رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 6 - 5 - الأربعاء 8/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس
5
تم النشر يوم الأربعاء
8/5/2024
جلس ثلاثتهن على المقاعد الشاغرة بداخل قسم الشرطه في انتظار دور ديمة التالي للشهاده بعد أن تم القبض على حمدي، كانت رانيا محتضنة اختها ديمة بذراعيها وهي تبكي بين احضانها بصمت، بينما تحدث بعتاب وهو يكز على أسنانه بشراسة
= إزاي يا رانيا تعرفي حاجه زي كده وتفضلي سايبه اختك لوحدها كل الفتره دي؟ تحت رحمه واحد زي ده المفروض اول ما عرفتي تبلغي البوليس على طول .
أرجعت رأسها للخلف قائلة بصوت باهت
= والله عرفت من مده قصيره وكنت بفكر في الحل بس ما كنتش عارفه اعمل ايه؟ انا مش عارفه اشكرك ازاي انك لحقتها لو كان حصل لها حاجه تاني بسبب تقصيري ما كنتش هسامح نفسي ابدا.. انا مش عارفه لو قلنا كل حاجه للبوليس ممكن يفيدنا بايه واختي ما تتفضحش .
لوح لها بإصبعيه هاتفاً بجمود
= ما فيش حاجه ان شاء الله هتحصل اذا قلتي كل حاجه للبوليس وازاي كان بيستغلها ده الحل الوحيد عشان تخلصي من الزباله ده .
رمشت رانيا بعينيها قائلة بتردد
= طب هيكون ايه الدليل على كلامنا ده، ما تنساش ورقه الجواز العرفي اللي اختي مضت عليها والورقه التانيه كمان اللي اجبرها تمضي عليها تحت التهديد ان هيشوه وشها بمياه النار.. ممكن يطالبنا بفلوس تاني وانا ما عنديش مانع ادفع بس اختي ما تتمسش سمعتها .
سحب آدم نفسًا عميقًا، لفظه ببطء محافظًا على ثابته وهو يجيبها بتريث
= هو اللي هيوقع نفسه بنفسه أنسي فكره انك تعرضي عليه فلوس كده بتطمعي اكتر، اولا مفيش جواز حصل بينه وبين اختك لان هو ضحك عليها و طلع باسم حد تاني غير الجواز بالطريقه دي مش شرعي وانا وانتٍ عارفين كده كويس.. ونيجي لحكايه الورقه ودي اهم حاجه لما تقولي انه خلاها تمضي عليها تحت التهديد التقرير هياجي ان الخط في اهتزاز وده اسمه تزوير و التزوير بيوصل ل١٥ سنه سجن أو على حسب القاضي.. اظن بعد المده دي كلها مش هيقدر يفضحك غير ان مش هيكون معاه دليل عشان حد يصدقه، وانا من ناحيتي كمان هعترف ان حاول يعتدي عليها وانا لحقتها .
لمعت عيناها بأمل بعد أن تنهدت بصوت مسموع قائلة بجدية
= يا ريت فعلا كلامك يكون صح ونخلص من الكلب ده ويبطل يهدد اختي .
هز رأسه بهدوء محاوله بث الطمانينه بداخلها
ثم ألقي نظرة على ديمة بعمق قبل أن يتحدث
قائلاً بجدية وهو يحذرها
= ديمه اسمعيني كويس، انا اتصلت بمحامي صديقي وهو جوه دلوقتي مع الضابط بيفهمه الحكايه و هيحتاج بعد كده اقوالك .
أبعدت ديمة وجهها عن عنق اختها بتردد وهي مازالت شاعرة بالحرج منه، فإضاف بصرامة وقد قست نظراته على الأخير
= من غير كلام كثير لازم كل حاجه تحكيها للظابط اللي جوه عشان تخلصي من الزباله ده وما تفتكريش انك لما تداري عليه هيبطل يستغلك وما تخافيش ده افضل حل ليكي ولاخواتك عشان تخلصي منه و من تهديداته ولما يتسجن مش هيقدر يفضحك .
عقب جملته شعرت بالتوجس الذي قشعر لها الأبدان لمجرد تخيل ما يمكن أن يفعله ذلك الحقير مجدداً بها إذا لم تبلغ الشرطه أن تقيده داخل السجن وتخلص منه للأبد، مسحت اختها على ظهرها محاولة امتصاص حالة الخوف التي سيطرت عليها، منحتها عشرات القبلات الأمومية الحانية التي ساعدتها على التهدئة من روعها، أغمضت عينيها بقوة لتنفض صورة هذا الدنيء عن عقلها وهو يحاول اغتصابها و ابتسامته المقززة كانت تبرز لها بوضوح لتنغص عليها سكونها..
لكن مع إصرار آدم و أختها قصت باختصار كل شيء الي الشرطه وتفاجات بأن ذلك المدعو حمدي كان له سوابق جنايه من قبل! و أخبرها المحامي صديق آدم بأن ذلك سيكون جيد وفي مصلحتها بالاضافه أن كل الدلائل ضده.. وقريباً ستنتهي منه للأبد بالفعل .
❈-❈-❈
ألقي منذر بهاتفه المحمول على الفراش بعد تلقيه موعدًا جديدًا مع أهل ضحي لكن هذه المره سيذهب لهم بمفرده محاوله التأثر عليهم للموافقه، حيث استاء من كثرة اعتراض أهله ومن دون جدوى! اعتدل في جلسته واستند بظهره على الفراش شارد بذكرياته السيئة وتساءل نفسه كيف سياثر عليها ويجعلها توافق وتقبل به زوج! وأسرته بالاساس لا تراه رجل مسؤول بل على العكس دائما يشعرونه بالاهانه والتقليل من شانه أمام القريب و الأغراب، فماذا سيعطيها رجل مثله قد انحرم من أشياء كثيره وبسيطه .
أبتسم بمرار فحتى حضن حنون لم يحصل عليه في طفولته لان كان الانشغال الاكثر الى الأبن الأصغر معاذ، لم يعرف ماذا يفعل بل اكتفي بالتحديق أمامه بنظرات حزينه تحمل الحنق والسخط، هو متأكد بكونه تعيس الحظ لم ينل من الحياة إلا القليل.
-في الماضي-
حالة من الخوف المستمر سيطرت عليه بأحد المرات بصورة مقلقة حتى انعكست على ملامحه والتي ضمت الكوابيس المفزعة في أحلامه، ناهيك عن انهياره الباكي المفعم بالهلع والرعب، لم يتجاوب والده معه أو يتأثر بل أستمر صائحًا بإهانة حادة
= بطل عياط زي الولايه وكلمني زي ما بكلمك ياالـ** اخوك فين و اتاخر لحد دلوقتي ليه؟ عملت في ايه أنطق قلتله يروح فين ولا يعمل ايه
ظل في حالة رهبة دائمة منه مما اضطره للابتعاد كي لا يثور عليه أكثر بعد أن يفقد أعصابه لأكثر من مرة معه، ورفض الصغير الحديث مطلقًا عما يخيفه. لكن ذلك لم يعجب والده شاهين بالفعل وبدأ في ضربه مجدداً ليعرف لما تأخر معاذ بالخارج حتى الآن! رغم انه لم يخرج معه وحاول منعه من السهر مع أصدقاء السوء لكن الآخر أصر على الخروج وتجربه الأمر وهو كالعاده هنا يتلقى العقاب مكانه .
فازدرد ريقه الجاف وهو يقول بخوف كبير
= ما اعرفش والله.. ما اعرف هو فين انا قلت له ما تخرجش بس هو ما سمعش الكلام وخرج من وراكم .
وضع شاهين ذراعه محاولاً جذبه إليه بقسوة وهو يرد بحنق
= ولما انت شفته وهو بيخرج ما قلتليش ليه يا واطي يا أبن الكلب هتفضل لحد امتى عديم المسؤوليه كده قلت لك بدل المره الف اخوك مسؤوليتك انت عشان تعبه، كان لازم تمنعه باي طريقه آهو ما رجعش لحد دلوقتي أفرض جريله حاجه وحشه بره، ولله لو ما رجعش سليم و كويس ما هيكفيني فيك موتك
ابتلع ريقه مجددًا وحاول أن يتملص منه لكنه عجز عن الإفلات من قبضتيه المحكمة عليه، وهتف بصوت شبه مذعور
= والله ما عملت حاجه.. انا ما ليش دعوه.. حرام عليك سيبني آآه كفايه .
-في الحاضر-
نفخ منذر مستاءً من عدم مقدرته على تهدئة نفسه بعد أن اعتصر الألم حزنًا على حاله كلما تذكر تلك الذكريات التي لا تذهب أبدا عن عقله، و حاول التهوين علي نفسه بان ذلك حدث بالماضي و لم يحدث مجدداً ؟. لكن ما زال التفريق في المعامله مستمر بينه وبين أخوه معاذ الأصغر .
شعر بدموعه تهبط ومسحها بسرعه وهو يعاتب نفسه فيجب أن يتوقف على تلك العاده بالأخص بعد زواجه فلا يريد ان تاخذ فكره عنه خاطئه وتقلل من شأنه مثل طلقته و... والده .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية