ظ\رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 21 - 5 - الأحد 30/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الواحد والعشرون
5
تم النشر يوم الأحد
30/6/2024
رفع حاجيبة للاعلي بضيق وهو يقول معترضًا بشراسة
=هيختلف في ايه ما انا كنت متجوز دي ست ودي ست برده، ايه اللي هيفرق يعني لما اعمل كده واتعب نفسي على الفاضي وادي أمل للي انا متجوزها دلوقتي، مش هتفرق حاجه
سأله الطبيب مهتمًا وهو محدق به بثبات
=على اي اساس متاكد انه مش هيفرق هو حضرتك دكتور! بص يا منذر شكلك جاي مغصوب عليك او مش طايق القعده كلها و بتحاول بس تريح ضميرك عشان ترجع لمراتك وتقول أنا عملت اللي عليا، وانا بقابل ذيك كتير هنا! اسمعني كويس لازم تفهم ان علاجك هيكون لمصلحتك انت اكتر واحد من مصلحه اللي متجوزها او أي حد حواليك بيضغط عليك.. وحاول بقى تسيبك من افكار المجتمع لو حد بيضايقك بكلام مش لطيف لاننا اكيد عارفين وزهقنا منهم انهم مش بيتغيروا النوعيات دي.
وقبل ان يجيب عليه الآخر احضرت الممرضه باقي الإشاعات ثم خرجت، ساد صمت طويلاً ثم ضغط الطبيب على شفتيه وهو يقرأ الاشاعات بتركيز ثم هتف مرددًا بتفهم
= تمام بما ان الاشاعات كلها جهزت اللي طلبتها منك هقدر دلوقتي اشرحلك حالتك و هتفهم ليه انا بقول لك جرب مع مراتك الجديدة عشان الموضوع ممكن يختلف! بص يا منذر الموضوع ده أو أي مرض تاني بيكون لاما تاثيره عـ.ـضوي لاما نفسي؟؟
أرجع ظهره للخلف وتابع حديثه باهتمام مطمئناً وهو يخلع النظاره الطبيه
= وانت الاشاعات بتقول ان انت ما عندكش اي مشكله وسليم الحمد لله فمعنى كده اللي انت فيه ده تاثيره نفسي عليك.. وده بحد ذاته العلاج مش هيكون صعب زي ما انت متخيل بس هتكون محتاج دكتور نفساني هو اللي هيساعدك اكثر مني في الموضوع ده وانا اعرف حد كويس وممكن ..
نهض منذر من مكانه مزعوج ثم زادت نبرته قسوة مقاطع إياه
=بس، بس مين قال لك ان انا هرح لدكتور نفساني هو انت شايفني مجنون قدامك هو إيه اصلا اللي انا فيه ده كله ويطلع نفسي في الاخر!
وهتف قائلًا بإهانة متعمدة وهو يشير بأصابعه باسلوب وقح وغير معتاد عليه
= اسمعني كويس شكلك دكتور على قدك و مش فاهم وبتحاول تقول اي حاجه عشان بس تسحب مني فلوس وخلاص لكن انا متاكد ان انا ما ليش علاج وخليك صريح معايا وقول كده في وشي بدل لف ودوران و تفضل توديني من دكتور لدكتور عشان تعمل عليا مصلحه
خشي الآخر من حدوث نوبة انفعال، هو اختبر ذلك كثير هنا من قبل، فهتف بحذر
= طب اهدى وما لوش لازمه كل اللي بتعمله وانا عشان مقدر حالتك مش هرد على كلامك واخده بزعل لان برده قابلت من نوعيتك كثير
بيقلبوا الترابيزه على الدكتور وهو اللي مش بيفهم، على العموم يا سيدي ماشي انا واحد مش بفهم اتفضل الاشاعات ولا روح اكشف
من اول وجديد ولو ما قالكش ان الموضوع نفسي زي ما انا قلت لك يبقيلك الحق وتعالى اعمل فيا ما بدالك...
أشعل حنقه نحوه أكثر بطريقته ولم يقتنع بحديثه فهو لم يتخيل لحظه بان من الممكن يكون ما هو فيه السبب نفسي، لذا أردف قائلًا ببرود مستفز
= انا ماشي بلا عـ.ـضوي ولا نفسي سبتلك انا الفهم وانا اللي مجنون يا سيدي.. بس برده كلامك مش داخل دماغي و.. !
قاطعه الدكتور قائلًا بصوت مزعوج
= على فكره الموضوع طالما طلع نفسي حله هيكون اسرع لو استجبت للعلاج واعترفت بدل اللي انت بتعمله.. وشكلك حد عاقل وابن ناس وعارف ان اللي بيروحوا للدكاتره النفسيين مش مجانين ولا حاجه.. كل الحكايه ان عادي بتحصل لنا كلنا مشاكل في حياتنا مع اللي حوالينا وساعات بيفضل الموضوع جوانا بالذات لو استمر معانا بتاثر علينا بطريقه سلبيه.
أغمض عيناه رافضة تصديق ما سمعه، وصرخ فجــأة بعصبية
=ولله طب مشاكل زي ايه بتحصل ممكن تأثر عليا في الموضوع ده؟ وتخليني مش قادر المس مراتي!؟
هز كتفه وهو يقول مبتسماً بعملية طفيفة
= عادي ممكن تكون مشكله صغيرة حتي، بس تاثيرها كبير وبتفضل جوانا مش بننساها حتى لو حصلت لينا واحنا صغيرين، من مواقف بقى بنتعرضلها أو حوادث.. او حتى مواقف معينة مش قادر تنساها بتتكرر ليك من شخص معين صاحبك اخوك والدتك والدك او زوجتك القديمه..
لم يتركه لنفسه أي فرصة للتفكير، بل أكمل بجدية شديدة
= واكثر المواقف دي بتكون جايه من ناحيه الأهل فعلا.. المهم زي ما قلت لك المواضيع دي طبيعي وعادي جدا تاثر على حاجات تانيه
و زي موضوع انك مش قادر تلمس مراتك وتقيم عـ.ـلاقه زوجيه معاها بشكل طبيعي .
تجمد منذر مكانه بصورة جعلت جسده يجفل منه بعد سماعه ذلك، جف حلقه حتى صار ما بقي من ريقه كالعلقم المر من فرط التوتر و تسابقت نبضات قلبه كما لو كان في سبق عَدِوٍ مما زاد من تدفق الدماء في جسده ومن سرعة أنفاسه اللاهثة.. فلا يصدق ماسمعه او يقتنع به او لا يريد تصديقه؟ فاذا حاول تصديقه سيتألم اضعاف المه! أن بعد كل ذلك العذاب الذي تعرض له بذلك الموضوع كان بسببهم أيضاً .
بسبب عائلته التي دومًا تفتعل المشاكل و ينتهي الأمر بخسائر من طرفه فقط. دون أن يتدخل أحدهم ليلملم المســألة قبل أن يتفاقم الوضــع.. أو حتي يطيب بخاطره ويتركه يصارع تلك الكلمات الجارحه طول الليل! حتى أصبحت تترك بقايا ثابته داخله وبدأت أيضا أن تؤثر عليه باشكال أخرى...!!!!!!!
❈-❈-❈
استقبلت ديمه اخواتها الاثنين في مسكنها الحالي عند آدم بفتور شديد، حتى انها قدمت اليهم واجب الضيافه وجلست تنظر الى التلفزيون دون إهتمام لهما كبير عكس سابقآ ثم انتبهت لصوت أختها وهي تسألها بجدية
= اخبارك ايه يا ديمه و آدم عامل معاك ايه كله تمام
ضغطت على شفتيها بقوة وهي ترد بطريقة فظة
=عادي زي كل يوم مفيش جديد، وتلاقيكم انتم كمان متوقعين كده! عشان كده ما حدش كان بيسال عليا الفتره اللي فاتت مش كده
حدقت رانيا بغرابة في وجهها، فقد كانت مدهوشة من طريقتها الجافه لتقول بتعجب
= مين بس قال إللي احنا مش بنسال امال احنا جايين هنا نعمل ايه
جمدت نظراتها عليهم باستهزاء قائلة بحدة
=والله! جايين بعد شهر واكتر كمان تسألوا انا عامله ايه؟ ده انا على كده لو كان عمي كامل اللي زارني لوحدي موتني ما كنتوش هتعرفوا غير بالصدفه؟ ده انتم حتي سماعه التليفون ما كنتوش بترفعوها وتسالوا عليا
شهقت أختها الأخري بصدمة وهي تردد بقلق
= هو عمك كامل جي هنا وعرف انك اتجوزتي، يا نهار ابيض اكيد طبعا هد الدنيا
ومستحلفلنا
رمقتهما ديمة بضيق شديد وهي تقول
= هو ده كل اللي همك ما تقلقيش آدم عرف يحل الموضوع وخد منهم وعد انهم مش يقربوا ليا وهم وافقوا لا وكمان عم بابا قال ان هيجي بعد كده يسال عليا كل فتره، معلش ما جتش مناسبه اشوفكم عشان اقول لكم الاخبار السعيده دي ما انتم اللي مش بتسالوا
حدقت رانيا في أختها الوسطى بنظرات معاتبة، ثم هتفت بصرامة جادة
=هو انا مش الفتره اللي فاتت قلت لك تسألي على اختك هو انتٍ ما كنتيش بتتصلي بيها
زمت فمها رامقة رانيا بنظرات حادة، ثم قالت بتبرير
= انا فكرتك بتتصلي بيها عشان كده اعتمدت عليكي لان الفتره اللي فاتت كنت مشغوله مع امتحانات الولاد انتٍ عارفه الثانويه ابتدت ودي صعبه وانا عندي الاثنين ثانويه عامه..
ابتسمت ديمة بسخرية مريرة وهي تري كل منهم كان يعتمد على الآخر والآن يحملون بعضهم الخطأ ولا يريد أحد أن يعترف بأن الخطأ صادر من الإثنين! واصبحت متاكده انهم لم يعتبروها بعد أنها كانت جزءا من العائله ليهتموا بمشاكلها، لذلك افضل قرار اتخذته لم تعتمد عليهم بعد الآن في شيء ويكفيها آدم
رغم إدراكها أنها لا تشغل باله في تلك اللحظة إلا أنها لم تفقد الأمل بالفوز بمشاعره، وستظل طامعة في التفاتة منه نحوها ليقع في عشقها بعدها.
❈-❈-❈
دققت النظر محدقة فيه، فوقعت عيناها على أنظاره عليها فرأت في تعابير وجهه علامات النفور والإستنكار، فلم تحتاج للتخمين وفهمت سبب شروده العابس وكيف صارت الأمور عند الطبيب! آلمها رؤيته وهو يقبض على قلبه بكف يده بانزعاج قوي.. فزفرت بعمق هاتفه
= منذر طمني الدكتور قال لك ايه!.
رفع ذراعه في الهواء إزدراءه منها وهو يقول باستنكار شرس
= ده دكتور مجنون قال عاوزني اروح لدكتور نفساني! انا استاهل انا اللي طاوعتك و رحتله أصلا اديني عملت اللي عليا وقال إن ما فيش حاجه رغم أن انا فيا.. لكن هو مش عارف يعالجني فجابها في حاجه ثانيه
اقتربت منه قائلة بصوت هاديء رغم إنزعاجها
= منذر ممكن تهدأ على فكره كلام واقعي جدا ممكن يكون صح! وبصراحه من غير زعل كويس انها جت منه انا اصلا اول حاجه كان نفسي اطلبها منك ان انت لازم تروح لدكتور نفساني عشان اللي بيحصل لك ده من وانت صغير لحد دلوقتي! اكيد ماثر عليك باي شكل من الاشكال وادي اللي شكيت فيه طلع صح
أمسك منذر مرفقها بقسوة يقربها منه وهو يقول بنبرة شديدة وعينين مخيفتين تبرقان
= انتٍ بتقولي ايه انتٍ كمان؟؟ انتٍ مجنونه زيه هتعومي على عمه وتصدقي كلامه و تخاريفه.. تلاقيه بيقول الكلمتين دول لايه واحد بيجيله ومش بعيد الدكتور الثاني يكون قريبه وهم الاتنين مقضيينها يبعتوا الزباين لبعض عشان يسترزقوا .
صدمت من حركته المباغتة وتأوهت بآلم من أصابعه القابضة عليها، ثم هتفت قائلة بغضب
= منذر هو في ايه؟ هو أنا كل ما اكلمك كلمتين مش عاجبينك تروح مساكني بالطريقه دي انت عارف المره الكام تعملها، يا ترى المره الجايه هتضربني ولا ايه؟
ضاق نظراته للغاية وتحول وجهه للإحتقان،
حيث زاد تجهم تعابيره المنزعجة لكنه تركها وابتعد قائلاً باعتراض
= مش هضربك ولا نيله بس لازم تفهمي و تستوعبي اللي انا بقوله ليكٍ هو الصح !.
لترمقه بنظرات ذات مغزى قبل أن تحرك شفتيها لتنطق بجدية
= منذر انت كده بتصعبيها عليا وعليك ؟
صر على أسنانه بقوة حتى كاد يحطمهم من فرط غيظه المحتقن جهداً في إخفائه عنها وتمتم من بين شفتيه بسخط
= شوية وهتتعودي على كل حاجة.. زي ما انا كنت مصدوم زيك بالأول واتعودت انما مروح للدكاتره تاني مش هيحصل انا عملت لك اللي انتٍ عاوزاه وانتٍ حره بقى
رفعت ضحي أنظارها نحو زوجها لترمقه بحدة وهي ترد بسخرية طفيفة
=بالظبط كده انا حره ومش ملزمه استحمل الوضع ده تحت اي ضغط انت اصلا غصبتني عليه من غير ما تاخد رايي؟ فما تستناش مني افضل مستحمله مره ورا مره كل حاجه، لا و مطلوب مني كمان اضحي واتعود وانت مش عاوز تتنازل حتى لو شويه صغيرين وكله عشان مصلحتك.. على العموم خلاص انت حر وانت اللي اخترت وانا عملت اللي عليا وزياده
عشان انا مش مرغمه اكمل في طريق هفضل طول حياتي اخسر فيه واللي قدامي مش عاوز يجي على نفسه ويحاول يبقى خلاص
رد عليها منذر متساءلاً بنبرة قاتمة
= انتٍ تقصدي ايه ؟ هو ايه اللي خلاص
دعكت مكان إمساكه بذراعه بألم ثم صاحت ضحي فجأة بحنق لم تستطع إخفاؤه
=يعني خلاص يا منذر انا اللي خلاني مستحمله الوضع اللي فات أني اخذت عهد على نفسي ان انا هحاول حتى لو محاوله بسيطه! وفعلا حاولت ومحاوله كبيره مش بسيطه كمان، قلت لنفسي عشان لما اسيب وابعد ما حسش بالذنب، ويبقى اسمي حاولت! لكن انا والله كان نفسي فعلا تتعالج ومش شرط الموضوع اللي في دماغك كان كفايه عليا حتى تتعالج نفسيا.. بس معلش هو اختيارك وانا كمان هيكون اللي جاي اختياري
صدم مما قالته وبدأ كما لو كان قد تلقى صاعقة كهربائية للتو وردد قائلاً بلا وعي
= اللي بينا مش قاضي و جلاد و لا محکومین
عشان ورقة ما بينا فاهمة..و بالحركة دي انتٍ قليلتي مني؟ يعني اية عاوزه تسيبيني و تمشي طالما مش هعمل لك اللي انتٍ عاوزاه .
ابتلعت ريقها بمرارة وهي تردف بنبرة حازمة
= يعني بكل بساطه هتطلقني يا منذر.. هنكمل خمس شهور وكل واحد يروح لحاله بعدها .!
صفعة مهلكة تلقها منذر على وجهه بعد حديثها المفاجيء، لم يطرأ بباله أن تقدم على ذلك الطلب بهذه السرعه؟ لكن هو أخذ ذلك الوعد سابقآ منذ فتره طويله لم ينفصل عنها مهما حدث؟ لكن بنفس الوقت لا يريد الذهاب الى ذلك الطبيبه النفساني! فماذا سيفعل إذن حتى لا تتركه .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية