رواية جديدة حكاية بنت الريف لصباح عبد الله فتحي - الفصل 37 - الثلاثاء 7/5/2024
قراءة رواية حكاية بنت الريف كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حكاية بنت الريف
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة صباح عبد الله فتحي
الفصل السابع والثلاثون
تم النشر يوم الثلاثاء
7/5/2024
عصام بدأ يقود السياره هو يقول. "ايوه، هتجوزك يا شيرين، علشان أنا كمان اتوب وضميري يرتاح. أنتي نسيتي إني قربت منك وإنتي على ذمة راجل تاني؟ لازم أصلح غلطي، كنت ناوي أتجوزك من زمان بس أفعالك وتصرفاتك وحقدك وغيرتك على الناس خلتني أتراجع مية مرة كل مافكر في الموضوع. بس بما إنك حابة تتوبي لله وتصلحي من نفسك، أكون غبي لو سبتك ومامسكتش ايديكي وطلعتك من بحر الذنوب اللي إنتي عايشه فيه ده."
شيرين بدموع: "هو ربنا هايسمحلي يا عصام على كل حاجة أنا عملتها."
عصام: "إن شاء الله ربنا تواب رحيم وبيحب التوابين. بس أهم حاجة إنتي تحفظي على نفسك ومهما يحصل، أوعي ترجعي للطريق ده مرة تانية. بس أهم حاجة دلوقتي نعرف فين دهب."
شيرين: "وأنا كمان عايزة أعرف فين دهب وأطلب منها السماح على كل حاجة علشان أرتاح."
عصام: "بس لو قدرت أخمن، هي ممكن تروح فين؟ علشان أدور عليها، بس أنا مش عارف عنها حاجه وحتي. هي ملهاش حد ولا ليها مكان تروح عليه؟"
شيرين بعد تفكير: "مش ممكن تكون رجعت القرية في بيت جدها جمال، تاني."
عصام: "ممكن، ليه لا؟"
شيرين بلهفة: "طيب، خلينا نروح نشوفها، كدا ممكن نلاقيها."
عصام: "يارب، ربنا يسمع منك."
❈-❈-❈
في القرية.
دهب نايمة على الأرض وحالتها تصعّب على الكافر وباين عليها التعب أوي. دهب بدموع وتعب، "يارب، أنا ماليش غيرك. أنا عارفة إن موتي قرب، بس بنتي يارب لسه في بطني، يارب يا حبيبي، كل اللي أنا بتمناه قبل موتي إنك تبعت حد لبنتي وياخدها ويربيها أو يرجعها لأبوها يارب، ده كل اللي أنا عايزاه منك يا كريم."
تغمّض عينونها وتفكر لما كانت مع مهند: "دهب مهند هو أنا، لو جبت بنت هتحبها أكتر ولا هتحب الأولاد أكتر؟"
مهند: "تعرفي، لو جبتي قرد هحبه أولاً، لأن ده هايكون ابني حتة مني. وأنا زيك يا دهب، هحب عيالي زي بعض، ومش هايكون عندي فرق إذا كانت بنت أو ولد، هحبهم الاتنين زي بعض، والمهم إنهم منك."
دهب بدموع: "هو فين اللي كان بيقول إنه هيحبهم زي بعض؟ ده ياترى يا مهند؟ لو كنت تعرف إني حامل كنت هتحب اللي في بطني أكتر ولا اللي في بطن سوزان أكتر؟"
تفوق على صوت حد بيقول: "هي حامل ازاي؟!"
دهب تبص على مصدر الصوت ومش شايفة كويس وبتعب وصوت ضعيف: "مين؟"
عصام وشيرين يجروا على دهب وعصام بيقول: "إحنا يا دهب، أنا عصام ومعايا شيرين. أنتي ايه اللي عمل فيكي كدا؟ تعالي لازم ناخدك على المستشفى بسرعة."
شيرين واقفة ومش قادرة تبطل عياط: "معقولة هي دي دهب اللي أنا وكل بنات القرية كنا بنغير منها على جمالها؟ معقولة هي دي دهب نفسها؟"
شرين لا تقدر على الوقوف أكثر وتطلع جريًا هاربة من منظرها، وهي تعلم أنها في عداد الموت ولا تستطيع الاقتراب منها لتطلب السماح والمغفرة، فقررت الهروب من هذا العذاب وتائنيب الضمير وتلوم نفسها على كل شيء. "أنا السبب في كل حاجة، أنا السبب."
❈-❈-❈
داخل المنزل، حالة عصام لم تكن أفضل من حالة شيرين، وبدموع، دهب تقول: "أيه اللي عمل فيكي كدا؟"
دهب بتعب وإرهاق شديدين،: "الف حمد لله يا كريم."
وتبص على عصام وترجوه، "الحمد لله ان ربنا بعتك لبنتي، لو بنتي جات على الدنيا، هي امانة عندك، لو مش قد الامانة، رجعها لأبوها مهند، وقول لمهند إن دهب مسامحك على كل حاجة، وخليه يجي يذورني في قبري لو مرة واحدة."
عصام يمسح دموعه: "هششش، اسكتي. إن شاء الله هتكوني كويسة."
ويحملها من على الأرض، "احنا لازم نروح المستشفى."
وياخذها ويركض للخارج وهو يقول بصوت عالي، "شيرين، افتحي باب العربية بسرعة."
شيرين، قاعدة على الأرض بجانب السيارة، وأول ما تسمع صوت عصام، تقوم جريًا وتفتح الباب، وتجلس وتأخذ دهب في حضنها كأخت لها، وخائفة على فقدانها.
أم عصام يجلس في مقعد السائق ويستعد للرحيل.
شيرين بدموع ندم وحزن: "سامحيني يا دهب، بالله عليكي."
دهب بتعب: "أنتي مين؟ أنا مش عارفك."
شيرين بخجل من نفسها: "أنا شيرين يا دهب، أنا عارفة إني ماليش الحق أطلب منك السماح بعد كل اللي حصلك، بس أنا اتغيرت وتوبت عن كل حاجة، وبطلب منك السماح، سامحيني بالله عليكي."
دهب بحنان: "أنا مسامحة كل اللي ظلمني يا شيرين، ومن زمان قوية أنا دهب." وتضع يديها على قلبها، "وهو مش عايز يكره أو يحقد على حد، ومش عارف ازاي يكره حد. يا شيرين، مسامحة الكل." وتمسك يد شيرين، "بس بنتي امانة معاكي يا شيرين، لو عايزه تعملي حاجة علشان تكفري عن ذنبك، ربي بنتي بحنان الام، وماتحرميش من حاجة. مش عايزه بنتي تشوف اللي انا شوفته في حياتي وتعيش زي مانا عيشت. واعديني يا شيرين انك هاتخدي بالك منها، وهتعتبريها زي بنتك."
❈-❈-❈
شيرين بدموع: "أنا اتجوزت، أنا وعصام، وإن شاء الله احنا التلاتة نربي بنتك مع بعض. ماتخفيش، إن شاء الله هاتقومي بالسلامة يا دهب." وبصوت عالٍ ودموع، "يا عصام بالله عليك، بسرعة شوية."
وبعد وقت في المستشفي دهب داخل غرفة العمليات وعصام وشيرين واقفين بره الغرفة، وكل واحد مستعد لخبر موت دهب، وأخيرًا تخرج إحدى الممرضات وتحمل في بيديها طفلة صغيرة وتحطها على يد شيرين، "مبروووك، ربنا رزقكم ببنت زي القمر."
شيرين بدموع: "بسم الله ماشاء الله، جميلة أوي زي أمها." وبدموع، "وهي دهب عاملها إي دلوقتي.
الممرضة بحزن: "الأم ميتة من قبل ما تولد يا مدام."
الحاضر
في منزل عصام
دهب بدموع: "وهو عمل إيه لما عرف إن ماما ماتت؟"
عصام: "لسه هيتكلم بس، حد من وراهم. يقول بصوت عالي: "دهب، انتي اتاخرتي على شغلك الجديد يابنتي، ولو عملتي إيه، مستحيل تنزلي من غير فطار، انتي فاهمة لو حتى اترفضي."
عصام ودهب يمسحوا دموعهم.
شيرين: "هو في ايه مالكم انتم الاتنين، باين عليكم معيطين."
❈-❈-❈
وفي مكان آخر،
امرأة في الخمسين: "يا بني، اقعد افطر، مش كل يوم تنزل من غير فطار كدا."
شاب في السادسة والعشرين: "يامي، انتي عارفة طبيعة شغلي، مش لازم اتاخر عليه. وبعدين أنا لسه ماسك شغل جديد ومش لازم اتاخر، أنا حضرت الرائد شهاب، وعيبه اني اتاخر على الضفعة بتاعتي."
الأم: "يا بني، يا حبيبي، مش بالشكل ده."
هاني: "ايه، هو نفس موضوع كل يوم؟"
الأم: "تعالى يا هاني، شوف ابنك عايز ينزل من غير مايفطر، مع اني محضرة الفطار من بدري علشان يفطر قبل ما ينزل."
هاني: "والله يا نور، هو مش صغير، وبعدين هو كان عايش لمدة سنة بعيد عنك وعن البيت، واكيد هو عارف مصلحته."
شهاب، ابن هاني ونور، رائد في الجيش، يقول: "بالله عليك يا بابا، عرفه إن ابنك بقى رائد، وما بقى صغير."
نور: "ربنا يحميك يا بني ويبعد عنك العين، يا رب."
شهاب يحب ايد امه: "ماتحرميش منك ولا من دعواتك الجميلة دي، ياست الكل، بس يلا بقا، سيبني اتوكل على الله وانزل شغلي، علشان انا اتاخرت أوي."
فتاة بدلع: "نزله جري من فوق السلم، شهاب لو سمحت، ممكن توصلني في طريقك؟"
شهاب، من غير اهتمام: "مانتي عندك عربيتك، خديها علشان انا مش فاضي، وبعدين احنا طريقنا مش واحد، قولتلك مية مرة."
سوزان: "اي يا حضرت الرئد، شايف نفسك علينا ليه كدا؟ وبعدين ده بدل ما تخاف عليها وتقول بنت عمي، وان شاء الله هتكون خطيبتك قريب."
شهاب يبص على امه وبستغراب: "خطبتي؟ ومين قال ان انا هاخطب؟ ان شاء الله؟"
ويبص على الفتاة بقرف، "ويوم ما خطب هاخطب، دي لو هي اخر انسان مستحيل يا مرات عمي .
تقي، بنت سوزان ومهند، في سن شهاب بس فرق شهور، فتاة مدلعة زيادة عن اللزوم، بشرة بيضاء وعيون زرقاء مثل عيون أمها، وشعر أسمر، وجسدها رشيقًا. أقل ما يُقال عنها جميلة، وهي بتحضر ماجستير هندسي، بس مش مهتمة غير بمظهرها ولبسها، وبتعشق التراب اللي شهاب ابن عمها بيدوس عليه.
تقي، بدموع ودلع: "شايفة يامامي، شهاب بيتعامل معايا إزاي، هو أنا وحشة يامامي، أنا وحشة يا طنط."
نور: "لا والله يا بنتي، ده انتي الله أكبر عليكي وعلي جمالك، بس شهاب أبني مش من النوع اللي بيجري ورا الجمال."
واحد من خلفهم علشان راجل بجد.
❈-❈-❈
عند دهب في غرفتها، واقفة قدام المرايا وبتجهز نفسها، بدموع وجع، وتبص على نفسها في المراية وتتحدث وتوعد: "وعد لك ياماما، انا هادفعهم التمن غالي أوي، وللي اسمه مهند ده انا بكره أوي، ومستحيل أعترف ان واحد رخيص زيه يكون ابويا. بكره الدم اللي ماشي في عروقي لانه من دمه."
تخد صورة دهب اللي عصام اداها ليها وتكمل بدموع.:
ماما حبيبتي، أزاي قدرتي تستحملي كل العذاب والوجع ده لوحدك يا ريتني ماكنتش جيت على الدنيا، على الأقل ماكنتيش اتعذبتي العذاب ده كله."
وتمسح دموعها بغضب: واعد مني يا امي اني هدفعهم التمن كلهم وبذات اللي اسمه مهند ومراته وده وعد من بنتك دهب.
❈-❈-❈
في النيابة عند شهاب:
شهاب بغضب وسخرية: انت بتقول إيه؟ أزاي في بت نازلة في المجموعة بتاعتي؟ انت عارف إن دي أول مجموعة ليا والشغل فيها صعب أوي. إحنا الشباب عدينا من مرحلة الاختبارات والتدريب بالعافية. إزاي بقا وصلت لهنا؟
إيهاب، صاحب شهاب في الشغل: كل اللي أنا عارفه إن البت دي اسمها لف مصر كلها ومفيش نيابة ولا مكان لجيش ما يعرفش البت دي. والكل ماسميها "فتاه المستحيل" بسبب اصرارها وثقتها بنفسها وشجاعتها.
شهاب: ياه، للدرجاتي هي مشهورة كده. وياترى شكلها إيه فتاة المستحيل دي؟
دهب تدخل من باب النيابة، اللي هي هاتشتغل فيه، ماشية وبكل ثقة وجرأة من غير خوف أو توتر، وتحط النظارة الشمسية وتلف الحجاب تحت لبس العمل وتردتي لبس يليق بعملها. كانت عبارة عن بدلة سوداء، ولكن كانت تردتي كاب طويل على ملابس العمل، من أجل أن ملابس عملها غير لائقة لخلقها. وكانت البدلة تشمل بنطلون أسود وجاكيت ميري، وكان جسدها مرسومًا وباينًا تفاصيله في لا تقدر على ارتداء شيء آخر لأن هذا التزام بعملها، ففضلت أن تردتي الكاب فوق ملابس عملها، وهذا ما جعل البعض يعجب بها والبعض يسخر منها على نظام لبسها. ولكن هي غير مهتمة بأحد. وأخيرًا وصلت لمكان عملها.
في مكتب شهاب، الباب بيخبط.
شهاب: ادخل.
دهب تفتح الباب بكل ثقة وتدخل: صباح الخير يا فندم، أنا الآنسة دهب عصام، اللي هتدرب تحت إيد حضرتك.
شهاب وإيهاب وكل الموجدين في المكتب عنيهم مانزلتش من على دهب، وهذا ما جعل دهب تتوتر بعد الشيء: خير يا فندم؟ هو أنا قولت حاجة ضيقت حضرتكم؟
شهاب بضحك عالي على نظام لبس دهب ويتكلم بسخرية: مانتي مش عارفة تلبسي البدلة صح ولا عارفة تنظمي لبسك الميري. إيه دخلك كلية شرطة من الأول؟
❈-❈-❈
الكل من الحضور يبصوا على دهب بنظرات سخرية.
دهب تشيل النظارة من على وشها اللي كانت مخبيه نص وشها وبدون أهمية وبكل ثقة: "على ما أظن إننا جايين هنا للشغل والعمل في الحكومة والنيابة وليس لعرض أزياء يا فندم."
الكل إعجب برد دهب. أما شهاب فاهو كان في عالم آخر منذ أول ما دهب شالت النظارة من على وشها وسرح في جمالها. دهب فتاة قحوية فاتحة والوجه المدور وعيونها نفسي عيون دهب عسلي غامق وشفاها منتفخة. وكانت هحطه كحل في عينيها وبعض أحمر الشفاه وهذا ما زاد جمالها.
شهاب: "معقولة أنتي هي فتاة المستحيل؟"
دهب بغيظ من نظرات شهاب، وبدا أنه واحد قليل الأدب ومالهوش في الشغل الجد، "ازاي يحطوني تحت إيد واحد زي ده علشان يدربني؟ أنا لازم أقدم على تغيير المجموعة."
وتبص الكل: "ليه خير يا فندم في مشكلة؟"
شهاب: "شيلي الكاب ده، مش مسموح بيه هنا، وياريت تلتزمي بلبس العمل ولا شيء غير لبس العمل."
دهب بغيظ: "بس أنا قولت لحضرتك إننا جايين نشتغل في النيابة وليس عرض أزياء."
شهاب بغضب: "انتي بتعرضي أوامري من أولها يا حضرت الشرطية."
دهب بثقة: "هو فين الأوامر دي يا فندم؟ إذا كان أوامرك خارجة عن العمل، فأنا مش مضطرة أن أنفذ أي أمر سخيف أو مش منطقي. وبعدين، الأمر لله وحده. أنا هنا في عمل جاد، ولم يكن في كلام يخص العمل. هكون موجودة بعد إذنكم."
وتطلع من المكتب من غير ماتسمع رد شهاب، وهذا ما جعل شهاب يشتعل نارًا من كثرة الغضب.
إيهاب بإعجاب: "والله بت بمية راجل."
واحد تاني: "هي دي هتشتغل معانا بجد؟ ده أنا هافكر في الجواز قريب."
واحد تاني: "يالهوي، ده الشغل باين عليه هايحلو أوي هنا مع دهب. انتم اخدوا بالكم من جمالها ولا كلامها وثقتها. وهي بتتكلم تخطف العقل بصراحة."
شهاب بغضب ويرفع صوته: "في إيه يا حضرت الظابط؟ انت وهو احنا جايين هنا نشوف شغلنا ولا جايين نعجب ونحب."
إيهاب بجدية: "أه صح يا شهاب، انت ليه طلبت منها تشيل الكاب؟ وبعدين، هي معاها حق، إحنا مش جايين لعرض أزياء علشان نقول لها تلبس إيه وما تلبسش إيه. وبعدين، هي كانت لابسة لبس الميري، ليه تطلب منها تشيله بقا؟"
شهاب يتوتر من سؤال إيهاب ومش عارف يرد يقول إيه: "أنا نفسي مش عارف ليه طلبت الطلب السخيف ده."
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة صباح عبد الله، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية