-->

رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 4 - الثلاثاء 25/6/2024

  

   قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية عودةآل فرانشيسكو

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلمى شريف


الفصل الرابع


تم النشر يوم الثلاثاء

25/6/2024



في كل عقل ذكريات 

تصنف لأكثر من نوع

ذكريات مريرة، ذكريات غالية، ذكريات مضحكة، ذكريات حزينة، ذكريات لا تُنسى

لا تُنسى ابداً. 


❈-❈-❈


في غرفة واسعة جداً

يسودها اللون الأسود القاسي و يتوسطها طاولة طويلة و من حولها اكثر من خمسون كرسي.. 


ما هى إلا ثوانٍ و دلف رجال كاسياس 

جلس كل منهم على كرسيه المخصص و ما أن دلف كاسياس بعدهم بقليل استقام كل منهم احتراماً و خشية منه 


جلس كاسياس على الكرسي المخصص له الذي يترأس الطاولة بالامام

و من ثم اتبعه الجميع.. 


نظر كاسياس ل عيون الجميع ل مدة لا تقل عن دقائق عديدة بتفحص


ارتبك الجميع و اكثرهم نظر لمكان آخر في الفراغ هروباً من نظرات كاسياس التي لا توحي بالخير أبداً 


قاطع الصمت الذي حل على الجميع صوته الرخيم الذي يغلفه البرود و القسوة 

تمتم بكلمات عديدة في وقت قياسي


_صفقة الاسلحة النارية ثمنها يساوي اكثر من خمسين مليون دولار

اريد الجميع يتجهز على قدم وساق

تلك الصفقة ستتم يوم الثلاثاء في ****

سأكون بإنتظار الجميع..  


استقام واقفاً بشموخه المعتاد و من ثم وقف الجميع مثله

_انتهى الاجتماع


كلمتين فقط منه جعل الجميع يخرج من الغرفة بهدوء


عدا مساعده الشخصي "رونالد" الذي تحدث بهدوء

_لما كذبت عليهم؟ 

الصفقة لن تتم يوم الثلاثاء كما قلت قبل قليل


ابتسم كاسياس و هو يجلس مجدداً


_بيننا خائن

و اكثر ما أمقته الخائنين


نظر له ب شر و هو يكمل حديثه

_يجب عليّ ان اجده، و في تلك الاثناء سأقتله امام الجميع.. 


نظر له رونالد ب رعب و ارتعاد من حديثه ف قهقه كاسياس بمرح و هو يقول

_لا تقلق عزيزي لن افعل شئ

فقط سأقتلع رأسه من جسده العفن


تمتم بكلماته ثم اشار للذي امامه ببطئ ان يغادر الغرفة 


اومئ له مطيعاً و هو ينفذ ما امره و اغلق الباب خلفه باحترام


تنهد كاسياس ب إرهاق عندما سطع هاتفه ب أسم "الكهل اليساندرو" 

ببساطة اغلق الهاتف ثم شرد في نقطة ما.. 


نقطة جعلته يعود بالزمن لأكثر من عشرون عاماً


كان يركض ولد صغير في الطرقات لم يبلغ من العُمر سوى ثلاثة عشر عاماً بعدما جلبوه لبلاد غريبة لا يعلم عنها شئ. 


يلاحقه من خلفه قطاع الطرق السكارىٰ الذين يريدون اختطافه تحت مُسمى مزحة

ف هم لم يكونوا في كامل وعيهم حيث ان الخمور اعمت اعينهم. 


حتى وصل ل نهاية الطريق ف لم يجد امامه سوى حائط، 

اختبئ وراء سلة مهملات كبيرة كانت تقنط في احدى الزوايا.. 


برودة الجو مع الظلام الدامس الذي فرضه الليل علينا جعلوا من جسده يرتجف ب الخوف و البرود يجتاح جسده الصغير

الصمت الذي يحيطه قطعه صوت الخطوات المقيت الذي صدر من قِبل حذاء الرجال


وضع يديه الصغيرتان على فمه في محاولة يائسة منه الا يعلموا مكان اختبائه


دقائق عديدة مرت و هو على نفس ذات الحال حتى استمع لصوت خطوات اقدامهم تبتعد

تنهد براحة و استقام ببطئ حتى يتأكد من رحيلهم


ابتسم بانتصار عندما لم يجد احد

اكمل طريقه لكن محاولاته فشلت عندما وجدهم يظهرون مرة اخرى و على وجوههم ارتسمت ابتسامة مقيتة مقززة لا توحي بالخير أبداً 


حاوطوه و من ثم امسكه احد الرجال من ياقته بعنف

حاول الافلات منهم و هو يصرخ 


ف افلته الرجل الذي امسكه من ياقته عندما ظل يجرحه ب أظافره في يديه و وجهه ثم امسك عصا حديدية ملقاة على الارضية و ضرب به احد الرجال على رأسه حتى سال الدماء منه


حاول الركض منهم و ما زال يصرخ في محاولة منه ل إيجاد اي احد ينجده من يديهم

و لكن من اين سينجده احد و هو في منطقة خالية من السُكان؟ 


امسكوه مرة اخرى لكن تلك المرة اشد و من بين اسنانهم يسبوه و الغضب يشتعل داخلهم من ذلك المراهق

امسكوا الكثير من الحبال وقاموا ب تقييده 


ثم القوه في الحقيبة الخلفية للسيارة


لم يبكي و ينوح بل حاول البحث عن اي شئ حاد في السيارة ل يفك قيده

ف كاسياس منذ صغره و هو يمتاز ب ذكاءه الفائق الذي يجعله يخرج من اي مشكلة 


حتى وجد اخيراً شئ حاد ملقي بإهمال بجانبه

ابتسم بهدوء ثم امسكه ب صعوبة شديدة بيديه المقيدتان 

قربه من الحبال التي تقيد يده ثم حركه في حركات عشوائية 


في تلك الاثناء

تحركت السيارة و ما زالت قهقهاتهم تعلو اكثر فأكثر حتى لوثت اذانه


اصطدم رأسه بعنف في احد الزوايا عندما توقفت السيارة فاجأة


في نفس التوقيت كان كاسياس نجح في فك قيده

ومن ثم استمع ل اصوات كثيرة بالخارج 

لم يميز اي منهم و حاول فقط الخروج من ذلك المكان الصغير الدنئ


دقائق و الاصوات رحلت تماماً 

و لم يتبق الا صوت اقدام تقترب منه

تصنع الإغماء و عندما فُتِح باب الحقيبة من قِبل رجل يمتاز ب ضخامة البدن، حاول الاقتراب من كاسياس لكنه فتح عينيه في لحظة و من ثم ركله ب رجليه مما جعل جسد الرجل يكاد ان يسقط لولا انه استند على السيارة


اقترب الرجل منه مرة اخرى وكاد ان يلكمه في وجهه بغضب شديد لولا الصوت القاسي الذي منعه من إكمال ما ينوي فعله


_ارحل. 


كلمة واحدة منه جعلت الرجل الآخر يغادر باحترام


اقترب منه و ما زال كاسياس يقنط بمكانه

يترقب ما يحدث بهدوء ينافي تماماً ما يحدث


مد يده اليه يصافحه بهدوء

_اليساندرو

اُدعى اليساندرو

ماذا عنك؟ 


لم يرد كاسياس المصافحة و اكتفى بالصمت


ابتسم اليساندرو ثم سحب يده مرة اخرى ووضعها في جيب بنطاله بهدوء و هو يكمل حديثه


_اعلم بأنك كاسياس

انهض من مكانك يافتى 

و اذهب خلفي


اجابه كاسياس ب عدائية و عنف

_من انت حتى اذهب خلفك؟ 

هل لأنك تمتلك موكب سيارات 

ام لأنك ترتدي بذلة ثمنها يساوي اكثر من الذي يرتديها نفسه 

ام لأنك تعرفت على اسمي الذي لا يجهله احد بالعالم؟ 


كان يتفوه بتلك الكلمات بلا تردد

بلا اي اهتمام لذلك الذي يقف امامه تكاد اعينه تخترقه


_لدي ما يهمك 

تمتم بكلماته ثم رحل من امامه على الفور


ترجل كاسياس من مكانه و وقتها فقط رأى جثث الرجال الذين كانوا يلاحقونه ملقاة بإهمال و الدماء تسيل منهم 

شعر بالغثيان من منظر دماءهم لكن على الفور ذهب خلف اليساندرو بسبب الفضول الذي اصابه 


سيارات اليساندرو بكل مكان لكنه فضّل الذهاب سيراً على الاقدام

توقف اخيراً امام مقهى لا يتواجد به احد سواهم


جلس على مقعد من المقاعد و من ثم اشار ل كاسياس بالجلوس أيضاً و على وجهه ترتسم ابتسامة انتصار


جلس كاسياس بتردد و يرواده الف سؤال و سؤال في ذهنه

طال الصمت حتى قطعه اليساندرو و هو يسحب لفافة من التبغ و يضعها بين شفتيه الغليظتان


_انا حقاً اشفق عليك يا فتى

اعلم كل شئ عنك منذ ان تم قتل كل عائلتك و نفيك لهُنا بعيد عن بلدك الام


ثم بدأ في قص عليه كل ما يعلمه عنه

_اعلم بأمر هروبك من عائلتك بالتبني، تشردك بالطرقات، هروبك من الشرطة، الى تلك اللحظة التي نحن بها الآن.. 

يعجبني قوتك و إصرارك، هدوئك و ذكاءك. 

استطيع مساعدتك في الآخذ بثأر عائلتك بالمناسبة كاسياس. 


اجابه كاسياس بهدوء

_لا احتاج منك اي شئ

يمكنني تولي امر نفسي و الاخذ بثأر عائلتي. 


استقام و في نيته الرحيل

الا ان اوقفه صوت قهقهة اليساندرو بمرح 

_حقاً؟

حتى وإن قلت لك بأنني اعلم من هو الخائن الذي تسبب في مقتل جميع افراد عائلتك؟ 


استدار له مجدداً و عينيه تشتعل بالغضب من الرغم من صِغر سنه 


اكمل كاسياس عندما رأى شعلة الانتقام تلتمع في عينيه

_اعلم بأنك ما زلت صغير للغاية

فقط ثق في

سأجعلك احد رجالي حتى تنمو و تستطيع الانتقام كما يجب


لذلك قرر للانضمام ل اليساندرو منذ ذلك الحين


قطع حبل ذكرياته صوت مساعده الشخصي الذي دلف مرة اخرى

نظر كاسياس له بغضب لكن الآخر تمتم ب هدوء عكس الخوف الذي تملكه 

_اعتذر سيدي، طرقت الباب عدة مرات لكن لم اجد اي إجابة لذلك دلفت، اعتذر مرة اخرى 


_ماذا حدث؟ 


_سيد اليساندرو يريد ان يعقد معك صفقة ولا يستطيع التواصل معك 


_لا

كلمة واحدة فقط مكونة من حرفين 

لكن بالحقيقة داخلها تعني الكثير و الكثير.. 


اجابه رونالد بالحاح

_سيدي تلك الصفقة ستكون في صالحنا، 

سنربح الكثير من الاموال من خلالها، سنعوض الخسارة الفادحة الذي تعرضنا لها منذ ايام.. 


انتفض كاسياس ب غضب وصل لأعلاه ثم القى الكرسي بالارضية بعنف مما نتج عنه كسره

تمتم بكلمات عنيفة

_الم اقل لا؟؟ 

هل ستقرر عني ايها الاحمق

ستفعل كل ما اريد ان يحدث فقط


اومئ رونالد بالقبول ثم رحل من امامه على الفور 

و لم تمر ثوانٍ حتى استمع لصوت طرقات على الباب مجدداً و شخص يدلف ب خطوات واثقة 


كاد يعنفه ويسبه مرة اخرى لكن لم يكن هو

بل كان "اليساندرو" 


❈-❈-❈


صوت البحر دائماً يفوز في اختراق فؤادنا و إدخال الراحة في روحنا

الظلام الذي فرضه الليل علينا امتزج مع صوت البحر جاعل منه نغمة هادئة مريحة للاذان و العقول التي لا تنام. 


ذلك المكان المفضل لديها

اكثر ما يميزه بأنها تستطيع الانفراد ب نفسها 

البكاء، الصراخ.. 

تستطيع ان تُحدث البحر ف هو صديقها الوحيد الذي لا يتذمر أبداً مهما حدثته عن المشاكل التي تفتعلها في يومها.. 


جلست على الرمال و امسكت بضع حجرات وجدتهم بجانبها ثم القتهم في البحر ب عنف

_ابي لا يحبني جاك.. 


"جاك" الاسم الذي اطلقته على البحر حتى تكلمه ب حرية اكثر


_لا يعلم ما يراودني في كوابيسي، لا يعلم مخاوفي، لا يعلم عني اي شئ

لا يخشى اي شئ سوى هيئته امام الجميع.. 

جاك انا اريد امي

انا فقط اريد امي انا لا اتطلب الكثير اقسم.. 

منذ رحيلها و قد تدمرت و ابي لا يستطيع ان يتفهم ذلك.. 


بكت، بكت و كأنها لم تبكي من قبل.. 

قلبها يشتعل من الحزن و الاشتياق


انتفضت و تستقامت واقفة وهى ترى الحريق الهائل الذي يصدر من مبنى ليس ببعيد عن المكان التي تجلس به


ركضت في اتجاهه حتى ترى ما يحدث عن كُثب


وفي تلك الاثناء 


كان فرناندو يركض بسرعه بعدما افتعل الحريق و لكنه بالحقيقة اخمد الحريق الذي بداخله


لم ينتبه ل تلك الفتاة التي تركض في الاتجاه المضاد له حتى اصطدم به


لتسقط على الارض القاسية و هى تتآوه ب ألم


نظر لها للحظات ليجدها تنظر له و علامات الدهشة والغضب ترتسم على وجهها

و قبل ان تتمتم بأي كلمات كان قد اكمل طريقه 

وتركها خلفه بلا مبالاة.. 


❈-❈-❈


صوت الاغاني الذي سطع من خلفها جعلها تتمايل عليها و هى تقوم بإعداد العشاء 


كانت تمسك السكين الحاد و تقطع بعض الخضروات


و لم تشعر إلا باليد القاسية التي سحبتها بغتة ف لم تتردد لحظة قبل ان تدخل السكين في معدة الآخر


تآوه ب صوت عالي ف نظرت خلفها لم تجده الا ريكاردو


صرخت بفزع و هى تقترب منه

ساعدته على النهوض و الخروج من المطبخ حتى يجلس على منطقة اكثر راحة

و بالفعل ساندته حتى وصلا للأريكة التي تتوسط غرفة المعيشة

وضعت يدها بقوة تحاول منع النزيف وعينيها تشع خوفاً و تزرف دموع بكثرة 


قهقه ريكاردو بألم و هو يراها بتلك الحالة

_هل انتِ بلهاء يا فتاة

انتِ من طعنتيني و انتِ من تبكي ايضاً؟ 


اومأت برأسها عدة مرات قبل ان تتفوه بكلمات عشوائية

_لقد.. لقد ظننتك سارق او قاتل 


تحولت نظراتها ل آخرى غاضبة ثم لكمته بخفة في ذراعه وهى تتذكر ما حدث قبل قليل

_انت من سحبتني بغتة ايها الاحمق

انت المتسبب في ما انت فيه الآن و لست انا 


تصنع الدخول في إغماء 

_إن مُت لا تنسيني

لن تستطيعي من الاساس ان تفعلي لأنني سآتي لكِ في جميع كوابيسك.. 


تفوه بتلك الكلمات ثم اغلق عينه و تراخت يده 

جحظت عين روزاليندا ب رعب و هى تراه قد دخل في حالة إغماء بالفعل ان لم يكن ميت من الاساس.. 


ظلت تحاول تهدأ نفسها و امسكت كوب من الماء الموضوع بجانبها و القته على وجه ريكاردو لكن لم يستفيق.. 


امسكت قطعة طويلة من القماش ثم قامت ب ربطها بشدة حول خصر ريكاردو حتى توقف النزيف 


اقتربت منه بتفحص ووضعت يدها بالقرب من انفه حتى تعلم هل يتنفس ام لا

لكنها انتفضت بخوف عندما علمت بأنه فقد التنفس


استقامت بسرعه فائقة و امسكت السكين الذي طعنت ريكاردو به و ازالت اي اثار لها 

كادت ان تذهب لولا يد ريكاردو الذي منعتها من ذلك


حاولت ضربه مرة اخرى لكن تلك المرة بقبضة يدها لكنه احكم يده عليها ب شدة

_هل تحاولين الهروب عزيزتي بعدما قتلتيني


_هل انت شبح؟؟ 


تحدثت بصوت خافت لا يسمعه سواها

_تباً لكِ روزاليندا الم تستطيعي تمالك نفسك دقيقتين قبل قتل ذلك الاحمق 

لم يرحمك و هو إنسان ماذا سيفعل بكِ و هو شبح؟؟ 


ظهرت علامات التعجب على وجهه 

_ماذا تتفوهين؟؟ 

اعطيني حقيبة الاسعافات الاولية حتى استطيع تضميد الجرح


ذهب للاريكة مرة اخرى اما هى ف وقفت مكانها عدة لحظات تستوعب ما يحدث حتى اتجهت للداخل لجلب ما امرها به 


عدة ثواني مرت حتى عادت مرة اخرى و بيدها حقيبة صغيرة 


اعطتها له بهدوء ثم جلست في اخر زاوية بالغرفة 

نظر لها ريكاردو بتساؤل 

_ماذا تفعلين 

لما تجلسين هناك في حين كل المقاعد التي بجانبي فارغة؟ 


لم تعيره اي اهتمام و فقط اكتفت بالنظر ل مكان آخر حيث تبتعد عن نظراته التي تخترقها. 


حرك عينه نحو جرحه أخيراً ولم يجده خطير ف روزاليندا لم تطعنه بقوة

لذلك اكتفى فقط ب تطهيره وازالة الدماء من فوقه ثم وضع لاصق طبي عليه اكبر من حجم الجرح ب قليل. 


كانت روزاليندا في تلك الاثناء تحاول اختلاس اي نظرات له فقد انتباها الشعور بالفضول لترى ما يفعل


_اقتربي

كلمة واحدة منه جعلتها تقترب بسرعه وما زال وجهها شاحب من الخوف


_المجرم لا يخشى شئ

فقط يقتل بلامبالاة 

ولكنك كدتي تموتين بدلاً عني من الخوف


_هل انت شبح؟ 

كيف تتحدث معي وقد تأكدت من موتك 


قهقه بمرح 

_انا بالفعل شبح واتيت لاخذ الثأر منكِ


ارتعبت روزاليندا وابتعدت مرة اخرى لكنه اوقفها

_ايتها البلهاء انتظري

لا يوجد اشباح او ما شابه

لقد اصتنعت عدم التنفس فقط

يا اللهي كم انتِ سيئة

على الفور هربتي وازلتي اثار يدكِ من فوق السكين

تباً لكِ انتِ لا تستحقي ما افعله لأجلك


تقلصت عينيها ب غضب

_ماذا تفعل لأجلي ايها الاحمق

كل يوم تجعلني اغلي الصحون و اعد الطعام وانظف المنزل 

انت لم تجعلني احرق الجثث معك حتى


اجابها ب برود ومرح كعادته

_الباب امامك، هل تريدِ الذهاب؟ 

اذهبِ فحسب ف أنا سئمت منكِ 

انتِ لا تكفين عن الثرثرة فقط اصمتي ل مدة لا تقل عن خمس دقائق. 


صمتت ل بضعة لحظات ثم اكملت مما جعل ريكاردو يتنهد ويضع يده فوق رأسه بتعب

_انت تقل لي هذا لأنني بلا منزل او مأوى؟ 

انت تعلم جيداً بأنني يتيمة بائسة 


_ولصة


قهقهت روزاليندا وهى تتذكر لقائهم الاول 

_أجل انا مجرد يتيمة وبائسة و.. 

تباً لك لقد قلت لك بأنني لست لصة


قاطع ضحكاتهم بهدوء

_سأذهب غداً ل إيطاليا 


_لما؟ 

سألته بهدوء


اجابها على سؤالها بجدية

_البلد لم تحتمل وسامتي الفائقة لذا سأضطر للرحيل


نظرت له وقد توسعت حدقتيها من الذهول

كيف يمكنه ان يمزح في اي توقيت؟ 


_اين وسامتك تلك؟؟ 

لما لا استطيع رؤيتها ايها الكائن الفضائي


تصنع الحزن وهو يتمتم 

_الا يكفيكي عيوني الزرقوتان؟ 


هزت رأسها بالرفض

_هيا بحق الله قل لماذا ستذهب ل إيطاليا؟؟ 


_سوف اذهب لأن الشرطة اقتربت من كشف موقعي ويلاحقوني حالياً، لذلك يتوجب عليّ الذهاب


_هل فعلت شئ خاطئ 

هل انت مجرم؟ 


قهقه بشدة وكأنه لم يضحك من قبل

دائماً تستطيع رسم الضحكة على وجهه بسبب حماقتها

_يا فتاة، كان يوجد في منزلي اكثر من ست جثث عفنة، هل هذا الوضع طبيعي بالنسبة لكِ؟ 


كانت اجابتها ب هز رأسها بالرفض

ف اكمل هو

_انا لم افعل شئ 

هم من اثاروا غضبي، لذلك قمت ب قتلهم في منزلي

ولكنني اقسم بأنني لم اكن انوي قتلهم

هم من نزفوا حتى لاقوا حتفهم

الحمقى لم يستطيعوا إنقاذ روحهم.. 


وجد الرعب يرتسم على وجهها مرة اخرى ف حاول بث الاطمئنان داخلها

_لا تقلقي لم احرقهم كما قلتِ،  لقد دفنتهم في حديقة العم روبرت فقط

❈-❈-❈


ما زالت تركض بالطرقات

المسافة بين منزلها ومنزل لورينسو كبيرة نسبياً

و بسبب تأخر الوقت لم تستطيع العثور على سيارة اجرة تقلها للمكان الذي تريد الوصول له


لذلك ظلت تركض بأسرع ما تمتلك 

كانت تتعرقل بين الحين و الآخر 

لكنها بالنهاية وصلت لمنزل لورينسو 


اقتربت ببطئ و خوف عليه وليس شئ اخر

تتمنى الآن لو تراه فقط بخير 


دقت على الباب مرة واحدة

لكن لحسن حظها وجدته مفتوح 


الخوف داخلها ازداد اكثر فأكثر

و عندما فتحت الباب اكثر وجدته يقف عند شئ ما

وضعت رأسها لترى ما بالداخل

لتتفاجئ من كم الجثث الملقية على الارضية


تراجعت على الفور وقد شعرت بالغثيان يراودها 

ف منظر الدماء كان مقزز للغاية

لم تفكر الا في شئ واحد

لورينسو 


ف دخلت مرة اخرى ولكن تلك المرة حاولت على قدر الإمكان تجنب النظر للجثث التي حولها


ظلت تبحث عنه في جميع الغرف

لكن لم تجده

فقط وجدت هاتفه المحمول ملقى بإهمال في احد الغرف


اخذته بهدوء ثم رحلت مجدداً قبل بلوغ الشرطة


❈-❈-❈


نحيب و بكاء متواصل

ف هى منذ ان تم اسرها هنا و هى لا تعلم اي شئ 

كانت تظن بأنهم سيطلبون فدية مالية مقابل فك اسرها لكن لم يفاوضها احد منذ ذلك الحين


دخل احد الرجال عليها يمتاز ب قوة بدنه و ارتفاع قامته وي ضع قناع على وجهه 


امسكها من يديها بصلابة ثم قام ب ربط يديها عدة مرات حتى لا تستطيع الهروب


ثم وضع على رأسها شئ من اللون الاسود يحجب عليها الرؤية


لم تدري ماذا حدث

فقد وجدت نفسها جالسة في سيارة فاجأة

وبعد وقت ليس بقليل


توقفت السيارة وترجل الجميع ثم امسكوها بقوة من ذراعها 

وضعوها على كرسي ما ثم ازالوا ذلك الشئ ف جعل الرؤية تتضح مرة اخرى لديها


وجدت نفسها في غرفة صغير جداً

لا يضيئها الا ضوء خافت مصدره مصباح كهربائي صغير 


_اين انا

اين انا؟؟؟؟ 

ظلت تصرخ حتى يجيبها احد

ف قد كانت وحدها مرة اخرى


صمتت عندما اتاها صوت نابع من آلة تلتصق بالحائط تصدر الاصوات

_اصمتي ايتها العجوز

لقد حزنت كثيراً عندما لم تتعرفي عليّ المرة السابقة

هل اصبتي بفقدان في الذاكرة من جديد

الا تتذكري اي من ذكرياتنا معاً؟ 


_اتركني و شأني فقط

اتركني ارحل و اقسم لك بأنني لن أُحدث احد عن ما بدر منك. 


قهقه بشدة 

_يا امرأة هل دفعت كل ذلك المال في اختطافك حتى اتركك و شأنك بالنهاية؟

هذا شئ غير لائق بي

كما يبدو و كأنك تسبيني وهنا سأحزن كثيراً 


حاولت ادخال الهواء بين رئتيها 

دقائق وتحدثت مرة اخرى لكن بصوت هادئ 

_ماذا تريد مني؟ 


_بالبداية

مرحباً بكِ في مقر نِلسُن فائق الجمال

ما رأيك به؟ 


صرخت به مرة اخرى وهى تتمتم

_سئ مثلك يا احمق


لم يعيرها اي اهتمام و هو يستئنف حديثه

_سنتجه الآن للسؤال الأول و الأهم

اين هما اخر سلالة آل فرانشيسكو؟ 


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سلمى شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة