-->

رواية جديدة براديسيا (التميمة الملعونة) لبسمة بدران - الفصل 8 - 2 - الأربعاء 19/6/2024

    قراءة رواية براديسيا (التميمة الملعونة)  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية براديسيا (التميمة الملعونة)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الثامن

2


تم النشر يوم الأربعاء

19/6/2024

منذ أن عادت من ذلك الاحتفال وهي تمكث في جناحها يتآكلها الغضب 


فذلك الأبله بالفعل استطاع الانتصار عليها وهي من خططت ودبرت للإيقاع به 


لكن يبدو أنه ليس بتلك السهولة التي اعتقدتها 


لذا عليها أن تفكر مرتين قبل أن تنفذ أي قرار 


يا لها من بلهاء 


كيف لها أن تستخف بعقلية مثل عقلية الأمير عروة؟


يبدو أنه ليس وسيما فحسب 


بل إنه ذكيا لدرجة مخيفة 


ماذا؟


هل قالت إنه وسيم؟


يبدو أنك جننت يا جورية 


عضت باطن فمها بغضب حتى أدمته 


وراحت تتمتم بغيظ مكتوم: يا لك من غبية يا جورية 


ماذا؟

هل تتحدثين مع نفسك يا جلال الملكة؟


تساءلت بهذه الكلمات جارياتها ووصيفتها المفضلة ياقوت 


أجابتها وهي تشد خصلاتها بعنف حتى كادت أن تقتلعها: أجل أتحدث مع نفسي يا ياقوت 


ذلك الأبله سيجعلني أجن قريبا 


انبلجت ابتسامة متشفية من ياقوت التي هتفت بمزاح: سامحيني يا جلالة الملكة لكنك تستحقين ذلك 


كيف يطاوعك قلبك بأن تؤذي رجل كهذا؟


رمقتها بنظرات حارقة كي تصمت 


لكن الأخرى استطردت: صدقيني لو كان الأمر بيدي لطلبته للزواج أنه رجل حقيقي 


والرجال قليلون 


آه من جمال عينيه اللتان تشبهان لون القهوة  وخصلاته الناعمة وجـ سده العضلي واا ا 


قاطعتها بصرامة: ياقوت اغربي عن وجهي وإلا… 


رفعت يدها باستسلام: حسنا حسنا سأذهب 

أريد أن أخبرك شيء أنا سأقدم طلب للديوان الملكي كي أذهب لخدمة ذلك الوسيم 


فرت هاربة قبل أن تبطش بها سيدتها التي رغما عنها ابتسمت باتساع 


فيبدو أن ذلك الوسيم وخاصة بعد فوزه اليوم محط إعجاب الفتيات في المملكة 


❈-❈-❈


بعد ما انتهت من قص ما حدث بداخل القصر على مسامع والدها رغما عنها أجهشت في بكاء مرير فكلما تذكرت حديث الجميع عن تلك الفتاة شعرت وكأنها تعرفها 


لم يجد والدها بدا سوى احتـ ضانها كي تهدأ 


ثواني وابتعدت عن حضـ نه وهي تمسح دموعها بأناملها الصغيرة هاتفة وسط شهقاتها: أتعلم يا ابي على الرغم من أنني لا أعرف تلك الفتاة لكنني حزنت عليها بشدة 


حتى الملكة آسيا والملكة علياء وجميع سكان القصر حزنوا من أجلها 

لدرجة أنني ظننت أنها كانت ملاك 


أومأ والدها متفهما ومن ثم غمغم بخفوت: هذا هو القدر يا ابنتي 


لكن من الذي انعدمت من قلبه الرحمة كي يقتل فتاة نقية كهذه وطفلا بريئا لم يرى النور 


حتما أنه شيطانا وليس بشريا 


أومأت مؤيدة لحديثه فاستطرد متسائلا: واا والملكة آسيا كيف حالها يا نور؟


أجابته بتلقائية: بكت كثيرا يا ابي حاولت تهدئتها ولكنني لم أستطع يبدو أنها كانت على علاقة قوية بتلك الفتاة 


تحدث والدها مقاطعا: لا يا ابنتي هي حزينة لأنها فقدت أول حفيد لها 


كما أنها فقدت ولي العهد الذي كان سيحمل تاج المملكة بعد عمر طويل 


فأنت تعلمين أن الملك تميم والملكة علياء لم يرزقان بطفل حتى الآن 


نكست رأسها أرضا ورغما عنها تخيلت نفسها أما لأطفال محبوبها 


تدرجت ابتسامة سعيدة فوق شفـ تيها مما جعل والدها يرمقها بدهشة 


فما بال هذه الفتاة

ألم تكن تبكي منذ قليل!

إذا ما الذي حدث لها؟


هز رأسه باستسلام ومن ثم هب واقفا ليكمل عمله تاركا إياها تتخبط في مشاعرها الجياشة وأحلامها الوردية 


❈-❈-❈



أمرتها سيدتها بالذهاب إلى قصر الملك تميم والاطمئنان على الجارية صفية 


وها هي ذي تقف أمامها تسألها باهتمام: كيف أصبحت يا صفية؟


إجابتها بإعياء شديد: أنا بخير يا قوت هل علمت الأميرة رحيق بما حدث؟


أومأت لها موافقة 


هي راضية عني الآن أليس كذلك؟


أجل وتريد رؤيتك في المساء ستكون بانتظارك في  الجهة الخلفية للقصر بعيدا عن أعين الحرس 


كوني في الموعد ولا تتأخري فالأميرة رحيق تكره الانتظار كثيرا 


اومئت لها موافقة مردفه بصوت يكاد يخرج: حسنا حسنا سأكون في الموعد 


لوحت لها مودعة ومضت في طريقها 


وهي تشعر أن سيدتها تدمر الشر لتلك المسكينة التي ترقد بالداخل 


❈-❈-❈


على ضفاف إحدى البحيرات تجلس بمفردها تستنشق الهواء النقي 


فهي منذ قليل أمرت كل من أتى معها بتركها بمفردها 


فهي تريد الاستجمام قليلا والابتعاد عن كل شيء يزعجها 


أغمضت عينيها باستمتاع شديد وخصلاتها الطويلة تتطاير بفعل الهواء 


ثواني وشعرت بأحدهم يجلس بجوارها 


فتحت عينيها لتوبخ الذي أتى يعكر صفو جلستها لكن ماتت الحروف على شفـ تيها واتسعت عيناها في دهشة وهي تراه يرمقها بابتسامة ساخرة 


تلاقت أعينهما لعدة لحظات وهي لا تصدق بأنه أمامها  


❈-❈-❈


تقف برفقة جاريتها تتلفت يمينا ويسارا خشية أن يراهما أحد 


هتفت بسخط مخاطبة جاريتها: لماذا تأخرت تلك البلهاء؟

هل أنت متأكدة أنها ستأتي؟


أومأت موافقة: أجل يا سمو الأميرة فهي أكدت على مجيئها 


رمقتها بغضب ومن ثم راحت تتابع بعينيها الطريق الخالي تقريبا من البشر 


ابتسامة شيطانية ارتسمت فوق شفـ تيها الحمراوتين وهي تراها تدنو منها بإعياء شديد 


حيتها بإيماءة خفيفة ومن ثم رفعت رأسها هاتفة بابتسامة: سمو الأميرة لقد نفذت كل ما طلبته بالحرف الواحد 


رائع يا صفية  حقا أنت مذهلة  قتلت صديقتك بدم بارد 


فعلت كل هذا من أجل المال والسلطة 


لكن يالا الخسارة لن تحصلي على أي منهما أتعلمين لماذا؟


رمقتها باستفهام مجدول بالخوف سائلة إياها بتلعثم شديد: لماذا؟


أجابتها وهي ترمقها باشمئزاز: لأنني ببساطة لن أثق بقاتلة قتلت صديقتها من أجل المال  وما يدريني أنك لن تفعليها معي إذا طلب منك أحد مقابل شيء أكبر 

آسفة يا صفية من قتل مرة يقتل ألف مرة 


وقبل أن تستوعب صفية ما تتحدث به الأميرة رحيق كانت الأخرى قد أخرجت خنجرها من بين ثيابها وطعنتها عدة طعنات دون أن يرف لها جفن 


تابعتها بعينيها وهي تفترش الأرض مدرجة بدمائها 


وضعت الجارية مرجان يدها على فمها تكتم شهقاتها 


وهي ترى سيدتها مجرمة بما تحمل الكلمة من معنى 


خشيت أن تعطيها ظهرها فتفعل معها بالمثل  ولما لا؟


فهي شاهدة على جريمتها منذ البداية 


ارتجفت كل خلية في جـ سدها وهي تستمع إلى صوتها الذي باتت تكرهه 

وكأنها قرأت أفكارها: لا تخافي يا مرجان لن أفعل معك هذا 

باختصار لأنني ما زلت أحتاجك تأكدي في اليوم الذي استغنى فيه عن خدماتك العظيمة تلك صدقيني ستكونين أنت أيضا تحت التراب 


أومأت لها جاريتها موافقة عدة مرات وهي ما زالت تضع يدها على فمها 


استطردت الأخرى حديثها اللاذع: آه نسيت شيئا 

إذا تجرأت وفتحت فمك عن أي شيء فعلته أو سأفعله صدقيني لن أفكر مرتين في فصل رأسك هذه عن جـ سدك  افهمني؟


للمرة الثانية تومئ موافقة وهي تشعر بتجمد الدم في سائر أنحاء جـ سدها 


❈-❈-❈


شعرت بسعادة عارمة وهي تراه يخرج من جناحه 


فقررت متابعته لتعلم إلى أين ستكون وجهته 


تتبعت خطواته بحذر شديد كي لا يراها أو يشعر بها من الأساس 


وما هي إلا دقائق حتى أبصرته يولج إلى المسبح الخاص به 


دنت من ذلك المكان تراقبه بعيني صقرية وهو يخلع ثوبه ليبقى فقط بثوب السباحة 


ابتسمت بنصر عندما رأته يخلع قلادته ويضعها فوق أحد المقاعد الخاصة بذلك المكان 


وها هي واتتها الفرصة على طبق من ذهب 


كيف لا تستغلها؟


لكنها سرعان ما تذكرت أن الأمير أخبرها بألا تتصرف دون الرجوع إليه 

ترددت قليلا ولكنها أخيرا حسمت أمرها 



يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة