رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر - الخاتمة - 3 - السبت 11/5/2024
قراءة رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الخاتمة
3
تم النشر يوم السبت
11/5/2024
ختم بضحكة مقيتة مازالت تصدح بأذنيها حتى الاَن، يتركها في غليها، لا تعلم ان كان عليها الاستمرار والصرف من جيبها ، ام اخبار اهلها بالحقيقة ثم تتحمل بعد ذلك عواقب اعترافها من شماتة وكلمات حادة تؤنبها على سوء اختيارها.
فاقت من شرودها حينا وقعت عينيها على العريس الذي وضعت عينيها عليه قبل ذلك ، ولم يعير جمالها اهتمامه ليتزوح من فتاة متواضعة الحال ومتواضعة الجمال ايضا بالنسبة لها ، مع ذلك يطير بها فرحا، ثم ابنة عمها تلك التي تزوجت مضطرة لهذا المتيم بعشقها ، ملتصق بها ولا يتركها، غير اباها بنظرات البشر حوله، ثم هذه الفتاة التي سرقت حظها في البداية من الزواج بحبيب مراهقتها، لتأتي بعد ذلك تتزوج طليقها والذي تبدو السعادة جلية في عينيه ، وبرقصه مع الاطفال ،
الان فقط عرفت انها الخاسرة الوحيدة.، والعجيب انه خسارتها بيدها.
❈-❈-❈
انتهى الليلة وكل عروسين اتجها الى مقرهما، يوسف كانت ليلته في منزل الدهشان بناء على طلب غازي والذي فضل تأجيل ذهاب العروسين الى القاهرة، اما بسيوني فكانت شقته هي مقره،
وقد كان جالسًا في هذا الوقت بشرود، يفرك كفبه بقلق وعصبيه تجعله ينهض ويتحرك في محله بغير هوداة، حتى لما يعد قادرا على الصبر، ليضغط على رقم شقيقته وليحدث ما يحدث.، وعلى عكس المتوقع
جاء ردها سربعًا.
- الوو.... ايوة يا خوي بتتصل ليه؟ فيه حاجة.
تحمحم يجيبها بحرج :
- لا يا خيتي، انا كنت بس عايز اطمن يعني.....
قطع مجفلا على الأصوات التي اصبحت تصله متقطعة:
- بتعملي ايه يا وردتي؟..... دا وقت تليفون برضو؟....
يا يوسف دا...... يووسف...... يوسف مين وانتي عاملة زي البسكوتة اللس تتاكل اكل.
- يا بن ال...
غمغم بها، وبدون وعي منه، تحركت اقدامه ينوي الخروج، ولكنه توقف على صيحتها:
- رايح فين يا بسيوني.
التف إليها، لتتسع عينيه بإجفال لما ترتديه وقد ابدلت فستان الزفاف، لمنامة شفافة لا تخفي شيء منها، وقد انفرد القصير شديد النعومة، ليجعلها شديد الجمال في عينيه.......
- انت كنت رايح بلبسك، اللي لسة مغيرتهوس
قالتها باشارة على نحو الحلو التي مازال يرتدبها ، ليتذكر على الفور ما كان ينتوي عليه منذ قليل :
- بصي يا مشمش، لنا كنت عايز اروح اطمن على اختي....
- يا مصيبتي..
هتفت مقاطعة له، تسترسل:
- وانا مين يطمن عليا، عايز تسيبني في ليلة زي دي يا بسيوني، طب اختك مع عريسها، انا بقى الناس تقول عليا ايه لما يشوفوك خارج السارع، يا هيقولوا اني مش عجباك ، يا إما.....
- يا اما ايه؟
ردت بمكر تشيح بوجهها للناحية الأخرى:
- والله يا اخويا انا مش عايزة اقولك في وشك، اصل دي حاجة تمس رجولتك.
- رجولتي
هتف بها بغضب ليقليها على التخت متابعها وهو يخلع عنه سترته:
- معاش ولا كان اللي يمسني بكلمة يا بت.
تبسمت بحماس بعدما اسنفرته، لتردد بمرح :
- ايوة يا اخويا والنعمة انا عارفاك من الاول وحش يا وحش ، لولولي..
❈-❈-❈
في اليوم التالي استيقظ على دوي صاخب لجرس الباب، لبنتفض من جوار عروسه، ويتجه نحو باب الشقة بضيق :
- اعوذ بالله، مين دا جليل الزوق اللي جاي ع الساعة ستة يصحي عرسان .
بمجرد فتحه تفاجأ بها امامه،
- ورد ، ايه اللي جابك دولك يا بت ابوي .
جذلها على الفور يدخلها المنزل بقلق، وقبل ان تتفوه بحرف جاءه الرد من الخارج،
- جات معايا انا يا بوس.
حدجه بضيق:
- وجايب البت الصبح بدري كدة ليه؟ مش عارف انها عروسة وغلط طلعتها اصلا
دلف يغلق الباقي من خلفه:
- يا باشا ما احنا كان لازم نجيلك، اختك اصرت انها تسلم عليك قبل ما نسافر.
- تسافروا ليه؟ انتوا مش جولتوا انكم هتجعدوا سبوع العروسية هنا .
ردت بخجل:
- لا ما احنا مش راحين مصر، لكن يوسف حجز في قرية سياحية في الغردقة
- عشان شهر العسل يا بوس
هتف بها يزيد من سخطه؛
- طب،ولما انتوا هتروحوا شهر عسل مجلتوش ليه؟ كنا رحنا معاكم.
رد وهو يجذب ورد من يده، ويضمها إليه:
- معلش يا بوس المرات اللي جاية كتير ، انا بصراحة مكنتش عامل حسابي والسفرية جات فجأة.
حدجه بحنق، ليقترب ويقبل رأس شقيقته يردف بفتور:
- تروحوا وتبحوا نالف سلامة، عن اذنكم.
قالها وتحرك للداخل، فتحركت ورد خلفه على الفور تراضيه:
- استني يا خوي متزعلش، انا والله ما كنت اعرف.
توقف يوسف ينابع اثرها بأسف ، حتى اتت الأخرى تحمل بيدها مشروب بارد تعطيه له:
- اتفضل يا يوسف باشا .
تناول منها يرتشف جرعة كبيرة، ثم قال مخاطبها بهمس:
- بقولك ايه. يا قطة، الواد غلبان زي ما انتي شايفة عايزك تسعديه على قد ما تقدري ، عايزك تنسيه اسمه فاهمة.
اشارت بسبابتها على عينيها:
- من عنيا الاتنين.
- تسلم عنيكي، بقولك ايه يا مشمش، انا بتكلم جد، افتكري اني السبب في جوازو بيكي، لولا اني بلغته ان مضغوط عليكي من والدتك عشان تتجوزي الممرض اباه
مكنش اتنحرر للسنة الجاية
ردت بلهفة:
- اطمن يا يوسف باشا، دا بسيوني ده روح قلبي من جوا ، مش محتاج وصاية.
- طب ياللا يا ختي شدي حيلك ، عايز اللحق اسافر انا والبنت،
توقف يهتف مناديا على عروسه:
- ما تيللا يا ورد الطيارة هتفوتنا
❈-❈-❈
بعد عدة شهور قليلة
كان غازي في مقر عمله مع ابن عمه يتناقشان بعض الامور حينما وصلهم إحدى العمال يخبرهم:
- يا غازي بيه، اللحق الهانم بتولد.
هتف عارف به:
- هانم مين يا وادة؟ يكونش جصدك على مرتي انا ، هي دي على وش ولادة، انما دوكها لسة.
عاد الرجل يؤكد له:
- يا بيه انا اللي بعتاني الست روح تفسها، بتيلغك يا غازي بيه انها ان الهانم اتزحلجت من ع السلم واضطروا ينجلوها المستشفى
انتفض غازي صارخا بعد سماع الرجل:
- مرتي انا اللي اتزحلجلت، اللحجني بالعربية يا عارف ، اعصابي كلها سابت يا واد عمي .
وصل بعد اقل من نصف ساعة ، ليكن معها الاَن بغرفة الولادة التي يتم نجهيزاها من أجل ولادة الاطفال قبل اوانهم، كان بجوراها ممسكا بيدها يؤازرها، وهي تبكي بضعف:
- ولادي يا غازي، هنحرم منهم زي اللي فاتوا ، خايفة يروحوا مني يا غازي.
- خلي عندك ثقة في ربنا، ان شاء الله ربنا مش هيسئنا فيهم، جولي يارب.
يهون عليها وبجسر نفسه لالا يضعف أمامها، رفم ارتجاف قلبه خوفا وهلها عليها وعلى الاطفال، نبتة الخب التي تجمع بينها وبينه.
انتفض فجأة على صرخة شقيقته من خلفه:
- يا مري، دا بيتي انا كمان هواد الحجني يا عارف.
سمع منها يصرخ بدوره على الاطباء:
- الحجونا يا جدعان، حد بشوفها
❈-❈-❈
في وقت لاحق
وبعد فترة عصيبة من القلق والخوف على الإنثنتان، تمت ولادة الاطفال الثالث في اليوم واحد.
- ابنة عارف والذي تفاجأ بجنسها، بعد تأكيد الاطباء ووالدته ان بداخلها طفل، اما غازي فكان انثنان من الولاد ، بصحة جيدة، وكأن الله يعوضها على خسارته الاولى،
وبداخل جناح واحد صمت الاثنتان وازواجهما وعدد من الاحباء التي تصل تباعًا:
- يعني الولاد حلوين ولا شكلك يا غازي طمنيني
قالها يوسف بمشاكسة كالعادة، ليثير ضحك الجميع، ليرد غازي
- حلوين وعفشين انت مالك يا عم ، اتشطر انت وهات زيهم بس .
- عيوني وانا اطول اخلف من وردتي.
زمجر بسيوني من خلفه:
- احنا حولنا من الاول، مفيش حمل غير بعد ما تخلص كليتها .
تبسمت هي بمناكفة به، لبميل عليها هامسًا:
،- اضحكي براحتك، وانا برضوا لما اعوز اخلف هيحصل ولا انت مش عارفة جوزك.
بمرفقها لكزته بخصره بخجل اصابه من كلماته، حتى يصمت، فحول اتجاهه نحو الاخر :
- طب انت يا عم عارف، مبسوط عشان البنت مرحتش
الحضانة، ومن فرحتك مش قادر تسببها.
بإحساس لا يقدر على وصفه، قبل كف الصغيرة الشبيهة طبق الاثل من والدتها، يرمق زوجته بامتنان لهذه الهدية الرائعة، حتى خرج رده بصعوبة من فرط السعادة التي يشعر بها::
- دي نور عين ابوها انا هسمينا نور هي عشان نور .
طب كدة عرفنا اسم بنتك ، وانت بقى يا غازي ، ناوي تسميهم، ايه؟
سمع منه غازي ليلتف على الفور نحو زوجته:
- ايه رأيك يا جلبي نسميهم ايه؟
سألها وقلبه توجس من رد لا يعجبه، ولكنها كالعادة فهمت عليه، لترد بفراسة:
- المهمة دي بتاعتك انت، سميهم باللي تحبه.
- يبقى يوسف، مش انت بتحبيني يا غازي
هتف بها بمزاح ، ثم ما لبث ان يفاجأه الاخر:
- والله ما كدب، انا فعلا هسمي واحد فيهم يوسف، والتاتي نبجى ندرلوا وعلى اسم يناسبه مبسوط يا عم؟
هلل يوسف بفرح:
- مبسوط اوي، عقبالك لما تجيب العيال شبهي وتسميهم على اسمي .
انتفض بسيوني بحتفه:
- يخرب مطنك، اجيبهم شبهك كيف يا جزين، يا بوي حد يبعده عني دا هيبجبلي شلل .
قالها وانطلقت الضحكات من الجميع يتبادالن المزاح والدعابات، في جو يسوده الالفة والمحبة التي جمعت بينهم
.... تمت.....
إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..