-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 10 - 2 - الإثنين 24/6/2024

 

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل العاشر

2

تم النشر الإثنين

24/6/2024


تململ الصغير في نومه وشعر بذراعين كبيرين يكبلوا جسده فتح عيناه ببراءة وجد والديه جواره ابتسم ببراءة واعتدل بحذر شديد ونهض وبدأ يصيح بفرحة عارمة:

-هيه هيه هيه هيه.

استيقظا بفزع وهما ينظرون إلي بعضهم إلي أن تنهد أدهم براحة وقام بجذب صغيره في. أحضانه وهي يتحدث بضيق:

-ايه يا قرد أنت بتعمل أيه ؟

رد ببراءة:

-فرحان.

رمقته والدته بغيظ:

-يا سلام كده فرحان ؟ أمال لو زعلان هتعمل فينا أيه ؟

اقترب الصغير منها وقبل وجنتيها بوداعة:

-هتنامي جنبي كل يوم يا ماما صح؟

نظرت له بنصف عين:

-كده يا بكاش ؟

تحدث والده بغيظ:

-يا سلام طيب وبابا مش عايزه ينام جنبك ؟

ألتفت إلي والده وتحدث ببراءة:

-لأ طبعاً عايزك تنام جنبي ما هي ماما لما تيجي تنام جنبي أنت هتيجي وراها مش بتعرف تنام غير في حضنها زي.

أتسعت عيناه وتطلع إلي زوجته وتحدث بصدمة:

-يا سلام ومين قالك كده بقي ؟

رد ببراءة:

-عمو أسر.

إبتسم ساخراً وعقب:

-عمو أسر ما علينا أيه إلي صحاك بدري بقي يا عفريت أنت ؟

ذم شفتيه ببراءة:

-جعان .

نهضت تمارا سريعاً وهي تشير الي عيناها:

-عيوني يا قلب ماما هنزل أعملك فطار حالا.

قفز الصغير من حضن والده وقال:

-توء توء أنا هروح لأسيل تعمل لعمور بيتزا البيض.

رمقته بغيظ وقالت:

-يا سلام ما أنا هعملها ليك ؟

هبط الصغير من علي الفراش وصاح بطفولة:

-أنتي بتعمليها وحش يا ماما.

فتح الصغير باب الغرفة وغادر سريعاً بينما انفجر أدهم ضاحكاً استدارت إلي زوجها بغيظ وأرتمت جواره علي الفراش وصاحت بغيظ:

-شايف إبنك وعمايله قصده أني مش بعرف اطبخ ؟ 

تطلعت له واسترسلت بإيضاح:

-هو أنا أكلي وحش زي ما الواد ده بيقول ؟

رفع يده بإستسلام وقال:

-إبنك إلي بيقول مش أنا.

اقتربت منه بدلال وهي تداعب لحيته الخفيفة وتسألت:

-طيب وأبو أبني رايه أيه ؟

إبتسم ساخراً وأبعد يدها عنه ونهض واضعاً يده بجيبه:

-رأيه أني لسه زعلان منك يا تمارا.

زمت شفتيها بخجل وهتفت معاتبة:

-خلاص بقي قلبك ابيض يا حبيبي.

رمقها باستخفاف وعقب:

-قلبي ابيض وبالنسبة ليكي انتي كان قلبك أيه وأنتي بتخربي البيت وواخده الواد وماشية ولا كلامك ؟ أحنا اه هنتصالح بس بعد لما حضرتك تعقلي وتصلحي إلي عملتيه ده.

تطلعت له بحيرة وتسألت:

-أصلح إلي عملته ازاي ؟

رفع كتفيه باللامبالاة:

-دي مشكلتك مش مشكلتي يا قطتي يلا سلام رايح أخد شور عشان اروح شغلي غادر الغرفة تاركاً إياها تطلع في آثره بذهول.

❈-❈-❈


فتح باب الغرفة واندفع إلي غرفة خالته بعد أن وجد غرفة عمته خالية وجدهم نائمين جوار بعضهم التمعت عين الصغير بمكر وتطلع حوله حتي وجد ضالته زجاجة الماء الموضوعة فوق الكومدينوا تحرك بحذر شديد وأمسك الزجاجة وبعدها صعد فوق الفراش ببطئ شديد وبعدها فتح الزجاجة وبدأ يقفز فوقهم بصياح وهو يقوم برش الماء عليهم.

استيقظ الاثنان بفزع وهما ينظرون إلى بعضهم بصراخ وما أن وجدوا هذا الصغير الماكر أمسكته أسيل وهي تصيح به:

-بقي كده يا حيوان أنت مش هتبطل إلي بتعمله ده ؟

ألتفت إلي تقي الشاردة وتسألت بحيرة:

-مالك يا تقي سرحانه في أيه ؟

تنهدت بحزن وعقبت:

-مفيش حاجة سرحت شوية.

زمت أسيل شفتيها فهي تفهمت سبب حالة تقي جيداً فهي تذكرت أفعال أسر الجنونية فهو من علمها إلي عمر من الأساس.

أخرجهم الصغير من شرودهم ببراءته المعتادة:

-أنا جعان.

انتبهوا له وتسألت أسيل بعد إستيعاب:

-جعان ليه ؟ مش هما فطروا تحت ؟

هز رأسه بلا:

-مفيش حد صحي أصلا بابي ومامي كانوا نايمين جنبي وأنا صحتهم وتيتة مش تحت ولا جدوا.

أومأت بإيجاب وقالت:

-تمام يا حبيبي هقوم أعمل ليك حاجة تأكلها.

ردت الصغير بلهفة:

-عايز بيتزا بالبيض من إلي أنتي بتعمليها عشان مامي بتعملها وحشة .

ابتسمت ساخرة وقالت:

-بيتزا بالبيض وأنا إلي كنت راسمة اعملك سندوتش جبنة.

حرك الصغير عينيه ببراءة:

-ويهون عليكي عمور يأكل جبنة ؟

رمقته باستخفاف وعقبت:

-يا سلام صعبت أنت عليا كده ؟ ما علينا تعالي.

نهضت من علي الفراش وحملته بحنان وألتفت إلي تقي الشاردة وتسألت:

-هتكملي نوم ؟

هزت راسها نافية وهتفت بشرود:

-لأ هقوم اتوضي وأصلي وأرسم شوية محتاجة ارسم عشان أطلع إلي جوايا.

تطلعت لها بإشفاق وقالت:

-ماشي يا قلبي هنزل اعمله البيتزا وأجهز الفطار وأرجعلك .

أومأت بإيجاب وردت باختصار:

-ماشي يا حبيبتي براحتك .

غادرت أسيل وبرفقتها عمر بينما نضهت تقي بتثاقل متجهة إلي المرحاض.

❈-❈-❈


يجلس علي الطاولة الخشبية ويحرك قدمه بطفولة وبيده خيارة صغيرة يأكلها بنهم بينما أسيل تصب إهتمامها علي تحضير البيتزا الخاص به.

كان يهبط الدرج بتطاسل إلي أن داعبت أنفه رائحة الطعام الشهية التي جعلت اللعاب يسيل داخل فمه فتحرك صوب المطبخ وجد شقيقته مندمجة في تحضير البيتزا الشهية التي يفضلها الصغير العمر الذي يجلس يتابعها بإهتمام.

ابتسم بهدوء وألقي التحية:

-صباح الخير.

تجاهلت أسيل الرد عليه بينما أجاب عمر بلهفة:

-عمو تعال كل مع عمر.

ابتسم أسر وقبل الصغير من وجنتيه الممتلئة بحب:

-الف هنا لحبيب عمو.

حمل الصغير بحب يداعبه وهو ينظر إلي شقيقته بنصف عين:

-ساكتة يعني يا أسيل مش بعادة ؟

ألتفت له معاتبة وقالت:

-المفروض أقول ايه ؟

رد بنفاذ صبر:

-قولي أي حاجة يا ستي ردي الصباح حتي ؟ أنا أخوكي الكبير علي فكرة!

القت ما بيدها ووقفت متخصرة:

-اسر أنت جايب البرود ده منين ؟ أنت مش شايف المصيايب الي حصلت بسبب إلي أنت عملتها ؟

أنزل الصغير علي الأرض بغيظ وقال:

-نعم يا ست أسيل عملت ايه أنا ؟ قوليلي غلطي ايه؟ عشان حبيت وعايز اتجوز كله هيقف ضدي ؟ 

اخذت نفس عميق وتحدثت بنبرة ذات معني:

-المشكلة مش أنت حبيت ولا هتتجوز ؟ لا المشكلة في إلي أنت أخترتها أصلا يا أسر.

رفع يده بتهديد وقال:

-أسيل كلمة زيادة ورد فعلي مش هيعجبك.

ألقي جملته وغادر الغرفة تاركاً إياها تنظر في آثره بذهول من رد فعله ولامبالاته التي لم يعهدوها عليه من قبل .

خرج من المطبخ وعفاريت الانس و الجن تتمثل أما عينيه اتجه إلي الحديقة وجلسعلي اقرب مقعد ينفس عن غضبه بشرود وسرعان ما لاحت نيڤين علي خاطره قرر أن يخرج هاتفه ويحادثها كي يطمئن عليها وعلي حالتها.

❈-❈-❈

خرجت من الحمام بعد فترة وأدت فرضها وبعدها اتجهت إلي الشرفة وبدأت بتجهيز اللوحة وأدوات الرسم وجلست أمامها والفراشاة بيدها تحركها بشرود تام  ، بعد ما يقارب الساعة إنتبهت إلي نفسها ووقفت أمام لوحتها بشرود  فبعد أن اختارت الرسم  كي تريح حالها من التفكير أصبح ما بعقلها هو ما رسم على لوحتها ابتسمت بسخرية فالرسمة ما هي إلا صورة أسر قلبها .

زفرت بحنق والقت الفرشاة جانبا وهي تنظر إلي السماء بشرود:

-يا ربي أنا تعبت بجد أطلع بقي من دماغي بقي.

قطع  إندماجها صوت تعرفه جيدا وعلي ما يبدو أنه يتحدث في هاتفه مع شخص ما.

حدقت  أسفل شرفتها لتجد أسر يجلس في الجنينه علي أحد المقاعد ويتحدث برومانسية شديدة وضعت يدها علي قلبها بألم والقت نظرة أخيرة عليه قبل أن تدخل سريعاً إلي الغرفة غالقة الباب خلفها بعنف وأرتمت علي فراشها وتبكي بعد سماعها كلماته المعسولة التي يلقيها علي غريمتها فحب طفولتها وحلم حياتها أصبح قلبه ملكا لآخري غيرها.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة