رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 14 - الأثنين 3/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الرابع عشر
تم النشر يوم الاثنين
3/6/2024
❈-❈-❈
بداخل البيوتي سنتر، وقفت أحدي الشابات المتخصصات في تزيين العرائس لتقوم بدورها في تجميل العروسه لتضع آخر اللمسات الأخيرة، ثم طلبت منها بهدوء ان تنهض حتى تظبط فستان الزفاف، نهضت ضحي بحذر من على المقعد، فأزاحته الأخري للخلف لتترك لها مساحة من الحرية لتتحرك، أبتسمت السيدة هاتفه
= انا كده خلصت تقدري تشوفي في المرايه لو في اي تعديلات قوليلي عليها قبل ما العريس يدخل.
التفتت ضحي ناحية المرآة لترى انعكاس هيئتها فيها بدت مصدومة من مظهرها، كانت تشبه الأميرات في حليتهن المبهجة، أبتسمت كوثر بسعادة رغم عنها وهي تري ابنتها بتلك الهيئة ثم اقتربت لتحتضنها بحنو أمومي زائد هاتفه دعائها الصادق لها، دخلت نرمين فجاه وهتفت بحماس
= العريس وصل! منذر جي بره.
تورد وجه ضحي، فحضوره القوي الرجولية المختلف يؤثر عليها بشكل ملحوظ، لذلك تحرجت من مجرد ذكر إسمه فقط وبأنه سيدخل ويراها الآن بتلك الهيئة وعندما دلف أنصدم صامت لترحل نرمين ووالدتها للخارج
برقت عيناه بإعجاب ونهج صدره أكثر من منظرها بسعادة و حسره غامضة بنفس الوقت ثم هتف مرددًا
= شكلك حلو أوي.. والفستان كمان جميل بس انتٍ اللي محليه
رسمت على ثغرها ابتسامة أكثر صفاءً وهي تقول بخجل
= وأنت كمان شكلك حلو
أبتسم بهدوء دون حديث، ثم أردف قائلاً بصدق
= شكراً، ربنا يقدرني وأسعدك يا ضحي
بينما ضحي بقيت تحدق به وكأنه اسرها في الدقائق الذي تحدث فيها معهما ولكن الحقيقة تقال، لقد كان رجلا وسيما وأنيقا بملابس الزفاف حقا.
تأمل منذر فستانها ببسمة فقد جعلها فاتنة، ثم اقترب وقبل رأسها لتغمض هي عينيها بلا وعي، إنه يؤثر على حواسها بشكل لذيذ ثم رفع ذراعها اليه ليلفه حول ذراعه متوجها بها بعد ذلك الى الأسفل، إلى حيث سيحتفلون بتلك اللحظات الفريدة والتي تمنت هي ألا يفسدها أحد..
وعلى الجانب الآخر كانت والدته تقف تراقب إياه، و بدت مايسة منزعجة من تجاوز ابنها للأعراف والتقاليد المتبعة في منطقتهم الشعبية وتصرفه بعقلانية قليلة مع تلك المدعوه ضحي، فقد أصر أن تزف من هنا إلي القاعة وسط زفه كبيره بالاضافه الى الزينة والانوار المعلقه في منزل والدها ومنزله.. غير اختياره لأكبر قاعه في المنطقة فلقد عزم حشد كبير من الناس..
بدأت تشعر بالغضب والحنق من تصرفات ابنها والمصاريف المبالغة... هي حقا لا تفهم لما كل ذلك، وازعاجها اكثر من تمسكه بها وكأنها أخر النساء على الأرض.
بعد ساعتين من التصوير و الزفة وصلوا إلي القاعة أخيراً....
افتتح المأذون الدفتر بعقد القران الجلسة بالصلاة على النبي الكريم بينما يسلم يد منذر في يد والد ضحي نيابة عنها رغم عمرها الذي تجاوز السن القانوني للزواج، قام المأذون بتغطية أيديهما بمنديل أبيض مزين الحواف باسم العروسين مكملًا حديثه... و وقفت نرمين صديقتها على الجانب الآخر مع الفتيات تتابعهما بسعادة واضحة .
بدأ منذر يردد خلف المأذون وهو يسترق النظر إلي ضحي الجالسة بالجانب المقابل له قرب والدها وقد ازدانت جمالاً في هذه المناسبة بثوبها الأبيض وتألقت به رغم بساطته، تهلل وجهها بفرحة وتورَّد بنظراته التي تأسرها فلم يبقي الكثير حتى تكون مُلكه ومَليكته.. و بمجرد أن أنهى المأذون عقد القران حتى انطلقت زغاريد النسوة من داخل وخارج القاعة إيذانا بتقييد وربط الأسماء وتعالت عبارات التبريك والتهاني وتمني السعادة لكلا العروسين.....
وفي أثناء ذلك استقام منذر ليلتقي التهاني و المباركات من الجميع حوله، واقترب من والدها ملقيا التحية والآخر يهنية ليرد عليه بكلمات الشكر المباركة.. ليواصل فوزي حديثه وهو يطبطب فوق ظهر زوج ابنته هاتفاً بصوتٍ وقور
= خلي بالك من اللحظة دي هعتبرك ابني مش مجرد زوج بنتي! عشان كده اتمنى تكون قد الامانه اللي اديتها لك وما تخلينيش في مره اعتبرك زوجي بنتي وتزعلني منك لما تزعلها
رسم منذر ابتسامة مهذبة رغم توتره فلقد تأثر من حديثه، ليرد على حماه
= شكراً يا عمي، و أوعدك هبذل جهدي عشان أكون عند حسن ظنكم كلكم
أشار حماه لزوجته الواقفة على الزاوية تطالعهم بوجه قاتم فمن الواضح رغم إتمام عقد الزواج ما زالت غير راضيه على تلك الزيجة، ولنفس السبب فارق العمر الذي بينهما
اتجهت كوثر نحو زوج ابنتها وباركه له بهدوء
وهو رد بلطف.
ثم اتجهت الي ابنتها وهي تبدو جميلة في طلة بهية بثوب الزفاف فمهما كانت ترفض وتعترض في النهايه سعيده بانها رأت ابنتها الصغيرة تتزوج امام عيناها، لتميل كوثر معانقة إياها وهي تردف ببشاشة مُعدية ولطف
= مبروك يا حبيبتي ربنا يسعدك ويا رب يخيب ظني ويحافظ عليكي فعلا، ويكون ده اللي يستاهلك
بادلتها ضحي ابتسامتها وردت بود يتجلى بعينيها الصافيتين
= الله يبارك فيكي يا ماما، صدقني عمرك ما هتندمي ولا أنا منذر ما فيش زيه وانا بقيت واثقه فيه .
قالتها بابتسامة راضية ومطمئنة ثم ربتت أمها فوق ظهر ابنتها بقله حيلة وانشرحت أساريره الأخري وهي تري والدها يقترب فمالت تقبل وجنة أبيها الذي انخفض لها قليلا وهو يلصقها بجانبه..
كان الحاج شاهين يقف بجوار ابنه الآخر و زوجته فتقدم منه قائلاً
= مبروك يا منذر
نظر له بجفاء لكنه حاول رسم الابتسامات
و وضع منذر يده على كتفه، استقرت في أثناء ذلك عينا والدته عليه واقتربت علي مضض تبارك له
= مبروك يا حبيبي، ربنا يسعدك وما ترجعش بعد كام يوم تندم على الجوازه اللي دبست نفسك فيها دي
تمتم شاهين في أذن زوجته بكلمات حذر وسط هذه الضوضاء الاحتفالية الصادرة من القاعه ليجعلها تصمت، بينما ردًّ منذر وهو يتبادل معهم النظرات والعهد الرجولي
= ما تقلقوش ان شاء الله ما فيش حاجه هتحصل زي كده، ولو حصلت فانا اللي هشيل الليله زي كل مره فانتم مش خسرانين حاجه في الحالتين ذي كل مره.
نظروا الي بعض يتعجب من لهجته وقبل أن يتحدث أحد منهم، ليقترب معاذ نحو اخية وهو ينظر إليه و يتحدث بود و مداعبة
= مبروك يا عريس، ربنا يرزقك بالذريه الصالحه ان شاء الله ونشوف ولادك من تاني
تجهم وجه منذر فجاه دون مقدمات بضيق غامض ثم غمغم باقتضاب
= ان شاء الله.
اقتربت بسمة أيضا وهي تمسك يد طفلها وهتفت بنبرة هادي
= مبروك يا منذر ربنا يتمم لك على خير ويسعدك.. ويجعلها جوازة الهنا
هز رأسه بالإيجاب بهدوء دون النظر لها، و هكذا استمرت هذه المناسبة السعيدة رغم أن كان البعض غير راضي عمليًا و صريحًا لكن لم يهتم بالأمر فهذه المره أصر على اختيار ما يريد هو وليس العكس.
و في لحظات انشغال الجميع، تحرك منذر متوجها لمن ملكت عقله وهي ضحي! ومن يعلم فماذا ستملك بعد؟ فقامت عند اقترابه ممسكا يدها يسندها في وقفتها فرفع عنها طرحتها مبتهجا بحسنها، مُمرًا عيناه لملامحها السعيدة رغم خجلها فدنا بوجهه يلثم جبينها لثوانٍ قبل أن يتعانقا برقي أغمضت عينيها بقوة تاركه نفسها تشعر بتلك الأحاسيس الغريبه والجديده عليها.. فلم يوجد مانع فيما سيحدث فهو زوجها بالنهايه ومن حقها وحدها.
لتنعم بين ذراعاه كانتا قويتين حتى كادت تشعر بقدميها ترتفعان فوق مستوى الأرض..
أبتعد عنها قليلا يهدر لها بصوتٍ يضج رجولة وهو ينظر في عينيها
= مبروك يا عروسه.
لم تتحدث أو تفتح ثغرها بحرف لكن لا إراديا رسمت ابتسامة بشفتيها الملتمعة بمرطبٍ ورديٍّ فاتح.. وظل يحدق فيها الآخر بصمت لكن كانت نظراته عكس نظراتها.. فكانت هي سعيده أما هو يشعر بالرهبه والخوف فيما سيحدث لاحقاً.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية