رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 13 - 6 - السبت 1/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث عشر
6
تم النشر يوم السبت
1/6/2024
صمتت للحظات ثم فركت ضحي أصابعها بارتباك كبير، تفكر في الأمر رغم لم تكن تلك المره الأولى التي يفتحها بذلك الموضوع وبانه يرغب في التعجل في الزواج بها، لكنها مازالت تشعر بالرهبة والقلق مثل أي عروس! صحيح أنها كانت تريد بشده ان تصبح عروس مثل باقي الفتيات وتحظى بتلك التجربه إلا أن تنفيذ الأمر على أرض الواقع أصعب بكثير!!.
أما بخصوص أمر طلبه للتاكد من عذريتها! فقد حدث وانتهى الموضوع والتحدث به لم يفيد بشيء، واذا كانت نيته سيئة فبالتأكيد لكان لم يصر على الزواج بها حتى الآن.
تصارعت الأفكار في رأسها وتخبطت قرارتها، مازالت تخشى من تلك الإقدام عليها. نظرت إليه بطرف عينها فطـال صمتها زاد قلقه، أوشك صبره على النفاذ من سكوتها المريب المقلق. ثم سحبت نفسًا عميقًا لتضبط انفعالاتها وتحدثت أخيراً وهي تهز برأسها مرددًة بنبرة مترددة
= أنا آآ .. موافقة؟!!!
❈-❈-❈
في اليوم التالي، لم تستطيع بسمه النوم في تلك الليله من السعادة وهي لا تصدق بان معاذ سوف يعمل أخيرا بحق! أمانيها ستتحقق. ولم تشعر بعد اليوم بأنها زوجه تعيسة او محرجه من اي تجمع عائلي يحدث ويسألها أحد عن عمل زوجها.. وبالطبع كانت تكذب عليهم بانه يعمل فيه الدكان مع والده وأخيه لكن الأمر بعد الآن سيتغير حسمه.
جهزت الفطور من الصباح الباكر حتى يتناول زوجها قبل ذهابه الى العمل، لكن فعلت جهد كبير حتى يستيقظ فلم يكن معتاد على العمل او الاستيقاظ في الصباح من قبل! لكن الاخرى لم تيأس وظلت فوقه حتى استيقظ أخيراً باستسلام... حتى الأمر لم يختلف عن إبنه عندما علم بامر عمله و شاهده لمره وحيدة يستيقظ مبكراً عكس الفترات الماضية .
تساءل مالك أمه باستغراب كبير
= ماما هو بابا رايح فين الصبح بدري
أبتسمت بسمة بفخر وهي تقول بحماس
=رايح الشغل يا حبيبي .
نظر معاذ بطرف عينه إليهم بنعاس وشعر بالغيظ الشديد من سعادتهم التي لا يفهم سببها فهل كل ذلك بسبب العمل! فهو لم يكن لديه مثلهم شغف أبدا لتلك الأمور منذ استيقاظه.. لكن كان مجبر علي إكمال الأمر طالما بدأ .
رحل معاذ علي مضض الي الخارج وهو يشعر بعدم رغبة في ذلك كونه غير معتاد على ذلك حتى أنه فكر في آخر لحظه أن يترجع عما يفعله! لكن يعلم لم تصمت بسمه وسوف تثور عليه فسعادتها كانت واضحه للغايه ولم تخفى عليه سببها، لذلك تحرك بكسل إلي عمله بأول يوم.
بعد عده ساعات، كانت بسمة في منزل حماتها تطبخ هذه المره بحماس ولم تتذمر على أعمال الطبخ والمنزل كعادتها! حتى حماتها كانت مستغربه ذلك التغير وتساءلت عن سبب سعادتها.. لكن الأخري كانت حريصه للغاية ان لا تخبرها لانها تعلم جيد عدم رغبتها في عمل معاذ بسبب خوفها الزائد دون مبرر .
و على الجانب الأخر في الاعلي، بدأ منذر بالفعل في التجهيزات اللازمه بعد موافقة أهل ضحي.... ورغم اعتراض الجميع من تعجله في تلك الخطوة تحديدًا لكن فرحته الواضحة عليه جعلت المعظم يتقبل الأمر.. أو ربما وافقوا مجبرين مثل سابق! لكن كالعاده لم يهتم اليهم كثيراً وواصل ما يفعله باهتمام ونشاط لإنجاز ماهو مطلوب في أقل وقت ممكن.
صدي صوت طرقات فوق باب المنزل فجاه، فتحركت مايسة في خطاها لتفتح الباب قبل ان تضع الحجاب فوق رأسها لتتفاجئ بابنها معاذ يسند جسده فوق شخص بجانبه غريب بتعب واضح عليه.. شهقت مذعورة وهي تصيح بخوف شديد
= أبني.. مالك يا حبيبي ايه اللي حصل؟
أسرع الرجل الذي معه وهو يقول بجدية
= أهدي يا حجه ما تقلقيش اصابه بسيطه بس في رجله.. من الشغل بتحصل عادي
نظرت بسرعه إلي قدمه الملفوفه برعب بالغ من أصابه طفلها الصغير، وصرخت الأم بهلع وهي تردد بصياح محتد
= نعم بتقول إيه؟, شغل ايه؟ هو انت كنت فين بالظبط واللي حصل لرجلك
خرجت بسمه علي الصوت لتجد زوجها بتلك الحالة، اتجهت صوبهما بسرعه خاصة حينما رأت رجلًا غريبًا يسند زوجها فلم يكن الأمر بحاجة إلى فطنة أو ذكاء خارق لتخمين السبب.. وأنه أصاب عندما رأت قدمه ملفوفه بالشاشه الأبيض واقتربت وهي تقول بقلق
= هو في ايه.. مالك يا معاذ .
رد عليهم الرجل قائلاً مجدداً محاوله الاطمئنان
= يا جماعه اهدوا الاصابه بسيطه احنا اول ما حصلت روحنا على المستشفى على طول والدكتور عمل له اشاعه علي رجله وقال انها مجرد كتمه بسيطه ما فيش حتى شرخ ولا كسر الحمد لله.. هو بس اللي اتغاشم شويه
وشد علب السمنه جامد من على الرف و وقعت علي رجله
لم تهتم مايسة بحديث ذلك الرجل أن ابنها بخير وحاولت ان تسنده ليتحرك ويجلس على الأريكة براحه ثم انحنت لتنزع حذائه الآخر وهي تقول باهتمام وخوف شديد
= تعالي يا حبيبي اقعد هنا وارتاح.. انا مش فاهمه حاجه شغل إيه اللي بيتكلم عليه و رحته ده، ازاي تعمل حاجه زي كده من ورانا؟ يا نهار ابيض ليكون حصل لقلبك حاجه لازم نروح المستشفى دلوقتي ونكشف عليك ثاني
سمعت صوتاً قائلاً بثقل
= ما تقلقيش يا أمي انا كويس.. وهبقى افهمك كل حاجه بعدين.
أشــــار الرجل بإصبعه نحوه وهو يتحدث موضحاً بجدية
= هو واحنا في الطريق للمستشفى قال ان عنده القلب فعلا واحنا قلنا للدكتور الكلام ده وهو قال انه كويس الاصابه في رجله و بسيطه خالص ما فيش داعي للقلق.. ده احنا في الشغل ياما بنتخبط وبنلفها ونكمل شغل عادي هو بس اللي عضه الظاهر طري ده لما وقع قعد يصوت ويتوجع وكلنا اتخضينا و طلع حاجه بسيطة في الاخر
اغتاظت مايسة من استخفاف ذلك الشخص من قدرات أبنها، ونظرت إليه بضيق شديد و حاولت أن تتمالك نفسها من استخفافه نحو طفلها، ولكن رغم ذلك ردت عليه ممتنة
= طب يا اخويا تشكر تعبناك معانا.. اتفضل أقعد و خد واجب الضيافه بتاعك
هز رأسه برفض ثم أجاب بصوت متحشرج من أثر التدخين وهو يشير بيده
= لا تشكري يا حجه انا عندي شغل كتير في المحل بالاذن والف سلامه عليك يا معاذ ... بس نصيحه تعالى بكره على طول احسن صاحب الشغل يجيب غيرك والشغل يروح عليك
صاحت هادره باعتراض وهي ترمقه بنظرات شبه غاضبة
= لا تشكر خليه يجيب غيره و بدل الواحد عشره لو عاوز كمان، ابني مش محتاج شغل دكان ابوه موجود الحمد لله
عقد الرجل حاجبيه باستغراب كبير وهو ينظر له، أكد معاذ على حديث أمه قائلاً بحزم
= أمي معاها حق أنا فعلا مش ناوي اجي تاني وابقي قول الكلام ده لصاحب المحل.. اهي مره ومش هتعود
كانت بسمة في طريقها إليه لتضع خلف منه الوساده، لكنها تسمرت مكانها باستنكار واضح واتسعت مقلتاها بصدمة كبيرة حينما أبلغ صديقة عدم رغبته في العمل مجدداً الذي لم يبدأ حتي.
بعد فتره رحل ذلك الرجل، وهو مستغرب من كلماتها لكن لم يتدخل ولم يجادلهم في الأمر.. بينما نظرت مايسة إلي بسمه بضيق شديد شعرت بأنها السبب في أمر عمل ابنها الذي ادى الى إصابتة.. عبس وجهها بحدة وهي تعتاب ابنها قائله
= قولي يا حبيبي في حاجه بتوجعك.. تحب اجيبلك دكتور تاني.. هو انت اخذت الدواء بتاعك ولا لأ صحيح اوعي تكون نسيت بسبب الشغل ده
تنهد بعمق وهو يقول بصوت هادئ
= لا ياما خدته الصبح ما تقلقيش انا كويس
مسحت علي وجهه بحنان وهي تقول بقلق بالغ
= كده توجع قلبي عليكي يا حبيبي وتروح تشتغل من ورايا، افرض كان جريلك حاجه دلوقتي كان ايه اللي هيحصل لي هعيش ازاي من غيرك.. ليه يا حبيبي كده هو انا ليا غيرك
أمسك يدها وهو يقبلها قبل أن يردف بانزعاج
= بعد الشر عليكي يا حبيبتي، أهدي ما انا كويس قدامك أهو جت بسيطه
رمقته بسمة التي تقف متهجمه الملامح بصمت لتنظر مايسة نحوها بنظرات جافة قبل أن تستدير إلي طفلها مجدداً، وهي تقول بغضب شديد
= هو انا لسه هستنى تحصل لك حاجه كبيره وبعدين شغل ايه ده كمان هو احنا مخلينك محتاج حاجه؟ مين اللي شار عليك الشوره المهببه دي وطلعها في دماغ.. اسمعني كويس انا ما عنديش استعداد اخسرك من هنا ورايح تنسى حكايه الشغل دي ولو عاوز فلوس اوي كده ومحتاج قول لابوك وهو يزودك، انما تنزل تشتغل وتتعب نفسك لأ .. سامعني ولا لأ؟
هز رأسه بالإيجاب دون اعتراض، ثم عادت تمسح على وجهه وشعره بحنان واقتربت تقبل
وجنته بحب شديد وابتعدت هاتفه بإبتسامة عريضة
= هقوم يا حبيبي اعمل لك الاكل اللي انت بتحبه، اكيد زمانك جعان من المجهود اللي عملته النهارده في الزفت الشغل ده.. خلي بالك من صحتك يا حبيبي عشان خاطري ده انا ما ليش غيرك .
بينما علي بعد لم يلاحظ أحد ذلك الواقف منذ قليل وقد استمع الى ذلك الحوار بينهما...
ارتعش جسد منذر وأصاب بالاستياء الكبير أثر تلك الكلمات الموجعه من أمه، ثم أبتسم بألم ساخراً فلم يكذب حين قال انهم يتعمدون جرحه بشده بأبشع الطرق..... شعر بهبوط حاد في معنوياته المرتفعة أثر سعادته التي كان يشعر بها بسبب تجهيزاته لفرحه القريب للتو، و بألم قاتل يجتاح قلبه حتى كاد يفتك به فكلمات والدته كلها ترن داخل اذنه! واهتمامها الشديد به وخوفها الكبير وكأنها ليس لديها أبناء غيره.
فلم الكذب ليكن صريح مع نفسه هو لم يشعر بحياته بأنهم عائلته بحق! فكيف ومتى وهم طول العمر لا يمارسون مهمتهم نحوه ويشعره بالاهتمام والحب مثل ما يفعلون مع معاذ... لم يشعر أبدا بأنه جزء من تلك الأسرة؟ لم يشعر بان تلك المراه وذلك الرجل عائلته بحق... رغم انه يفعل الكثير ليحصل على لو جزء بسيط من ذلك الإهتمام أيضاً مثل معاذ.. لكن لم يحدث أبدا، بل فقط يمارسون الضغط الشديد عليه من كل النواحي وكأنه غريب عنهم و ليس إبنهم... وهم ليست عائلته... يشعر أحيانا أنهم قد نسوا بالأساس انه إبنهم ويحتاج الى الحضن الدافئ وتلك الكلمات الطيبة والدعم .
شرد في كلماته أمه مجدداً وهي تحادث أبنها
ان يبقى سالم لأجلها وهي ليست لها غيره بالحياه... مؤلم حقا تلك القسوة النابعه منهم.. والمؤلم أكثر بانهم من المفترض عائلته..
زادت حدة الألم واشتدت قسوته، فعجز عن الصمود، ترنح جسده للخلف قليلاً وانسابت من طرف عينه عبرة خائنة تحمل الكثير من أحزانة قبل أن يندفع للخارج يعود كما كان وحيد!. دون يد تعاونه على تجاوز تلك الالام .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية