-->

رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 20 - 3 - الأحد 2/6/2024

 

قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تعويذة العشق الأبدي

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 


الفصل العشرون

3

تم النشر يوم الأحد

2/6/2024



- وحشتيني.

احمرت وجنتيها وشعرت بارتفاع درجة حرارتها فور سماعها لكلمته التي ألهبت مشاعرها فحمحمت بخجل ولم تستطع النطق ليبتسم فور إدراكه بأنه قد أخجلها ليلعن بداخله كونها ليست أمامه الآن ليرى وجهها الخجل الذي يعشق رؤيته:

- هتفضلي ساكتة كتير؟

حركت كتفيها لأعلى لأسفل وهي تعقب بخجل:

- هرد أقول إيه؟

- تقولي مثلًا انت كمان وحشتني.

ابتسمت وعقبت وهي تحتحم محاولة تغيير مجرى الحديث:

- مقولتليش شغلك عامل ايه؟

اتسعت ابتسامته من طريقتها المعتادة في تغير مجرى الحديث فور شعورها بالخجل:

- بتغيري الموضوع ماشي، شغلي كويس يا ستي انتي ناوية تيجي امتى بقى؟

تجهمت ملامحها فور تذكرها حديث شقيتها اليوم وأجابت بوجوم:

- كنت ناوية آجي بعد بكرا بس حصلت حاجات كدا هتأخرني شوية.

عقد حاجبيه وهو يعقب باهتمام:

- حاجات إيه؟

لم تعرف بما تجيبه فهي لا تستطيع إخباره بما حدث فهو شيء لا يخصها فأجابت بتلعثم:

- مش، مش حاجة مهمة ماما بس تعبانة شوية هقعد معاها كام يوم لحد ما تبقى كويسة وهاجي إن شاء الله.

لا تحب الكذب خاصة عليه ولكنها لا تستطيع إخباره بالحقيقة ولم تستطع التفكير في شيء آخر سوى ما قالته لتستمع لصوته القلق:

- تعبانة مالها فيها إيه؟ أجيلك طيب.

- لا يا حبيبي مش مستاهلة دي حاجة بسيطة شوية برد بس.

لم تنتبه لما قالته سوى عندما استمعت لصوته وهو يسألها بصدمة:

- يا إيه؟ انتي قولتي يا إيه؟

جحظت عيناها فو إدراكها لما قالته وكأن دلوًا من الماء المثلج قد صب فوق رأسها لتجيب بتلعثم وحروف متقطعة:

- مـ مـ مقولتش، مقولتش حاجة، مقصدش انت فهمت إيه دي، دي كلمة عادية، بقولها عادي، طب، طب بص أنا، أنا هقفل دلوقتي ماما بتنادي عليا.

قالت ذلك وقامت بإنهاء المكالمة وهي تضع يدها فوق قلبها دون أن تنتظر رد منه ليبتسم بشدة فور إدراكه لما تفعله فإن كانت هذه هي طريقتها للهروب فهيهات أن ينسى ما قالته أو يمرءها لها مرور الكرام عليه فقط أن ينتظر حتى يتقابلا وجهًا لوجه وسيضع جميع النقط فوق الحروف.

❈-❈-❈

بعد مرور يومين

تقف معه أمام مدرسة أطفالها لا تصدق بأنها قد وافقت على الخطبة بهذه السرعة ولكنها كانت مضطرة لذلك فهذا المجتمع لا يرحم المطلقة والجميع ينظر لها نظرة دونية، النساء يخشين على أزاجهن منها والرجال يطمعن بها فماذا عساها أن تفعل حتى والدتها والتي من المفترض أن تكون ملاذها الآمن خيرتها ما بين العودة لطليقها أو الزواج من رجل آخر.

زفرة إحباط خرجت منها فور تذكرها لحديث والدتلها لها أول أمس والتي كانت تستميت في المحاولة لإقناعها بالعودة لأحمد مرة أخرى لتسمعها كلماتها السامة والتي اعتادت على سماعها منذ طلاقها ولكنها تمادت هذه المرة مما دفعها لإخبارها بأمر مراد وموافقتها على الخطبة ليحضر بالأمس ويقرأ الفاتحة مع والدتها وإخوتها ويلبسها خاتمه التي تود ألا يصبح طوق يخنق رقبتها وتعود بكامل إرادتها إلى سجن الزواج مع رجل لا يصلح.

نعم تقر بأن ما ظهر لها منه حتى الآن هو كل الخير ولكنها خائفة أن يكون ذلك محض ادعاء لا يمت لشخصيته الحقيقية بصلة عزائها الوحيد هو أنها رفضت الزواج دون أن تعرفه جيدًا وتحدد هي بنفسها الموعد دون ضغط من أحد فإن أحست بعدم الراحة أنهت الموضوع فورًا ودون الرجوع لأحد وإن كلفها الأمر أن تستقل بأطفالها في شقتها وتترك منزل والدتها ضاربة بكل العادات والتقاليد عرض الحائط.

أفاقت من شرودها على يده التي تربت على كتفها ليخبرها بابتسامته الهادئة:

- إيه سرحانة في إيه دا كله؟

أجابته بتيه:

- ها؟ بتقول حاجة؟

اتسعت ابتسامته وحدثها من بين ضحكاته:

- لا دا انتي مش معايا خالص اللي واخد عقلك.

لا تنكر أن ابتسامته الساحرة تجعلها تنسى كل شيء عداه هو ولكنها لا تستطيع إظهار ذلك له فحمحمت بخجل وهي تنظر نحو المدرسة:

- مفيش الولاد اتأخروا بس.

نظر إلى ساعته ليخبرها بجدية:

- لا متأخروش ولا حاجة احنا اللي جينا بدري شوية.

لم يكد ينهي حديثه حتى انفتح باب الخروج وبدأ الأطفال في الظهور ليذهب كل منهم إما إلى والداه وإما الى الحافلات الخاصة لنقلهم إلى المنزل وما هي إلا لحظات وظهرا طفليها ممسكين بأيدي بعضهم البعض وما أن رأوها حتى ركضا نحوها لتتسع ابتسامتها وقامت بمد زراعيها لتحتضنهم ليتحدث مراد بمرح:

- يا سلام كل الحب والأحضان لماما بس وأنكل مراد مالوش أي حاجة خالص.

خرجا من حضن والدتهما واتجها نحوه فقام باحتضانهما بحب وتقبيل جبهتيهما وهي تنظر اليهم وتبتسم ولكن سرعان ما زالت ابتسامتها فور سماعها إلى أكثر صوت تبغضه في هذه الحياة:

- الله، الله، أقدر أعرف إيه اللي بيحصل ده يا ست هانم؟ ومين ده؟

كان يشير نحو مراد بعينان تتقدان شررًا وعروق نافرة من شدة الغضب لتقف أمامه عاقدة زراعيها أمامها وحدثته ببرود وهي رافعة إحدى حاجبيها:

- وانت مالك؟

جحظت عيناه فور سماعه لكلماتها فكيف سولت لها نفسها أن تخاطبه بهذه الطريقة فعقب بصياح لفت أنظار جميع من حولهم.

- انتي بتقوليلي أنا انت مالك إنتي شكلك اتجننتي ولا إيه؟ يعني أشوف راجل غريب مع مراتي وأولادي واسكت؟

لم تتمالك نفسها أمام بجاحته التي استفذتها وأضاعت كل ذرة صبر لديها فقابلت صياحه بصياج مماثل:

- نعم، نعم، مرات مين اللي بتتكلم عنها دي دا انت اللي شكلك اتجننت عالآخر وبعدين دا مش راجل غريب دا خطيبي وقريب جدا هيبقى جوزي.

نعم يعرف بأنه كان في زيارتهم بالأمس لقد أبلغه بذلك الرجل الذي أرسله لتعقبها ولكنه لم يتوقع أن تكون قد تمت الخطبة بهذه السرعة أم أنه كان أبله لهذه الدرجة فعقب بصوت جهوري:

- دا على جثتي إن دا يحصل واعملي حسابك إني مش هقبل إن راجل غريب يقرب منك أو يربي ولادي ولو صممتي تتجوزي أنا هاخد الولاد منك ووريني ساعتها بقى هتعملي إيه.

عند هذه الكلمة ووصل غضبها عنان السماء فعن أي هراء يتحدث هذا المعتوه:

- أعلى ما في خيلك اركبه وأقولك على حاجة فكر بس مجرد التفكير إنك تقرب بس من ولادي وأنا وديني وما أعبد لأكون قتلاك يا أحمد وشاربة من دمك ولا هيهمني حد.

اقترب منها محاولًا أن يمسكها من زراعها ولكن مراد وقف أمامه وأمسك بيده الممتدة نحوها ليمنعه عنها وتحدث من بين أسنانه:

- لو فاكر إنك تقدر تمد إيدك عليها سواء قدمي او من ورايا تبقى بتحلم الست دي خلاص بقت على اسمي ومش هسمح لحد مهما كان مين يبصلها بس مش يمد إيده عليها والإيد اللي تتجرأ وتتمد ناحيتها أنا أقطعها.

أنهى حديثه وهو يبعد يده بعنف ليقترب الآخر منه مكورًا يده يحاول لكمه ولكن مراد أمسك بقبضته بقوة وقام بلكمه باليد الأخرى ودفعه بقوة ليسقط أرضًا وأمسك بيدها ليبتعد بها هي وأطفالها متجهًا نحو سيارته تاركين إياه خلفهم ممسكًا بذقنه التي تأذت من فعل اللكمة ينظر إليهم بشر متوعدًا إياهم الا يتركهم مهما حدث.

❈-❈-❈

اليوم التالي ليلًا

تسير ذهابًا وإيابًا بتوتر تفرك يديها تارة وتنظر في ساعتها تارة أخرى لا تعلم لما تأخر لكل ذلك الوقت ترا هل حدث له شيء؟ زفرت بعنف خاصة فور تذكرها ما حدث قبل خروجه عندما أتاها الإتصال من ذلك الحقير.

- ردي شوفي هيقولك إيه وجاريه في الكلام.

أجابت بأيد مرتعشة وفعّلت خاصية مكبر الصوت:

- ألو

أتاها صوته البغيض:

- إيه يا مزة نويتي على إيه هتيجي في الميعاد ولا أتصرف.

نظرت إليه لتراه يشير لها بيده أن تتحدث وتوافقه على ما يريد فأجابته بتردد:

- هاجي، هاجي بس أرجوك متفضحنيش.

استمعت لضحكته المستفزة فرأت شرارات الغضب تتطاير من أعين مروان ليصل إليهما صوته معقبًا بانتصار:

- متخافيش طول ما انتي بتسمعي كلامي ومبتزعلينيش فيديوهاتك وصورك في أمان محدش هيشوفهم غيري يلا بقى متتأخريش يا حلوة هستناكي، ٧ بالدقيقة تكوني عندي مجيتيش ٧ وربع هتكوني حديث المدينة.

قال ذلك وأنهى المكالمة ليربت مروان على يدها وحدثها وهو يبتسم بحنو:

- متقلقيش كل حاجة هتخلص النهاردة ومش هتسمعي صوته في حياتك مرة تانية.

أفاقت من شرودها على صوت فتح باب الشقة وولوجه إليها لتجد نفسها دون إرادة منها تهرول نحوه تحتضنه وهي تبكي:

- اتاخرت كدا ليه خوفتني علي.

تفاجأ من فعلتها ولكنه سرعان ما طوقها هو الآخر بزراعيه وحدثها متنهدًا:

- متخافيش خلاص كل حاجة انتهت مش هيزعجك تاني خلاص.

رفعت رأسها تنظر في عينيه بامتنان ليخرج صوتها هامسًا:

- بجد

أماء لها بموافقة وهو يمسك بذقنها وسرعان ما تحولت نظراته إليها من العطف إلى الرغبة ووجه عيناه إلى شفتيها ليجد نفسه دون إرادة منه يقترب منهما ليلتقمهما في قبلة محمومة لم تقوى على مقاومتها لتستجيب له هي الأخرى ليجدا أنفسهما دون أن يشعرا بداخل غرفة نومها ليبدآ حياتهما الزوجية منذ هذه اللحظة.

❈-❈-❈

فتحت عينيها بنعاس مستشعرة أنفاسه الحارة أمام وجهها لتجده ينظر إليها بحب وهو يبتسم ويغمز بإحدى عينيه:

- صباحية مباركة يا عروسة.

حادت بنظرها عنه بخجل ولكنه أبى ذلك فأمسك بوجهها يديره إليه وحدثها وهو يقترب منها أكتر:

- أظن بعد اللي حصل بينا امبارح ده معادش فيه مكان للكسوف.

احمر وجهها وازدادت حرارة جسدها خاصة عندما رأته يقترب منها أكثر يريد تقبيلها لتغلق عيناها بخجل واستسلام قد أحبه منها ولكن قبل أن تتلامس شفاههما فزعا عندما استمعا لصوت طرقات صاخبة على باب الشقة فقام من فوره يرتدي ملابسه ليرى من هذا الذي يطرق الباب بتلك الطريقة الفجة وهي قامت وراءه ليتفاجأ فور فتحه للباب وجود رجال غرباء يحاصرونه وقبل أن يتحدث نطق أحدهم بما ألجم لسانه:

- انت مروان نور الدين.

هز رأسه لأعلى ولأسفل وأجاب بتوجس:

- أيوة أقدر أعرف انتوا مين؟

أجاب الرجل بحزم:

- بوليس، انت مطلوب القبض عليك.

شهقت بفزع فور سماعها لما قاله ذلك الرجل فنظر إليها يحاول طمأنتها:

- اهدي يا حبيبتي أكيد فيه سوء تفاهم.

قال ذلك وأعاد نظره للضابط مرة أخرى ليتحث بتحدث:

- أقدر أعرف إيه السبب؟

- انت متهم في جريمة قتل المدعو أحمد النويشي.


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سمر إبراهيم من رواية تعويذة العشق الأبدي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة