-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 6 - 3 - الإثنين 15/7/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس

3

تم النشر يوم الإثنين

15/7/2024

حينما نقلت بهجة بابصارها نحو نجوان التي انكمشت بنظرات الخوف وكأنها طفلة تخشى الغرباء، سارعت تطمئنها:


- ما تخافيش على طنط انا هراعيها بنفسي، هي اول مرة يعني؟ ولا انا غريبة عنها؟


اضطرت بهجة ان تزعن لالحاحها، وتنهض تنفذ طلبها ، تاركة نجوان التي صارت تتابعها بأعين راجية الا تتركها، لتطمئنها قبل ان تستدير عنها وتذهب:


- جيالك على طول متخافيش. 

تطلعت لورا في أثرها بنظرات حارقة، لترتخي ملامحها بعد ذلك وتلطف بقولها نحو الأخرى:

- ايه يا طنط، معقول تكوني خايفة مني للدرجادي،  هو انا غريبة عنك يعني؟ ولا هتنسي صلة الدم اللي ما بينا؟


حينما جذبت انتباهها اخيرا، واصلت لورا بطريقتها الناعمة:

- انا عارفة انك عاقلة وست العاقلين كمان، بدليل انك منتبهة لكلامي دلوقتي، طب اقولك على حاجة.......


توقفت فجأة تدور ابصارها في الانحاء كافة قبل ان تعود اليها هامسة:

- انا جيالك النهاردة مخصوص عشان احذرك، البنت دي اللي اسمها بهجة، عارفة تبقى قريبة مين؟ 

دارت مقلتيها مرة اخرى قبل ان تخبرها بهمس يقارب الفحيح؛


- تبقى قريبة ناريمان، فاكرة ناريمان؟

لاحت على ثغرها البسمة ، حينما رأت الزعر الذي اعتلى ملامح الاخرى، لتكمل بانتشاء .

- ايوة هي بعينها يا طنط ناريمان، وجاية تخطف حكيم منك...... شوفتي بقى .


توقفت تراقب تأثير الكلمات عليها، بعدما حطت بيداها على الجرح الخامد، تنخر فيه بأظافرها، لتقلب كيان المرأة بذكريات بشعة وصورة غريمتها التي حلت امامها، تغشي عينيها عن الرؤية، فيعلو صدرها ويهبط بانفاس متسارعة وبصورة انبأت الأخرى بقرب الوصول لهدفها ، فتنسحب من امامها بهدوء، وتبتعد مع مراقبتها بحرص، حتى انتبهت لعودة الأخرى من الجهة الاخرى، لتنهض نجوان من محلها، تحركها الذكرى البائسة، وقد توقف عقلها عند هذه النقطة، ولم يعد يعمل ولا يميز أي شيء

لتندفع بغضبها مسرعة بخطواتها نحوها وكأنها ذاهبة الى الحرب ، فتتلاقها بوسط المسافة عند المسبح، ويحدث ما يحدث !


❈-❈-❈


تتأوه بتعب ، شاعرة بثقل ودوار يلف رأسها وهي تجاهد لالتقاط الوعي، حتى فتحت عينيها للضوء القوي، مستغربة النعومة الشديدة بالفراش، لتتضح الرؤية رويدا رويدا امامها، ولكن.....


هذه ليست غرفتها، ولا هذا فراشها، ولا....

- يا نهار اسود 

هتفت بها تعدل جذعها بجزع، حينما انتبهت على ما ترتديه:

- هدومي راحت فين؟ وهدوم مين دي اللي انا لابساها؟ 

لترفع عنها الغطاء وتنهض عن الفراش رغم دوار رأسها الذي كاد ان يسقطها ارضا، لولا أن لحقت بنفسها، لتستند بيدها على قائم التخت، لكن سرعان ما استقامت لتتحامل على هذا الدوار الشديد، وتخرج من الغرفة الفخمة تبحث بأبصارها يمينا ويسارًا حتى وقعت عينيها عليه ، جالسًا بأحد الاركان على الاَريكة الاثيرة ،

امام حاسوبه الذي كان يعمل عليه بانشغال تام ، حتى اخترقت اسماعه صيحتها، ليجفل، ويهتز كوب القهوة بيده،  حتى اسقط كمية كبيرة من المشروب الساخن على قميصه ولوح المفاتيح للحاسوب، كما احرق جزء من بشرته،  ليتأوه بصمت وهو يسمع لها:


- انا كنت في الاوضة االي جوا بعمل ايه؟ ومين اللي غير لي هدومي؟ انتوا  عملتو فيا ايه بالظبط؟


اشار بيده والأخرى صار يمسح بها بالمحرمة على قميصه ولوح المفاتيح،  متمتمًا ببعض الهدوء:

- طب اهدي خليني افهمك.


- تفهموني ايه؟ دا انا هوديكم في داهية، 

صرخت بها، تهم بالمتابعة بالسباب، ولكنه اوقفها بحزم وصرامة:.

- اسمعي مني الاول بقى وافهمي، ولا اسيبك على عماكي احسن ......


انهارت ساقطة على الارض، وقد غلبها التعب الجسدي،  وجزع داخلها يجعل قلبها ينتفض خوفا، ان يكون حدث معها شيء لا تستطيع العيش معه، شيء تفضل الموت على ان يحدث.


- انا مش عايزة  ابقى على عمايا، انا عايزة افهم، ارجوك انا مش فاكرة اي حاجة..

زفر يمسح بكفه على وجهه لينهض ذاهبًا نحوها، يمد يده اليها :


- قومي يا بهجة الاول واستريحي ع الكنبة، بلاش قعدة الارض. 

رفضت قاطعة:

- لا انا مش عايزة اقوم،  انت اتكلم وانا كدة مستريحه. 


امام اصرارها لم يجد بدا من مهادنتها، ليجلس هو على اقرب المقاعد اليها،  ثم يستعيد برأسه ما حدث ، ولحظات من اصعب ما مر عليه 


((قبل ساعات من الاَن

وقد كان بغرفة مكتبه، منكفئًا على عمله على عدد الملفات التي أتت بهم مساعدته لورا، بتركيز تام ، حتى اجفل على صوت صراخ غير مفهوم، لم يميزه في البداية، حتى دوى الاسم المعروف بذهنه:


- حكييييم، حكييييم. 

انتفض على الفور وقد علم ان تلك والدته،  ليخرج مهرولا يتبع الصوت الذي ذهب به الى الحديقة، وكانت المفاجأة حينما وجدها بالقرب من المسبح،  تنتحب وتنتفض محلها، وقبل ان يتخذ طريقه نحوها، صعق بالأفظع، 


وذلك برؤية الجسد البشري وهو يصارع الغرق بداخل المياه،  وقد تيقن تماما من ضعف مقاومتها، وانها على وشك ان تستسلم للموت،  


ليتخذ القرار على الفور، ويلقي بنفسه داخل المياه فيحملها من ظهرها بذراع والأخر يدفع به داخل المياه حتى خرج بها يلقيها على السطح الرخامي فاقدة للوعي. 

فحاول بخبرته القليلة إجراء الاسعافات الاولية لها ، بالضغط بكفيه وقلبها ايضا لإخراج الماء الذي دخل مجري التنفس لها.


- فوقي يا بهجة الله يخليكي فوقي.


- ايه اللي حصل انا كنت جوا بعمل مكالمة تليفون. 

كان هذا صوت لورا التي أتت للتو من الداخل، لم يلتفت لها ، وقد كان مشغولا في اسعاف الأخرى،  والتي اضطر في الأخير ان يعمل لها تنفس صناعي، ليصدر صوت شهقة مفاجأة من لورا التي كادت ان تصاب هي بأزمة قلبيه، مع استجابه الأخرى، وسعالها في إشارة لعودتها للحياة مرة اخرى، ولكن بنصف وعي ، ليحملها هو ذاهبًا بها الى الداخل.


- انتبهي على ماما على ما ارجعلك يا لورا؟

صرخت به ضاربة الارض بقدميها:

- ودي هتروح بيها على فين؟


- لم يكلف نفسه عناء الإجابة،  فواصل طريقة حتى ذهب بها الى احدى الغرف، مناديا على احدى الخادمات ، حتى تخلع عنها ملابسها وتراعيها، حتى يأتي بالطبيب اليها ، ويذهب هو للاطمئنان على والدته.)) 


- ادي كل اللي حصل يا بهجة، لساكي برضو مش فاكرة؟

كان هذا سؤاله فور ان قص عليها كل شيء، وقد اقتص من الجزء الخاص بإسعافها ذكر التنفس الصناعي، ليختص به لنفسه ، فيكفيه ما يكتنفه الاَن من مشاعر كاسحة، بقبلة الحياة التي لم يتعمدها، ولكنها قلبت كيانه رأسا على عقب ، بالكاد يحاول التوازن امامها ، وصرف افكاره بقدر الامكان .

لينتبه على اجابتها،  بعدما نفت بهز رأسها، وقد تغضنت ملامحها بالحزن، لترد بصوت بالكاد خرج:


- دلوقتي بس افتكرت، انا كنت راجعة من المطبخ، بعد ما سيبتها مع لورا،  كانت هادية وراسية بشكل فرحني،  لدرجة اني لما شوفتها جاية عليا بوشها مقلوب،  افتكرتها بتهزر، قبل ما تفاجأني والاقيها بترميني على  حوض السباحة،  ووقفت قدامي تبص عليا كأنها تمثال ، وانا بصرخ عليها واقولها: 


- بتزقيني ليه انا مبعرفش اعوم؟ نادي حد يخرجني، نادي حد يخرجني. 

ختمت تمسح دمعات خائنة سقطت منها، متابعة:


- طب هي عملت كدة ليه معايا، دا انا اديتها الامان وافتكرتها بتحبني. 

ردد خلفها بتأكيد:

- بس هي فعلا بتحبك يا بهجة، بدليل صريخها عليكي وعشان حد ينقذك. 


- امتى؟ دا انا مش فاكرة غير فرجتها عليا .

- وانا بقولك اللي حصل يا بهجة،  ماما من ساعة اللي حصل قافلة على نفسها في حالة مشوفتهاش عليها بقالي سنين، اكيد يعني انا مش هكدب عليكي. 


اومأت بتفهم، لا تستبعد هذا الفعل منها. فهي كالبحر مرة تخدعها بهدوها وصفاءها، ومرة اخرى تصفعها بأمواجها العاتية. 


استدركت فجأة تسأله:

- صحيح انا كنت سيباها مع لورا، راحت فين وسابتها؟

مط شفتيه بعدم معرفة:

- بتقول انها كانت بتعمل مكالمة ساعة اللي حصل،  المهم دلوقتي انا كنت عايز اعرف قرارك عن الاستمرار هنا او عدم الاستمرار، وانا في كل الحالات هعوضك عن اللي حصل معاكي،  دا حقك عليا، قرارك دلوقتي بقى يا بهجة. 


صمتت قليلًا بتفكير، قبل ان يصدر ردها النهائي:


- انا عايزة اشوفها الاول ، قبل ما احدد اي قرار. 



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة