-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 10 - 5 - الأحد 28/7/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العاشر

5

تم النشر يوم الأحد

28/7/2024 

قطع بأنفاس لاهثة، يمنع نفسه على المواصلة،  بعدما شعر، بيداها التي التفت حول ساعده العضلي، وتميل برأسها عليه تذرف الدموع بندم مرددة:

- وانا والله اكتر منك، كنت اتمنى ابقى اعقل من كدة، كنت اتمنى اشوفك من زمان، انا كنت في احتياج للحب من اي حد، حتى لو كان وهم زي اللي كنت عايشاه مع الزفت ده اللي ربنا يجازيه...


زادت من ضمه ذراعه بقوة لتردف برجاء:

- انا شبعت بحبك عن كل العالم، اوعى تسيبني ولا تتخلى عني، عاقبني زي ما انت عايز،  بس متسبنيش لحالتي في الضياع من تاني يا عصام...... ارجوك. 


لانت ملامحه برجاءها، ورق قلبه لها حتى تخلى عن جموده، ليربت بكفه على وجنتها مهونا:

- خلاص بطلي عياط، انا مكنتش عايز افتح في مواضيع اصلا، بس انتي اللي جبرتيني. 

- عشان عايزاك تطلع اللي في قلبك يا عصام، تجرحني احسن ما تشيل في نفسك ، وعقلك يشتغل بالظنون. 


قالتها بضعف ورغبة صادقة التمسها في نبرتها، ليميل على رأسها فجأة يخطف قبلة على جبهتها،  قبل ان يعود لقيادته، مردفًا:


- ماشي يا امنيه، ريحي انتي دلوقتي ، لسة قدامنا كذا ساعة على ما نوصل.


لم تتخلي عن تشبثها بذراعه،  بل زادت من قربها منه قائلة:

- انا راحتي في قربك يا عصام، هضرك لو انام على كتفك وانت بتسوق؟


رحب بابتسامة  رائقة:

- لا طبعا مش هتضريني يا امنية ، اخري بس الكتف هينمل، لكن يا ستي ولا يهمك.


تبسمت بارتياح لتسند رأسها مستسلمة  لنوم تنشده منذ الامس، وهو يواصل القيادة، بعقل هدأ قليلًا،  او مؤقتًا، ليشعل المذياع على اغنيه هادئه لفيروز،  تساهم في ترطيب الأجواء المشحونة الى حد ما .


أنا لحبيبي وحبيبي إلي

 يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي

 لا يعتب حدا ولا يزعل حدا

 أنا لحبيبي وحبيبي إلي

 حبيبي ندهلي قلي الشتي راح

 رجعت اليمامة زهر التفاح 

و أنا على بابي الندي والصباح 

و بعيونك ربيعي نور وحلي

 و ندهلي حبيبي جيت بلا سؤال

 من نومي سرقني من راحة البال

 أنا على دربو ودربو عالجمال

 يا شمس المحبة حكايتنا أغزلي


❈-❈-❈


بيد مرتجفة صارت تقرأ البنود في العقد الذي امامها،  بعدم تصديق، تدقق النظر في الاسم، علُه تشابه يحدث كثيرا، ولكن كيف هذا؟ من في العالم بهذا الاسم غيرها تلك الملعونة؟ لترفع ابصارها اليه ، فيلتقط نظرتها هو بتحدي، وكأنه ينتظرها.


- ايه يا لورا، ساعة بتقري في بنود العقد الجديد! 


بغضب مكتوم تجاهد لعدم انفلات الامر من يدها:

- ما انا بصراحة مش مصدقة، إيه لازمة نقل عاملة من قسم الملابس،  لموظفة على مكتب، ما احنا لو محتاجين ، في غيرها كتير يستاهل.


تبسم ببرود يجيده:

- اكيد طبعا في غيرها يا لورا ، الدنيا مليانة كفاءات،  بس انا قررت نقلها ببنود العقد الجديد اللي قدامك.، إيه المشكلة عندك بقى؟


- يا فندم المشكلة مش عندي، انا بتكلم عن الكفاءة،  احنا اساسا لو محتاجين نعمل اعلان وهيتقدم الافات، ليه بقى نبدل ونفتح علينا فاتحة من باقي العمال اللي هيغيروا منها اكيد؟ 


زاد اتساع ابتسامته في استفزازها، ليردف بحسم:

- انا اصدرت امري، وانتي عليك تنفذي اللي عليكي، اما بقى عن مشاكل ولا اي عوق تاني،  ميخصكيش يا لورا، انا المسؤول عنها يا ستي.


افحمها عن المجادلة لترفع راية الاستسلام امامه، وتستأذن للانصراف حتى اذا وصلت الى مكتبها، لطمت بكفيها على سطحه، تضغط على اسنانها، مانعة نفسها بصعوبة عن الصراخ او تكسير اي شي امامها تعبيرا عن غضبها ، حتى اذا تمالكت بأسها اخيرا رفعت رأسها متمتمة داخلها بتوعد :

- انا لازم يكون لي صرفة المرة دي وبسرعة .


❈-❈-❈


استيقظت من نوم القيلولة على اثر حركة ما في غرفتها، وبجوارها على الفراش،  حتى اذا فتحت عينيها صرخت مزعورة:

- انت مين يا راجل انت......


قطعت مجبرة حينما حطت الكف الغليظة التي تعلمها جيدا،  مع صوت صاحبها وهو يحذرها:

- اسكتي يا ولية هتفضحبنا ، انتي ايييه؟ مجهزة نفسك ع الصريخ .


رفع كفه حينما شعر بارتخائها، وهذه النظرة المندهشة منها ، لتعقب بعدم تصديق لما تراه امامها:


- انت ايه اللي عامله في نفسك دا يا خميس؟ 


تبسم يمسح بكفيه على جانبي شعره بزهو مرددًا:

- ايه فاجأتك صح؟ بس ايه رأيك في النيولوك الجديد؟ لايق عليا؟


هدأت اخيرا من صدمتها لتردد رافعة طرف شفتها بنزق:

- هو ايه اللي لايق عليك؟ انت صبغت شعرك ولا عملت ايه بالظبط؟ انا حاسة ان فيك حاجة غريبة مش فاهماها. 


افتر فاهه بابتسامة بعرض وجهه تظهر الصف الامامي لاسنانه بالكامل، وهو يجيبها بفرحة:


- صبغت وزرعت يا درية، مش بقولك نيولوك. 


اهتزت رأسها باستفسار تنقل بابصارها نحو الصلعة التي تقلصت الى حد ما :

- زرعت فين؟ ما الصلعة موجودة لسة؟

- لا ما انا زرعت نصها، لسة الباقي هياخد كام يوم .


مالت رأسها للخلف تطالعه بريبة لهذه اللهفة:

- والشعر اللي زرعته ده جيبته منين؟ انت ضامن دا جايبنه من فين؟


ضحك بتفكه ومبالغة لم تستجيب لها وهو يخبرها بتفاخر:

- يا ولية مايبقاش ضميرك سو ، مفيش حاجة اتزرعت من برا ، جوزك كله خير،  ولا انت ناسية اني عندي غزارة في الانتاج ، وسوء في التوزيع.


ختم بضحكاته رافعا ذراعه امامها، لتظل هي على صمتها وراسها الاجرامي يدور بالظنون، حتى صدر ردها اخيرا:

- مبروك يا خميس ، الف مبروك يا حبيبي، عقبال يارب ما تحصد اللي زرعته. 


جاء رده بالضحكات:

- حلوة احصد دي. 

- عجبتك؟ 

- ايوة عجبتني اوي .

- اممم. 


زامت بالاخيرة بابتسامة صفراء واضعة كفها على وجنتها تسمع منه الأحاديث التافهة التي كالعادة يجيد تأليفها من خيال عقله، حينما يريد التغطية على شيء ما برأسه.

فهي تفهمه اكثر مما يفهم هو نفسه. 


❈-❈-❈


بداخل مطبخها، بعدما عادت من عملها، تقف امام القدر التي تقلبه على النار ، وتستمع الى حديث شقيقتها:


- يا بهجة صدقيني، صوت الباب اللي سمعته وانا طالعة، دا صوت بابنا ، انا حاسة الست دى دخلت شقتنا .


التفت لها شقيقتها بسأم:

- للمرة التانية بتقولي نفس الكلام يا عائشة، ايه هيدخل بس الست دي بيتنا؟ ليها ايه عندنا؟ ثم ازاي كمان؟


دبت عائشة قدمها على الارض بيأس:

- انا بقولك ع اللي حاساه يا بهجة، وانت مش عايزة تصدقيني. 

- عشان انا بتكلم بالمنطق يا قلبي .


قالتها ثم دنت تطبع قبلة على وجنتها،  تضمها اليها بحنان:

- ياريت الشطارة دي والبحث نوفرهم للمذاكرة، مش التفكير في حاجات تضر.


اومأت بهز رأسها،  رغم عدم اقتناعها ، لتخطف قبلة اخرى قبل ان تامرها :

- ياللا بقى خدي اطباق السلطة دي وحطيهم ع السفرة ، على ما أكون جهزت الاكل اللي في ايدي .


اذعنت تطيعها، وما كادت ان تخرج من المطبخ،  حتى دوى صوت الهاتف ، لتتناوله،  تجيب نفس الرقم الذي اجابت عنه سابقًا:

- الوو يا رياض باشا،  فيه حاجة؟ 


وصلها صوت ضحكته ، ليردد بمرح:

، ليه يا بهجة؟ هو انا لازم يبقى في مصيبة عشان اكلمك .


تحمحمت بحرج، لتصمت لحظات حتى أتى ردها:

- انا اسفة حضرتك. 

- مفيش داعي للأسف يا ستي،انا كنت بتصل عشان ابلغك ، بقرار التعيين الجديد،  انا مضيته ومن بكرة تيجي تستلمي كموظفة. 


رفرفرت اهدابها بعدم تصديق تجادله:

- مضيت امتى حضرتك؟ هو انت مش قولتلي فكري وخدي فرصتك. 

- وقولت اني هنفذ برضو يا بهجة .


ختم بضحكة نادرا ما تصدر منه ، لتبرق عينيها بدهشة للتغير المفاجيء لهذا الرجل ، حتى اذا انتهت المكالمة،  غمغمت متسائلة مع نفسها بعدم تصديق :


- دا ايه اصله ده ؟



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة