رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 35 - 2 - الثلاثاء 11/6/2024
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الخامس والثلاثون
2
تم النشر يوم الثلاثاء
11/6/2024
خرج من المستشفى ، وجد " مازن " يخرج من سيارته وحين خرج من سيارته ، وجد " بيجاد " يخرج من المستشفى ويتجه نحو سيارته ويبدو عليه أنه غاضب ، غاضب كثيراً ، حتى ركض عليه وهو يركب السيارة بجانبه ، وهو يهتف بنبرته التي كانت مليئة بالهفة :
ـ بيجاد اسمعني أنا عارف أنه مش وقته ، وعارف كمان انك متعصب دلوقتي ، بس مفيش وقت صدقني ، مفيش وقت ، انا لازم اقولك علي كل حاجه ، لان مفيش غيرك يساعدني في اللي انا فيه .
نظر له بحيرة وهو ينظر له بشك من ارتباكه ، نظر إلى تلك الأوراق ، والمذاكرة ، لحظة فهو رأي تلك المذاكرة من قبل ، ولكن أين ، هذه مذاكره تمارا علام ، نعم تذكر ، فهو رآها وهي تمسك بهذه المذاكرة كثيرة من الايام وهى بتكتب مذكرتها ، ولكن ماذا تفعل هذه المذاكرة في يـ ـد " مازن " ؟؟ .
ـ عايز تقولي ايه ، و عايز تفهمني ايه ؟؟ ، وبتعمل ايه مذاكره تمارا معاك ! .
نظر حوله بارتباك وخوف كبير ، كأنه يخاف من شئ ، هتف بنبرة خوف حقيقية استطاع أن يلمسها :
ـ امشي يا بيجاد ، امشي من هنا ، وأنا هفهمك علي كل حاجه .
نظر له بشك واخذ ينظر له من أعلي الي أسفله وهو لا يفهم سر تصرفاته ، ولا يفهم أبداً ما الذي تفعله المذاكرة معه ؟؟ ، لديه العديد والعديد من الاسئله ولكنه بالأخير ، صمت ، صمت ولم يتحدث أبداً ، وبالفعل أخذ يقود السيارة بسرعه كبيرة كأنه رياح هبت واختفت علي الفور ، وبعد ما ذهب بعيداً وبعيداً عن الجميع ، أوقف السيارة بجانب ، لم يوجد فيه اي أحد ولا يوجد بيه اي محل من هذه الشوراع ، بعد ما توقف السيارة أخذ ينظر له بمعني أن يتحدث علي الفور .
وبالفعل حكي له " مازن " كل شئ عن عمله ، وكل شئ عن ما يخص المافيا ، وعن كل شئ عن سرقه الاعضاء ومن المسؤلؤن عن ذلك ، حكي له كل شئ عن بداية عمله ، حكي له كل شئ عن ما سمعه من " ياسمين " و " شريف " ، وحكي له عن تلك الليلة المشؤمة التي قتل فيها " تمارا علام " ، وعن ما حدث بها ، حكي له عن تهديد " ياسمين " له عن " سلا " ، وحكي له أيضا عن تلك الفتاة التي كانت تعمل عند " بيجاد " في القصر ، وحكي له عن ما سمعته في تلك الليلة وادركته أنه قتل " تمارا علام " ، ولكن الحقيقه أنه لم يقتل " تمارا " ابداً ، وانما هي انتحرت بالفعل ، وحكي له كيف قتل هذه الفتاة واين دفنها هي وعائلتها ، حكي له عن كل شئ فعله عندما امسك عمله .
ظل يستمع " بيجاد " بهدوء ولم يقل له أي شئ ، ولم يقاطعه أبداً ، كل ما يسمع حقيقة ، وجهه لم يظهر بأي شئ دلاله علي الحزن أو العصبيه أو الشفقه ، لم يظهر علي ملامحه اي شئ ، اي شئ لم يظهر له ، وظل مستمع عن الحقائق الذي تجعل قلبه يطرق كالطبول .
❈-❈-❈
كانت هي تبحث عن إبنتها في كل الغرف ولكن لم تجدها ، فهي جن جنونها حينما أدركت أن " بيجاد " أخذ " سلا " رحله وحدهم ، فـ معني هذا أن الرحله هذه هي شهر عسلهم ، فهي لم تسمح بذلك ، لم تسمح أبداً أن علاقتهم تلك تتطور ، لم تسمح بذلك فهي سوف تفعل خطط أن يكون " بيجاد " زوج إبنتها ، فهي عمته بالنهاية وبالفعل يحترمها ، وذلك الشئ التي يجب أن تستغله جيداً ، ولكن تلك الفتاة " جميلة " إبنتها لم تساعدها بأي شئ سوىٍ أنها تهتم بـ " مالك " الأحمق ، فـ ثروة " بيجاد الجمالي " أكثر من ثروة " مالك الأميري " ، يجب أن تتحدث مع إبنتها حتي تجعلها تفهم أن " بيجاد " لها ، و " جميلة " لـ " بيجاد " ، يجب أن تفهم ذلك الشئ جيداً ، ولكن عليها الأن أن تجد تلك الفتاة ، ولكن أين هي ، فهي بحثت في كل القصر ولم تجدها .
شعرت بيـ ـد صغيرة تمسك ثيابها من الاسفل وجدتها " إيلا " ، مما نظرت لها بحيرة ، وحين العمة انظرت له وجدتها تبتسم لها ابتسامة بريئة :
ـ تيته أنا عايزة خالتو سلا .
زفرت تنهيدة قوية محمله على صـ ـدره ، فـ اغلب مشاكل حياتها هي " سلا " ، يجب أن تبعد " سلا " عن " بيجاد " علي الفور حتي " جميلة " تستطيع التقرب من " بيجاد " ، مما ابتسمت لها ابتسامة صفراء مملتئة بالغل والحقد تجاه تلك الفتاة :
ـ معرفش وسيبيني ، عشان أنا عفاريت الدنيا بتنطنط فوق وشي ، فـ اوعي كده .
كادت أن تذهب ولكن توقفت حين تمسكت " إيلا " من ثيابها أكثر وهي تهتف بنبرتها الرقيقة ، التي تجعل اي قلب يرق لها علي الفور ، ولكن ليس قلب مملؤء من الحقد ، فـ تلك القلوب لم ترق أبداً لاي شئ سوىٍ الانتقام :
ـ طيب خديني عندها هي وحشتني اوي ، وعدتني أنها هتحكيلي حكاية كل يوم قبل ما تنام ، ليه خلفت بوعدها ؟ .
كل ما هذه الفتاة تقول اسم " سلا " يشتعـ ـل جـ ـسدها من العصبيه والغضب الذي يروضها ، مما لا تدري من كثر غضبها يعميها وهي تدفع تلك الفتاة حتي تبتعد عنها وعن ملابسها ، ولكن غضبها جعلها لم تري أن خلف تلك الفتاة هو الدرج ، وحينما ادفعتها الي الخلف ، وقعت تلك الطفلة الصغيرة أمامها علي الدرج ، واتخذت كل الدرج والطفلة تصرخ بخوف حقيقي ، وحينما هدا صوتها ، وقعت أخر الدرج يحاوطها تلك الدماء ،مما الخدم اجتمعوا حولها يصرخون بهلع عليها ، يروا من الذي فعل ذلك ، وجدوا العمة تنظر إلي أثرها بصدمة ، فهي لم تقصد إذاتها ، لم تقصد أن تأذيها ، وبالفعل الخدم اتصلوا علي " سلا " وثواني حتي ردت علي الفور ، حينما الخادمة أدركت أنها ردت علي الهاتف ، صرخت حينها بهلع ، وهي مازالت تنظر إلي دماء هذه الطفلة بخوف :
ـ الحقيني يا مدام سلا ، إيلا وقعت من السلم ، وغرقانه في دمها .
❈-❈-❈
خرج " مالك " من الغرفة وهو يشعر أنه منهزم ، فـ حديث " بيجاد " له جعله منهزماً لم يفكر في أي شئ ، فهو لم يقصد أبداً أن يجعل " فريدة " غير سعيدة بزواجها ، لم يقصد أبداً ذلك ، لما الجميع يلومه حينما اتخذ قرار أنها سوف يعاقب " فريدة " لما ؟ ، فهو أكثر شخص تأذي ، ولكن حديث " بيجاد " جعله يدرك أنه ليس هو الذي يتعذب فقط ، إنما هي " فريدة " ، فهو قد حاول أن يجعلها سعيدة ، و أن يدخل البهجة إليها ، ولكنه بالأخير فشل ، فشل إسعادها ، وفشل أن يكون زوج لها ، وهي أيضاً فشلت أن تكون زوجه ، فهو ليس المخطأ ابدا في ذلك القصة ، إنما هو كان الطرف المظلوم ، فهو ليس بيـ ـده أن يجعل " فريدة " تحبه ، وبالأخير يطلب " بيجاد " منه الطلاق ، هل هو ذلك الشئ الصحيح الذي يفعله ، هل هو يمزح معه ؟؟ ، فهو يعرف جيداً أن " فريدة " كانت ومازالت كل شئ في حياته ، هل هو يمزح معه يا الله ؟ ، فهو لم يسمح بأن ينفصل عن روحه ، وروحه هي " فريدة " ، تحدث يا " بيجاد " بقدر ما تشاء ، ولكن لم انفصل عن " فريدة " .
نظر إلي الهاتف حتي يرى الساعة ، فهو لم يرتدي ساعته ، ولم يرتدي ملابس لائقة ، فهو حينما أدرك أن شخص دخل علي غرفته جن جنونه وأخذ يضربه بكل قوة ، وبعد ذلك صار إطلاق النار .
حينما نظر إلي ساعة هاتفه ، وجد العديد والعديد علي رسائل واتساب ، وكانت تلك الرسائل كانت من شخص رئيس الحُرس الذي ارسل له فيديوهات الكاميرا بالأمس ، مما فتح اول فيديوه ، لم يجد أي شئ فيه ، مما خرج وفتح ثاني فيديوه وجد دخول " ياسر " وفتاة لديها وشم ، لم يظهر فيه ملامحها ، لكن يظهر ذلك الوشم بوضوح ، فـ الوشم كان قلب وبجانبه حرف G ، وبجانبه حرف M ، هل هذه مزحه فـ ماذا يعبر هذا الوشم ، ركز علي هذا الوشم جيداً ، وحاول أن يرى ملامح تلك الفتاة ، ولكنه لم يرأها ، يرى ذلك الوشم فقط ، رأى في ذلك الفيديوه وهما يدخلون الي الداخل ، وانتهي ذلك الفيديوه .
خرج من الفيديوه الثاني ، وجد اخر فيديوه ، دخل علي الفيديوه وأخذ يشغله ، فهو رأى " ياسر " وبجانبه فتاه تخفي ملامحها داخل وجهه " ياسر " ، فهي تعرف بوجود الكاميرا أما ماذا ؟؟ ، فـ ملامحها لم تظهر أبداً في الكاميرا إنما ذلك الوشم فقط ، هو الذي يظهر .
لعن " ياسر " مئة مره ، فـ الرؤية واضحه يا " مالك " ، أخذ يفهم كل شئ الأن ، أن " ياسر " يتلاعب بـ " فريدة " إشارة من فتاة مجهولة ، ولكن لما الفتاة تفعل ذلك ، فهو فهم الأن من ذلك الفيديوه أن " ياسر " ليس وحده بهذه اللعبة ، وليس وحده بتلك الذكاء ، فهو يعرف جيداً أن " ياسر " ليس ذكي ، الان فهم شئ ، أن " ياسر " هو فقط الذي ينفذ ، إنما تلك الفتاة هي التي تخطط ، جيداً يا مالك الأن كشفت شئ صغير ، والأن عليها أن يجد تلك الفتاة بأسرع وقت .
افاق من دوامة أفكاره حينما شعر بيـ ـد تربت علي كتفه ، نظر إلي ذلك الشخص وجدها " جميلة " تنظر له بحزن :
ـ مالك أنا بنادي عليك من بدري ، فيك ايه ؟.
نظر لها نظره اعتذار وهو يهتف بهدوء :
ـ معلش يا جميلة سرحت شوية .
اخذت تنظر له له بوهن وهي مازالت تربت علي كتـ ـفه :
ـ ربنا يعينك يا مالك ، اهم حاجه أن فريدة كويسه والبيبي كويس .
ابتسم لها ابتسامة هادئة فهو يكفي أن عائلته الصغيرة بخير :
ـ معاكي حق ، الحمد لله انهم كويسين .
نظرت إلي الغرف التي في الردهه ، وبعد ذلك ونظرت بشك إلي الغرفة التي " مالك " أمامها :
ـ دي اوضة فريدة صح .
حرك أنامله رأسه بدون أن يتحدث ، نظرت إلي الغرفة بخبث مثير ، وبعد ذلك نظرت إلي " مالك " بالهفه :
ـ شوفت عرفتها لوحدي ، أنا هستاذن أنا بقي ، لان عندي مشوار مهم ، وتعبانه ومش هقدر اني اشوف فريدة ، بعد ساعه من المشوار ده هجيلها اكون فوقت من التعب .
نظر لها بحيرة من أمرها ، هل هي تمزح معه ؟ ، هي جاءت إلى المستشفى خصيصاً أن تعرف رقم غرفة " فريدة " وتغادر ، في شئ بالتأكيد يحدث وهو لم يعرفه ، وكيف تقول انها متعبة ؟ ، هل المريض يذهب أو يفعل شئ وهو مريض وبعد ذلك يتحسن ؟ ، ابتسم لها ابتسامة متكلفة على ثغره يشكرها على مجيئها ، ودعته وبعد ذلك غادرت وحينما رأها تغادر ، نظر إلي ذلك الوشم الذي رأي في ذلك الفيديوه ، فـ " جميلة " كانت ترتدي بلوزه سماوية تكشف بداية ظهرها من أسفل عنـ ـقها بالقليل ، فـ بالتالي أصبح الوشم ظاهراً لـ " مالك " الذي نظر لها بشك وهو يهتف بنبرة منخفضة ، وأخذ عقله يربط الأحداث :
ـ جميله هي العقل المدبر ؟؟ .
يتبع...