-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 16 - 5 - الإثنين 10/6/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس عشر

5

تم النشر يوم الإثنين

10/6/2024



حل المساء وكان منذر نائم في غرفة الأطفال مثل المره السابقة، لكن هذه المره كانت غير حيث زارو كابوس الماضي! وعادت من جديد تتدفق الذكريات الحزينه الى عقله بكل تفاصيلها المريره.


فتحت غاده باب الغرفة عليه وهي تقول بفتور


= ابويا قاعد بره جاي يزورني و يطمن عليا؟ ولو ما اديتنيش الفلوس اللي طلبتها منك هطلع دلوقتي اقول له على كل حاجه وشوف انت بقى هيقول لمين من اهلك ؟!. 


تدلى فك منذر وعلمت غاده أن كلماتها صدمته لكن لم تهتم فاذا كانت ستعيش معه وتكمل حياتها على ذلك الأساس فسوف تسير على خاطرها هي ومثل ما تريد .. ويجب عليه التنفيذ والطاعه دون الإعتراض! وهكذا كانت تفكر وتخطط طول الوقت،صاح بغضب شديد


= بطلي طريقتك دي يا غاده معايا ومش كل شويه هتذليني بالموضوع ده لما تعوزي حاجه، ما تبقيش زيهم وتظلميني! ولو مفكراني كنت اعرف ان انا كده واتجوزتك تبقي غلطانه وانا فهمتك الموضوع وبرده مصممه تعاقبيني على حاجه ما ليش ذنب فيها


استدارت غاده نحوه بوجه صلب تقول بصرامة


= انا ما ليش دعوه بكل ده طالما خلاص حياتي هتضيع مع واحد زيك ملوش نفعه 

يبقى هتمشي على مزاجي انا وكل طلباتي هتتنفذ غصب عنك.. يلا هتديني الفلوس ولا اطلع اقول لابوك وابويا عشان يعرف ابنه الحيله ما بيعرفش وما لوش في الجواز ولا المسؤوليه! وهو كده كده لما بيصدق يطيح فيك ويمسك عليك غلطه .


أطلق منذر تأوهاته في أحلامه بينما يهلوس بكلمات غير مفهومة.. فمنذ زوجه من تلك الحيه وقد انقلب حاله رأسًا على عقب.. كلماتها القاتلة تطارده في أبشع كوابيسه التي يلوم فيها نفسه بأنه كان ضعيف أمامها وهي بالمقابل استغلته.. كانت مقرفة لأبعد حدود لذلك يكره ذكر إسمها أمامه فقط! ويحمد ربه أنه انفصل عنها دون عودة.


ماضيه مع طليقته لم يفارقة ابدأ و والده وأمه وأخيه وعند زواجه من ضحي أيضاً.. التي لا يعلم اكانت ستظلمه مثلهم أما ستسانده! 


رغم أن غاده والجميع وحدهما من يعرفا حقيقة أنه كان يعاني من بطش والده ويأس من أن يوقفه عن ذلك، وبسبب تلك المعامله جعل من تلك الحقيره تتمادى في افعالها الواقحه وتعايره طول الوقت مقابل ما تريد! وهو كان ينفذ وقتها بالطبع كل مطالبها مجبر!!. 


لذلك لجأ إلي ضحي لعلها تكون أمله الوحيد! 

فما كان منه إلا أن يستجيب داخله لتوسلاته ويلح بإصرار عليها، ورغم أن منذر تعرض للكثير من التعنيف الجسدي والمعنوي من والده بعد وحتي الآن إلا أنه لدي أمل طفيف أن تسانده ليتحمل معامله أهله مع كل فصل جديد من حياته معهم مثقل بالبرود والجفاء..


فمهما حاول أن يبني معهم جسور تواصل بينهما ويزرع الود أو القبول في حياتهما يجد صدا منهم! لكنه مع ذلك يستجاب لطلباتهم حتى على حساب نفسه، ومع وعد صادق لغاده بأنه لن يبوح لأحد بسرها حتى لو ترتب عليه أن يعيش ويكمل حياته دون أن يكشف لأحد منهم أو يصحح ظنونهم الخاطئة نحوه حفاظا على سمعتها..


لكن من جهتها لم تبذل أي جهد للحفاظ على هذه السمعة وما زالت لم تتغير بعد، لكن ذلك لم يهمه طالما هي بعيدة عنه..


كان جسد منذر يهتز أثناء نومه كأنه يصارع شيء ما حتى أن حالته ازدادت لدرجة أن ضحي شعرت به وتحركت تجاه بهلع وهي تراه يتنفس بصعوبة والعرق يتفصد من جبينه..

اقتربت أكتر منه أثناء نومه لترى صدره يعلو ويهبط وهو يهذي بكلمات غير مفهومة.. اوقات باسم غاده طلقته..واوقات باسم والده. 


رغم حنقها اللاإرادي أثر إسم تلك البغيضة إلا أنها جلست جواره برفق على حافة السرير ثم مدت يدها لتلامس شعره وهي تحاول إيقاظه على مهل


= منذر اصحى انت بتحلم.. منذر 


لم يستجب لها فبدأت تهزه بشكل اقوى و تناديه ليفتح عينيه أخيراً بتثاقل وهي تسمع تنهيدته الحارة هاتفا بصعوبة بالغة 


= مش هتقولي لابويا حاجه صح .


عقدت حاجبيها بغرابة لا تفهم سؤاله لكنها توقعت أن يكون له علاقة بسره التي أصبحت تعلمه عنه..كما أدركت أن لم يستيقظ تماماً بل لا زال يهذي فهزته بخفة وصوتها يصطبغ بلهفة واضحة


= انت كويس؟ حاسس بحاجه بتوجعك


تطلع فيها بدهشة ثم شتت نظره لغرفة النوم من حوله بينما يستوي شبه جالس فقد 

وعى على نفسه أين هو لتقول له باستفسار 


= كنت بتحلم بكابوس! وحش؟ 


أرخى رأسه للخلف عابس الملامح مغمض العينين يتمتم


= يا ريته كابوس دي حقيقه ومش عارف اهرب منها لحد دلوقتي.


يمكن الى هنا بدأت تفهم لما كان يهتف باسم طليقته ووالده، ضيق وليس حب بهم! فمن المعقل بان اوصلوا الى تلك الحاله السيئة حقا وهو لم يكذب عليها بحرف! هزت رأسها لتفيق 

ثم وضعت عدة من الوسائد وراءه ليرتاح أكثر وسارعت تسكب له كأس ماء وهي تسأله 


= كنت بتحلم باي لدرجه كنت فاكر بيحصل حقيقه ومش حلم.


نظر أولا إلي كوب الماء مطولاً وهي لم تفهم سبب نظراته، لكن بالاخير تجرع من كأس الماء بهدوء فشعر بتحسن والماء يُصب بجوفه ليطفئ ظمأه ثم رد بتهرب 


= هاه مش حاجه مهمه.. مش مهم! شكراً علي الميه، قلقت نومك صح


هزت رأسها بعدم مبالاة وهي تقول


= عادي ولا يهمك كنت صاحيه عشان كده سمعتك على طول.


مد يده ليحتضن كفها بينما هي نظرت لوجهه المرهق بتوتر وهو تساءل هامس


= هو انتٍ مش ناويه برده تريحيني، وتقولي لي انك هتسامحيني وهتفضلي معايا.. لو مش مصدقاني في ولا كلمه مع الوقت اللي هتقعديه هنا هتشوفي اكتر من اللي انا حكيته و وقتها هتصدقيني.. ضحي انا محتاجلك في حياتي ومش عاوز اخسرك انا بجد تعبت كتير أوي وانا لوحدي.. فرصه بس واحده وجربي وصدقيني مش هتندمي لاني هستغلها صح واخليكي تتعلقي بيا زي ما انا اتعلقت بيكي.. بس بلاش حكايه الانفصال دي .. وانا عارف ان انا غلطان و بتاسفلك


ضغطت على شفتيها بقوة ثم هتفت بعد صمت طويلاً بصوت خافت 


= هحاول ..بس موعدكش


تهللت اساريره بعدم تصديق فأصبح هناك شعاع من الأمل حتي وإن كان ضئيلا ولكنه سيقويه سيفعل اي شئ لكي تسامحه

فأردف بفرحه 


= وانا هساعدك صدقيني، ومش هخليكي تندمي على قرارك ده.. بس ساعديني زي ما انا هساعدك .. اتفقنا .


هزت رأسها بالايجاب بتردد ومنحته نظرات طمئنته، وبثت في روحه المزعوجة الأمل من جديد، حيث منحته فرصة للتعلق بها من جديد بعد أن تحطمت آماله. 


وسرعان ما جذبها منذر إلي أحضانه بقوه كبيرة المتها بشده وصدمتها بنفس الوقت! وضع يده علي خصرها يجذبها أكثر وأكثر نحوه .. وهو يغمض عيناه براحه غريبة واستمتاع لم يحظي به من قبل.. 


وأخيراً استطاع تجربه العناق لأول مره طوال حياته فالسنوات التي مرت عليه لم يتذوق إياه ابدأ ولا مع أسرته ولا مع طلقته، ولا عندما كان طفل صغير ولا عندما أصبح شاب.. إنما الآن يحظى به أخيراً مع زوجته الرائعه...


أما عن ضحي فقد ظلت لحظات تستوعب ما يفعله؟ وعندما فهمت ماذا يريد استسلمت بعطف واشفاق فحقا أحيانا تشعر أنه طفل صغير يبحث عن الحنان وهذا كل ما يريده في الحياه ليس أكثر.. وعندما طلب منها أن تعانقه من قبل؟ ليعرف ما الذي يشعر به، لم يكذب حينها!


رفعت يدها ببطء وتردد لتضعها علي ظهره تمسد بحركات دائريه قشعر لها، لقد فاجئته من قوه الصدمه! فأدمعت عيناه متأثراً بما يحدث معه! فمن يراه يشعر انه يبالغ حقا لكن لو يعلم أحد الحرب التي تحدث داخله الان ليعطون ألف عذر وعذر.


لم يجد منذر منذ طفولته من يعامله بهذا

اللطف فانتابه شعور غريب بافتقاده من والدته

وعوضته ضحي عن ذلك الشعور، ثم وضعت يدها على شعره وملست عليه في نعومه.. تاركه إياه يتنفس بعمق مستمتع باحضانها الحنونه و الناعمه.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة