رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 44 - 2 - الأحد 9/6/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل الرابع والأربعون
2
تم النشر يوم الأحد
9/6/2024
اقترب منه أسامة يقيس النبض، ويتأكد من أنه لا زال على قيد الحياة، التقط أنفاسه وهو يحمله يدخل به إلى الداخل يتتبع بعينه أثر تلك الرصاص التي اخترقت قدم رحيم، وذلك الدم المتجلط على سرواله، وقميصه الممزق الذي يعقد به قدمه، حتى يوقف الدم عن التدفق أكثر.. وليس هذا فقط هناك رصاصة أخرى اخترقت الجسد وخرجت منه، الألم الذي كان شعر به أسامة والخوف الذي كان ينهشه توقف، كل هذا هين.. المهم أنه عاد واستطاع ان يصل الى هنا..
رفع الهاتف على أذنه وهو يقول:
_ أطمئن سيادتك رجع بس مُصاب
ـ طمني عن الحالة
ـ مقدرش احدد حاجة الوقت، بس اطمن هو عايش
ـ وانت كان عندك شك
ـ أيوة سيادتك كان عندي شك، خاصة بعد ما اوصل لروما وارجع مفيش ليه اثر، ثلاث ساعات مستنيينه الشك بدأ يدخل قلبي، صدقني يا بابا انا كنت بموت في اللحظة الواحدة 100 مرة وأنا مش عارف اطمن عليه، مش عارف ازاي هقدر أواجهك او أواجه "سو" او اقول لها ايه؟
_مش عارف تواجه "سو" يا ابن الـ….
ضحك اسامة بصوت مرتفع وهو يقول:
_ انا كده اطمنت عليك، اول ما رحيم يفوق هخليه يكلمك بس بدل قدر يوصل لغاية هنا من روما، اكيد ان هو كويس بس عشان تبقى فالصورة هو فقد دم كثير
_ انت بتطمني ولا تقلقني!!
_ ده انت الوحش! من امتى بـ تقلق؟
لم يستطيع ان يرد، علي فهو بالفعل ينتابه القلق على رحيم وأسامة ولكنه يدعي الثبات
بعد وقت كان رحيم يستعيد وعيه، وهو ينظر إلى أسامة إبتسامة شاحبة
اسامة: حرام عليك يا رحيم نشفت دمي كنت فين؟ وايه اللي حصل!
_ انت شايف ان ده وقته!
_ لا مش وقته..
حاول أن يعتدل في نومه، لكنه لاحظ ان هناك من تخلص من ملابسه الملوثة بالدماء، وان ذلك الجرح في قدمه تم تنظيفه، وذلك الجرح في كتفه تم تضميده هو الآخر، وتلك الرصاصة التي مرت فوق الكلى، كادت أن تؤذي بقوة، لكن الإصابة لم تكن خطيرة فلقد تحرك في اللحظة المناسبة
_ عايز أقعد.. عايز اكلم الوحش
_ الوحش اتصل كان قلقان عليك
_ اوعى تكون قلت ليه ان انا اتصبت
_ للأسف قلت له
_ طب هات التليفون
_ مش دلوقتي لما تاكل حاجة وترتاح الاول.
ـ مش هرتاح الا لما اطمنه، عايز اعرف "سو" عرفت ولا لا
_ما اعتقدش ان هي عرفت، لانه كان قلقان أوي، كان في المكتب كنت لسه هطلب منه يدخل على الباركود بتاعك بس لقيت الباب بيخبط، قلبي واقع في رجلي، ما بين عايز اطمن عليك وبين اني خايف ليكون حصل لك حاجة، أو ان البيت الآمن يكون اكتشف
_هو ده اللي أخرني رغم اني كنت مصاب إلا أني خوفت لحد يتابعني فقررت أخذ طريق بعيد عن النقطة صفر، ومقدرتش اتواصل معاك لان السماعة ادمرت وانا بحاول اهرب..
اقتربت ماريا تحمل بعض الطعام الساخن والادوية الى رحيم، الذي ابتسم لها وشكرها ولكنه طلب منها الهاتف الآمن حتى يتواصل مع والده، حينما يأس أسامة من ان يرتاح او يتناول الطعام أولاً أشار لها لتحضر له ما يريد
ما ان رن الهاتف حتى أوقف احمد سيارته قبل ان يدخل الى البيت، استمع الى صوت ابنه وهو يقول:
_ اطمن يا وحش انا كويس
ـ ومين قال لك ان انا كنت قلقان
ـ قلبي
ابتسم أحمد ولكنه لم يرد وبعد بره سأل
ـ متأكد أن انت كويس؟
ـــ ايـوه سيادتك كويس، بس اكيد هتاخر على ما ارجع، عندي اصابة في الرجل وإصابة في الكتف ورصاصه عدت جنب الكلى و..
كان يتكلم كأنه يقر تقرير فرد والده بسخرية
ـ كل ده وكويس شكل المهمة كبيرة
_ بالعكس كانت سهلة جداً، بس الظاهر ان حد منهم خد باله ان الكاميرات واقفة على نفس الصورة، والنتيجة صفيته هو كل اللي موجودين من الحراسة، بس زي ما ضربت انضربت بس إصابتي مش خطيرة..
_ انت شايف كده! كان لازم ما تشتبكش معاهم
_ المعطيات هي اللي بتحط المفترق اللي انت هتمشي في، الموضوع ما كانش بمزاجي يا وحش، انت عارف كويس ان القتل مش اختياري الأول، بس كنت مضطر..
_ تمام خلي بالك من نفسك وانا هتصل بيك بكرة اطمن عليك..
_ مامي كويسة.
_ مامي لسه ما تعرفش
_ حتى لو ما تعرفش اكيد حاسه ان في حاجه غلط حاول تطمنها عشان دماغها ممكن تروح لحتة تانية..
❈-❈-❈
دخل الى الفيلا بعد أن أغلق الاتصال بينه وبين ابنه، رغم القلق الذي يتسرب إلى نفسه، إلا انه ادعى الهدوء، ورسم ابتسامة خفيفة على وجهه وهو يجد سهر وسهام يجلسون مع امهم، قبل جبين حماته وهو يقول:
_ ست الكل عاملة ايه؟
_ الحمد لله
_ اطمني يا ست الكل التحاليل بتاعتك تمام، شويه ارهاق بس محتاجه تقعدي الشمس أكثر ومتشغليش بالك باي حاجة
سهام: بجد يا احمد
نظر لها وهو يهز راسه ورحب بسهر وهو يقول: البيت بيتك طبعا انت عارفة
_أكيد يا ابيه مش محتاج تقول حاجة، اتفضل
صعد الى جناحه وقف لوقت طويل تحت رزاز الماء، عل تلك الثورة بداخله تخمد، بعد وقت كانت تنظر له وهو ينام في الفراش، فهو حتى لم يفكر في تناول الطعام، يبدو ان التمرين كان مرهق، نظرة عينها كانت واضحة الا انه لم يهتم بالرد، بل قال:
_ لو مش محتاجة النور طفيه
_ انت زعلان!
_ انا تعبان محتاج انام
_ سلامتك مالك؟
_ مرهق تمرين كان مرهق
طب رحيم فين؟
التقط انفاسه واخرجها بهدوء، وهو يقول: لسه عنده شغل هيخلص شويى حاجات، انا مديها ليه، وكمان بيتابع مع متدربين انا عشان كده رجعت بدري..
_ بدري من عمرك، الساعة 10 بالليل بدري، كنت ناوي تبات هناك، وبعدين طلعت من غير ما تاكل احضر لك أكل
_ مش جعان، بس انت بتتكلمي بالطريقة دي على أساس ان شغلي لي مواعيد..
_ مقصدش بس شكلك لسه زعلان
_ مش مش هنكر..
_ طيب واللي عايز يصالحك يعمل ايه؟
اقتربت لتجلس بجواره في الفراش، رفع حاجبا واحدا وهو ينظر لها إلا أنه قال: مش وقته اختك تحت ومامتك مرهقة وتأكدي ان المحلول خلص وبكره لازم تقعد في الشمس فترة كفاية
_ انت متاكد ان هي كويسة، انا حاسة ان قلبي مقبوض طول النهار، خايفة بس مش عارفة من ايه!
اشفق عليها فما تشعر به ليس بسبب مرض أمها، بل بسبب ذلك المصاب الذي لن يستطيع ان يخبرها انه يعاني او انه مسافر على أي حال، وهو من هذه اللحظة يخشى اللحظة التي ستعرف فيها بسفر رحيم منذ ثلاثة أيام..
مر الليل وهي تتقلب في مرقادها ربما لانه يتسطح على ظهره، ينظر إلى السقف وكانه هناك مليون فكرة برأسه، هي لا تعرف لما هو شارد؟ يدعي النوم رغم انها تعرف جيدا متى يكون نائما بالفعل؟ ومتى لا يكون كذلك! أما هي اخذت تنتظر رحيم او سيارته، حتى اخذها النوم، غفت في هذه اللحظة شعر بالاسترخاء..
في الصباح استمعت لسيارة رحيم تتحرك، تشعر أن هناك شيء خاطئ لمدة ثلاثة ايام لا تعرف عنه شيء، يأتي ويذهب دون أن تراه، وكأن شبح أو أن هناك شيء هام يحدث في الخفاء..
لكنها الآن تحاول أن تطعم امها التي ابتسم لها وهي تؤكد انها بخير..
بينما داليدا اوقفت سيارتها واقتربت من حيث يجلسون
_ يادي النور يا يا داليدا فينك من كام يوم
_ كنت مشغولة
_ والنهارده مزوغة من الجامعة
_ لا ابدا بس وحشتين جيت اشوفك، واطمن على تيتا و رحيم..
_ تيته كويسة زي ما انت شايفة..
قبلتها وهي تضمها بخفة، ولكن سؤال داليدا الصريح عن الرحيم لأول مرة جعل الشك ينتاب سهام، وهي تقول:
ـ واشمعنى رحيم بتسألي عليه؟
_ اقصد عشان مسافر..
_ هو مين اللي مسافر؟
_ رحيم يا انطي مسافر من ثلاث ايام انت ما تعرفيش..
الصدمه على وجه سهام كانت واضحة وهي تنظر الى داليدا باستفسار وتعيد السؤال مرة اخرى علها تغير كلامها ولكن داليدا أكدته وهي تقول:
_ انت ما تعرفيش اللي حصل..
_ مش عايزة اعرف حاجة، انا عايزة اعرف انت جبت منين أن رحيم مسافر من ثلاث ايام..
_ تاني يوم كنا فيه هنا شافني وأنا راحة الجامعة، وقف العربية وضحلي سوء تفاهم كان حاصل واعترف لي بمشاعره، وقال لي انكم هتيجوا تتقدموا لي…
_ نعم بتقولي ايه؟
_ زي ما سمعتي يا طنط، وبعدها اتصل بيا وقال لي انه مضطر يسافر عند مهمة..
_ مهمة
كانت تردد الكلمة بصدمة، فأكملت داليدا
_ وقال لي ادعي ليه، ونبه عليا ما اقولش لحد لان دي طبيعة شغله، بس انا كنت فاكرة ان حضرتك عارفة، هو حضرتك متعرفش ان رحيم في مهمة
لم تنتظر سهام ان تكمل داليدا كلامها وهي تفتح اللاب توب خاصتها تبحث عن الباركود الخاص برحيم، ولكن النتيجة جعلت قلبها يرتجف، نهضت من مكانها تتحرك الى سيارتها دون أن تهتم بما ترتدي أوقفتها داليدا وهي تقول
_ خالتو راح فين وانتى لابسة كده
_ كده اللي هو ازاي
نظرت لها بدهشة والى ملابسها التي لا تليق بالخروج من المنزل من الأساس، وتحركت الى جناحها ترتدي أي شيء امامها، دون ان تهتم..
بعدها كانت تقود السيارة إلى القطاع كانت تدخل الى مكتب احمد دون أن تهتم إن كان بمفرده او مع احد، فتحت الباب وغضب الدنيا مجتمع في عينيها وعلى وجهها، وهي تنظر له بحدة ممزوجة بالغضب وتقول:
_ ممكن اعرف رحيم فين؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية