-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 6 - 1 - الإثنين 15/7/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس

1

تم النشر يوم الإثنين

15/7/2024


أنهى تمرينه الصباحي،  واتجه الى غرفة طفله، حيث الموعد اليومي لإيقاظه، من قبل والدته التي لا تمل من تدليله:


- عموري يا قلب ماما، اصحى يا قلبي، اصحى يا روحي. 

- قلبك وروحك، وجوزك الغلبان سيبتيله ايه يا ست رباب؟

تمتم بالكلمات وهو يدلف اليهما لداخل الغرفة، لتعقب هي بابتسامة مشاكسة:

- وانت هتعوز ايه تاني؟ ما انت معاك رباب بحالها  

مال برأسه يضيق عينيه بحركة فكاهية اضحكت الصغير الذي كان يفتح عينيه في التو، ليتلقفه هو يرفعه اليه مهللا:


- شايفة يا ست رباب، بقالك ساعه تدلعي وتهنني وفي الاخر مصحيش غير على صوت باباه.

- ايوة يا سيدي، عيشها انت بقى عليا، بعد ما جات فرصتك ، كدة برضو يا عموري! 

قالت الأخيرة بعتاب نحو الصغير الذي ارتمى بثقله عليها، كمبادرة صلح معها، تقبلتها بصدر رحب ، لتمطره بالعديد من القبل، تشدد عليه بضمتها. 


- يا قلب مامي انت، بحبك اوي اوي .

يبدوا ان فعلها لم يعجب كارم ، فقد تجهم فجأة، ليباغتها بالنداء على المربية:


- دادة نعمات، خدي البيه الصغير وحضريه لحضانته.

اما هي فقد عبرت عن ذهولها فور خروجهما:

- كارم هو انت خطفت الولد مني ليه؟ انا كنت هحميه واجهزه بنفسي. 


- عشان شايف ان دلعك بقى أوفر يا قلبي، انتي كدة بتفسدي الولد، ودا اللي انا لا يمكن اسمح بيه.


تمتمت بصدمة من خلفه:

- انا بفسده! معقول يا كارم، بقى انا والدته افسده؟!


زفر يقترب منها ملطفًا:

- يا قلبي افهمي، انا مش بتكلم عن حنانك ولا حتى  الدلع العادي، انا بتكلم عن الافورة، مش عايز اتعامل مع ابني عسكري زي ما كان بيحصل معايا من بابا، بس كمان مش عايزه يبقى مريء ولا دلوع،  انا ابني لازم يكون عضمه شديد وقوي،  يبقى ناجح اكتر مني انا كمان،  والفرص اللي معرفتش اوصلها انا يوصلها هو .


أومات ببعض الطاعة،  وقد بدا انها فهمت على وجهة نظره، ليعبر لها عن فرحته بإقناعها، بضمة كبيرة منه لها:

- حبيبتي المطيعة، بحبك اوي يا قلب كارم. 

التقط ثغرها بقبلة جامحة شغوفة كعادته، استجابت تبادله ، حتى تطور الامر باللمسات الجريئة التي تعرفها، فعبرت عن تأففهها:


- كارم انت كلك عرق، دا مش ميعاد حمامك برضو؟

استفاق من نشوته ليستدرك على حالته بالفعل ، فتبسم يرخي ذراعيه عنها ؛

- انا فعلا مخدتش بالي، بس اعملك ايه بقى؟ ما انا معاكي بنسى نفسي. 

قال الاَخيرة يقرص على وجنتها ، ليتابع بعد ذلك بعملية حينما انتبه على ساعة الحائط:

- دا انا كمان متأخر على شغلي وشغل رياض في الشركة اللي كلمني انوب عنه فيه. 


هم ان يذهب ولكن زوجته لم تقوى على كبت سؤالها الملح:

- دا صاحبك قريب مصطفى عزام مش كدة، لكن دا ايه ظروفه بالظبط، متجوز ولا خاطب، انا عمري ما شوفته مع واحدة ست. 


- ولا انا. 

قالها زوجها بابتسامة متسعة يستطرد بدهشة وهو يخرج من الغرفة ويسحبها معه:

- من ساعة ما اتعرفت بيه ، وهو كل حياتة شغل في شغل، ماشي تمام اوي ودا اللي عاجبني فيه، بس بستغرب اوي عنه الموضوع ده، اصله كمان مش مقضيها نسوان في الخفا على حسب ما بعرف، ولا يمكن في وهو حريص زيادة. 


- او يمكن بيحب. 

خمنت بها ليمط شفتاه بعدم معرفة:

- يمكن بس هو انسان غامض اوي، متعرفيش دماغه بتفكر في ايه؟ عكس ابن خالته عدي ، كان واضح اوي معايا، ولا يمكن حكاية والده واللي حصل مع والدته مأثرين فيه. 


- هو ايه اللي حصل معاهم؟ 

سألته بانتباه شديد حتى توقف بها في وسط الردهة، ليداعب ذقنها :

- بعدين يا شاطرة ابقى احكيلك حكايتهم، وابعدي دلوقتي بقى من سكتي خليني اطلع اخد شاور واشوف اللي ورايا. 


همت ان تتشبت بقميصه المتعرق وهي تخاطبه برجاء:

- طب دقيقتين بس احكيلي عنه نبذة مختصرة حتى.

ابتعد بجسده عنها مغمغمًا بتسلية:

-،اوعي كدة عني، مش انتي مكنتيش طايقة ريحة عرقي من شوية، خلي الفضول ياكلك بقى. 


قالها وتحرك مهرولا يصعد الدرج بخطوات مسرعة، لتغمغم في اثره بغيظ:

- ماشي يا كارم، والله ما هسيبك. 


❈-❈-❈


اعتدلت بجذعها عن جلستها بإجفال لا تصدق ما وصل لإسماعها عبر الهاتف:

- كااارم، كااارم مين اللي يمسك الشغل عنك يا رياض؟ وانت هتروح فين بالظبط؟

وصلها صوته الحاد:

- انا بكلمك في الشغل يا لورا ، يبقى تكلميني بصفة رسمية، بقولك شريكي كارم هو اللي هينوب عني النهاردة ، يبقى افهمي بقى من نفسك دا المطلوب منك ومن غير تعطيل. 


انتفضت واقفة لتستطرد في محاولة للاستيعاب:

- حضرتك انا مش عايز اعطلك اكيد، انا بس بستفسر، دي مش عوايدك،  وانت اهم حاجة عندك الشغل .


هذه المرة خفف من حدته:

- وحد قالك اني ههمل في شغلي؟ انا هوصل الست الوالدة للدكتور وبعد ما اطمن عليها هروح ان شاء الله ع الشغل وامارس نشاطي.


اومأت ببعض التفهم:

- تمام زي ما تحب ، بس معنى كدة بقى ان الدادة نبوية خفت وهي اللي هتروح معاك تراعيها؟ 


- لأ مخفتش لسة، واللي رايحة معانا بهجة .

- بهجة! بهجة مين؟ طب ما كنت انا روحت معاكم بدل الزفتة دي، ولا هي فاكراها فسحة دي كمان.

هتفت بها بانفعال لم تقوى على كتمانه، ليوقفها هو بصرامة:

- انتبهي لكلامك يا لورا، انا بلغتك بأمر الشغل، يبقى تنفذي المطلوب منك وانتي ساكتة ، وبس كدة. 


ختم بجملته ينهي المكالمة بفظاظة،  لتطالع هي الشاشة بصدمة، هذه اول مرة يعنفها غير أبهًا بصلة القرابة بينهم ، دائمًا ما كان يحترمها في العمل وغير العمل، تعلم انها بالغت في رد فعلها حينما أتت سيرة هذه الفتاة، ولكنها ايضا لا تحتمل كلمة عنها....


❈-❈-❈


دلفت تسحبها لداخل غرفة الطبيب المختص بحالتها،  وقد تقدمهم هو اليه ، ليتلاقاه الاخر بالترحاب والتهليل :

- رياض باشا بنفسه في عيادتي المتواضعة، لا دي حاجة ولا في الخيال بقى.

- سجل بقى عشان تبقى للتاريخ. 

قهقه المذكور يتبادل معه المزاح،  قبل ان يدخل في صلب الموضوع؛

- يللا يا سيدي اهي الست الوالدة قدامك، عايزين نطمن ونعرف اخر التطورات في حالتها .


ذهبت عيني الطبيب نحو ما اشار ، ولكنه لم ينتبه للمريضة، وقد انصبت ابصاره على من ترافقها:

- مين الأمورة. 

صدرت منه كسؤال عادي وإعجاب لم يخفيه، ليأتيه الرد بحدة غير متوقعة من الاخر:

- امورة مين؟ انا بكلمك عن المريضة، خليك في المريضة يا هشام . 


بدا واضحا اجفال الطبيب من طريقته الفظة عكس المزاح والحديث الودي منذ قليل، ليتحمحم ويجلي حلقه ، متحدثًا بجدية:


- خلاص يا رياض، انا بس كنت بهزر  مع اني كنت عايز اعرف يعني هي تقربلكو ايه؟

- الجليسة بتاعتها يا دكتور. 


خرجت منها سريعًا في رد له:


- اه تمام ، خلاص هاتيها قعديها هنا قصادي نرغي شوية الاول. 


تقدمت بها نحو ما اشار على الكرسي المقابل له، تجلسها امامه، ليقابلها الطبيب بابتسامته المشرقة:


- مدام نجوان القمر، عاملة ايه النهاردة ؟

الصفحة التالية