-->

رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 1 - الثلاثاء 25/6/2024

 

   قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية عودةآل فرانشيسكو

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلمى شريف


الفصل الأول


تم النشر يوم الثلاثاء

25/6/2024



سباق هائل يضم الآلاف من الإنس

يتسابقون على هدية قيمة 

"روحهم" 


في هذا اليوم من كل عام

يأتي جميع الاسرى في صف واحد مُرتب

وعند العد الى ثلاثة يجب عليهم الركض


الركض بـ أسرع ما يمتلكون و إلا سيتم اصطيادهم كالحيوانات او الطيور..! 


أطفال، نساء، شيوخ، شباب

لا فارق بينهم، لا رحمة، لا إشفاق


تجهز الجميع عند سماع صوت البوق بـ الوراء

اخذوا وضعية الاستعداد ومن ثم صوت العد التنازلي 

واحد، اثنان، ثلاثة


ركض الجميع في اتجاه واحد 

تجاه الحرية كما يعتقدون 


و من ضمنهم ذاك المتمرد

"البرتوا"

كان يركض مثل الجميع و لكن بـ خطوات واثقة

يتفادىٰ جميع الأسهم التي تصيب كل من حوله واحد تلو الآخر

الجميع يذهب للعالم الآخر بلا عودة.. 


و بعد قطع الكثير من الاميال

وجد نفسه عند خط النهاية

عبره و الابتسامة لا تفارق وجهه

فـ ها هو سوف يحظى بحريته 


نظر وراءه وجد الجميع قد قُتِل غالباً

الا طفل صغير لم يبلغ من العُمر سوا عشر سنوات تقريباً عبر هو الاخر خط النهاية


لم يبالي بأي شئ سوا ان يخرج من ذلك السجن الذي دخله منذ اقل من عام عندما تم اختطافه من قِبل الكثير من الرجال 


بعد قليل 


اتى بعض الرجال المُقنعين و على وجههم ابتسامة هادئة

و في يدهم صندوق صغير مخملي


_انتما الفائزان في ذلك العام، مبارك لكم. 


_متى سنرحل من هنا؟ 

تسائل البرتوا بهدوء 


لكن احد الرجال اجابه و هو يقهقه بـ صخب


_لا أحد يخرج من هنا عزيزي

لقد فزتما ب عام آخر للعيش ليس إلا.. 

العام القادم سيقيم ذلك السباق مرة اخرى و يجب عليكما المشاركة به و إلا سوف يتم قتلكما كما الجميع من حولكما.. 


تمتم كلماته ببرود ينافي الحالة الذي وقع بها البرتوا ثم رحل بعدما اعطاهما الصندوق


فتح البرتوا الصندوق ولم يجد سوا ورقة و نقش عليها بضعة كلمات

"There is no escape, death is your destiny, congratulations you are this year's winners" 

"لا مفر، الموت هو قدركم، مبارك أنتما الفائزان هذا العام" 


ويظن الجميع بأنه سيفوز عندما يخطو خط النهاية

ولكن اتضح بأن لا توجد نهاية سوا الموت.. 


❈-❈-❈


أصوات زقزقة العصافير تملئ شوارع المدينة

اكثر ما يزعجه هُنا تلك الأصوات و الفوضى (بـ النسبة له) 

ف ليست أصوات العصافير فقط من تزعجه و تفسد له يومه

بل يزعجه أصوات البائعين و المارة و السياح أيضاً الذين يأتون من جميع أنحاء العالم لـ زيارة العاصمة 


كان يتمشى بهدوء بين الناس حتى يشتري بعض مستلزمات المنزل و يحاول تجنب الاصطدام بأحد 

و في يده مظلة و على وجهه نظارة تحميه من إشاعة الشمس الحارقة التي تزعجه عندما تخترق عيناه


هو بـ طبيعته ليس بـ إنسان  يحب التدخل في اشياء ليست من شأنه و لا تعنيه

لكن دائماً تأتيه المصائب تحت قدمه بلا اي تدخل منه. 


فُزع عندما وجد احدهم يصطدم به بقوة حتى كاد يختل توازنه و يسقط لكنه اعتدل سريعاً و ملامح الغضب والتهجم ترتسم على وجهه

كاد يوبخه لكن صُدِم اكثر عندما وجد حشد من الإنس يركضون نحوه

وهم يصرخون بأنه لص! 


ركض الرجل بأقصى سرعة يمتلكها ولم يعطي نفسه عنان الاعتذار حتى..


ابتعد ريكاردو ببطئ عن الطريق الرئيسي و ظل يمشي بشوارع و طرقات جانبية بعيدة عن أعين البشر


و في اقل من بضعة دقائق قليلة كان يقف امام الرجل الذي اصطدم به من قليل 

وما زال ممسك مظلته ونظارته التي لم تهتز حتى 


اخرج الرجل الاخر سلاح و يده ترتعش و هو يصوبه تجاهه في محاولة فاشلة منه لـ إبعاده

الا في لحظة واحدة سقط من يده و اصبح في يد ريكاردو بسهوله شديدة


حاول الركض مرة اخرى لكن كان ريكاردو الاسرع و امسكه من ياقته بعنف


خلع قناعه الذي يخفي به وجهه و لم يجد سوا فتاة صهباء 


شحب وجهها بشدة و تحدثت بـ صوت مهزوز يغلفه الخوف و القلق

_ارجوك سيدي لا تؤذيني

انا لست لصة كما تعتقد 

اتركني اذهب ارجوك 


لم يبالي ريكاردو و تحدث بـ هدوء

_الم يعلمك اباكِ يافتاة بأن اللعب بتلك الأسلحة النارية خطراً على صغيرة مثلك ؟ 


لم تستطع الصمود اكثر من ذلك وخذلتها دموعها ف بكت بشدة 

تركها ريكاردو ب تعجب 

فهو لم يفعل لها شئ حتى الآن، لم يمسها بأي سوء! 


تسائل بـ دهشة 

_ما بكِ يا فتاة؟؟ 

لماذا تبكي 


اجابته و دموعها ما زالت على وجنتيها المصبوغة باللون الاحمر

_انا لست املك والدين 

انا مجرد يتيمة بائسة


اكمل ريكاردو حديثها

_و لصة


_أجل انا يتيمة وبائسة ول.. 

نظرت له بـ عنف

_تباً لك لقد قلت لك بأنني لست لصة


_ماذا عن ذلك؟ 


امسك بحقيبتها التي كانت تحتوي العديد من الهواتف المحمولة


ارتبكت بشدة و حاولت سحب الحقيبة منه الا انه منعها

صدرت اصوات خلفهم تدل على اقتراب الحشد مرة اخرى منهم


ابتعد بهدوء و تركها وحدها و سار لمدة قليلة

لكنها تشبثت به و كأنها طفلة تأبى ان تبتعد عن والدها


_ارجوك انقذني تلك المرة

واقسم لك بأنني لن اسرق اي شئ مرة اخرىٰ


توقف مرة اخرى و هو ينظر داخل عينيها البُنية

_ولما افعل ذلك و انا لا اعرفك حتى يا سيدة؟ 


نظرت له مطولاً و هى تفكر في شئ ما حتى امسكت بالحقيبة 

_لنتقاسمهم معاً


لم يجيبها و ظل ينظر لها ببرود حتى تأففت بـ ضيق 

_حسناً خذ انت اكثر مني


صمتت بضعة لحظات و هى تنظر خلفها لـ تجدهم قد اقتربوا منهم اكثر فـ اكملت ب سرعه

_قم بأخذهم جميعهم فقط خبئني، رجاء..! 


تنهد ببرود و هو يشعل لفافة من التبغ و يضعها بين شفتيه

_فقط تذكري بأنك من اردتِ ذلك..! 


امسكها من يديها ثم ذهب من عدة شوارع حتى وصلا لمنزله 


دلفوا الاثنان معاً و عند فتحه للباب وقفت مذهوله تنظر لارجاء المنزل و هى تتمتم بـ دهشة 

_هل هذه جثث حقيقية ؟؟ 


❈-❈-❈


مجمُوعة كَبيره من سيارات مصبوغة باللون الاسود القاتم تحَاوط المكان فِي لحظه 

خرج منها الكثير من الرجال المُسلحين يظهر عليهم الخطورة 


جميعهم مرتدون زي مُوحد «بذلة سوداء اللون» 


وقفت بـ المنتصف سيارة اقل ما يُقال عنها فخمة

مصبوغة باللون الاسود ايضاً و لكنها اكبر بـ قليل


ما ان توقفت حتى اقترب منها رجلين يفتحون ابوابها بأحترام 


ترجل رجل منها ينبعث منه النفوذ و الرجولة الطاغية

ارتدى نظارته الشمسية التي تخفي نظراته القاسيه التي بلا مشاعر.. 


اما بالطرف الآخر


لم يختلف الأمر كثير

ف الآخرون أتوا بموكب سيارات مثلهم

وكأنه سيُقام عرض الآن يقارن من الذي يملك نفوذ و نقود اكثر من الآخر.. 


ترجل من احد السيارات رجل طويل القامة 

يخفي سلاحه الناري تحت سترة بذلته القيمة


تبسم ب سخرية عندما رأي هيركل بأنتظاره

_هل جعلتك تنتظرني كثيراً؟ 


اجابه هيركل ب لامبالاة

_أين المال؟ 


تحدث الآخر ب برود

_أراهم اولاً عزيزي هيركل! 


تأفف هيركل بنفاذ صبر 

ثم اشار لأحد رجاله بأن يأتوا بـ الحقيبة من داخل احد السيارات

اومئ له الرجل ثم اخرج الحقيبة و سلمها ل كاسياس تحت نظرات هيركل الضيقة


فتح كاسياس الحقيبة و ابتسم ب خبث عندما رأي بعض من التماثيل الأثرية و بجانبها بعض الألماس الحُر


تحدث هيركل بـ نفاذ صبر

_هل تمعنت جيداً بهم؟ 

الآن أعطيني مالي! 


اجابه كاسياس و هو يتجه نحو سيارته

_لا يوجد مال لك عزيزي.. 


جحظت عين هيركل ب غضب مما جعل رجاله يرفعون اسلحتهم اتجاه كاسياس و رجاله


أمسك كاسياس لفافة من التبغ بين صوابع ايديه الخشنة واشعلها وما أن وضع طرفها في فمه أشار لرجاله بالبدأ و كانت اول رصاصة من سلاحه الناري من نصيب هيركل في منتصف صدره جعلته يسقط ميتاً


تعالت أصوات طلقات النيران من حوله

لكنه لم يكن مبالي بأي شئ

ف هو اغلق باب سيارته و اشعل مسجل الاغاني لأعلى درجة و جلس يستمتع بـ هدوء.. 


بعد دقائق قليلة


ترجل كاسياس من سيارته مرة اخرى و قد رأي دماء هيركل و رجاله بكل مكان

تعالت ضحكاته بالمكان مما اثار دهشة رجاله


❈-❈-❈


في ملهى ليلي


كان بعضهم يتراقص على الموسيقى الصاخبة التي بالخلف

و البعض الآخر يجلس فقط يراقبهم بصمت و يشرب بعض المشروبات الكحولية


وكان منهم "مانويل" 


الذي يجلس على اريكة في زاوية الملهى الليلي و يده تحمل كأس من الخمر و اليد الأخرى ملتفة حول خصر انثى


اشار لها بالنهوض و هو يتمتم

_أجلبي لي كأس اخر


ابتسمت برقة ثم نهضت ب رشاقة و اتجهت نحو المكان المخصص ب المشروبات الكحولية


كادت ان تمسك الكأس الا ان يد قاسية أخذته منها بالقوة

ولم تكن إلا يد "فرناندو" 


قهقه ب صخب و هو يُحدثها

_مرحباً يا فتاة

هل هذا لي؟ 


حركت رأسها بالنفي عدة مرات و هى تنظر نحو المكان الذي يجلس به مانويل بخوف

ف هى تخشى غضب مانويل بشدة! 


لم يهتم فرناندو بالامر وتجرع ما في الكأس بأكمله


ثم امسكها من معصمها بقوة و سحبها خلفه


لكن منعته اللكمة القوية التي اتته من قبضة مانويل 

_يجب ان تتعلم الا تنظر لأشياء غيرك يا حقير! 


ابتسم فرناندو و في دمائه كان يسري الغضب الذي لا يمنعه ان يرتكب جريمة.. 

رد اللكمة ل وجه مانويل حتى اشتعل الشجار و الجميع من حولهم يشاهد و يشجع بـ حماس! 


❈-❈-❈


_هل أستطيع ان اذهب الآن؟ 

ابنتي حدثتني منذ قليل و قالت لي بأنها مريضة! 

تمتم تلك الكلمات العم جورج و هو ينظر للأسفل حتى لا تلتقي عيناه ب خاصة هنري. 


كان يرتشف هنري بعض القهوة و ما ان وقعت تلك الكلمات على مسامعه حتى القى بكوب القهوة على الارضية بعنف

تراجع الرجل ب خوف 

ف هو يعلم بأن رئيسه بالعمل قاسي لا يرحم احد و لا يمتلك قلب. 


صرخ هنري في وجهه بعنف

_هل انت احمق؟؟ 

هل أضعت وقتي العزيز في تلك الأمور السخيفة؟ 

إن ذهبت من هُنا الآن لا تعد مرة اخرى، ابحث عن عمل آخر و ثق في سأجعل الجميع يرفضوك! 


صمت الرجل وشرد للحظات مما جعل ضحكات رئيسه تملئ المكان 

ف هو دائماً يستغل تلك النقطة في صالحه. 


نهض بهدوء ثم اشار للعم جورج على كوب القهوة الذي تحول الى فتات مبعثرة في انحاء الغرفة بالإضافة الى القهوة الساخنة التي لوثت الأرضية بأكملها


_نظف الغرفة الآن، ثم اذهب لتكمل عملك! 


كاد يخرج من الغرفة لكن اوقفه صوت الرجل الذي كان يتابع من بداية الحديث

_العم جورج سيذهب لابنته المريضة للأطمئنان عليها 

و سيعود غداً لاستئناف عمله، سيدي! 

تفوه لورينسو بتلك الكلمات و هو يقف امامه 


ضحك "هنري" بصخب على حديث "لورينسو " الواثق! 

اقترب منه ببطئ و الغضب ينبثق من عينيه


_هل تعي ماتقوله يا فتى؟ 

كيف تحدثني كذلك!! 

هل نسيت من هو سيدك هنري؟؟ 


اجابة لورينسو باحترام و عيناه ما زالت مثبتة على خاصة هنري ب برود

_لا لم انسى يا سيدي

لكن انا ارى بأنك المخطئ هنا


زادت ضحكات هنري الساخرة و في لحظة ارتفعت يده لأعلى في محاولة منه ليصفع لورينسو

لكن أمسك لورينسو يده بقوة و انزلها مرة اخرى


تحدث هنري بغضب شديد لكن ب همس و هو ينظر حوله خوفاً بأن يراه احد بتلك الحالة

_اذهب من هُنا و لا تدعني ارى وجهك مرة اخرى! 


ذهب لورينسو على الفور لكن تسمرت قدمه عند سماع توبيخ هنري ل العم جورج 

كاد يستئنف طريقه لكنه الغى تلك الخطة عندما ادرك ان هنري قام بضرب العم جورج! 


ابتسم ب هدوء وهو يعود مرة اخرى لهنري لكن تلك المرة لن تكون قادمة بالخير أبداً. 


❈-❈-❈


شحاذ في منتصف عقده الثاني يجلس في الطرقات المُظلمة، بجانبه لافتة صغيرة نُقِش عليها بعض الكلمات التي تدل على احتياجه للمال و الطعام. 


رأته امرأة في منتصف عقدها الرابع و شعرت بالشفقة عليه ف ذهبت لـ متجر قريب و جلبت له بعض الاشياء ثم اقتربت منه و هى تتحدث ب هدوء والابتسامة على وجهها


_تفضل يا بُني

أعطته المرأة بعض الورقات النقدية و حقيبة تحتوي على بعض الطعام المنوع من المتجر 


ابتسم لها بخبث و التقط المال و الحقيبة

ولكن قبل ان تذهب امسك يدها بعنف


صرخت ب رعب عندما وجدته لا يتركها

_ما دهاك؟؟ 

اترك يدي، اتركني و شأني!! 


حاولت التخلص منه لكن محاولاتها باتت ب الفشل بسبب قبضته القوية المحكمة.. 


سحبها خلفه في احد البيوت المهجورة و هى ما زالت تبكي و تصرخ لعل احدهم يسمعها

_النجدة، النجدة! 


تأفف منها 

_اصمتي ايتها الحمقاء العجوز، لقد ارهقتي طاقتي! 

تمتم بتلك الكلمات ب ضيق


امسك محرمة ورقية عليها بعض المخدر و وضعها على فمها بالإجبار حتى تراخت قوتها و سقطت مغشي عليها بين يديه..! 


ابتسم بهدوء و انتصار و هو يسحبها مرة اخرى لكن تلك المرة الى سيارة سيده التي تقنط ب مكان ليس ببعيد 


وضعها في المقعد الخلفي بجانب سيده "ولسن" 

_هل نسيتي عزيزك ولسن بتلك السرعه يا ايتها العجوز؟؟ 


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سلمى شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة