رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 14 - 2 - الثلاثاء 4/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع عشر
2
تم النشر يوم الثلاثاء
4/6/2024
تنهدت بسمة بإرهاق مطولاً ثم هزت رأسها وهي تردف بحسرة شديدة علي حالها
= هكدب لو قلت لك لأ ده انا بتخنق خنقه سوداء وانا قاعده في البيت لوحدي، والبيه رايح جاي يتفسح مع اصحابه ولا اكنه عنده بيت ومتجوز لسه عايش حياه العزوبيه.. ما هو صحيح هيشيل هم ايه الفلوس وبتجيله لحد عنده من غير تعب لو بيشتغل بقى ومسؤول كان استخسرها وعرف قيمتها
شردت بنظراتها قليلاً لموقف ما بالماضي ثم أضافت قائله بسخط
= ده مره قبل كده سافر اسبوع يتفسح وما قاليش غير لما اتصلت بيه أسأله أنت فين كل ده ورجع فرحان ومبسوط وانا قاعده متكدره ما هنش عليه حتي ياخدني.. ويقول لي كلنا رجاله في بعض هاخدك تعملي ايه اقول له طب نطلع لوحدنا انا وابنك.. برده لا يقول لي ما بتبسطش لما نخرج خروج عائليه وابنك يفضل يزن ويشبط والخروجه بتتقلب نكد
عبس وجهها الأخري بعدم رضا ثم هتفت بضجر
= طب طالما الموضوع كده اخرجي انتٍ كمان وعيشي حياتك بدل ما هو كاتم على نفسك كده في كل حاجه، وانتٍ مستنيه علي أمل أنه يتغير
صمتت للحظة بتردد تفكر في الأمر لكنها هزت رأسها سريعة قائلة بتوجس
= لا برده مش عاوزه الكذبه توسع مني ومع الوقت ابتدي اكدب كذبه وراء كذبه ملهاش نهايه.. خليني بعيد احسن انا مش ناقصه مشاكل.
بعد فتره نهضت بسمة للرحيل وتحركت بخطوات سريعة بعصبية وهي تفكر في وضعها مع زوجها، حيث بدأت أن تفقد الامل به حقا، فحتي المره الوحيده التي رضخ لها و ذهب للعمل عاد بنفس اليوم! ظلت تسير دون انتباه ولم تنظر للإمام، لتجد نفسها فجاه اصطدمت بفتاه أمامها وهي تحمل بيديها كوب من النسكافيه الخاص بها، قبل أن يتناثر محتوياه عليها كله! نظرت بسمة علي ملابسها بحسرة وهي تصيح فيها بغضب
= انتٍ اتهبلتي يا بنت انتٍ كمان مش تبصي قدامك ايه اللي هبيبتي ده؟؟ أمشي انا في الشارع دلوقتي بالمنظر ده ازاي .
تفاجأت الأخري من غضبها بذلك الشكل، لأنها هي من أخطأت فكانت تسير بسرعة دون النظر أمامها.. لكن رغم ذلك هتفت باعتذار بتوتر
= والله اسفه ما كانش قصدي، بس انتٍ اللي فجاه طلعتي في وشي ومش بصه قدامك.. تعالي معايا ندخل الحمام ونظفيه جوه انا معايا مناديل بزياده.. بس صدقيني انتٍ اللي غلطانه مش انا ومع ذلك انا اسفه .
تنهدت بسمة بضيق شديد من نفسها وشعرت بمدى خطأها فغضبها والضغط التي أصبحت تتعرض له من زوجها بالاضافه الى مشاكلها التي لا تنتهي جعلتها لم تعرف كيفيه التحكم في أعصابها، هزت راسها بيأس وهي تردف بإحراج
= خلاص ما حصلش حاجه انا فعلا مش واخده بالي وانا ماشيه.. يلا مش مهم
نظرت الفتاه إلي الفوضى التي بها بسمة لتقول بارتباك مقترحه
= طب تعالي معايا نظفي البلوزه في الحمام أكيد مش هتمشي بالمنظر ده.. هو انتٍ بتدرسي هنا معايا في الجامعه مش كده؟
هزت رأسها بالإيجاب وأخبرتها بالسنه التي تدرس بها هنا بالجامعة، فأبتسمت الأخري قائله بصوت هادئ
= انا أسمي ديمة بس مش مع بعض في نفس الدفعه يا خساره انتٍ اكبر مني بكام سنه عشان كده اول مره اشوفك .. هو انتٍ اسمك ايه .
أغمضت عينيها للحظات تتحكم في أعصابها قبل أن تفتحها وهي تقول بجدية
= أسمي بسمة.. سيبك من هدومي اللي اتبهدلت دي وتعالي اجيبلك نسكافيه من الكافتيريا بدل اللي دلقتهلك، وحقك عليا انا فعلا اللي غلطانه وما كنتش مركزه .
❈-❈-❈
خلال تلك الأيام شعرت غادة بالغضب الشديد والإحباط عندما علمت من اختها بموعد زفاف منذر بغيرها، وانزعجت بأن خطتها فشلت في محاوله التفرقه بينهما! وبات تستسلم للأمر الواقع بعدم إقتناع... صدي صوت بكاء طفلها وهو ينده باسمها ورغم انها استمعت اليه لكن تجاهلت الأمر ببرود قاسي ليبدأ والدها هو الآخر يهتف باسمها وعندما لم تجيب مره اخرى نهض بخطوات بطيئه وهو يسعل بشده وتعب من المرض وكبر العمر الذي هزل جسده...
تفاجأ بها تقف أمام المرآة وهي تلف مكواه الشعر حول شعرها متغنجة بجسدها بميوعة أزعج والدها منها، وصاح بإزدراء مرددًا
= انتٍ يا بنت ما تسيبي القرف اللي في ايدك ده، مش سامعه ابنك بينده عليك وانا كمان.. بتتزوقي كده و راحه على فين
ردت عليه ببرود مستفز
= هو لازم اتزوق عشان حد و اخرج! أهو بفرح بنفسي وبشبابي اللي ضيعه ابن شاهين و خلاص هيتجوز بعد أسبوع وعمال يصرف هنا وهناك قد كده عشان يعمل دعايه لفرحه وللست هانم اللي هيتجوزها
انزعج أبيها عند ذكر أمر منذر طليقها فغاده تعيش دائما أمامهم دور المظلومه و الضحية في تلك القصه، ودائما تقص عليه اقوال و مواقف لم تحدث ضده حتى بدأ الجميع حولها يقتنع بان منذر حقا شخص ظالم! وكأنه هو المخطئ بالفعل وهي لم تخونه وانجبت طفل من شخص اخر...فرد عليها بضجر متعصب
= هم خلاص حددوا الفرح مش عارف الجدع ده ما عندوش دم! لي نفس يتجوز وهو رامي ابنه هنا وبعدين طالما معاه فلوس أوي كده ما بنشوفش حاجه منه ليه؟ مش العيل اللي جوه ده ابنه برده ومن لحمه ودمه.. هقول ايه حسبي الله ونعم الوكيل
عبست الأخري بوجهها وتركت المكواه بعصبية، ثم صاحت بنبرة متشنجة
= مش انت اللي جوزتهلي يابا دلوقتي بقى وحش عشان تعرف اخره المتمه جوزتني لواحد ما عندوش دم ولا اخلاق! ما هو لو كان لاقي إللي يقفله بجد ما كانش عمل كده فيا
أشاح والدها بوجهه بعيدًا عنها وهتف مستنكر
= وانا بايدي ايه اعمله، ما انا كل ما اشوف ابوه ولا جوز أختك... بديلهم كلمتين عشان يخلي عندهم دم ويقولوا له يجي يشوف ابنه بس اذا كان هم نفسهم مش قادرين عليه انا اللي هقدر.. بكره يجيلك اللي احسن منه روحي شوفي ابنك اللي عمال يعيط جوه ده عاوز ايه
اغتاظت غاده من ردة، فاستشاطت نظراتها وهي تتحرك للخارج هاتفه بتبرير بانفعال دون مبرر
= رايحه أشوفه هو انا بقى ليا غيره، الظاهر هيفضل مكتوب عليا الهم شايلاه على طول لوحدي
نظر لها متولي بتعجب من حالتها، بينما هي أضافت قائلة مع نفسها بصوت مغلول
= الهي ليلتك تبوز يا بعيده وما تتهني بيها.