رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 25 - 3 - الأربعاء 15/5/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الخامس والعشرون
3
تم النشر يوم الأربعاء
15/5/2024
إطمئن الطبيب وعلم أن هذا ربما فقدان ذاكره جزئي بسبب الحادث،لكن كان هنالك مشكله أخري وهو مكان الرصاصه التى كانت بظهره كانت بمكان حيوي بجسده قد تؤثر على سيره على قدميه،وليس هذا فقط هنالك تأثير آخر لم يقوله له الطبيب،ربما يكون مُخطئًا،مرت الأيام وبدأ غيث يتعافي وهو يعود له هواجس من الماضي تجعله يتذكر،خرج من المشفى لتلك الشقه التى دبرها له الطبيب،مازال على أمل أن تعود ذاكرة غيث ويُعطيه المال...
وغيث فعلًا كانت الذاكرة تعود له،فى يوم سمع صوت رنين جرس الشقه ظن أنه الطبيب كان فى تلك الفتره يستخدم مقعدًا مُتحرك،ذهب وفتح الباب،تفاجئ بشخص يضع تلثيمه حول وجهه،سُرعان ما كشف وجهه فى البدايه كان غير مُتذكر،لكن تفوه له قائلًا:
أنا عطوان يا غيث باشا يا سيد الناس،أنا اللى السبب إنك لساك عايش لدلوق،أنا اللى بلغت البوليس عشان ينقذك ومراقب سيادتك،بس...
سريعًا جذب غيث عطوان الى داخل الشقه وأغلقها بغضب سائلًا:
إنت مين،
وقصدك إيه أنا مش فاكر حاجه، إنت بتقول إيه.
إستغرب عطوان قائلًا:
انا عطوان يا باشا راجلك المخلص،وانا اللى إتفقت مع الدكتور انه ينقذ حياتك وأن حياتك غاليه جوي،بس يا باشا فى حاجه دلوق الكل مفكر إنك ميت،هترجع إزاي و...
فكر عقل غيث بعقل إجرامي،وسأل عطوان:
إنت شوفت مين اللى حاول يجتلني.
تلجلج عطوان نافيًا:
لاه يا سيد الناس.
نظر غيث له بنظره خبيثه لديه يقين أنه يعرف من الذي حاول قتله لكن هو لن يعترف بذلك كما أن فكرة بقاؤه ميتًا إزدهرت برأسه،كما أنها ستجعله يفعل ما يشاء دون حساب او عقاب وهو بالسجلات أصبح ميتًا،لكن هنالك من أراد أن يعرف كل شئ عنها كذالك الوحيدة الذي يود أن يعود للحياة من أجلها لكن ماذا...
زفر غيث بضجر قائلًا:
إسمعني يا عطوان أنا عاوزه تشوف راجل ويكون مالوش سوابق،عاوز أعرف كل حاجه عن مراتي.
إبتسم عطوان:
عينيا...
معني كده يا سيد الناس إنك فاكرني.
زفر غيث قائلًا:
فاكرك ولا ناسيك،مفيش جدامي غيرك دلوق ينقلي أخبار الجبل والجماعة،كمان زي ما إنت شايف رجلي هتاخد وجت على ما أرجع أمشي عليها هتبجي عيني ورجلي مفهوم،بس لو وصل خبر إنى لسه عايش عارف هقابلك فى الجحيم بعد عمر طويل طبعًا.
ضرب عطوان على رقابته قائلًا:
رجابتي يا سيد الناس،انا خدامك.
بالفعل أصبح عطوان هو همزة الوصل بين غيث والعالم الإجرامي كذالك يوصل له أخبار ثريا،وأنها عادت تذهب للعمل مع ذاك المحامي التى كانت تعمل معه قبل زواجه بها،بعث تهديد لذاك المحامي وقام بالتلكيك لها وأنهي عملها معه،لكن ثريا قررت أن تبدأ بمكتبها الخاص غرفه صغيره بمنزل والدتها،طال وقت حصولها على زبائن،لكن بمجرد أن إستطاعت أخذ قطعة الأرض من عيلة العوامري أصبح لها شآن وبدأ الناس الثقه فيها كمحاميه تستطيع مساعدتهم فى الحصول على حقوقهم عبر الدفاع بالمحاكم،قضايا صغيرة لكن كانت تُعطي لها مكانه تزداد خصيصًا وأنها ليست مرتفعة المزايا الماليه،
سؤال كان يُحيره لما ثريا لا تُنفق من ذاك المبلغ الكبير الذي وضعه سابقًا بإسمها،علم بمخاولات العائله لإسترداد الأرض،كان مُراقب لها حتى النفس،بعد مدة إستطاع أن يسير على قدمه بمساعدة عصا طبيه،اخبار ثريا والعائله والجماعه الإجراميه تصله بوقت قليل
سمع عن عودة سراج،لم يكُن بينهما وفاق سابقًا،لديه فكرة أن سراج ضعيف رغم زهو العائله به كضابط،لكن هل لعائله ان تفتخر بضابط وبين شبابها إثنين يعملان بكل إجرام،قابيل أخذ مكانته،دخل لعقله شك قابيل هو الذي أطلق عليه الرصاصة طمعًا بمكانته الذي حصل عليها سريعًا...
أيام...شهور...سنه إثنين...
تحمل فيهم رحلة علاج شيطان عائد من الموت
الى فيضان بركان هو من سيفجره،لكن كانت الصدمة
زواج ثريا وسراج
كيف لم يُفكر فى حدوث ذلك وسراج منذ أن عاد الى البلدة وهو يحوم خلف ثريا
هل أحبها، ام مثلما يُظهر أنها بلا أهميه،هو علم أنه هو من أرسل نساء لخطفها،لكن لم يعرف ماذا حدث بداخل ذاك الإستطبل اوصله أن يحملها ويذهب بها الى المشفى
ظهر بمظهر حامي الشرف،وبعدها كيف وافقت ثريا على الزواج به...أفكار سوداء برأسه فكر فى أن يظهر ويعود لإفساد حياة ثريا تلك الخائنه التى لم تنتظر ووافقت على الزواج من ألد أعداؤه،سراج ومقارنات منذ الصغر كان سراج ذو الاهميه حتى أنه كان المُنتظر أن يُصبح كبير العائله...عمله بالجيش كان إلهاء له،عاد الآن لإستراد المكانه،ومعها
الزواج من ثريا...زوجته قانونًا
وسؤال آخر متى تخلصت ثريا من رُهابها منه لتتزوج بآخر وتبدأ حياة أخري،
ثريا...ثريا...ثريا...
كرر إسمها بوعيد
وهنا عاد من إستعادة ما حدث معه بعد ذاك الحادث الذي جعل منه ميتًا...
لكن عاد الميت للقصاص
وأول من كان لابد أن يقتص منهم هم الخونه
وأولهم ثريا
تذكر ليلة ذاك العُرس التي كانت به ثريا أخبره ذاك الذي يتتبع ثريا،كانت فرصة أخري،يقضي بها على خائنه،كان هناك ورأي الجميع يهرولون الى داخل المنزل إحتماءًا
منهم ثريا،دخل خلفها وبلحظه أخرج سلاحه وكاد يطلق عليها الرصاص،لكن تراجع دون سبب،لكن حين رأي سراج يذهب نحوها ثار عقله وفارت الدماء بجسده،نظرة عين ثريا
المُستغيثه بـ سراج كانت مثل إشارة لقتلها...رفعت نظرها وتلاقت عينيها مع عينيه،تحولت نظرة عينيها الى هلع،لكن تبدد ذاك الهلع حين إقترب منها سراج،نطقت إسمه
لكن إتخذ القرار...رصاصه خلف أخري،وكاد يُطلق على سراج هو الآخر لكن صمت الرصاص كذالك سماعه لدوي سرينه الشرطه خاف أن يتم القبض عليه وينكشف أنه مازال حيًا،إستطاع الهرب وهو يزم عقله لعدم تركيزه أو ربما لأن ثريا أصبحت مثله وعادت للحياة إذن مازال هنالك وقت للقصاص من خائنه وطامع.
❈-❈-❈
بشفة سراج
أثناء دخول ثريا الى الشقه إستمعت الى حديث سراج عبر الهاتف من نُطق سراج لاسم
"تالين" علمت أنه بالتأكيد يتحدث معها لم تهتم بذلك ودخلت الى غرفة النوم... بعد دقائق دخل سراج الى غرفة النوم،كانت ثريا أبدلت ثيابها بأخرى،نظر لها قائلًا بنبرة ضيق:
مش ملاحظة إنك راجعه للدار متأخر.
أجابته ببرود:
كان فى زبون والوقت طول،أنا مُرهقه،هنام تصبح على خير.
نظر لها وقبل أن تُزيح دثار الفراش كي تتمدد عليه،قبض على مِعصم يدها قائلًا:
ثريا بلاش عِند سبق وقولت لك بلاش تتأخري فى الرجوع الوقت خلاص مبقاش صيف والناس هنا بتنام بعد العشا و...
قاطعته ببرود:
قولتلك زبونه طولت فى الرغي أعمل لها إيه وبعدين متقلقش السكه أمان...أنا مُرخ هنام تصبح على خير.
سحبت ثريا يدها من قبضة سراج وأزاحت الدثار وتمددت على الفراش سحبت الدثار مره أخري فوق جسدها...
أطفأ سراج ضوء الغرفه،لكن لم تكُن الغرفه مُظلمه بسبب ضوء لمبه بالردهه مُتسرب من باب الغرفه المفتوح ... تمدد على الناحيه الأخري،ينظر نحو ثريا التى تُغمض عينيها...
تنفس بهدوء وأغمض عيناه،سُرعان ما غفي،كذالك ثريا،لكن أثناء نومها
رأت تلك العينان اللتان كان ينظران لها ليلة إصابتها،فتحت عينيها بفزع،حاولت التنفس بهدوء،وهي تنظر جوارها لـ سراج النائم لوهله عقلها الباطن صور لها أن غيث هو النائم جوارها،لوهله أرادت أن تصرخ،لكن الرعب الساكن داخلها جعلها تضع يدها فوق فمها تكتم الصرخه،أغمضت عينيها وهى تشعر بدقات قلبها تكاد تُفجر صدرها،فتحت عينيها وبتردد عادت تنظر جوارها،تلاشت صورة غيث وعاد سراج،بدات دقات قلبها تهدأ رويدًا رويدًا،شعرت ببداية إختناق،نهضت من جوار سراج،ذهبت نحو شُرفة الغرفه فتحتها بهدوء وخرجت تقف بالشُرفه تتنفس من نسائم الخريف الشبه باردة حتى عاد تنفسها شبه طبيعيًا لوقت،سرحت بالظلام البعيد رغم ان هنالك أضويه،لكن قمم المنازل تُشبه التلال المُظلمه...وقفت تتنفس بلا تفكير كآن عقلها فصل فقط تتأمل فى الظلام وتتنفس.
بينما قبل لحظات تقلب سراج بالفراش بالخطأ ضغط على جرح يده،فشعر بالآلم فتح عيناه نظر نظره خاطفه لجواره لم يجد ثريا، إستغرب ذلك لكن شعر بنسمة هواء دخلت الى الغرفه نظر نحو الشرفه كانت مواربه، إستغرب أكثر ونهض من فوق الفراش ذهب الى الشُرفه
كانت ثريا مازالت واقفه تتأمل
قطع ذاك التأمل حين شهقت بخضه بعد سماعها لـ سراج ينطق إسمها:
ثريا...
قطع بقية حديثه ببسمه ثم عاود مره أخري:
كنتِ سرحانه فى إيه كده، وإيه اللى مصحيكِ دلوقتي، وليه واقفه فى البلكونة الجو فيه نسمة ساقعه.
نظرت له بصمت للحظات، تبسم سراج ينتظر جوابها، لكن عاودت النظر أمامها، وكما كالعادة لا تهتم بالأجابه عليه وسألت بمفاجأة:
-إشمعنا دلوق إيه اللى إتغير يا سراج.
لم يفهم مغزي سؤالها فسألها بنظرة عين مُستفسرة:
قصدك إيه؟مش فاهم؟.
إستدارت بجسدها تستند بظهرها على سياج الشُرفه قائله بتوضيح:
رغم إن عندي شبه يقين إنك فاهم مغزي سؤالى بس هوضحلك يا سراج...
أومأ مُبتسمًا
بينما إستطردت ثريا حديثها:
ليه دلوق إتنقلنا للشقه دي.
إبتسم حقًا لم يكُن يفهم سؤالها، يغزو عقله بماذا يُجيبها...أيقول أنه رأي إحد الخادمات تتلصص وتتسمع على غرفتهم فأراد أن يقطع الطريق علي من يُعطي أمر لتلك الخادمه بالتلصُص والتصنُت على شئونهم الخاصة،كذالك أراد يكون لهما الخصوصيه بمكان مغلق عليهما وهي من تتحكم بشأن المكان،لكن أعطاها جواب آخر وهو يقترب منها:
سبق وقولت عشان جوازنا تم بسرعه والشقه مكنتش جاهزه كانت محتاجه لسه شوية تشطيبات.
تهكمت ثريا قائله:
والتشطيبات إنتهت فى عشر أيام.
أومأ لها رأسه بتأكيد.
نظرت له بعدم تصديق فالجواب الذي قاله لا يناسب الحقيقة... ضحك سراج يعلم أن جوابه لم يقنعها لكن هو نفسه غير مُقتنع بأي جواب لسؤالها، فى البداية كان زواجهم بغرفته القديمه كان لديه هدف وهو عدم تحكمها بمكان خاص بها بداخل الدار،كذالك عدم تمكُنها من مكانه أكثر بقلب العائله، مجرد غرفه تتشارك فيها معه كزوجين ماذا كان سيحتاج أكثر من غرفه ، لكن مع الوقت شعر أنه أخطأ بذلك، كذالك مواجهتها له سابقًا جعلته يُدرك أنها فهمت غرضه الحقيقي الذي تبدل مع الوقت، لام عقله ماذا كنت تهدف وتعتقد أن ثريا كانت مجرد شئ عابر بحياتك أرادت وئد تمرُدها عليك، لكن فاز تمرُدها وأنت أصبح ذاك التمرُد يغزو قلبك من ناحيتها،كنت تعتقد أن قلبك فولاذ لا شئ يؤثر به،لكن من أجل نظرة عين ثريا التي تنظر له بها الآن...
هل لان الفولاذ....وأصبح قابل للإلتواء والتشكيل مع تلك المشاعر الذي لم يكُن عقله يُصدق أن يمُر بها يومً،لم يكُن يُحكم قلبه سابقًا،علمته العسكريه التحكم بالعقل فقط...
شهقت ثريا مره أخري حين جذبها سراج من يدها لعدم إنتباهها طاوعته وأصتطدمت بصدره ضمها،تلاقت عيناهم،جذبها للدخول الى الغرفه وقفا خلف ذاك الزجاج،لكن ثريا شعرت بضعف قديم ظنت أنها نسيته حين تمردت عليه،لكن يعود وهي تري نظرة عين سراج الذي ترك النظر لعينيها وإنصب نظره على شِفاها وكاد يُقبلها،لكن هي لفتت رأسها ونظر الى السماء عبر الزجاج،رأت تلك الثُريات كآنها تسير بالسماء،أو ربما السحاب هي التى تسير من حولها فتظهر انها تتحرك معها،
تكون بداخلها أمنيه، أن تكون إحد الثريات وتسير بملكوت مثل تلك الثريات التائهه بالسماء
«تائهه وسط غيوم سابحه»
يتبع....
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية