-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 15 - الخميس 6/6/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس 

الفصل الخامس عشر

تم النشر يوم الخميس

6/6/2024


أغلق منذر باب غرفته متنهداً بعدم راحة، ثم خلع ربطة عنقه وسترته وألقاه جانبًا ثم بدأ يرتدي ثيابة وهو يفكر ماذا سيفعل الآن؟ هل يخبرها في الوقت الحالي ام ينتظر حتى تكتشف الأمر من نفسها.. فبكل الحاجه ستعرف الأمر... هو فعل كل ذلك دون ان يفكر بتلك اللحظه! لم يهتم بعواقب ما قد يفعله وكيف ستكون رده فعلها ياتري؟ ماذا

يجدر به أن يفعل؟..


أراد أن ينسى كل شيء، الندم الذي بداخله

و تهوره الذي دعه إلى استغلال كل ذلك

ليحصل على فرصة البدء من جديد، ليعيش

حياته مع شخص آخر. لكنه لم يرد ذلك، أراد

فقط أن يشعر بدفء واهتمام ضحي بجانبه... ظل يفكر كثيراً كيف ستسير تلك الليله التي لم يخطط لها.. حتي جاءت الرغبة في فقدان 

عقله أكثر مثل موجة و قرر فقط الذهاب لها ويحدث ما يحدث.


خرج بعد دقائق مرتدي تلك البچامه، ليجدها تجلس فوق الأريكة و أول ما رأته أبتسمت و هو شعر بالحزن والضيق من نفسه لأنه يعرف جيد تلك الابتسامة ستختفي لاحقا! ليتوجه بهدوء نحوها يطبع قبلة دافئة على جبينها وهو يقول


= مبروك علينا


تمتمت بخجل وهي تفرك يدها بتوتر


= شكراً، الله يبارك فيك 


صمت دقيقه ثم نهض وسحبها من يدها ليتوجه نحو غرفة النوم قائلاً 


= طيب تعالي بما اننا غيرنا هدومنا بقي واكلنا نروح ننام 


اشاحت بيديها بعيداً عنه بخجل فقد ظنت أنه يريدها لأمر آخر خاص بليله زفافهم وطبيعي يحدث، لذلك صاحت باستنكار 


= بس انا لسه ما اكلتش 


عقد منذر حاجبيه وتمتم بتساؤل باهتمام


= بجد! طب ما اكلتيش ليه ادخل اجيبلك الأكل جعانه .


هزت رأسها برفض بأنها ليست جائعه، ليضحك بخفه وهو يقول باستفسار زائف


= طب ايه بقي طالما مش جعانه هنفضل هنا طول اليوم؟.. ولا في حاجه غلط من اللي بقولها مش عاجباكي!!


زحفت الحمرة نحو وجنتيها وهي تطرق برأسها للأسفل، تفكر كيف تخبره أنها خائفة بما سيحدث في ليلة الزفاف! لتقول هي بتلعثم


= لا بس آآ..


تلعثمت صامته وهي تري نظراته المبتسمة نحوها ثم قال وهو يغمز عيناه 


= بس ايه؟ ما تفهميني هي الحاجه اللي انتٍ عاوزه تقوليها ملهاش إسم ولا إيه


عبست ملامحها باستياء ثم لكزته بخفة علي مرفقه وهي تهتف بحرج


= منذر بطل بقي.


لوي ثغره بابتسامة خفيفة حينما شرد في وجهها البشوش الذي يتورد خجلاً من أبسط الكلمات، ثم سحبها مجدداً معه بداخل الغرفة وهي لم تعترض هذه المره! أغلق الباب خلفهما وترك يدها لينظر إليها بصمت! وهي أخفضت رأسها بخجل وتوتر من نظراته الغامضة فمازال حتي تلك اللحظة غامض في تصرفاته.. و نظراته أيضا.


بينما منذر كان مستاء جدًّا من نفسه في تلك اللحظة، عندما طال الصمت دون حديث رفعت

هي رأسها وبتردد شجعت نفسها وخلعت الروب ليسقط أرضا ويري أنها مرتدية قميصًا حريري ذو حملات رفيعة من اللون الوردي، يكاد يصل إلى ركبتيها جحظ عيناه بصدمة جلية عندما أدرك ذلك الموقف الحرج الذي وضعته فيه للتو! و بتلقائية رفع عيناه ينظر لها بجرأة و رغم أنها أول مرة يراها هكذا ومن المفترض يكون سعيد! إلا أنه انزعج من مواقفها التي تخجله، وهو يراها بذلك الشكل شبه عـ.ـارية أمامه، و بأنه يخترقها بسهولة....


و يتكرر نفس السؤال في ذهنه ماذا سيفعل؟ ومن أين يبدأ حتي ينتهي الأمر! ويكشف عن سره الذي تزوجها لأجله من الأساس....! 


تنهد بقله حيله وهو ينظر اليها ثم اقترب منها واحتضنها بحنان فلا أحد يعلم ما به جيداً.. لا يعلم أحد انه يبذل قصاري جهده الليلة ليبدو طبيعي! فهو وحده من يعلم انه يبذل مجهودا شديداً ليغتصب ابتسامه صغيره فقط ليطمئنها ثم تنهد بحزن و أبتعد عنها ليرفع يده يتلمس بأطراف أصابعه بشرتها الناعمة ليشعر بها ترتجف بشدة تحت أصابعه، تساءل باهتمام 


= انتٍ كويسة؟


ضغطت هي على القميص الذي ترتديه بأصابع كفيها بعصبية من الارتباك والتوتر، قائلة بصدق


= أنا مرعوبة!


تصلب في مكانه محاوطًا إياها بذراعيه بحنان وهو يقول بهمس متعجب


= ليه؟!


مدت يدها لتمسك بكفه، فتفاجأ من حركتها تلك وحدق فيها مدهوشًا بصورة كبيرة، رسمت على ثغرها ابتسامة أكثر صفاءً وهي تقول بصراحة بالغة


= تعرف أن أنا فضلت أحلم باليوم ده اكتر من ١٨ سنة بحالهم.. من وانا طفله عندي ١٧ سنه وانا بتمنى اليوم ده وزاد اكتر معايا لما كل اخواتي اتجوزوا وانا فضلت لوحدي! كنت بحلم بإحساسي هيبقى إيه وقتها لما احقق احلامي والاقي انسان كويس فعلا يقدرني و يستاهلني.. تعرف ممكن في الاول كنت عاوزه اتجوز عشان مجرد اخلص من لقب انسه وكلام الناس والمجتمع ! انما بعد ما عرفتك وكل اللي عملته عشاني حسيت إحساس تاني خالص.


مسح منذر على وجهها برفق هاتفاً بجدية لطيفة


= مش حاسه انك بتبلغي انتٍ لسه ما تعرفنيش كويس..مش جايز إحساسك ده ممكن يطلع أوهام؟


ارتفعت أنظارها تلقائيًا نحوه، فالوت ملامحها بعبث للغاية مرددًة بصوت خفيض


= هو انا ساعات بحس انك غامض وممكن مش فاهماك طول الوقت، بس اللي متاكده منه انك قلبك طيب وحنين .. 


ضغط منذر على شفتيه هاتفًا بصعوبة


= طيب لو طلع صح؟.. هتعملي إيه ساعتها؟


أغمضت ضحي عينيها للحظة، وابتسمت بدلال هامسة


= أظن إن دي أحلى حاجة، على الأقل هدور على حلم جديد.. لان هكون حققت الحلم الاولاني بمجرد ما بقيت معاك 


أبتسم بصعوبة ثم بدأ يحرك أصابعة تجاه وجهها جزء جزء، وهو يردف قائلاً محذرًا بكلمات غامضة لها كالعادة لكنها كانت مفهومة جيدًا بالنسبة له


= ضحي إنتٍ طيبة وحنينه، ومش كل الناس تفكيرها زيك ولا قلبهم حنين و نيتك في غيرك كويسه، غير أنك بنت جميله اوي... و ملامحك البسيطة دي بتسحر بكل حاجه فيكي عيونك.. وخدودك و آآ شفايفك 


خجلت كثيرًا من تلميحاته الصريحة، ونكست رأسها بحياء من مجرد التفكير في أمر كهذا، تفهم موقفها واقترب بابتسامة عذبة يخطف إياها بقبلة صغيرة من شفتيها، ارتجفت أوصالها من فعلته تلك، مشاعر غريبة انتابتها أحدثت فيها ارتباكًا محببًا إليها، أبتعد عنها بهدوء ثم أسبل عيناه نحوها بصمت لمده دقيقه وأكثر وهي تعجبت منه لكنها خجلت أن تسأله عن السبب، ثم تحرك أخيراً مبتعد عنها و أولاها ظهره وهو يقول بصوت باهت بحسرة


= بس يا خساره.. يا ألف خساره لأن ذي ما بيقول المثل كده الحلو ما بيكملش


❈-❈-❈


تعقدت تعبيرات وجه ضحي باستغراب حينما أبتعد عنها تارك إياها دون مقدمات، وبحيرة واضحة عليها قامت لتنظر إليه معلنة عن دهشة عظيمة، وهي تتسائل بقلق


= ليه بتقول كده في ايه؟ مالك 


تقوس فمه بابتسامة باهتة ثم أجابها بتوتر خفيف وهو يبتلع ريقه من رده فعلها


= في أن انا ما اقدرش اعمل اكتر من كده يا ضحى! لحد هنا و ده أخري.. والعيب مش فيكي انتٍ بنت جميله وكل حاجه زي ما لسه قايل لك بس للاسف مش هتعرفي تثيري الرغبه فيا.. يعني تقدري تقولي العيب فيا انا! 


مطت ضحي شفتيها بضيق بائن على محياها، وتنهدت قائلة بعدم فهم


= انا مش فاهمه حاجه.. منذر انت عاوز تقول ايه 


توقف عن السير مجبر ليلتفت نحوها بوجهه العابس المتشنج، وهتف باقتضاب وهو يزفر بانزعاج


= كلامي مش واضح ولا انتٍ اللي مش عايزه تصدقي! خلاص هقولها لك بمعنى تاني واضح

انا عاجز جـ..ـنـ..سـ..ـيا يا ضحى 


انكر عقلها ما سمعته وبشاعه الحديث، فماذا يقول ذلك بالتأكيد يمزح.. تساءلت هل تغلق عينيها و تفتحهما للتأكد انه ليس حلم أم ما الذي عليها فعله.. سألته بحدة طفيفة وقد استشاطت نظراتها


= انت بتهزر صح! اكيد اللي انت بتقوله ده ما لوش الا معنى واحد أن انت بتحاول تلعب باعصابي وتهزر وهزار سخيف كمان 


جلس فوق أحد المقاعد بتثاقل قائلا بفتور


= تفتكري في راجل هيقول على نفسه حاجه زي كده حتى لو هزار؟ لا انا بقول الحقيقه انا عاجز عن العلاقة الزوجية وهو ده السر اللي كنت مخبيه عليكي وقلتلك من اول يوم جواز هتعرفي من نفسك وانا مش هبذل أي مجهود حتي عشان احاول اداري الموضوع ولا استناكٍ تعرفي لوحدك واقعد اخترعلك في حجج الأفضل أحسن تعرفي من اول يوم .


شهقت مذهولة من كلماته الصادمة، وارتخى تشابك أصابع كفيها، استغرقها الأمر لحظات لتستوعب خطورة الموقف،ثم انهارت مقاومتها سريعًا ودمعت عيناها عفويًا، فانزعج من ذلك قائلاً بارتباك


= معلش الموضوع صعب فعلا انك تستوعبي بس مع الوقت تتعودي! 


رفضت تصديق اعتقادها قائلة باحتجاج قوي


= اتعود على ايه؟ هو انت مجنون هو انت لو كلامك صح فعلا جايب منين الثقه دي ان انا هفضل على ذمتك دقيقه واحده بعد ما كذبت عليا وخدعتني؟ حاجه زي كده كان لازم اعرفها من اول يوم عرفتني وانا بعد كده اللي أقرر مش تحطني قدام الامر الواقع... ايه اللي ماكد لك أن مش هسيبك وهطلب الطلاق


لم يمهلها الفرصة لتستوعب صدمه اخرى وقال بصوت جامد وكأنه يريد يزيح الاثقال من فوق صدره كلها مرة واحدة ليرتاح ولكن من اين تاتي الراحه


= لان اللي زيك يا ضحى، مستعد يعمل اي حاجه ويتنازل عشان بس يخلص من ضغوطات المجتمع وكلام الناس وترتبط... فا هتخاف برده من كلام الناس والمجتمع لما تبقى مطلقه في نظرهم !. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة