رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 14 - 6 - الثلاثاء 4/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع عشر
6
تم النشر يوم الثلاثاء
4/6/2024
مسحت دموعها العالقه بعينيها، ثم تنفست بعمق وزفرت بقوة قائله بحرج
= شكراً، بس بجد ما فيش حاجه، معلش ما تشغلش بالك بيا خلينا نستمتع احسن بالاجواء
كانت الموسيقى تتعالا حولهم وحاولت تصرف ذهنها عن ماضيها المخجل! وتتمتع قليلا بالاجواء فهى لا تخرج إلا قليلاً واغلب ذهابها للجامعه فقط.
وفي ذلك الأثناء دخلت بسمة من الخارج بوجه شاحب متعب بينما تمسح دموعها الحزينة بيدها قبل أن يراها أحد...!!!
❈-❈-❈
أوشكت الأجواء الاحتفالية بالقاعة على الانتهاء بعد تلقي العروسين مجاملات من الجميع تقريباً للتعبير عن فرحتهم بتلك الزيجة الطيبة، لينهض منذر ثم مد يده أمام العروس فأخفضت نظراتها نحوه متسائلة بعدم فهم
= في حاجة؟
أبتسم لها بهدوء وهو يتحدث موضحاً
= مش المفروض نقوم! الساعه عديت إثنين نروح بقى
هزت رأسها بالإيجاب بتوتر وتحرجت كثيرًا من ردها رغم كونه طبيعيًا، إلا أنها باتت تخجل من أبسط الأمور معه بالأخص اليوم! وبأنامل مرتجفة مدت يدها نحوه ليمسك بها برفق، ثم نهض واقفًا بهدوء تبعته وهي راسمة على محياها ابتسامة مهذبة و تأبطت في ذراعه، و حدقت أمامها رامشة بعينيها لعدة مرات قبل أن تسير إلى الخارج وكانت جانبها والدتها تساندها حتى صعدت السياره معها.
ظلت الاحتفالات مستمره حتي وصلوا امام البنايه وهبط بعض الجيران والاقارب يتسابقون في الرقص وبدا اهل المنطقه بفضول يخرجون ليروا ذلك الزفاف الاسطوري الذي يحدث في منطقتهم على غير العاده.. و تعالت من حولهما أصوات الزغاريد المصحوبة بدقات الطبول والمزامير فتلك الفرقه التي اتفق معها منذر ان تستمر معهم حتى الى المنزل.
سحب الشباب منذر ليشاركهم الراقص بينما هو وقف يصفق بيده ويراقبهم بهدوء دون المشاركه، وكانت ضحي تقف على بعد مع النساء تختلس النظرات إليه بحياء مكشوف عليها، وهي تتخيل نفسها في أحضانه بعد قليلاً حيث تدفقت دمائها المتحمسة في عروقها من فرط الإنفعال و الفرح.
وفي ذلك الأثناء.... وقفت غاده على عتبة الشرفة من منزلها تراقبهما بأعين ناريـة، كادت تفقد السيطرة على نفسها بسبب فشلها في السعي الى تخريب تلك الزيجة وقد حدثت و تزوج منذر من غيرها! شعرت بالغيره والحقد وهي تري كيف اهتم بادق التفاصيل ليفعل لها زفاف أسطوري يتحاكى عنه أهالي المنطقة.. بالاضافه الى منظره المبهج كان حقا وسيم وابتسامته الجذابه تخطف الأنظار !.
كانت داخلها تشتعل من الغليان والبغض فهي تشعر بانها ترى منذر جديد عليها وليس الذي كانت تعرفه وتزوجت به، اذا كان حقا بهذه الجاذبيه والاهتمام لما لا كان يفعل ذلك معها عندما كانت زوجته! لما يفعل ذلك مع غيرها وهي لأ فكانت أحق بذلك من البدايه
نعم هي أحق به! فمنذر ملكيه خاصه بها فقط وبطفلها... حتى و أن كان ليس طفله ولم تحبه يوماً، ولم تعطف وتشفق عليه رغم معرفتها المسبقة بما يحدث معه وتعنيف اسرته له..
هي قد اعتادت ان يظل أمامها هكذا.. ملكها هي فقط !!.
في البدايه كانت حجتها حتى لا ينكشف سرها لكن الآن ايقنت بأنها لم تستطيع ترك منذر يضيع من بين يديها! كنزها الثمين.. فهي لم تجد رجل مثله أبدا في حياتها، فحتى بعد ان علم بأمر خيانتها ستر عليها ولم يكشفها بل ساعدها أيضاً بقليل في المصاريف لكن عندما شعر بجشعها وطلباتها الكثيره دون وجه أي حق.. منع هذه المساعده عنها.. بسبب انتهازها و استغلالها للوضع.
لكن ما زال يحفظ سرها فهل هناك رجل مثله في هذا العالم؟ لم تجد بالطبع لكنها للاسف اضاعته منها.
فذلك الخسيسه الذي سلمت نفسها له بكل وقاحه رحل هارب وتركها دون ان يهتم لامرها أو يستفسر عن طفله حتي.. ومن حقه يفعل ذلك واكثر فهي رخصت روحها له.
ظلت تراقب الوضع بالاسفل حتي دلفوا العروسين إلي المنزل، واختفوا من أمام عيناها التي تحجرت بدموع الحسرة والقهر.
ضغطت علي شفتيها بحقد كبير وهي تراقب سعادة الجميع بالاسفل، ثم هتفت بحسرة مريرة
= يا بنت المحظوظة، فرحك بقي أشهر فرح في الحتة كلها! هقول ايه.. بوز فقر!
سمعت صوت طفلها يبكي بالداخل وبنفس الوقت والدها وهو ينده على إسمها بصوت متعب بشدة لتحضر له الدواء بينما راقد فوق الفراش بلا حوله ولا قوه..!! وكأنه صوت انذار داخلها صدي ليخبرها بأن تلك هي الحياه التي ستصبح بداخلها طوال حياتها .
لتستند بظهرها للخلف لاطمة على صدغيها و وجهها بتحسر كبير على حياتها البائسة و الخائبه والتي كانت نوعاً ما باختيارها..!!!
في الأسفل...
تعالت دقات قلب ضحي بقوة حتي كادت تصم آذانها عندما وجدت نفسها تودع أسرتها قبل الصعود مع عريسها لكنها ظلت مكانها تستوعب الأمر، فشعرت به يربت فوق كتفها بلطف عندما طال صمتها كانت مرتبكة فرفضت الالتفات له واكتفت بإخفاض رأسها أرضاً، وفي تلك اللحظة سمعت ضحكات الفتيات عليها لتشعر بالخجل أكثر .
ليجذب كفيها نحوه لافتا جام انتباهها اليه
من جديد، رفعت ضحي عينيها إليه فابتسم
بتلقائية وهو يراقب وجهها الذي تزين بكميات
خفيفة من مساحيق التجميل التي لم تبدو
واضحة جداً، كانت عادية لكنه رآها خاطفة
للأنفاس...
دخل بها إلي البناية فكانت ضحي ترتقي درجات السلم بجانب منذر وقداماها بالكاد تحملانها من فرط التوتر من قربه ونبضها يرتعش.. فبعد قليل سيكونان لوحدهما!
❈-❈-❈
علي الجانب الآخر كانت ديمة تتابع صعود العرسان بابتسامه لطيفة ورغم أنها لا تعرفهم لكن تمنت لهم السعاده، و آدم جانبها ينفخ في سيجاره بهدوء، بينما كانت تدعك يديها فألمتها كثيراً من شدة البرد نفخت بداخلهما علهما يتدفئان ولكن عبثا ما فعلت.. فلم تتوقع شده البرودة اليوم! بالإضافة الى ذلك عندما تشعر بالبر تحمر خدودها فجاه و تصقع يدها بشده.
التفت ناحيتها ليلاحظ وجنتيها محمره بطريقه لعينه وهي تحاول تدفئه يديها ليفهم الأمر... فسحب السيجارة من ثغرة ورماها أرضا بعد أن أخذ كفيها وقربهن من فمه وبدأ بالنفخ عليهن بخفوت من انفاسه الساخنة التي أرسلت قشعريرة لكامل جسدها فأرتجفت بتصدع !! تفاجأت من حركته تلك.. بينما هو تنهد يقول هامس بعتاب لطيف
= ما دفيتيش نفسك كويس ليه قبل ما تنزلي الجو مش مضمون .
زحفت الحمرة نحو وجنتيها وهي تطرق برأسها للأسفل تبدو كطفلة صغيرة هاتفه بصوت منخفض مرتبك
= ما توقعتش أن الجو هيبرد كده.. آآ دلوقتي ادفى
هز رأسه بيأس منها ثم أخذ يدها البارده التي كانت مثل الثلج و وضعها في جيب الجاكت حتى يشعرها بالدفء أكثر لتنظر إليه بدهشة كبيرة متسائلة بعينها عما يفعله، ليرد قائلاً بخفوت
= ايديكٍ متلجه أوي، كده هتدفي.
كانت قريبة جداً منه، لذلك أرادت الإعتراض لكن لسانها لم يساعدها كأنها خرسا، أخفضت رأسها بحرج شديد وهي تتمنى أن لا يكن يراقبها احد بذلك الوضع حولهما، حيث ظلوا هكذا يدها داخل جيب الجاكت وهو يفرقها برفق ليشعرها بالدفء...
لكن لا يعلم المشاحنات التي تحدث داخلها اثر تلك الحركه و الاهتمام! حاولت بكل الطرق ان لا ترفع عينها للإمام لكن خانتها مع الأسف فأستدارت مواجهة لعينه بطريقة سببت لها عقدة مريبة فألقت عيناهما معاً لاول زرقاوتاها مع سواده المظلمة! لم تستطع الرمش لوهلة ما شعرت بأن الزمن قد توقف بها شلت جميع حواسها بل ذهبت منطقه هبائاً.. وهو مستمر ببراءة غير عائب بها .
لكن تعجب منها فكانت صامته بطريقه غريبة هذا المره ولا تصدر صوت انفاسها حتي، لكن نبض قلبها بقوة يتسارع وكأنه يضرب صدرها وليس ينبض!
تركها أخيراً وابتعد لتتنفس كثيراً بسرعه كأنها كانت تكتم أنفاسها لوهله، نظر آدم الي ساعه يده وقد اشاح عيناه بعيداً عن ملامح ديمة وهو يقول باختصار
= انا بقول كفايه كده ويلا بينا
أومأت برأسها بالموافقه دون حديث، تحرك وسار أمامها وتبعته وقبل أن تركب بالسيارة وينطلق بها، استمع الى صوت احد ينادي خلف منه التفت آدم ليجد معاذ أبتسم له هاتفاً بمجامله
= ازيك يا معاذ عامل ايه؟ انا سألت عليك اخوك ووالدك بس ما عرفتش اسلم عليك من دوشه الناس في القاعه اخبارك ايه
بادله معاذ الإبتسامة وهو يقول
= الله يسلمك أنا الحمدلله كويس، ليك وحشه والله يا استاذ آدم.. انا اول ما شفتك من بعيد ناديت بسمه وقلتلها نروح نسلم عليك وبالمره نباركلك عشان عرفت بالصدفه انك اتجوزت
تطلع في وجه ديمة بصدمة طفيفة ثم تسائل بحذر
= مش هي آآ دي... المدام برده.
هز آدم رأسه بالايجاب باختصار.... وداخله شاعراً بالضيق والحنق متفهمًا سبب نظراته و صدمته جيداً...... ثم حمحم معاذ وهو يسلم علي ديمة بصوت منخفض محرج
= أهلا بحضرتك.
كانت بسمة واقفه جانب زوجها، نظرت وهي تهز رأسها مبدية ترحيبها تجاه آدم ثم التفتت براسها الى الجهه الاخرى حتى تسلم على الفتاه التي بجواره! لكن أول ما رأتها لونت الصدمة وجهها ونظرت حولها بتوتر شديد تحاول الفرار من ذلك المأزق كالذي يسحب على المشنقة من هول المفاجاه الغير متوقعه.
بينما تطلعت ديمة فيها لحظة و تذكرت ملامحها جيد ثم قالت بدهشة
= ايه ده، بسمة! مش كان أسمك كده تقريباً
ازدردت ريقها بخوف بالغ وهي لا تعرف بماذا تجيب، في حين تساءل معاذ باستغراب كبير وهو يوزع أنظاره بينهم
= ايه ده هو انتم تعرفوا بعض؟ اتقابلتوا فين قبل كده
هزت ديمة رأسها بالايجاب علي الفور وهي تجيب دون تفكير
= ايوه قابلتها مره في الجامـ..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية