-->

رواية جديدة ليتها تعلم لمريم جمعة - الفصل - 15 - 2 - الجمعة 31/5/2024

 

   قراءة رواية ليتها تعلم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ليتها تعلم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة مريم جمعة


الفصل الخامس عشر

2

تم النشر يوم الجمعة

31/5/2024


عندما كانت ذِكرىِ تقِفُ في الشُّرفة منذُ قراءتها للرسالة وشعورها بالإختناق يزدادُ أكثَر فأكثر، لمحت نُوح يسيرُ في الحديقة مُتَّجِهًا للخارِج، فنادت عليهِ بلهفة عِدة مرات ولم يستمِع لها، ولكنَّهُ توقَّفَ عن السير ولمحتهُ يُخرِخ هاتِفهُ ووضعهُ على أُذنهِ وعلى مايبدوا لها أن هُناكَ مُكالمةٍ قد جاءته، فتحركت خارِج الشُّرفة والشقة بخطواتٍ راكِضة لتلحق بِه، وهبطت للأسفَل حيثُ يقفُ هو، وبعدما وقفت أمامهُ وهي تلهثُ بقُوة ولمح نُوح هيئتها وعينيها الَّلتانِ بدى عليهِما البُكاء، فاختصر حديثهُ في المُكالمة وأغلق معَ المُتحدث، ورفع بعدها وجهها وهو يسألُها بنبرة قلِقة..: 


_مالك ياذكرىٰ فيكِ إيه؟، ومعيطة ليه كده؟ 


فتحت ذِكرىٰ كفِّها الَّذي يقبِضُ على ورقةٍ ما وأعطتها له، وعندما أخذها منها وشرع يقرأ ماكُتِب فيها تحدَّثت بنبرة أوشكت على البُكاء مرَّة ثانية..: 


_يانُوح أنا قولتلك شوفلي أي حل في الرسايل اللي معرفش إزاي بتدخُلي أوضتي دي.. أنا تعبت واللهِ منها ومن فِكرة إن في حد مراقِب كُل تفصِيلة في حياتي. 


إقتربَ مِنها نُوح واحتضنَها لمَّا وجد دموعها بدأت تسيلُ على وجنتيها، وأخذ يُربت على ظهرها برفقٍ قائِلًا..: 


_طب خلاص ياحبيبتي إهدي ومتعيطيش انتِ لسا تعبانة، 

وأنا والله هتصرَّف وهشوف مين اللي بيدخُل أوضتك وبيحُط الرسايِل دي، ولما أعرفُه مش هرحمُه. 


كذب نُوح عليها في آخر كلِماته ليجعلها تهدأ قليلًا، فهو لايحتاجُ أن يعرِف هوية الفاعِل، لأنَّهُ بالفعل يعلمُ من هو! 


❈-❈-❈


الجميعُ مُلتفٌ حول المائِدة المُتواجِدة في الحديقة كعادة كُل يوم مُنتظرين أذان المغرب الَّذي قد بقِيى عليهِ بضع دقائِق، ومن بين الجالسِين كانت رُؤىٰ تُمسِك بهاتفِها وتتفحَّصُ صور يُوسف الَّذين قامت بتصويرهم بالأمس بقلبٍ يخفِقُ بقُوة رغمًا عنه، وبعد عِدة دقائِق من التحديقَ فيهم كادت أن تُرسلِهُم لهُ عبر تطبيق "الواتساب" ولكِنَّ إصبعها قد توقَّف فجأةً عن التحرُّك، وأخذت تبتلِعُ ريقها بصعوبة وهي تُنصت لحديث عقلها الَّذي ينهرُها على كُل مافعلته بدايةً من حديثها ومُزاحِها معهُ وتصويرها حتى إقدامها على إرسال الصور، وبالتأكيد ستُنشِئُ بينهُما مُحادثة أُخرىٰ وتزدادُ بينهُما وبالطبع كُل مافعلتهُ خطئٌ ومُحرَّم، هي لم تكُن هكذا يومًا، وتعامُلاتِها معَ باقي أبناءِ عُمومتها كان دائمًا رسميًا، فلِما تغيَّرت مبادئِها منذُ أن رأته! 


تنهدت رُؤىٰ بإختناقٍ كبير واشمئزازٍ من نفسها، وأخذت تستغفِر ربها على خطئها الغيرُ مقصودٍ منها، ومن الجيد أنَّها إستوعبت الأمر مُبكرًا قبل أن تتطوَّر العِلاقة بينهما، وعلى الفور قامت بحذف جميعَ صورهِ وتعهَّدت على نفسها أنها لن تتحدث معهُ مُجدَّدًا، ثُم أغلقت الهاتِف ووضعتهُ أمامها على الطاولة ورسمت بسمة واسعة على ثُغرها وهي ترفعُ بصرها تنظُر لجميع الجالسين، وقد تفاجئت واندهشت مثل الباقيَّة عندما وجدوا والدة ذِكرىٰ قد حضرت بينهُم على المائِدة لأول مرة منذُ بداية شهر رمضان، وما كادت أن تجلِسَ على أحد الكراسي الفارِغة إستوقفتها دهب بقولها ذو النبرة الحادة..: 


_لفي وإرجعي مطرح ماكُنتِ أسماء هانم، مالكِيش مكان بينا.


نظرت لها أسماء بصدمة وعدم تصديق من طردِها الصريح لها وإحراجِها أمام الجميع، وقد تدخَّل يعقُوب يقولُ بنبرة مُعاتِبة موجهه لدهب..: 


_ليه كده بس ياحاجة! 


_واللهِ أنا بلغت من أول رمضان إن إحنا هنفطر كُلنا معَ بعض طُول الشهر، والهانِم رمِت كلامي في الأرض وفضلت في شقتها وفي الآخر ماجتش غير بمزاجها، فخليها بقى تكمِّل معَ نفسها. 


نقلت أسماء بصرها نحو زوجها المُتابع لما يحدُث بصمت، وانتظرت أن يتحدَّث ويُدافِع عنها ولكنَّهُ كان كمن يُوجد فوق رأسهِ طير، فتحركت لتعودَ من حيثُ أتت، ولكِن قبلها رمقت دهب بنظراتٍ كارِهة وساخِطة، وصدَح صوت الآذان من الجامِع، فشرع الجميعُ في تناول حبَّات التمر والمياه، وانتظروا مجيئ الشباب ليتناولوا الطعام جميعًا، وبالفعل حضروا بعد دقائِق ولكن لم يظهَر يُونس بينهُم، فسأل مُصطفى ولدِهِ خالد بغرابة..: 


_فين أخوك ياخالد؟ مجاش معاكُم ليه؟ 


أجابهُ خالد بنبرة غيرُ مُبالية وهو يجلسُ بجواره..: 


_بيقول مش فاضي وعندُه شُغل. 


هز مُصطفى رأسهُ بتفهُّم رغم أنَّ إستغرابهِ قد إزداد من العمل الَّذي طرئ لهُ فجأةً، وقد وجَّه بصره لأبيهِ وكذلك الباقية عندما سمِعوا صوت حمحمتهِ وتلاها قوله..: 


_وإحنا متجمَّعين معَ بعض كده في خبر لازم تعرفوه..

العريس اللي كان متقدِّم لزهراء سألنا عليه ويُونس كلِّمني من شوية وبلغني إنه كويس ومُناسب لينا ومش واقفين غير على موافقِة زهراء. 


توقَّف يعقوب عن التحدُّث ووجه بصرهِ نحو زهراء صاحِبة الملامِح الباهِتة الَّتي تجلِسُ بجواره، وسألها برفق..: 


_ها يازُهرة، إيه ردك؟ 


أخذ رأيها الآن لم يكُن صوابًا أبدًا وهي على تلك الحالة الشارِدة منذُ مُقابلتها معَ كريم وتلقيها للمُكالمة، ولكِنَّها قد فكَّرت بالأمر مُسبقًا وأخذت القرار، فردت عليهِ بنبرة مُجهدة..: 


_موافقة ياجدو. 


❈-❈-❈


أمام منزِل وائِل يوجد مقهى صغير صُمم على التُراث القديم ويُفتحُ دائِمًا بعد صلاة المغرب بنصف ساعة، كان أول الزبائِن فيه يُونس وشادي الَّذي لم يتركهُ لثانية ويتبعهُ كظلِّهِ منذُ أن إستمعا بأن هُناك من سيتقدَّمُ لخطبةِ رَامَا اللَّه، وحتى طعام الإفطار تناولوهُ على المائدة لأنهُ يعلمُ تمام العِلم أن يُونس بالتأكيد سيقدِمُ على فِعلٍ مجنونٍ مثله، وصمتهِ المُريب الَّذي هو عليهِ الآن يُقلقه، فضرب على الطاولة الخشبية الصغيرة الَّتي تفصلُ بينهُما بخِفة، وتحدَّث يسأله بيأس..: 


_يايُونس، يابني ياحبيبي قولِّي إنت بتفكَّر في إيه وناوي على إيه عشان أنا بدأت أقلق بجد!! 


_ناوي على كُل خير إن شاء الله. 


نطق يُونس بتلك الكلِمات وهو يُعطيهِ بسمة جعلتهُ يرتاب أكثر، فقال بنبرة ساخِطة..: 


_يعني المفروض دلوقتي أكون قاعد في بيتي موَّلع الشموع حوليا وبحاول أموڤ أون من راحت إتخبطت لغيري بعد ما إنفصلنا بكام يوم، وفي الآخر أنا قاعد جمبك بشاركك في جريمة القتل اللي هتعملها بعد كام دقيقة إن شاء الله. 


_بس أنا ماقولتلكش تعالى أقعد جمبي، إنت اللي لازِق نفسك فيا وخلاص. 


أشاح شادي برأسهِ عنه مُحاولًا أن لا يُرد عليه فيتصاعد بينهُما شِجار هو في غِنى عنه، ومرَّت نِصف ساعة عليهما وقد طلبا فيها أكثر من خمس أكوابٍ من الشاي بنهكة الليمون والنعناع حتى لمحوا سيارة فاخِرة دخلت الشارع وتسيرُ بإتجاهِما ثُم وقفت أمامهُما تمامًا، وقد وهبَط زُجاج البابين الأماميَّين، وظهر السائق الَّذي كان يرتدي حُلة رسمية أنيقة وأطل برأسهِ خارج النافذة وهو يُحادِثهُما قائِلًا..: 


_لو سمحتوا ألاقي فين بيت عم وائِل الفلسطيني؟ 


_ مِحتاجُه في حاجة؟ 


سألهُ يُونس مُدعيًا الإستغراب رغم أنَّ حدسهِ على يقينٍ تام بأنَّهُ العريس، ولِأنَّهُ لمح أيضًا باقة من ورد التوليب وعُلبة من الشوكولاه الفاخِرة موضوعانِ على الكُرسي المُجاور له، فرد عليهِ الشاب بغِلظة..:


_مالكش دعوة محتاجُه في حاجة ولا مش محتاجُه، وياريت حضرتك تقولي العنوان عشان متأخر على المعاد. 


_حضرتك هترجَع 50 متر ورا وهتلاقي قُدامك محِل مكتوب عليه الأصلي، هتُقف هِناك بقى وهتلاقي قُدامك بيت، وبرضوا عشان ماتوهش شادي صاحبي هيوصَّلك. 


_إنت بتوصفله المخزن ليه بدل البيت اللي إحنا قاعدين قُدامه ياكداب؟ 


قابل يُونس سؤال صديقه الغاضب ببسمة بارِدة، ورد عليهِ بنبرة خفيضة بعض الشيئ..: 


_كُلها كام دقيقة وهتعرف كُل حاجة، المهم روح إنت معاه وأنا هحاسِب على المشاريب وهاجي وراك. 


❈-❈-❈


بعد صلاة العِشاء مُباشرةً ركِب نُوح درَّاجتهِ الناريَّة وذهب بعد أن تحجج بأن لديهِ عملٌ قد طرئ لهُ فجأةً، وبعدها وقفَ في منطِقة نائية عن المنزل وأخذ يعبثُ في هاتفهِ لبعضٍ من الدقائِق حتى وجد من يقف بدراجتهِ أمامه مما جعلهُ يُغلق الهاتِف ويضعهُ في جيب سروالِه، وتابع بعينيهِ هبوط الأخيرُ من فوق الدراجة، واتجه نحوهُ وهو يسألهُ ببسمة مُستغرِبة..:


_خير ياحضرة الشيف؟..طلبت تقابِلني يعني على غير العادة؟ 


_إبعد عن ذِكرىٰ وسيبها في حالها. 


قال نُوح كلماتهِ بنبرة حادَّة مُباشرةً دون لفٍ أو دوران في الحديث، ولاحظ عبارات وجه الأخير الَّتي تحوَّلت للسُّخرية، واتبع يرُد عليه قائِلًا..: 


_اه مانا سايبها في حالها أهو وقاعد بعيد عنها، بس إن شاء الله قريب جدًا هقرَّب وهظهر عشان شُغل الرسايل دا معدش ينفع معايا. 


_يابني الرسايل اللي إنت بتحطهالها دي بتزيدها رُعب منك مش حُب واللهِ، وكمان جاتلي معيطة إنهاردة وقالتلي أشوف حل في اللي بيعمل معاها كده وأنا قولتلها إني هتصرف، فياريت يعني تسيبك من شُغل الرسايل دا وماتخافش هي مش هتبقى لحد غيرك. 


توقَّع نُوح أن يقتنِع بحديثه ويوافق على ماقاله، ولكن قابله هزة رأسٍ مُعترضها، وتبعها قولهِ المُصر على مايفعلُه..: 


_لا طبعًا مش مش هعمل اللي بتقوله دا وهفضل مكمِّل في اللي بعمِلُه عشان الرسايل دي هي الوسيلة الوحيدة اللي بعرف من خلالها أعبَّر عن جُزء من اللي جوايا ناحيتها. 


❈-❈-❈


مرَّت ساعة ونِصف ووائِل و رَامَ اللَّه لايزالانِ يجلسانِ في الغُرفة المُخصصة للضيوف مُنتظِرين قُدوم العريس المصون الَّذي تأخر كثيرًا عن الميعاد المُحدد، وقد أخرَج وائِل تنهيدة قوية قطعت الصمت المُخيم على إثنيهِما وأتبعَ يقُولُ بنبرة شديدة الإحباط..: 


_إتأخر الوقت كتير وشكلُه ماراح يجي. 


إتسعت إبتسامةُ رَامَ اللَّه إثر ما قالهُ والدِها، وفي المُقابل ردَّت عليهِ بلا مُبالاة كانت سِتارًا تخفي سعادتها الكبيرة بعدم حضور العريس..: 


_أحسن الحمدُلله. 


ولم تدري أن كلماتها ستكونُ بمثابة كبريت مُشتعل أُلقيَ على بنزينٍ بالخطأ فتأجح نيرانُ غضبِه وهتف بإنفعالٍ شديد لأول مرة تراهُ منه معها وجعلها تُصدم حقًا..: 


_إيــــــه يارَامَ اللَّه إيــــــه! لحد إمتى هتفضلي رافضة كُل اللي يجي يتقدملك حتى يُونس اللي باين في عينيكِ اللي بتلمع كُل ماتشوفيه إنك بتحبيه ورفضتيه برضوا وبتختلقي أعذار واهية مالهاش ألف لازمة لحد ماخلاص فاض بيا وزهقت..قوليلي لحد إمتى هتفضلي على الحال دا؟؟ 


كادت رَامَ اللَّه أن تفتحَ فمِها لترُد عليهِ مُدافعة عن نفسها، ولكن صوت الطرق على الباب الَّذي صدح فجأةً أصمتها، وشاهدت أبيها الَّذي زفُر في حدة وسار بضع خطوات نحو البابَ ليفتح للطارق ظنًا منهُ بأنَّهُ العريس، ولكِنَّهُ تفاجئ بوجود يُونس الَّذي يرمُقهُ ببسمة واسِعة، وكلتى يديهِ تحملانِ باقة من الورود وعلبة من الشُكولاه، وتحدَّث ببشاشة تُنافي عُنفهُ الَّذي كان عليهِ قبل دقائق..: 


_مساء الفُل ياعم وائِل. 


_مساء النور يايُونس.. خير يابني؟ إيه اللي جايبك دلوقتي وإيه اللي إنت جايبُه دا!! 


_دي حاجة بسيطة جدًا ياعمِّي وصدَّقني ماكلفتنيش ولا ربع تعريفة، وباقي أسألتك هجاوب عليها بس أدخُل الأول مش هجاوب على الباب كده! 


أنهى يُونس حديثهُ وتحرَّك نحو الداخِل بعد أن أفصح لهُ وائِل الطريق، وقد لمح رَامَ اللَّه الواضِح على وجهها سمات الغضَب الَّذي كان سببهِ كلمات أبيها، وخطف أنظارِه ذلك الثوب التقليدي المشهور في بلدة فلسطِين الَّذي كانت ترتديه، والَّذي كان فُستان ممزوج باللون الأسود والأحمر ويهبِطُ من خِصرها بإتساعٍ طفيف ورأسها مُغطاه يحجابٍ أسود، فما كان منهُ رد فعل سوى أنه تمتم بإنبهارٍ نجحَ في إخفائِه..: 


_تُحفة فنِّية ربَّانية. 


_ها يا يُونس يابني، خير إن شالله! 


كرر وائِل سؤالهِ بعد أن جلسَ ثلاثتهِما، فوضع يُونس باقة الورد والشكولاه على المنضدة الزُّجاجية القريبة منه، ثُم عدل من جلستهِ وأجابهُ ببسمة خلطت القليلُ من السماجة..: 


_أكيد يعني ياعم وائِل الورد والشكولاتة بيجوا لحاجة مُعينة ومعرُوفة مش محتاجة توضيح، يعني مش جايبهم  من غير مناسبة أو عشان حضرتك بعد الشر تعبان.. 

بس عشان ما أزنش وأوجع دماغك من أول الحوار أنا هجيبهالك من قاصِرها.. 


صمت لثوانٍ يُحمحِم مُدعيًا التردد، ثُم تابع مُصرِحًا سبب وجوده..: 


_أنا هو العريس، وجاي أقدم طلبي للمرة التانية برغبتي في إن الأنسة رَامَ اللَّه تبقى خطيبتي وبعدها زوجتي إن شاءالله في المُستقبل القريب وأُم أولادي وجدة أحفادي. 


كاذِب بالطبع، هو ليس العريس المُنتظَر والأب وإبنتهِ يعلمانِ بهذا جيدًا لِأنَّ وائِل رأى وجه الآخر عِدَّةَ مرَّات، وقد نهضَت رَامَ اللَّه واقِفة وهتفت بعصبية شديدة..: 


_هــو إنت عاوز مني إيه يا أُستاذ يُونس! إتقدمتلي مرة ورفضت، جاي بقى تاني ليه!! لو مفكَّر إني هغيَّر رأيي، فحضرتك غلطان. 


وقف وائِل هو الآخر مُقابلًا وزجرها بقوله..: 


_إتكلمي بأدب يا رَامَ اللَّه انتِ ماكُنتيش وقِحة كده! 


لم تهتم رَامَ اللَّه بكلِمات والدِها، بل علت نبرتها في قولها أكثر عن السَّابق لإنها قد إكتفت..: 


_أنا واللهِ تعبت يابابا بجد، ومن الآخر كده لا هتجوَّز يُونس ولا هتجوَّز غيره.. 

مين أصلًا هيستحمِل يبقى متجوِّز واحدة عاجزة طُول عُمرها! 


يتبع

إلى حين نشر رواية جديدة للكاتبة مريم جمعة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية