رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 27 - الأحد 2/6/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل السابع والعشرون
تم النشر الأحد
2/6/2024
بخطوات واهنة، خطت إلي داخل منزلهم، رمت بحقيبتها علي أول مقعد قابلتهُ في صالة المنزل تبعهُ إرتمائها دفعة واحدة بكمل جسدها، علي الأريكة، رجعت برأسها إلي الخلف، مُغمضة عينايها، أصبحت تشعر أن هُناك ضجيج كبير يعجُ برأسها بدون هوادة، فرت دمعة هاربة من جفونها، لا تعلم لِمَ تبكي، لكن ما أن جائت صورة" عماد"بملامح وجههِ المصدومة، وشحوب وجههِ ما أن ألقت عليهِ كلماتها السّامة، وعينيهِ التي أصبحت غائمة وكأنه سيبكي، لكن كبريائهُ منعه، إلي عقلها أستحقرت ذاتها، وشعرت بالشفقة، الشفقة الكبيرة، عليهِ وعلي حظها العثر، الذي جعلها تُلقي بقلب أحبها بصدقٍ، وقد أظهر هذا جليًا في تعاملهُ معاها، إلي أقرب سلة مُهمالات قابلتها........
لِمَ الحياة ليست عادلة إلي هذا الحد، ماذا تفعل لكي تحظي بحياة هادئة مستقرة، خالية من أي ضغوطات عقلية، وتفكير مُفرط في أدق التفاصيل، لكنها فعلت الصواب، نعم، نعم هي لم تفعل سوى الصواب، الذي كان من المُفترض عليها فعلهِ منذ البداية، إنها كانت تعلقهُ بها وهي بالإساس مُتخلية عن كل شئ، لا تعلم لِمَ شعرت بغصة مريرة في حلقها، أحقًا قد خسرتهُ إلي الأبد، لن يكن موجود بعد الآن، بلعت ما بجوفها بمرارة مُطبقة علي جفونها بقوة تكاد تعتصرهم......
شعرت بخطوات ما حولها، فتحت عينيها سريعًا، وجدتها والداتها تقفُ تُطالعها بإستغراب شديد، أقتربت منها "نجلاء" وقد إرتسم علي وجهها علامات الإستفهام، بينما الأخري أخذت نفس عميق ثم أخرجته، تستعد لتلك المواجهة الشرسة التي ستحدث الآن، وكما توقعت سألتها، والداتها قائلة:
_أي رجعتِ بدري لي كده؟ وفين عماد هو موصلكيش ولا أي؟!.
رفعت عينيها الذابلة تنظر إليها بوهن، قائلة بصوتٍ متحشرج:
_أنا فسخت خطوبتي من عماد يا ماما!.
شهقة قوية خرجت منها، تبعها ضربة علي صدرها بقوة، قائلة بإنفعال وصدمة:
_لي أي إللي حصل؟، أنا عارفة أنك مش ناوية تجبيها لـبـر؟!.
طاقتها علي التحمل قد نفذت تمامًا، ولم يعد هناك شيئًا يدفعها للصمت أكثر من ذالك، فهبت من مكانها، قائلة بنبرة أوشكت علي البُكاء:
_كنت مُتأكدة أن اللوم هييجي عليا حتي من غير ما تعرفي إي إللي حصل أصلاً، أنتِ بتعملي فيا لي كده يا ماما، هو أنا مِش بنتك، نفسي تسمعيني ولو لمرة أرجوكِ أنا محتاجة أتكلم معاكِ، محتاجة تسمعيني وتفهمي أنا جوايا أي؟!.
صمتت، لم تقل شيئًا، بل ظلت صامت، تُتابع بقلب أم مُنفطر علي إبنتها، برغم كبريائها وعنادها هذا، إلا إنها بالفعل تشفق علي حالتها، وحزينة من أجلها، حتي وأن كانت تُظهر عكس ذالكَ تمامًا، بكت الأخري، وسمحت لعينيها بأن تُخرج الفائض الكبير من الدموع المُحتجزة، قائلة ببُكاء:
_كل المشاكل هتتحل لو سمعتي بس!، أنتِ لي مش فاهمة أنا قد أي محتجالك خصوصًا دلوقتي، أنا مضغوط عليا منكم كلكم بما فيه الكفاية، لحد ما بقيت مش قادرة خلاص.......كل حاجة ماشية أوامر، بتعاقب زي الطفلة الصغيرة، مع أنكم لو حد كلف نفسه بس وقعد سمع أنا لي عملت كده وأنا حاسة بأي، مكانش كل ده هيحصل!..
ترقرقت عيناي، "نجلاء" مُتأثرة وبشدة، تنهدت تنهيدة طويلة مُحملة بالتعب والأثقال، قائلة بصوت حاني، ودافء:
_وأنا عايزة أسمعك يا سمر، أتكلمي يا حبيبتي! أتكلمي!.
أنخرطت في بكاء، مرير، حتى بدأت أنفاسها بالأختناق، فأقتربت هي منها تضمها إليها بلهفة، مُنخرطة فالبُكاء معاها هي الأخري، نعم أنها مُخطئة، وتعلم ذالك، لقد كانت قاسية جداً فالحكم عليها كعادتها، وأخطأت خطأ فادح حينما رفضت سمعاها، لكنها الآن ستُصلح هذا، لطالمَا كانت مُبتعدة عنها، ونسيت أنها تحتاج لها، ومن المفترض أنّ تكون بجانبها في كل الأوقات، ولا تقول أنها قد كبرت ولا تحتاج ذالك، دائمًا الإنسان يحتاج إلي يد حانية تربت علي كتفهِ وتُطمئنه، بينما كل العالم من حول يدعوع للفزع، يد حانية تدفعه للتكملة إلي الأمام.......
ظلت هكذا بأحضانها تبكي، تُخرج مرارة ما عاشتهُ الأيام الماضية، دُفعةً واحدة دون هوادة، كادت تختنق من شدة بُكائها، وكأنها لم تبكي من قبل إلا الآن، عينيها آبت التوقف، و"نجلاء"هي الأخري بكت، وقد آلمها قلبها، وأنفطرَ حُزنًا عليها، خرجت أخيرًا من أحضانها، قائلة بشحتفة وبكاء:
__علاء ده أنا أتعرفت عليه بسبب أننا دخلنا القسم أنا وغالية، علشان أتخانقنا مع حد كان بيحاول يتحرش بغالية.....
_إمتا ده حصل؟ ومقولتليش حاجة زي كده لي؟ وعملتِ أي؟
_لما كنا بنحضر تجهيزات فرح غالية، واحد حاول يتحرش بيها، وأتمادى فـغالية ضربته فتحت له دماغه وطلبوا لنا البوليس، أنا مرضتشِ أقولك علشان بابا كان ممكن يقلب الدنيا لو عرف....
هزت رأسها بتفهم، تدفها للتكملة، قائلة:
_كملي وبعدين؟!.
_روحنا القسم، والضابط كان علاء، وقف جنبنا لما عرف أنه شخص متحرش، وباين أُعجب بيا، ولقيته بعدها بفترة جاي لي الجامعة وبيقول أنه كان جاي لحد صاحبه، وشافني صدفة، وبعدين لقيته بيتلكك علشان يكلمني، حتى أنه كان بيخوفني بالقضية، أنها لسه متقفلتش وكده، وطلب إني أجي القسم اخلص شوية حاجات.....
قاطعتها مُستفسرة:
_ورُحتي؟
أخفضت رأسها قائلة بإحراج:
_أيوه.... بس والله كنت خايفة بابا يعرف حاجة لانه قالي ممكن يبعت أي عسكري يستدعيني لو حصل حاجة.؟
هُنا ضحكت"نجلاء"قائلة:
_وصدقتي يا هبلة؟
نمت إبتسامة صغيرة علي ثغرها، قائلة بحرج:
_أيوه، بقولك كنت خايفة من بابا...
_طيب كملي وبعدين أي حصل؟
_روحت وهو قالي انه معجب بيا وعايز يتقدم لي؟
_طيب ولي مقولتليش؟ وليه مجاش أتقدم ساعتها؟
فركت يديها بتوتر، من ثم قالت:
_بصراحه كده يعني، أنا كنت خايفة بابا يرفضه، ومكنتش عارفة أقوله أي وقتها، فـ قولت له أننا ممكن نتعرف علي بعض أكتر لأننا لسه منعرفش بعض....
ضربتها "نجلاء"، بغيظ كبير، علي رأسها بالوسادة، قائلة وهي تصك علي أسنانها:
_بقي الراجل يطلبك فالحلال، تقومي أنتِ تقوليله لا نمشي مع بعض فالحرام الأول....
تذمرت قائلة:
_ياماما بقا!! أنتِ قولتي هتسمعي وبس....
_أعمل أي مش قادرة، مخلفة واحدة هتجبلي جلطة بدري أن شاء الله، كملي وبعدين؟!.
رمشت بأهدابها، قائلة بهدوء:
_ولا قبلين يا ماما هو بس كده، واتقابلنا بعدها مرتين تلاتة كده! وبس وهو طلب إيدي من بابا من غير ما يقولي قال كان ناوي يعملها مُفاجأة الموكوس، وحصل إللي حصل، وهتجنن وأعرف بابا عرف منين!
_علشان هو قاله أنه بيحبك الغبي.... أنتِ متأكدة أنه ظابط مش عسكري مطافي.....
أرتفعت ضحكاتها بصخب، أمسكت بمعدتها من شدة الضحك، قائلة من بين ضحكاتها:
_لا ظابط..... أو مش متأكدة.
أنفجرت ضاحكة مرة آخري، شاركتها الثانية الضحك.....
❈-❈-❈
جلست علي الأريكة الخشبية المتواجدة في شرفة شقتها، وبجانبها شقيقة زوجها، التي كانت مُنشغلة بتفقّد التصميمات التي بين يديها، كانت" غالية"تُطالعها بترقب تنتظر أنّ تسمع رأيها فيما بين يديها، وبعد عدة ثواني، رفعت "سيرين" رأسها عن الأوراق، ووجهت نظراتها ناحية الأخري، ثم هتفت بأنبهار حقيقي:
_تحفة، لا بجد حلوين أوي، أنا مكنتش متوقعة أنك موهوبة كده بجد؟!.
ألتمعت عينيها بالحماس، وقد دبت بداخلها دفعة من السعادة والأنتشاء سألتها قائلة بتردد:
_بتتكلمي بجد؟ ولا مُجاملة، دي تصميمات من أيام الجامعة أصلاً!.
_طبعاً بتكلم بجد، وجد جدًا كمان، حلوين أوي مُبدعة فعلاً، أنا عجبوني جدًا، وأي رأيك هنبدأ أول شغل بيهم، لأن حساهم فيهم من الحاجات إللي كان نفسي أعملها، بصي أنا عايزة أعمل حاجة مختلفة تمامًا وجديدة، يعني ميكس بين اللبس المعاصر واللبس القديم......
هزت رأسها بموافقة قائلة:
_أولد أنا بس، وأن شاءلله هتفرغ للشغل ونعمل كل إللي أنتِ عايزاه!.
_أنتِ ممكن علي فكرة تشتغلي في التصميمات هنا من البيت لحد متقومي بالسلامة!.
_عادي؟
هزت رأسها بنعم، قائلة:
_آه عادي يجميل...... صحيح هتولدي إمتا
_يعني خلاص أهو فأخر السادس، يعني لسه الكِرش ده مشرف معانا لتلات شهور قدام....
أرتفعت ضحكاتها قائلة:
_علي كده بقا المفروض أستعد من دلوقتي علشان أبقي عمتو الحرباية؟
شاركتها الضحك، مُتحسسة بطنها المُنتفخة والبارزة بوضوح، مُنحنية قليلاً إلي مستوى بطنها، قائلة تُحادث طفلها:
_أي رأيك يا أستاذ يوسُف ينفع عمتو سيرين تبقي حرباية؟؟.....
بعد رُبع ساعة قضوها جالسين بمكانهم يستمتعون بالهواء المُنعش، ظلوا يثرثرون في أمور عدة حول خططهم لتكملة مشروعهم، أرتفع رنين هاتف "سيرين"، أرتفعت أبتسامة صغيرة علي شفتيها رُغمًا عنها ما أن لمحت إسمهُ يُزين لشاشة هاتفها، فستأذنت من زوجة أخيها، ثم دلفت إلي الداخل كي تُحادثه لتعلم أيّ حجة أخترعها اليوم ليتحدث إليها، فكل يوم يخترغ حجة جديده لمُحادثتها،ودائمًا ماتكون حجة في أطار العمل فقد كلفه شقيقها أن يظل يتابع كل شيء معاها........
نعم تعلم أنه يختلق أي شئ للحديث معاها حتي ولو دقائق معدودة،ولا تعلم لِمَ الأمر يُعجبها؟؟......
❈-❈-❈
." مساءًا".
لقد نامت لأكثر من خمس ساعات في مُنتصف النهار هكذا، أستيقظت أخيرًا وكانت الساعة تُشير إلي التاسعة والرُبع مساءًا، لقد نامت لوقت طويل بالفعل، وليس من عادتها النوم بكثرة هكذا خاصةً في نصف اليوم، لكنها ولأول مرة مُنذ ذالك اليوم المشئوم، تنام بكل هذا العُمق، تشعر بأن عبء كبير جدًا أخيرًا قد إنزاح عن صدرها، وهنا لا تقصد "عماد" بالعبء، لا بل مقصّدها ردة فعل أبيها علي قرارها، فكانت تتوقع أنّ يثور عليها، وينفعل ويغضب كعادته وقد كانت مُستعدة لتلقي أحدي نوبات غضبه، لكنه خالفَ تواقعتها لم يثور ولم يغضب، فقط فضلَ الصّمت، فقط قال أنه سيتصل بهِ لكي يُنهي معهُ كل شئ في قعدة مثلما بدأهُ، وطلب منها أن تجلس معه للمرة الأخيرّة لكنها رفضت، لا تود أن ترآه سيذداد الجُرح بداخلها، هي بالأساس مازال ضميرها يُوجعها علي ما فعلتهُ.........
تنهدت بإرتياح، من ثم ألتقطت هاتفها من جوارها وبدأت تعبث بهِ قليلاً، ولا تعلم لمَ عقلها وسوس لها أن تدخل إلي صفحة "علاء" الشخصية علي تطبيق فيس بوك، هناك رغبة بداخلها تدفعها لتفقده لا تعلم لماذا، أستسلمت لرغبتها في تفقد آخر أخبارهِ، وبدأت في زيارة الصفحة والتقليب بها، دقيقتين فقط قضتهم قي البحث دون هدف لا يوجد شئ جديد، لكن جحظت عينيها ما أن وقعت عينيها علي، منشورٍ ما تم مُشاركتُه من قِبل صفحة أخري، علي صفحتهُ هو، كان منشورًا حميميًا من حساب فتاة تتغزل بهِ علي الملء هكذا، من تلك الوقحة التي تجرأت ونشرت تلك الكلمات الرومانسيه له.......
وبسرعة وجدت نفسها في الصفحة الشخصية الخاصة بالفتاة، جحظت عينيها أكثر فور رؤيتها لتلك الصور المُتواجدة علي الصفحه، يا رباه هل هناك أحدٍ سحبَ الأكسجين من الغرفة فجأة وأصبحت غير قادرة علي التنفس، أنه هو نعم هو، هو بعينهِ، تبًا لقد تزوج، مهلاً مهلاً هل هذا حقًا؟ لقد تزوج بأخري، كيف هذا، هناك شئ خطأ بالتأكيد! لا لا يوجد شيء خطأ أنه هو بالفعل، وها هو بين أحضانها في جلسة تصوير في حفل زفافهم ويبدو عليه أنه سعيد......
عقلها توقف عن الاستيعاب متي وكيف حدث ذالك، تكاد لا تصدق عينيها، تجمدت أطرافها أصبحت باردة فجأة، وإمتلئت عينيها بالدموع، إلا ينقصها سوى هذا، ماذا تفعل الآن بعد أن عانت كل تلك الفترة من أجلهِ وها هو ذهب للزواج بأخري دون تضيعًا للوقت حقًا، أحقًا كان يُحبها ما هذا الهُراء كيف؟ كيف نجح في خداعها أنه يُحبها، أذا كان يخدعها بكلماتهِ ماذا عن نظرة عينيه تجاهها، هل هذا أيضًا نجح في تزييفها، تبًا لغبائها كيف صدقت.........
مازالت غير مُصدقة، بحثت في تاريخ هذا المنشور وجدته تم نشره من مُدة قريبة لا تتعدي الشهر، لقد تزوج بعد تلك المُقابلة الأخيرة بينهم، كيف تلومه هي الآن، وهي من ذهبت وخُطبت لغيرهِ ماذا كانت تنتظر منهُ بحق السماء، لقد خُطبت لأخر وتركته بعيدًا عن أنها كانت مُجبرة لكنه لا يعلم، بالتأكيد فعل هكذا أنتقامًا لرجولتهُ أمامها، الأ يعلم هذا الغبي أنه هكذا ينتقم من نفسهِ بغبائه هذا......
زفرت بضيق من ثم رجعت برأسها إلي الخلف مُغمضة عينيها بحسرة لا تقوي علي التفكير بشئ عقلها تخدر كما أطرافها تمامًا، كيف ستُلاحق علي تلك المصائب دُفعًا واحدة.........
❈-❈-❈
. "بعد أسبوع".
خرجت" غالية "من المرحاض بعد أن أخذت حمامًا يُنعش جسدها المُنهمك أثر الحمل، فَـ لا تعلم لِمَ تشعر بالإرهاق الشديد مُنذ عدة أيام ، عكس الفترات الأولي، دنت إلي صالة شقتها، ما أن رأت أن الشُرفة مفتوحة، لقد نست أغلاقها قبل دخولها للمرحاض، أغلقتها من ثم أتجهت إلي الداخل، وبينما هي في طريقها، شعرت فجأة وكأن أحدهم ضربها أسفل معدتها بكل قوته دون رحمة، ألم فظيع يضرب بها، تأوت بألم تضع يديها أسفل معدتها المُنتفخة، تشعر بأن أحشائها ستتمزق لا محالة، وقد إذداد الألم وأنتقل إلي عمودها الفقري تشعر أنها مُكبلة لا تقوي علي الحركة، من مكانها، أنهالت دموعها بضعف، وأرتفع نحيباها.......
إرتمت بضعف بمكانها علي الأرضية الصلبة من أسفلها، تحاول التنفس تشعر أنها ستختنق الآن الألم يتضاعف أضعاف، وهي لا تقوي علي الحركة، للحظة شعرت بأن هناك شيء رطب لذج أسفل قدميها، أرتفعت نبضات قلبها برُعب، نظرت بسرعة إلي قدميها، يا إلهي أنها دماء، الدماء تسيل مُشكلة خطًا رفيع علي، كلتا قدميها، تشعر برطوبتها علي جلدها، أنتفض قلبها أكثر برعب، وقد وقع بين قدميها وذا بُكائها خوفًا من أن يكون قد أصاب طلفها مكروه، بكت بقوة كما لو إنها لم تبكِ من قبل وعقلها أخذ ينسج لها سينريوهات مُرعبة بشأن أن أبنها قد أصابه شئ.......
الألم يذداد كلما تمر الثواني، تشعر وكان روحها ستخرج الآن، تحاملت علي، نفسها بكل ما أوتيت من قوة زحفت علي رُكبتيها، ومازلت يديها أسفل معدتها، زحفت ببطء لمدة تقارب الخمس دقائق حتى وصلت أخيرًا إلي هاتفها أعلي الكومود بداخل غرفتها، التقتط الهاتف بأيدي مُرتعشة وقد تلوثت بالدماء، دمائها......
كل ثانية تمر عليها وكأنها عام كاملاً، تبكي بحُرقة تكاد تموت رُعبًا، لا يوجد أحد بجانبها فوالدتها ذهبت لتبتاع عدة أشياء، من السوق، حيث كانت تعتني بها.....
جائت برقم زوجها، من ثم طلبته، وضعت الهاتف علي أذنيها، وأنفاسها ذات في الأرتفاع، لم تمر سوى ثواني حتى جائها صوت زوجها يقول بمرح:
_أي يا زبادي لحقت أوحشك بالسرعة دي....
أغمضت عينيها تعتصرهم بقوة، أنفاسها ثقلت مرة اخري، أستغرب هو عدم حديثها، وقد لاحظَ أنفاسها العالية، فهتف بقلق يسألها:
_غالية رُحّتي فين؟ يا غالية...
خرج صوتها مهزوز مُرتعش:
_ألحقني يا عُمر، أنا بموت!.
كانت هذه أخر كلماتها قبل أن تستسلم الي تلك الغمامة السوداء التي أبتلعتها وأغمضت عينيها مُرتمية بمكانها، ومازلت تنزف، ومازالت دموعها تجري كـ النهر علي خديها.......
يتبع