رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 46 - 2 - الجمعة 28/6/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل السادس والأربعون
2
تم النشر يوم الجمعة
28/6/2024
_ حاجه زي ايه؟ بلاش تخوفني يا ادهم انت اكيد متقصدش اللي فهمته…
حرك اصابعه في شعره وهو يقول:
_ ما هو انا لو عارف كنت ارتحت احنا من آخر يوم فيه كنا عند اختك وأحمد بنتك متغيرة، زي ما تكون سمعتني وانا بتكلم مع احمد.
_وانت كنت بتتكلموا في ايه؟
_ كنت عايزه يشوف لي ايه اللي وراه لاني كنت شاكك انه عينه منها وانا شايفة انه مش مناسب غير اني حاسس ان في حاجة هو مخبيها..
_ معقول تكون عملت كده، طلبت من احمد انه يخسره شغله واسمه عشان يضطر يسافر، أحمد هو سبب للمشاكل اللي في شركته.
_ ماسالتوش من يومها
_ تقدر تسأله الوقتي لان اللي عملته انت وهو مش مقبول، تدمر انسان عشان رفضه، كنت سيطرت على بنتك مش دمرت حياة ذاخر..
نظر لها بحده ورفع الهاتف يتصل على صديقه المقرب، الذي كان في حالة من الغضب من تصرفات زوجته، التي إلى الآن تنظر له كأنه طعنها، تنظر لنصف الكوب الفارغ، ولا ترى الممتلئ لقد فعل كل ذلك حتى لا تبكي وتنهار طيلة الأيام التي سيسافر فيها ابنها، وكأنه طفل صغير.. رد بحدة
_ الو
_ ايه يا عم انا بكلمك في وقت مش مناسب
_ اخلص
_ متضايق كده ليه؟
_ سيبك مني كنت عايز حاجه؟
_ اه عملت ايه في موضوع ذاخر
_ ولا حاجه وقعت له أسهم شركته بره عملت له كم مشكلة، تخليه يسافر وإلا ممكن يخسر كل اللي عمله في سنين اللي فاتت..
_ ليه؟
_ على اساس مش انت اللي طلبت..
_ انا طلبت لو هو وحش!
_ وهو وحش.. اوحش من انه يبص لواحدة من بناتنا.
_ تقصد ايه؟
_ اللي فهمته؛ يمكن اسوء.. المهم الوقت أقفل وحاول تحتويها لأن انا حاسس انها فعلا ممكن تكون متعلقة بيه لان اللاب توب بتاعه كان عليه صور ليها..
هب ادهم واقفا وهو يصرخ:
_ تقصد ايه؟
_ انت بتعلي صوتك كده ليه؟ هكون اقصد إيه يا ادهم، انت محسسني ان انا قلت لك حاجة وحشة، صور من موقع الشغل، من الشركة صور ليها وهي في النادي..
_ وانت سبته يمشي وهو معاه صورها
_ اكيد سبته يمشي، بس ما معهوش اي حاجه تخصها أو تخص حياته اللي فاتت بكل المجون والوساخة اللي كان فيها، اللاب توب وتليفوناته كلها ماعليها اي حاجة، ولولا ضميري كنت لغيت له كل شغله، هو من ناحيه الشغل هو بيرفكت، بس كأنسان محتاج دكتور نفسي.
_ كلنا كنا محتاجينه
_ بس هو محتاج اكثر، محتاج رحله طويله عشان يكون سوي، مش سـ ادي
بهت وجه أدهم، ولم يستطع ان ينطق، فاكمل احمد
_ شكلها وصلت، مضطر اقفل
_ انا مش عارف اشكرك ازاي
_ عيب مفيش بينا كده، وبعدين دانة بنتي
_ده اللي مستنيه منك ومتوقعه، انت عارف انت بالنسبة لنا كلنا ايه.
ابتسم وهو يغلق الخط..
بينما هناك كان فهد ينزل من سيارته يشير إلى الحراسة، ولولا إصرار والده الدائم على ان لا يتحرك بمفرده ما كان قبل بذلك القيد، أشار إلى الحراسة ليبقو مكانهم، فهم يتبعونه في كل مكان، رن الجرس ووقف لحظة حتى فتح الباب ونظر له أسر بابتسامة وهو يقول:
_ نورت يا فهد، هو انت محتاج عزومة يا عم علشان تيجي، دا ماما زعلانة منك أوي.
_ والله ما محتاج شي، هذا بيتي بس انت عارف والله مشغول، بـ تخلص العطله والشغل ما بيخلص، وانت تدري سموه ما يقدر ينزل هالفترة مصر، مشغول بشؤون الدولة، ونسي أن أنا الآخر بدرس، حملني مسؤولية شركة ما تجيب اخرها.
_ انت قدها
ابتسم له وهو يقول: وين بضع هذي
نظر الى الهدية الراقية المكونة من طبق فضة مطعم بالذهب، محمل بالشوكولاته الفاخرة، وهو يقول:
_ شكلك عايز ماما تزعل بجد، انت بتتعامل على انك ضيف.
_ هذا شيء بسيط.
جلس معه بينما أحمد ما ان انتهى حديثه مع أمه، حتى ضمته وهي تربت على ظهره خفة، وتقول:
_ انا لو هختار لك مش هختار لك احسن من كده، شخصيه جميلة وهي جميلة مؤدبة ومحترمة، وكمان سيدة اعمال بعقل واعي راقي، رغم انها لسه بتدرس، بس اللي اهم من كل ده هي بتحبك؟
نظر لامه ولم يدري كيف يجاوبها؟ على هذا السؤال، هو يدرك جيدا انها لا تحبه، وربما اختارته دراعاً ولكن هل يستطيع ان يخبر امه بكل شيء، كاد ان يتكلم، ولكن اعفاه من ذلك صوت أسر الذي يتكلم مع فهده في الخارج
_ هشوف فهد شكله وصل
هزت إلينا راسها وهي تتبعه بعينيها بعد ان أدركت أن هناك شيء لا تعلمه، شعرت بالخوف على أبنها، هل سيعيد زمان نفسه؟ هل من الممكن أن يحدث له ما حدث لها من قبل؟
رجعت بذكريات لتلك الحرب التي خلضتها مع نفسها ومع الأيام، لما عليه ان يخوض هذا الأمر هناك الألف يتمنين نظرة من عينه الزرقاء المفعمة بالدفئ، وابتسامة من شفتيه هو نسخة من والده مع اختلاف الطباع بينهم، وهما في نفس العمر…
نفضت الافكار السلبية التي تعصف بها وهي تتمالك نفسها وتتمنى ان يحدث الافضل.. إلا أنها التقطت انفاسها لتخرج ترحب بفهد، تربت على كتفه وهي تقول:
_ نورت البيت يا حبيبي انا زعلانة منك، معقول مستني ان احمد يعزمك، وكمان تقول له مشغول..
فهد: ايش فيك يا عم ما تبقى كلمة عندك
نظر لأمه بحدة بررت:
_انا بس كنت بطلب منه انك تيجي تقضي الوقت اللي انت فيه في مصر عندنا، فبيقول لي ان انت مشغول مش نازل اجازة، وأنك وافقت على العزومة بالعافية
_ بيتي ولا يا أمي بس انت تدري سموه رماني في سوق المال من غير حتى ما يعطيني مجداف، قال لي سير وهو مشغول بهالمدينه اللي يسويها، اي نعم هي مش أول مدينة تتسوى بالوطن العربي، بس بتعوض القحط والصحراء وقلة المياه، واحنا ما نريد غير هذا..
ابتسمت له بعد قليل كان عادل يترأس مائدة الطعام، وهو يرحب بفهد ويتكلم معه، نتناقش في أمور العمل وغير العمل، شعر فهد بالألفه وكأنه في بيته
اما هناك كانت سهام تطمئن على امها، ثم تحركت إلى جناحها دون ان توجه له كلام، الغضب بداخله يتصاعد ولكن ماذا ينتظر منها؟ من حقها ان تغضب من وجهة نظرها، لكن من وجهة نظره هو فعل الصواب، هو الذي يرى انهيارها ويرى تشتتتها ما ان يبدأ ابنها في مهمة جديدة، وكأنها لا تعي انه تم تدريبه، على اعلى مستوى… الخوف ينهش روحها نهشاً والألم يسكن قلبها ويبهت وجهها من فر القلق، لذا وفر عليها وعلى نفسه عدة أيام من الأضطراب..
وها هي المهمة انتهت بسلام، لن يبقى على عودته إلى الوطن إلا بضعة أيام ومع ذلك لا زالت تعلن غضبها وثورتها دون ان تتكلم، عينها تكتفي بتلك الكلمات التي تقذفها وتدينه، وهو نفسه لم ينسى حتى الآن تلك الكلمة التي خرجت من بين شفتيها، وهي تقول لابنها:
«كويس يا وحش» وكأنها تنبهه انه سيكون قاتل محترف مثل والده، الكلمة قد تقتل، هو يعلم جيدا انها لم تقصد إهانته ولكنه يشعر بالإهانة، ما الذي تعنيه بأنه وحش؟ اليس ادمياً؟ هي اكثر الناس معرفة به، هي من ترى صورته الأخرى، من ترى الوجه الآخر للعملة ومع ذلك تتبجح بعمله..
وهل يلام على عمله؟ لقد تزوجته وهي تعرف جيدا انه ضابط مخابرات، من العمليات الخاصة، قادر على تصفية اكبر عدد من البشر، دون أن يرف له رمش، هل تاتي الان وتتبجح أمام طفله
جعد وجهه ما أن وصل إلى هنا، ماذا حدث له؟ هو الآخر يتكلم وكأن ابنه لا زال طفلاً!
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية