفكر في التخلص من لقب عانس .


هزت رأسها بيأس والدموع تملأ وجهها فكيف وصلوا الى هذا التفكير الغريب، أيكون العيب بهم أم في المجتمع؟ 


أزدردت ريقها بملامح متألمة تفكر هل تخرج الآن وتخبر والدها بان يوجد عريس سيتقدم لخطبتها قريباً أم تنتظر وتفكر بجديه أكثر! لكن يجب ان تضع في الحسبان بان الفرصه لا تأتي مرة أخرى.. رفعت رأسها لتنظر الى المراه بخجل وحزن من نفسها فهل ستفرط في حقوقها بالفعل وتتنازل! فاذا كانت ستتنازل قبل الزواج فماذا سيكون بعد.


وفجاه بدأت تتعالى اصوات خناق والدتها و والدها كالعاده من الخارج بصوت عالٍ 


= انا مش قلت لك يا هانم تقوي القميص ده عشان عاوز اخرج هو انتٍ خلاص ما بقتيش تسمعيلي كلمه في البيت ده .


تنهدت بقله حيله ونهضت تغلق الباب عليها 

وضغطت بيديها فوق أذنيها بقوة لا تريد سماع صوتهم! فهذا يجعلها تشعر بالضغط أكثر و الاستسلام الى رغبه الزواج حتى تتخلص من تلك المعاناة وترتاح ... وكأنها على يقين تام بان الزواج بذلك الوقت من ذلك الشخص سيكون الراحه إليها وليس الدمار .


❈-❈-❈


في المساء، كان آدم يجلس بجانب إبن عمه حسنين في الصعيد بالخارج أمام الاراضي الزراعيه، فهو كل حين وآخر يأتي لزياره اقاربه الذي يسكنون بمسافه ليست قليله عنه، ارتشف الشاي قبل أن يعقب متسائلاً باهتمام


= وبعدين يا ولد عمي ناوي تفضل كده طول العمر لوحدك ولا إيه؟ موضوع بنتك وعملت اللي عليك وزياده واديك بقيت متاكد وعارف اللي فيها انها عمرها ما هتقرب منك وتعتبرك أبوها رغم أنك مش مخليها محتاجه حاجه.. يبقى بقى تعمل اللي ربنا امرنا بيه وتشوف نفسك وبلاش تظلمها اكتر من اكده .


رفع آدم عينيه إليه بغرابة و سأله بعدم فهم


= مش فاهم يا حسنين قصدك ايه .


تنهد بعدم رضا علي حاله قبل أن يتحدث بجدية 


= قصدي ان انت تتجوز وتشوف حالك يا آدم! طالما بنتك الوحيده ما بقتش عاوزك في حياتها وكرهتك يبقى اعمل عيله غيرها و اتجوز وخلف كمان، ولا هي حاجه عيب ولا حرام 


أتسعت عيناه باستنكار وهتف قائلاً بخيبة أمل


= اتجوز وأخلف بس إيه يا حسنين بعد ما خلاص قربت علي الأربعين! انا عارف انه مش عيب ولا حرام بس الموضوع عندي يختلف وبعدين انا نسيت الجواز ده من زمان هاجي اعمله دلوقتي . 


هز رأسه بضيق وغضب منه و تتمتم بصوت جاد 


= اذا كان اللي عندهم 70 و80 سنه بيتجوزوا انت لسه هتفكر يا آدم كفايه عمرك إللي ضيعته في المحاكم ورا بنتك عشان تثبتلها انك اب كويس وتستحقها وفي الآخر خسرت وهي بعدت عنك وأنت عمرك بيضيع وبقيت لوحدك، ما تبصلهاش بالسن يا ادم انت محتاج فعلا واحده في حياتك ومحتاج كمان اولاد عشان يعوضوك عن بنتك كفايه حرمان لنفسك مش فاهم اصلا رافض الفكره ليه ما انت الحمد لله معاك اللي يقدر يخليك تتجوز بدل الواحده إثنين يبقى ايه اللي يمنع 


حاول أن يهدأ حاله ليهدأ أيضاً قلبه الذي ينبض بقوة، و قال بصوت حزين للغاية


= العيب فيا أنا يا أبن عمي! ما بقتش قادر على فكره ان ادخل حد في حياتي واظلمه.. و بعدين عيال ايه اللي هاجيبهم وانا في السن ده و هلحق افرح بيهم واربيهم امتى ولا هيفضل مكتوب عليا اخلف وملحقش افرح بعيالي قدام عينيا ويتربوا بعيد .


هز رأسه يائسًا من صديقه و إبن عمه "آدم" ، و رد بجمود


= استغفر ربنا يا آدم العمر بيد الله انت مالك متشائم أوي كده، ما انا ياما زمان كنت بتحايل عليك وكان دايما جوابك لما اخلص من موضوع بنتي واهي كبرت و فضلت بعيد و انت كمان كبرت وفضلت لوحدك.. وبعدين زي ما بتبص لقدام بص كمان من ناحيه تانيه انك هتكبر وتعيش وبعد الشر يعني عنك هتموت لوحدك يبقى ليه يا ابن الناس! ما تجيب واحده تشيلها همومك وتساعدك وصدقني الحل انك تتجوز ويبقيلك اولاد ثاني هم اللي هيعوضوك شويه عن بنتك اللي قدام عينك ومش طايلها.. وبعدين هتكون اول ولا اخر واحد يعني يتجوز ويخلف في سن الاربعين ما تيجي تسمع العجب عندنا في الصعيد.. ده ساعات ربنا بيطول في عمرهم وبيشوفوا أحفاد احفادهم كمان


زفر بحنق متأففًا من محاصرته وقبل أن يرد بالرفض التام صمت دقائق وبدأ يفكر بحديثه الأخير فهل بالفعل سيظل ويموت وحيد دون أن يرعاه أحد ويكون جانبه فهو بدأ أن يفقد الأمل في عوده ابنته له بعد أن سيطرت عليها خالتها من كل النواحي، ويجب أن يكون صريح مع نفسه إحتمال كبير ان تظل ابنته طول الحياه بعيداً عنه.. ضيق آدم عينيه بدهشة هاتفاً بتوتر شديد


= طب يعني حتى لو سمعت كلامك مين دي اللي هتستحمل تتجوز واحد زيي على طول حزين و متشائم من كل حاجه حواليه .


أجاب حسنين و الفرح يرسم بسمة تملئ ثغره بعد أن بدأ يلاحظ تأثره بحديثه هذه المره أخيراً


=ولاد الأصول كتير أنوي أنت بس وانا اجيبلك بدل الواحده 10.. وإذا على حزنك والحاله اللي انت دخلت نفسك فيها بارادتك وياما حاولت معاك تطلع منها وانت اللي سايب نفسك، بكره ده كله هتنساه اول ما تشوف بنتك ولا ابنك بين ايديك وهم بيكبروا .


شعر بغصة علقت في حلقه و قلبه يخفق بقوة من كلمات إبن عمه التي اثرت فيه ذلك الحلم الذي تمناه كثيراً بشده! رغم انه تحقق يوماً ما ولديه الآن طفله لكنها لا ترغب بوجوده جانبها ولم يعيش معها لحظات الابوه ان تكبر امامه ويرعاها وتناديه بابي، يا الله كم عاش معاناه كبيرة وهو يحارب الجميع علي امل أن ينتصر في النهايه ويحصل على ابنته لكنه مع الاسف خسر الكثير.. لكن هل من الممكن أن يعود و يشعر بتلك الأحاسيس التي افتقدها مع ابنته الأولى وينجب طفله اخرى غيرها ترغب بوجوده .


زفير حار اخرجه بقوة وهو يتطلع الى السماء الغائمة بشرود


= معقول الحلم ده ممكن يتحقق بعد السنين دي كلها ويبقيلي طفل من تاني.


مسح على وجهه بيده بضيق شديد صحيح لم تكن تلك المره الوحيده التي يفتحه بموضوع الزواج والانجاب وأن يكون له أسره من جديد لكن تلك المرة ظل يفكر مرات عديدة حتي شعر بذبول جليّ علي ملامحه، وهتف بهمس جارف


= الله يسامحك يا حسين بعد ما كنت خلاص نسيت الجواز والخلفه واتلاهيت في همي من بنتي الوحيدة، هتخليني ارجع من تاني وافكر بالاولاد .


الصفحة التالية