-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر - الفصل 25 والأخير - 3 - الجمعة 10/5/2024

 

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الأخير

3

تم النشر يوم الجمعة

10/5/2024


حين ترجلت من السيارة وطير النسيم قماش عبائتها الراقية وحجابها،  تبسمت لزوجة أخيها وحدثتها بمرح، بطلة ساحرة كادت ان توقف قلبه عن النبض، وتدفعه بقوة لأن يترك محله ويركض نحوها، يكسر عظامها بضمة قوية منه، تاركًا الخصام والعتاب الى غير رجعة، وليدعس كرامته تحت اقدامه من أجل الوصال بها. 


كان يسبح بأفكاره وصراع ما بين كرامته وقلبه، حتى كاد ان يُغلب الاولى، لولا انتباهه لمرور سيارة غريبة في اتجاههم، يخرج من نافذتها رجل ملثم بسلاحه يصوبه بقصد ونية واضحة نحوهم، ارتجف قلبه بين ضلوعه، ليتناول سلاحه المرخص من الكمود امامه، وينتفص مترجلًا من سيارته، يركض خلفهما مصوبًا سلاحه نحوهم، وقبل ان تخرج طلقته نحو السياره ليعطلها، كانت رصاصة الغدر تخترق صدر ابن عمه ،تبعها واحدة أخرى قبل ان يتمكن هو من اسقاط السلاح بإصابة ناجحة بذراع المعتدي،  ثم  استمر بالتصويب نحو إطارات السيارة الخلفيه حتى سمع دوي صوت إنفجار الإطارات، وهي تتأرجح على الطريق بتموجات غير محسوبه، فتوقفت بوسط الطريق، ليخرج منها الملثمان يركضان للهرب،  وهو خلفهما يلاحقهم حتى تمكن من اصابة قدم الاول والثاني كان ضحية الرجال  الذين تمكنوا من امساكه، لينال نصيبه بالضرب المبرح.


بعد ان عرف بهوية الاثنين، تركهم بحوزة الرجال ليركض نحو ابن عمه من أجل أن يطمئن عليه وعلى النساء المرافقتين له، ثم ينقله للمشفى لنجدته، ويتابع عبر الهاتف تسليم المجرمين للشرطة، وقد وكل بالمهمة عدد من ابناء عمومته))


خرج ردها بصدمة بعدما قص عليها كل شيء:

- دول طلعوا مجرمين على حق، الست سليمة كان عند بعد بصيرة لما اصرت تبعد نادية وولدها عن البيت... اعوذ بالله.... دا مش بعيد كان خلصوا على معتز يا ساتر. 


عقب بأسى:

- للأسف المجرمين دول كان فاضلهم يوم واحد ويسيبوا البلد، طلعوا جوازات سفر وباعو اثار بملايين، يطلعوا بيها بهوات، بس ربك بجى ، بيجيب اللطف مع البلاء، اهي بعد مصيبتهم دي، دا غير جضية ابن خالهم،  جليل ان ماخدوا تأبيدة أو اعدام، خلى الفلوس ساعتها تنفعهم.


❈-❈-❈


والى فتنة، التي كانت شاردة في هذا الوقت بمشاعر غريبة عنها، لا تعرفها ان كانت قلق او خوف او شيء آخر، ولكنها بالفعل صدمت بعد معرفتها بما حدث  لزوجها السابق ووالد اطفالها، من والدتها التي أخبرتها عن الحمية التي اصابت والدها وشقيقها بغرض الثأر له، لولا معرفتهم بالقبض على الجناة الحقيقين من قبل الشرطة  


- سرحان في ايه يا جميل؟


استفاقت من شرودها لتبصره امامه، عائدًا من الخارج يتبتختر بملابسه الراقية، بصورة كانت تثير انبهارها في البداية، ولكن الاَن وقد طالت فترة بقائهم داخل الفندق بالقرية الشهيرة، يتسرب إليها شعور غير مريح.


- ايه يا قلبي؟ هو انا بكلمك عشان تسرحي مني من تاني؟ خلي بالك انا بغير. 

قالها بفكاهه لم تستجب لها، لتجيب بكلمات مقصودة:

- هتغير من ايه يا صلاح؟ هو انا بلبس مايوه، زي الاجانب اللي بتسهر معاهم، دا انت ادرى الناس بمراتك. 


وضع قدما فوق الأخرى يعقب بزهو:

- طبعا امال ايه؟ ما هو دا اللي عجبني فيكي الحشمة والعقل، وانا راجل شرقي ما يعجبنيش الحال المايل.


اومأت بهز رأسها تدعي الاقتناع، قبل ان تباغته بسؤالها:

- طب ولما هما حالهم مايل اللي بتسهر معاهم، متبعهم ليه؟ ما تبعد عنهم، ولا نرجع احسن، ايام العسل طالت وانت راجل عندك مصالح، ولا نسيتها ؟


اخفى سريعًا اضطرابه ليردف بتبرير:

- لا يا ستي منسيتش، بس يعني انا سايب مصالحي مع المساعدين، ولا انتي فاكراني بدير كل حاجة لوحدي؟

ردت تقارعه:

- وهي الناس اللي ماسكة وراك دي مش بتاخد التعليمات منك، اللي ما في مرة شوفتك بتكلم حد فيهم، دا جوزي الاول تليفونه مكانش بيهدى غير لما يفصل شحن.


انتفض يتصنع الغضب:

- ما تخلي عندك زوق يا فتنة، بتجيبي سيرة جوزك القديم قدامي، ناقص كمان تقارني ما بيني وبينه، انا خارج وسيبهالك. 


قالها وبالفعل خرج يتركها بتخبطها لتتذكر بعد ذلك:

- عمل فيها مجموص، وبرضوا معطانيش الفيزا، انا مش عارفة والله، شغل ايه ده اللي يخلي السيولة غايبة دايما فيه.


 ❈-❈-❈

بعد عدة أيام 

 

وقد تحسنت حالته، لينقل داخل غرفة عادية، يتناول من زوجته الطعام الاَن حتى يقوم سريعًا من رقدته،  ويستفيق لها كما يخبرها منذ اصابته والاعتراف منها.


وقد كان في هذا الوقت يستمع لحديث ابن عمه ورفيقه:

- طلعت غالي عند الكل يا كبير، البلد كلها كانت مجلوبة 

امبارح، عيال عمك والعيلة اتجمعوا بسلاحهم، وكأنوا عايزين يروحوا يخلصوا على عيلة العيال دي في بلدهم،  لولا عمك الشيح يامن منعهم، كان الدنيا ولعت بين البلدين. 


غمغم غازي باستنكار

- يا ساتر يارب، هو احنا ناقصين، يا زين ما عمل عمي .

اضافت شقيقته هي الأخرى:

- ولا عمك سعيد كمان، انا مصدجتش لما شوفته بالسلاح هو وولده ناجي، دا كمان طلع مفاجأة. 


- مهما حصل ما بينا الدم عمره ما يبجى مية. 

قالها غازي ثم عاد يردد بمشاكسة نحو زوجته:


- ولا ايه يا ام العيال؟ يعجبك الكلام ده؟

رمقته بتحذير وابتسامة مستترة:

- ام العيال هممها صحتك دلوك، كُل وبعدها نتحدت  

قالتها تضع بفمه معلقة ارز كبيرة مع قطع صغيرة من لحم الدجاج،  ليمضها بفمه، ثم يذكرها:


- ايوة صح احنا نركزوا فيها دي. 

اخفت ضحكتها بصعوبة مع اصطباغ بشرتها بحمرة الخجل التي تجعلهة شهية كقطعة الفراولة امامه، وشعور لذيذ مع بدء اندماجها معه، فتجعله ينسى الالم بل ويعشق رقدة المشفى التي جعلتها ملتصقة به، ولا تتركه ابدا .


اختطفه من احساسه الجميل صيحات عالية في الخارج،  اصوات صاخبة مع شجار قبل ان يدلف اليه صديقه المجنون هاتفًا:


- حبيبي يا صاحبي ايه اللي حصلك، ان شالله عدوينك، كدة برضو معرفش غير بالصدفة.

قالها ليلقي بنفسه عليه يتفحصه جيدًا ويقبله على جانبي وجهه، دلفت خلفه ورد بخجل وارتباك، تصافحهم بأدب ليس بغريب عنها، قبل ان تتوجه الى غازي يحدثها دائما بأبوة:


- اهلا يا سيد عمك، عاملة انتي ايه بجى؟

اومأت رأسها بارتباك:

- زينة والحمد لله، عاملة ايه يا خالة يا نادية وانتي يا خالة روح .

تبادلن معها الحديث الودي، وانفرد يوسف بصديقه



- طمني عليك يا قلبي، كام رصاصة؟ ودخلوا فين،

عبس غازي يردد خلفه باستنكار:

- هو ايه اللي دخلو فين؟ ما تنجي الفاظك يا زفت. 

- يا بني بطمن عليك، انتي هتدقق.

قالها واستقام يلقي التحية على البقية، فعقب عارف:

- امال ايه صوت الخناق اللي كنا سمعينه، جبل ما تدخل .


وقبل ان يجيبه تفاجأ بدفعة للباب الخارجي، يدلف منه

بسيوني بوجه مكفهر:

- سلام عليكم يا جماعة، عامل ايه يا غازي بيه؟

تلقى غازي تحيته بتوجس، فنظرته الحادة نحوه يوسف، غير مبشرة على الإطلاق. 

 

تولى عارف مهمة السؤال:

- ايه يا عمنا اتت التاني،  اللي يشوفك يقول خارج من خناقة، مش جاي تطمن على مريض.

- معلش يا عارف بيه، سامحني بس اعمل ايه بجى ف حرجة الدم؟

 قالها بأسف ؤهو يتطلع نحو شقيقته التي انتابها الحرج  بجوار السيدتين، لينهضن فجأة يسحبنها معهما باستئذان لمنع الحرج:


- طب احنا هنطلعوا برا، نشم هوا شوية. 

قالتها روح ثم خرجت مع الاثنتين، لتخرج الشكوى من بسيوني:


- يعجبك كدة يا غازي بيه، يخطف البت ويسافر بيها ع الصعيد وبعدها يبلغني في التليفون زي الغريب، دا كلام يا ناس. 


- يخطفها كيف يعني؟

غمغم بها غازي بعدم استيعاب، ليلتقطها الاخر مرددًا:

- اهو قالك اهو، اخطفها ازاي وهي مراتي اصلا؟

عشان تعرف بس يا غازي، تحكمات صاحبنا ده.


انفعل بسيوني:

- تحكمات ايه؟ البت يدوب مكتوب كتابها، لا اتعملها فرح ولا دخلت، يعني في مجام المخطوبين،  دا بجى يديك الحق تسافر بيها من غير ما تبلغني؟


طالعه غازي بأعين متسائلة، فجاء رده بدفاعية:

- يا عم كنت بوصلها ع الكلية وساعتها اتصلت على تلفونك رد عليا عارف وعرفت باللي حصل، اقعد مكاني بقى من غير ما انزل واطمن عليك؟ 


- طب وتاخد البت معاك ليه؟ كنت نزلها تاخد تاكسي تروح كليتها، يا ترجع البيت .

- واسافر من غير مراتي، ما تحضرنا يا غازي انت ولا عارف واشهدوا الحق، الراجل ده حايش عني مراتي، ومش راضي يرجعها بيتها، انا ساكت وصابر، وهو اللي مش عاجبه. 


استطاع بذكائه ان يقلب الطاولة نحو الاخر، فتتجه ابصار الاثنين نحوه بتساؤل، ليدافع هو الاخر عن موقفه:

- انا جولت هجوزهالوا بعد ما تخلص سنتها، هو اللي مجلجز ومطلع عيني بعمايله. 


ردد يوسف بمسكتة :

- انا  برضو اللي مطلع عينك؟ طب والنعمة الشريفة بيقف لي ع الواحدة، وخانفها ع البت لحد ما خست ، شفتوا شكلها بقى ازاي وهي مقطعة ما بينا، عايزة ترضيه وبتيجي عليا انا، طب تقدر تقولي هو محبكها علينا ليه؟ عايز اشهار،مستعد اعمل فرح يشهد عليه البلد كلها، ولو على رعايته انا مستعد اخليه في بيتي لحد ما ربنا يتم شفاه ، رغم انه بقى ما شاء الله زي ما انتوا شايفين .


تدخل عارف متعاطفًا:

- طب ما اهو مسهلها عليك يا بسيوني اها، ايه مانعك ؟ ما تيسرها عليهم وخلص. 

- كداب يا عارف بيه، اللي بيجولك دا مضيق عليه ، البت مش عارفة تذاكر من رن تليفونه عليها، يعرف مواعيد اكلنا ويطب علينا فجأة عمري ما منعته. 


تبسم غازي لمناكفات الاثنين وتبريراتهم الواهية، ليعقب بمرح:

- خلاص يا بسيوني، مدام مطفشك في عيشتك،  اخلص منه واعمل فرحهم، هو انت ناجص وجع دماغ؟


تعرق الاخير، بعدما ابطلت جميع الحجج من قبل هذا الشيطان، والذي يدعي البرائة الاَن تارك الحكم لغازي والذي اضاف ليقنعه:


- وافج يا بسيوني وليك عليا اعملهم احلى ليلة في البلد، خلي الناس كلها تشهد على جوزاة اختك.


زاد عليه عارف:

- ونفرح بيه بالمرة، انا سمعت انه خطب الممرضة في مصر مش برضك اسمها مشيرة؟ 

اومأ له بقلة حيلة، فتابع عارف:

- خلاص يا سيدي، نعمل الفرحين في ليلة واحدة، انا عارف شجنك جاهزة وان كان على اختك امرها سهل......


- مش عايز منه حاجة، هو بس يحوزهالي 

هتف بها يوسف ليمنع كل سيل الرفض، مضيقًا الخناق على الاخر والذي كان يبصره بحنق شديد ، والآخران يواصلان اقناعه. 


يتبع مع الخاتمة..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة