-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 9 - 2 - الخميس 20/6/2024

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر




رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل التاسع

2

تم النشر الخميس

20/6/2024

تتمدد علي الفراش بشرود تام والآخري تطلع لها بإشفاق اغلقت باب الغرفة خلفها واتجهت إلي الفراش ومدت يدها بكأس العصير:

-أتفضلي يا تقي.

رمقتها تقي بعتاب وقالت:

-بردوا تعبتي نفسك يا أسيل ؟ مش قولت ليكي روحي نامي وأرتاحي مش عايزة حاجة ؟

تنهدت بسأم وجلست جوارها:

-أنام وأرتاح ؟ تفتكري بعد إلي حصل النهاردة ممكن حد يجي ليه نوم أو يرتاح أصلا ؟انا لغاية دلوقتى مش مصدقه أصلا ازاي اسر يمد أيده علي أدهم ؟ إزاي أسر روحه في أدهم من الأساس كله من البومة إلي اسمها نيفين من آول يوم شوفتها فيه وأنا قولت دي ناوية على خراب البيت من الأول مش عارفه أيه إلي عاجب أسر فيها دي كلها نفخ أصلا مفيهاش حاجه طبيعي.

لم تستطيع تقي كتم ضحاكتها أكثر من ذلك:

-حرام عليكي مش قادرة يا شيخة هههههههههههه.

ابتسمت ساخرة وعقبت:

-أنتي مش مصدقة يا بنتي طيب والله البت دي نافخة استني بس كام شهر وده كله هيهوي .

هزت راسها بيأس وقالت:

-يا ستي كفاية بقي كلام عنها هي في حالها وأحنا في حالنا.

صمتت قليلا واخدت نفس عميق واستطردت بإبانة:

-أسيل أنا فاهمة كويس أوي إلي أنتي حابة توصليه لكن خلاص أنا وأسر سكتنا اختلفت.

ابتلعت الاخري ريقها بتوجس وتسألت:

-يعني أيه ؟

رفعت كتفيها باللامبالاة واكملت بثقة:

-يعني خلاص هو إلي اختار وخلاص هيتجوز ويشوف حاله ربنا يوفقها وحتي لو سابها وفكر يرجع ليا مش هينفع خلاص خلصت الحكاية.

اتسعت عيناها بصدمة وتسألت:

-يعني حتي لو فاق لنفسه مش هترجعي ليه يا تقي وأنتي واثقة أنه بيحبك أنتي ؟

ابتسمت ساخرة وهي تشير إلى نفسها بإستهزاء:

-بجد والله ؟ بيحبني أنا ؟ أنتي شايفة كده ؟ اخوكي لو بيحبني ما كنش بص لغيري من الأساس يا حبيبتي أنسي يا أسيل قولتلك اسر خلاص نهي إلي بينا ونزل بتتر النهاية.

تنهدت بحزن شديد لا تدري بما اجيبها فهي محقة أسر من أوصلها إلي ذلك وهي علي يقين أنه سيعود إليها نادماً ولكن علي ما يبدوا قد فات الاوان إلي الأبد.

تفهمت تقي وضعها فهتفت بلطف:

-متفكريش يا أسيل وتتعبي نفسك إلي حصل حصل يا حبيبتي وإذا كان علي تمارا وادهم كمان روحهم في بعض وهيتصالحوا بإذن الله وخالتو هتبقي كويسة قومي يلا روحي نامي وأرتاحي في أوضتك لو مش حابة تنامي لوحدك اطفي النور وتعالي نامي جنبي.

اومأت أسيل بإيجاب:

-حاضر يا تقي حاضر هنام جنبك فعلا.

مازحتها قائلة:

-اه بس اوعي تكوني بترفصي ولا حاجة أنا بقولك أهو.

إبتسمت بدلال وقالت:

-لأ يا قلبي أطمني مش هتحسي بيا عصفورة نايمة جنبك .

رمقتها ساخرة وعقبت:

-عصفورة نايمة جنبي علي أساس مش عارفة حضرتك ولا نومك عامل إزاي ؟ اطفي النور يا أسيل وتعالي نامي ربنا يهديكي يا حبيبتي أنا إلي جبته لنفسي .

❈-❈-❈

لم يقدر أن يظل صامتاً هكذا لكن وجب أن يضع حداً لما حدث من أجل ألا يتقرر مجدداً أبعد يدها برفق والتفت لها ووقف في مواجهتها مكتفا ذراعيه علي صدره وتحدث معاتبا:

-استني يا أدهم ؟ بعد أيه يا تمارا ؟ أنا لغاية الآن مش مصدق إنك تمارا مراتي إلي اعرفها أنتي شكيتي فيا عارفة ده معاناه أيه ؟

هزت رأسها نافية وعقبت:

-ادهم أنا مشكتش فيك أنا كنت غيرانة.

ابتسم ساخراً وعقب:

-توء توء توء انتي شكيتي فيا يا تمارا لو كنتي غيرانه كنتي هتوجهيني والموضوع هينتهي علي كده لكن أنتي شكيتي فيا وصدقتي شكك ونفذتي حكمك عليا كمان نسيتي مين أدهم جوزك وأبو إبنك اتهمتيني تهمة مش هقدر اغفرها ليكي من الأساس أنا زاني يا تمارا طاوعك لسانك تنطقي بيها ؟ شوفتي مني أيه يخليكي تقولي عني كده ؟ أنا حافظ كتاب الله يا تمارا وعارف ربنا كويس ويعلم ربنا أني ما حبتكش غيرك ولو هحب بعدك يا بنت الناس أنتي قاعدة في قلبي ومربعة.

عضت علي شفتيها بخجل:

-أسفة يا أدهم أنا مكنتش بفكر ساعتها كنت مصدومة خايفة إنك تكون مغصوب أنت كمان بجوازك مني ولما شوفت هدومك اتجننت وقررت أبعد .

تنهد بسأم وقال:

-انتي شكيتي يا تمارا فيا والشك لما يدخل بين أتنين بيدمر أي علاقة يا بنت الناس لكن أنا خلاص كشفت ورقي والصورة بقت كاملة قدامك عايزة تفضلي سايبة مجال للشك قدامك يبقي نفضها من دلوقتي وكل واحد يروح لحاله بس انتي هتفضلي هنا مع إبنك معززة مكرمة أنا إلي هسيب…

لم تدعه يكمل جملته وتحدثت بلهفة :

-لأ مصدقاك يا أدهم والله مصدقاك سامحني وحقك عليا أوعدك مش هعمل كده تاني خلاص اتعلمت الدرس.

حدق بها بتشكك وقال:

-متأكدة إنك اتعملتي الدرس يا تمارا ؟ خدي بالك الجاي مش سهل ونيڤين لو دخلت البيت ده فعلاً ناوية على خرابه .

رمقته بتحدي:

-تفكر بس تقرب مننا ومش هرحمها .

ابتسمت بدلال وهي تداعب لحيته الخفيفة:

-أنت سامحتني صح ؟

إبتسم بإصطناع ورفع يدها إلي فمه يوهمها أنه سيقبلها لكن أبعدها عن وجهه وتحدث بإقتضاب :

-لأ يا تمارا سيبي الأيام تداوي الجراح إلي ما بينا أنا رايح أنام في أوضة عمر .

ألقي جملته وغادر الغرفة تاركاً إياها تطلع في أثره بصدمة لا تصدق ما فعله بعد أن رفعها إلي سابع سما انزلها إلي سابع أرض لكن لن تستسلم ولن تدع للحزن مجال بينهم.

❈-❈-❈

تطلعت إلي باب الغرفة بتصميم واتجهت إلي الباب وفتحته متجهة إلي الغرفة المقابلة وقامت بفتح الباب دون إستئذان.

كان يتطلع علي صغيره بحنان حتي فجئ بأن باب الغرفة قد فتح رفع رأسه بإستفهام وجدها تغلق باب الغرفة وتتجه إلي الفراش وتمدد جوار صغيرها من الجهة الاخري.

انزوي ما بين حاجبيه وتسأل بحيرة:

-انتي بتعملي أيه ؟

استدارت له وتحدثت بوداعة:

-أنت بتكلمني ؟

رفع حاجبه بإستهجان:

-لأ بكلم أمي.

رددت بدلال:

-أسمها ماما يا بيبي.

رمقها بتحذير:

-تمارا اتعدلي بتعملي أيه هنا ؟

اسبلت عيناها ببراءة مصطنعة وقالت:

-هنام يا حبيبي.

ضغط على شفيته بغيظ شديد وقال:

-وجنابك ما نمتيش في اوضتك ليه ؟

ردت بحزن مصطنع:

-أنا من يوم ما أتجوزنا مش بنام غير في حضنك يا حبيبي تفتكر هيجيلي نوم دلوقتي بعيد عنك ؟

إبتسم ساخراً وعقب:

-كوتي كوتي يا حلوة يا بطة ؟ مش هتقدري هتنامي من غيري ؟ طيب جنابك كنتي سايبة البيت كنتي هتنامي حضرتك في حضن مين يا هانم ؟

زمت شفتيها بحيرة وقالت:

-مش عارفة تصدق نسيت افكر في الموضوع ده ؟

رمقها بنظرة مشتعلة وأغمض عينيه سريعاً قبل أن يفتك بها الأن .

كتمت أبتسامتها بصعوبة وتمددت في الجهة الأخري ووجه مقابل لصغيرها ووجه حبيبها الغالي ظلت تحدق بهم بشرود إلي أن غلبها النوم وسقطت في ثبات عميق .

وعلي الجهة الأخري ما أن شعر بإنتظام أنفاسها فتح عيناه بحذر وجدها تغط في نوما عميق تطلع لها بحنان ومد ذراعيه وآخذها هي وطفله داخل أحضانه وغفي هو الآخر متنعما بقربها .

❈-❈-❈

استيقظ من نومه وخرج من الغرفة وجدها تجلس أمام شاشة التلفاز تتابع إحدي الأفلام بإندماج تام.

حدق بها بحيرة وتحرك تجاهها وجلس على الأريكة جوارها بعنف مما تسبب في اهتزاز الاريكة وجسدها فوقه.

استدارت له وتحدثت بإستهجان:

-ايه يا حيوان مش تحاسب ؟

امتعض وجهه وقال:

-لأ مؤخدة.

رمقته شذرا وقالت:

-لأ مؤخذة ؟ أيه الألفاظ السوقية دي ؟

سب سبة بذيئة بداخله وتحدث بنفاذ صبر:

-خلينا في المهم مروحتيش الشغل ليه ؟

ابتسمت ساخرة وعقبت:

-أنت غبي ؟ شغل أيه إلي روحه اتقل يا باشا.

زوي حاجبيه بحير ة وتسأل:

-أتقل أزاي ؟ مش فاهم! أنت ناوية علي أيه بالظبط ؟

غمزت بخفة وهتفت بشرود:

-ناوية علي كل خير مش هيهدي ليا بال غير لما اجيب العيلة دي الأرض وفلوسهم تبقي في أيدي.



يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة