-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 34 - 2 - الثلاثاء 11/6/2024

  

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الرابع والثلاثون 

2

تم النشر يوم الثلاثاء

11/6/2024


نظرت لها بخوف وقلبها ينبض بجنون بأسم حبيبها وعشق طفولتها : 


ـ ايه اللي انت بتقوله ده ؟ ، ماله مالك ، ماله حبيبي مالك ، انطق يا ياسر متجننيش .


هتف بنبرة حادة بعض الشيء وهو لم يعرف من ذلك الشخص الذي كان يريد أن يقتل " مالك " : 


ـ مش عارف يا جميلة ، مالك ضربني وفي وسط ضربه ليا ، في راجل دخل الجنينة ، وكان هيضرب مالك بالرصاص ، بس فريدة هي اللي خدت الرصاصة بدل مالك ،ودلوقتي هي في مستشفي ، ومفيش اي اخبار عنها .


ـ ايه ؟ .


فهي لم تعرف كيف حدث ذلك ولما حدث بالأساس ، مَن هو الشخص الذي تجرأ أن يقترب بـ " مالك " حبيبها ؟ ، مَن هو ذلك الشخص ، ولما فريدة تأخذ هي الرصاصة بدل من " مالك " ، نعم هذا شئ جيد بنسبه لها ، و أن مالك سالماً لم يحدث له مكروه ولكن لما ؟؟ ، فهذه الأخبار ليست جيدة بتاتاً ، فهي تعرف " مالك " جيداً ، إذا " فريدة " وقفت على قدميها مرة أخرى من بعد تلك الحادثة ، فـ " مالك " سوف يسامحها ويعود حبه معه ، ويعود حُب " مالك الأميري " لـ " فريدة " ، وهي لا تريد ذلك أبداً ، يجب الأن " فريدة " أن تموت والأن ، فهي لن تخاطر أبداً هذه المرة علي فشل خطتها، يجب علي " فريدة " أن تموت في المستشفى والأن .


نظر لها وجدها شاردة ، كأنه تفكر في شئ ما ، لا يهمه الأن ، ولا يهمه " فريدة " سواء أن تعيش أما تموت ، عليه الأن أن يأخذ كل أمواله من " جميلة " فهو لن يخاطر هذه المرة ، لن يخاطر ، فهو أهم شئ في حياته هو المال لا أكثر ، لا يهمه " جميلة " أو " فريدة " ، لا يهمه اي شخص سوىٍ المال فقط .


قطع شرود تفكيره نبرتها التي كانت ممتلئة بالشك : 


ـ انت عرفت منين أن فريدة اتضربت مكان مالك ، ومالك كان بيضربك ليه ؟؟؟ .


نعم فهي لم تعلق على حديثه أبداً ، علقت فقط على كلماته التي كانت اتخذت " فريدة " الرصاصة بدلاً من " مالك " ، الأن علقت على حديثه السابق ، كيف " مالك " يضرب " ياسر " ولما ؟؟؟ .


توترت ملامحه ولم يكن يدري كيف يتحدث الأن ، فهي إذا اكتشفت أنه ذهب إلي غرفة " فريدة " و " مالك " ، سوف يصيبها بالجنون ، ويمكن أيضا أن تخصم له من ماله ، فهو فعل ذلك الشئ حتى يكمل ما بدأ به الأمس ، فـ إصابته الرغـ ـبة حين رأها بذلك القميص الذي أصاب اوتار جـ ـسده ، فهو قد ظن أن " مالك " ذهب في الصباح ، لذلك جاء بقلب قوي على غرفتها .


نظرت إلى توتر ملامحه ونظرت إلي ارتباك جـ ـسده مما زاد الشك أكثر بداخلها : 


ـ أنت روحت بيت مالك ؟؟ .


حرك أنامله رأسه وهو يهتف بلهفة خوفاً أن تخصم له من أمواله وخوفاً من غضبها : 


ـ انا روحت هناك عشان خاطر اسمع كلامك ، مش قولتلي لازم اتقرب من فريدة ، ولازم المسها ، عملت اللي قولتي عليه اهو .


صاحت به بحده ، والغضب يثير جـ ـسدها ، فهي لم تتخيل أن " ياسر " يذهب للقصر مرة ثانية : 


ـ انت اتجننت يا ياسر ؟؟ ، انت اكيد جرا لمخك حاجه ؟ ، انت ازاي رايح لبيت مالك الأميري تاني بعد ما فريدة ضربتك ؟؟ ، ازاي ؟ .


وقف هو بحده حتى يصير أمامها وقد طفح به الكيل ، فهو لم ينسى تلك الضربة التي كانت على رأسه والسبب هي " فريدة " ، لذلك صمم أكثر أن يجعل تلك الفتاة في احـ ـضانه .


ـ بقولك يا جميلة ، انا اتفقت معاكي في أول الاتفاق اني عايز فريدة ، فريدة عايزها تبقي ليا ، مش تبقي ليا اني اتجوزها ، لا يا حبيبتي ، هي اني اقضي معاها يومان ولا اربع ايام ، غير كده لا ، ولسه مصمم برضوا اني اقضي معاها ليله وهي متجوزه عشان اكسر عينيها ، بقي أنا اترفض عشان خاطر مالك ؟؟؟ .


صاحت به بحده أكثر ، وهي لم تتحمل تصرفاته الصبيانية ، وهي تمسك أطراف قميصه بعصبيه : 


ـ يا ياسر دي ضربتك علي رأسك امبارح ، فاهم يعني ايه ضربتك على رأسك ؟؟ ، وجاي ليها تاني يوم في القصر ، مع اننا اتفقنا أن انت متروحش هناك تاني ، نفذت اللي في دماغك برضوا وروحت ، واهو مالك كشفك والدليل أنه ضربك .


ابعد يـ ـدها عن أطراف قميصه وهو يهتف بحدة ممزوجة من العصبية والغضب ، ومازال يريد أن يمتلك " فريدة " وهي متزوجة ، حتى يكسر أنفها وعينيها : 


ـ مالك مكشفنيش ، هو ضربني بس عشان دخلت الاوضه بتعتهم وشوفت فريدة بالقميص ، فـ عشان كده ضربني ، وهو بيضربني ، فريدة نزلت وخدت الرصاصة بدل مالك ، وقبل ما تشغلي ذكائك ، أنا كنت متنكر فـ مفيش حد عرفني هناك ولا مالك ولا اي حد ، غير فريدة .  


أغمضت عينيها من الغضب التي تشعر به تجاه هذا الشخص تريد أن تفتك به وتنتهي منه للابد ، ولكن بالأخير فهي تريده ، تريده معها حتى ينفذ كل خطتها .


جيداً ، أن مالك لم يكشف أن هذا الشخص الذي دخل إلى الغرفة هو يكون " ياسر " جيد ، ولكن الذي ليس جيداً أبداً هو افاقة " فريدة " من تلك الحادثة ، فهي لم تريد ذلك ، إذا فاقت " فريدة " وقفت علي قدميها مرة أخرى ، فـ بالتأكيد " مالك " يسامحها علي كل شئ ، وتنتهي قصتها مع " مالك " قبل أن تبدأ ، فهي لم تسمح لهذا الشئ أن يصير أبداً ، لذلك عليها الأن هو موت " فريدة " ، لذلك نظرت إلي " ياسر " بغموض خبيث : 


ـ اسمع يا ياسر عشان لو مسمعتش كلامي بالحرف ، هنروح في داهيه ، و لو منفذتش فكل حرف أنا بقوله هنروح السجن ، وساعتها انت مش هتاخد فلوس هتقضيها جوا السجن عيش وحلاوة ، فـ اسمعني كويس .


راقبت هيئته وجدته ينظر لها بجدية وعينيه تحكي الكثير والكثير من الخوف أن يخسر أمواله ، جيد الأن أدركت نقطة ضعف " ياسر " ، ونقط ضعف " ياسر " هي المال . 





❈-❈-❈


كانت هي نائمة على الفراش ولكن تشعر بكل حركة وتسمع كل شئ بجانبها ، ولكن لم تستطيع أن تحرك نفسها ، لم تستطيع أن تفتح عينيها ، لم تستطيع فعل شئ سوىٍ أن تحرك أصابع يـ ـدها وقدميها ، فهي يجب أن تستيقظ من تلك الغيبوبة حتى تضع حداً لعلاقة " بيجاد " و " سلا " يجب عليها أن تضع حداً ينهي هذه العلاقة و الي الأبد .


سمعت صوت الباب يفتح ، لذلك لم تتحرك ، فهي كانت تظن أن " ملك " الذي دخلت ، ولكن خابت توقعاتها هي صوت " شريف " يبكي وهو جالساً على ذلك الكرسي ، يراقب صديقة عمره ، نائمة على الفراش وتلك الأجهزة الطبية متصلة بجـ ـسدها  : 


ـ ياسمين ، ايه اللي عمل فيكي كده يا قلبي ، ليه توجعي قلبي بشكل ده ، ليه يا نور عيني ، ليه ، اوعدك لـ هنتقم من اللي عمل فيكي كده ، بس قومي ، ياسمين قوية وتقدر تتغلب علي ده ، اعرفي أني دايما جنبك ، ولو كل الدنيا اتخلت عنك أنا جنبك يا قلب صاحبك واخوكي ، قومي عشان خاطري ، قومي يا ياسمين انا ماليش غيرك .


ختم جملته وبكى بكاء مثل الصغير الذي يبكي علي فراق والدتها ، فهو لا يريد أن يخسرها ، لا يريد أن يخسر صديقته ، لا يريد ذلك ، فهي اول شخص وقف معه بهذه الحياة ، هي كانت أكثر شخص حنونه من بعد والدته ، فهو يعترف أن والدتها غادرت وهو صغير ولكن الذي مسكت بيـ ـده هي " ياسمين " ، وقوفها بجانبه ، ودعمها له ، لا يريد أن يخسرها الأن ، فهو إذا خسرها ، لم يبقي له أحد في هذه الحياة ، لم يبقى له أحد أبداً ، فهو إذا خسرها ، سوف يخسر حياته معاها .


توقف عن البكاء والشرود حينما " ياسمين " أمسكت يـ ـده ، نظر لها وجدها تفتح عينيها بهدوء تنظر لها بتعب ، فـ حديث " شريف " شجعها أكثر وأكثر ، شجعها أن تتغلب علي هذه الغيبوبة ، وأن تفتح عينيها ، نعم هي معجزة ، ولكن الأنسان ليس ضعيف يا سيادة ، الإنسان يظله قوي ليس ضعيف ابدا كمان يظن ، فهو إذا عمل بجهد وركز أكثر علي هدفه سوف ينجح بكل تأكيد ، هذه " ياسمين " تلك المرأة القوية التي تغلبت علي أكثر من شئ حتي تفيق من هذه الغيبوبة ، نعم هي قوية ، قوية بأنتقامها ، والأن يا اعزائي انتقامها سوف يبدأ واولهم هو " مازن " ، فهي تعرف أن هذه ليست حادثة ، إنما "مازن" هو الذي فعل ذلك ، فهي رأته بعينيها وهو قريب من سيارتها ، ولكن قالت إنه واقفاً لا يفعل شئ ، والأن أدركت أنه لم يكُن واقفاً لم يفعل شئ ، فهي من بعد تلك الحادثة ، أدركت جيداً أنه ينتقم منها ، ينتقم منها علي ما فعلته يشقيقته " تمارا " ، الأن سوف تريه اللعب جيداً مع " ياسمين " وما الذي يكلفه جيداً ، رأت " شريف " وهو جالساً على ذلك الكرسي ، تباً فـ كيف حدث ذلك لـ صديق عمرها ، زمجرت بقسوة وجهها تحول من الهدوء الي الغضب ، والغضب هذا خلفه جحيم يحرقه وهو علي قيد الحياة .



  


❈-❈-❈


كانت " ملك " واقفة في غرفة عمليات التي كانت بداخلها " فريدة " يا الله احميها واحمي طفلها الذي لم يجئ إلى الحياة بعد ، فهي منذ سمعت الخبر وهي لم تصدق أن صديقه عمرها أمام غرفة العمليات تحارب الموت هي و إبنها ، فهي لم تتخيل الحادثة التي صارت لها ، كيف " فريدة " تفعل ذلك بها ولا تبالي بأصدقائها ولا بشقيقها ، كيف فعلت ذلك وهي في احشائها طفل ، فـ " فريدة " بالنهاية طفلة لم تتحمل تلك الآلام ، لم تتحملها ، واقفه تستند إلي غرفة العمليات وهي تدعو من كل قلبها أن لم يصيبها مكروه هي أو أبنها ، راقبت هيئة زوجها ، التي ملامحه تصرخ من القلق والخوف عليها وعلى إبنه مما شهقت من البكاء مرة ثانية ، شهقت من البكاء على حالته تلك وعلي الخوف الذي سيطر عليه .


قطع بكاءها صوت الطبيب الذي جاء ناحيتها يهمس لها بنبرة منخفضة : 


ـ انسه ملك ممكن تيجي علي مكتبي دقيقتين من فضلك .


نظرت له وجدته طبيب " ياسمين " والذي كان مسئول عن حالتها ، مما خافت بشدة أكثر من قبل ، خوفاً أن صديقتها الثانية " ياسمين " أصابها مكروه ، مما حركت أنامله رأسها وهي تذهب خلفه مباشره .


وبعد ثواني دخلت مكتبه وهي تجلس تراقبه بقلق ومازالت تبكي من الخوف الذي سيطر على جـ ـسدها : 


ـ خير يا دكتور في حاجه ؟ ، ياسمين كويسه ؟ .


حرك أنامله رأسه وهو يقدم لها تلك الأوراق والاشاعات وهي يهتف ببسمه محرجه : 


ـ أنا آسف أنا عارف إن الوقت ده مش مناسب اني اتكلم معاكِ في الحالة الثانية من صديقتك ، بس انا ماشي النهارده وحقيقي مفيش وقت اني ابلغ حضرتك ، بصي يا انسه ملك ، حالة ياسمين ، الحاله دي أنا مشوفتهاش قبل كده من كتر المعجزه اللى حصلت في حالتها .


أزالت دموعها وهي لم تفهم حديثه ، عن أي معجزة يتحدث ؟؟ ، نظرت له بجدية وقلبها يصرخ من الخوف  : 


ـ مش فاهمه حضرتك ممكن توضحلي ؟ .


أزال نظارته الطبيه وهو ينظر لها بجدية واضحه : 


ـ الغيبوبة في أغلب الحالات ، أن في نسبه كبيرة جداً مش بيستجيبوا ليها  ، بمعنى أن في ناس كتيره مش بتبقي تقدر تحرك نفسها ، وبتستلم تماماً لـ الغيبوبة دي ، وفي ناس بتقوم من الغيبوبة دي،  بعد فترة منقدرش نحددها على حسب جسم الإنسان ، وعلى حسب استجابته ، بس اللي اكتشفته في الحالة دي يا انسه ملك هي شفاء ياسمين ، جسمها بدأ يتحرك وبدأ يستجيب ، بس هي مش عايزه حد يعرف بدأ .


ابتسمت عند بداية حديثة ولكن توقفت ابتسامتها عند نهاية حديثه ، وملامحها يهتفون بالحيرة : 


ـ ازاي يعني يا دكتور ؟ 


أجابها ببعض البساطة والهدوء : 


ـ لما أنا كنت بدخل الاوضه بشك أن ياسمين بتتحرك ، ولما حد يدخل الاوضه مش بتتحرك ، عشان كده فتحت الباب الأوضه اتاكد من شكي وقفلته تاني بمعني أني خرجت ،بس أنا لسه في الأوضة ،  ولكن اللي لاقيته أن ياسمين بتحرك أيدها ورجليها كمان ، وكمان بدأ رمش عينيها يتحرك ، معني كده يا انسه ملك أن  ياسمين  مبقتش في غيبوبة ، وهي بتحاول تقوم من على السرير من غير مساعدة من حد ، ومش عايزه حد يعرف أنها فاقت فعلا . 


بينما أكمل عندما وجدها شاردة وغير مصدقه مما يقوله : 


ـ دي التحاليل والاشاعات اللي عملتها امبارح ، وممكن تعملي نفس الحركة اللي عملتها امبارح ، تفتحي الأوضة ، وبعد ثواني تفتحي باب الاوضه تانى و تقفليه من غير ما تخرجي ، هتتأكدي فعلا ، أن ياسمين خفت نهائي من أي أثر من الغيبوبة .


حركت أنامله رأسها ، وخرجت تماماً بدون أن تتحدث ، فـ لما " ياسمين " فعلت ذلك ؟؟ ، ولما تكذب عليها انها تحت أثر الغيبوبة ؟؟ ، وجدت " مازن " أمام غرفة " ياسمين " وهو يفتحها نصف فاتحه ، ما الذي يفعله هنا أمام غرفة " ياسمين " ، وضعت يـ ـدها نحو أكتافه مما نظر لها بفزع ، كادت أن تتحدث ولكن كتم فمها قبل أن تتحدث وأبعدها عن أمام الغرفة ، وادخلها الى الغرفة الثانية وهو يلهث بقوة : 


ـ ملك متتكلميش ، وخليكي بعيدة عن ياسمين ، أنتِ فاهمه ؟؟ .


رفعت أنظارها نحو بحيرة وهي تبعد يـ ـده عن فمها وهي تتحدث بشك : 


ـ ياسمين ؟ ، و عملتلك ايه بقي يا ياسمين ؟؟ .


لهث بقوة وهو ينظر لها بخوف حقيقي أدركته في عينيه :


ـ ياسمين طلعت الملكة ، ملكة المافيا ، ملكه بيع الأعضاء ، وكشفتني ، كشفتني أنه وراه الحادثة ، اكيد مش هتسبني . 


نظرت له بصدمة وهي لم تفهم ، عن أي ملكة أعضاء ، وعن اي مافيا يتحدث ، لم تفهم شئ ، هتفت بحيرة وهي تقترب منه على الأقل أن تفهم ما به ؟ ، وما الذي يتحدث عنه سرقة أعضاء ؟؟ ، فهي لم تفهم شئ أبداً عن حديثه هذا ….


قطع دوامة أفكارها خروج " مازن " سريعاً بعيداً عنها حاولت أن تلحق به ولكن كان سريعاً منها بمراحل كثيرة ، مما توقفت وهي تلهث بأنفاس سريعة نتيجة ركضها ، مما توقفت وهي تحاول أن تفهم ما الحديث الذي قاله لها ؟؟ ، ولكن لم تفهمه سوىٍ أنها تبتعد عن " ياسمين " ، كيف صديقتها الملاك تبتعد عنها ؟؟ ، فـ صديقتها لم تفعل شئ أبداً ، نعم فهي تخرج منها تصرفات غير معقولة ، ولكن بالأخير ستظل صديقتها .



❈-❈-❈


خرج من المستشفى وهو يفتح خزنة سرية هو فعلها في السيارة ، وخرج منها تلك المذاكرة والأوراق التي تثبت تورط " ياسمين " و "شريف " عن جريمة قتل " تمارا علام "، فهو لم يحرق تلك المذاكرة " تمارا علام " شقيقته ، نعم هو سرقها ، ولكن وضع مذاكرة بدلا عنها عن حديث تلك الملكة المافيا وما هي إلا " ياسمين " .


في عليها الآن أن يسلم تلك الأوراق إلى الشرطة ، عليها أن يريح تلك النقطة السوداء التي في حياته ، عليها أن يبلغ الشرطة ، ولا يهمه إذا دخل إلي قفص العدالة أما لا ، لا يهمه أي شئ سوىٍ أن يعاقبوا تلك الأشخاص ، وأن يدخلوا إلي قفص العدالة ، لا يهمه نظرة شقيقته له ، لا يهمه أي شئ سوىٍ ذلك الأشخاص ، عليهم أن ينالوا عقابهم والأن .


كاد أن يخرج من السيارة ولكن وجد اتصالات من " ياسمين " ولكن لم يرد عليها ، ونزل من السيارة واقترب من مركز الشرطة والهاتف يعلن مراراً وتكراراً عن اتصال " ياسمين " ، كاد أن يدخل المركز ولكن وجد رسالة من " ياسمين " مما فتحها وجد " سلا " مقيدة علي الكرسي وتلك الأحبال الكثيفة تحاوطها ، ويبدو عليها انها غائبة عن الوعي ، مما لعن تلك المرأة ولعن نفسه ولعن تلك الصدفة التي جعله يقابل تلك المرأة ، مما اتصل بيها وثواني حتى أتاه الرد : 


ـ مازن يا حبيبي لما ارن عليك بعد كده ترد عليا ، قلبي مش هيقدر يستحمل بعدك عني يا قاسي .


أجابها بحده وقد طفح به الكيل ، وهو يبتعد عن مركز الشرطة ويركب سيارته مرة ثانية : 


ـ لو قريتي علي سلا يا ياسمين انا هقتلك بأيدي دول .


إجابته هي بخبث مثير وهي تنظر إلي " شريف " الذي كان جالساً على ذلك الكرسي اللعين : 


ـ العب غيرها يا شاطر ، مش حته حشره زيك تلعب مع الملكة ، بقي بتلعبني يا مازن ؟؟ ، بتلعب ياسمين ؟؟ ، أنا ممكن اسامحك في أي حاجه بس الا شريف يا مازن ، الا شريف ، وانت جيت عليه ، وخليته يبقى عاجز ، وانا بقي اللي هخليك عاجز ، هخليك تبقي عاجز وانت مش عارف تنقذ اختك ، اختك بين أيدي ، وحياه اقد كل وجع سببته لـ شريف وليا هتدفع التمن غالي اوي انت و اختك .



حاول أن يجعلها تهدأ وان لا تأذي شقيقته أبداً ، نعم هو شعر بالخوف ، وهي نجحت بذلك ، ولكن عليه الأن أن يجعلها تهدأ ، أو تخاف لا يعرف بالأمر ، الآن عليها أن تصمت وتترك شقيقته .


أجابها ببعض الهدوء ولكن ممتلئة بالتهديد الصريح : 


ـ اهدي يا ياسمين عشان لو مهدأتيش ، بيجاد مش هسيبك ، واظن أنتِ عارفه بيجاد هيعمل ايه فيكي ، اهدي وسيبي سلا ، وأنا جيلك فوراً ، بس تسيبي سلا .


ضحكت بسخرية حين نطق اسم " بيجاد " مما ملامحه صرخوا بحيرة من تلك المرأة ، هل هي تعرف " بيجاد الجمالي " ؟؟ ،وعن ماذا يفعل بها ؟؟ ، فهذه مجنونة أما ماذا ؟؟ .


ـ اسمع يا مازن عايزك تجبلي الاوراق دي وتجيلي ، وبنسبة لـ بيجاد اعمل اللي تحبه ، بس خلي بالك من تصرفاتك ، عشان اختك هتتاذي بيها ، يلا باي باي .


ختمت جملتها وأغلقت الخط في وجهه ، مما ملامحه هتفوا بغضب واضح على وجهه ، وهو يغادر سيارته من أمام مركز الشرطة ، وهو يحاول أن يتصل علي " بيجاد " ، فهو الشخص الوحيد الذي ينقذ حياة شقيقته ، فهو يعرف شخصية " بيجاد الجمالي " ، وعن ماذا يفعل هو ، الشخص الوحيد الذي يجعل " ياسمين " أن تتوقف عن حدها هو " بيجاد " ، لذلك عليه أن يبلغه بالأمر ، اتصل عليها وثواني حتى أتاه الرد : 


ـ الو 


ـ الحقني يا بيجاد ، سلا اتخطفت ، واللي خطفتها هي ياسمين .

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية