-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 7 - 4 - الخميس 17/7/2024

 


قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع

4

تم النشر يوم الخميس

17/7/2024


تمتمت بها ثم خرجت بنفس الصخب الذي دلفت به، ليعلق كارم في اثرها:


- مش دي برضوا قريبتك وقريبة عدي على حسب ما بعرف. 


رد بجدية دون ان يرفع رأسه عن مراجعة الاوراق التي امامه:


- اه، هي تعتبر بمثابة بنت خالي، وعدي نفس الأمر. 

- اااه.

اومأ محركا رأسه، قبل ان يميل عليه مغمغمًا بهمس:

- طب ايه بقى يا عم؟ قريبتك ونشيطة وواجهة مشرفة زي ما انا شايف،إيه اللي ناقصها بقى؟ 


قطب حاجبيه في البداية، لكن سرعان ما وصل الى مقصده، ليردف حاسمًا:

- مش ناقصها حاجة وتكاد تكون مكتملة زي ما بتقول، بس انا مش شايفها غير في موقعها ده او قريبتي اللي اعرفها من وهي طفلة، لكن زوجة ولا اي حاجة تانية انسى.


- امممم.

زام بفمه كارم ، ليعقب بتفهم ، رغم دهشته:

- حقك طبعا،  انا متجوز قبلك وعارف قيمة الحب في الارتباط،  لذلك عمري ما هلوم عليك. 


- حب!

دوت الكلمة بداخله، حتى صرفته عن كل ما كان يعمل عليه، ليظل بنصف ذهن حتى انصرف شريكه، لينفض رأسه من افكارها، قاصدا الاهتمام بعمله، ليضغط على زر الجرس، يطلب مساعدته، حتى اذا أتت اليه:


-  كنت عايز اطمن على سير العمل النهاردة بالمصنع، بما اني طول اليوم كنت برا، ياريت لو تعمليلي تقرير مفصل قبل ما امشي. 

اومأت برأسها، ثم تحركت خطوتين بتردد انتبه له، ليسألها بتوجس:


- ايه مالك؟ في حاجة يا لورا ؟


ابتلعت ريقها تظهر اضطرابها امامه:

- بصراحة حضرتك انا مش فاهمة في ايه بالظبط؟ بس صباح رئيسة العمال جات عندي اثناء غيابك،  تبلغني ان اللي اسمها بهجة، خدت نجوان هانم وخرجت بيها.


انتفض من محله بجزع:

- بتقولي ايه؟ يعني خدتها وراحت فين من غير ما تبلغني؟


اهتزت كتفيها بعدم معرفه تردف:

- الله اعلم يا فندم، بس انا اخاف تأذيها البنت دي شكلها اتجرأ اوي بعد ما خدت الثقة و....


لم ينتظر منها تفسيرات اكثر من ذلك، وقد دنى على الفور يتناول اشياءه بعجالة من فوق سطح المكتب،  ثم يتحرك سريعًا مغمغمًا بتوعد:

- انا هعرف احاسبها كويس لو جرتلها اي حاجة، هي اتجننت عشان تتصرف من دماغها ولا ايه؟


ابتسامة ماكرة لاحت على جانب ثغرها مرددة:

- ياريته يحصل بجد عشان اخلص من الاتنين. 


❈-❈-❈


وقف يستقبلها متخصرا،  وعيناه الصقرية ضاقت بريبة جعلت الخوف يسري بداخلها،  بعدما طلبها عبر الهاتف، لتأتي بوالدته فورا من مكان ما ذهبت بها، فتزعن هي في اقل من نصف ساعة تحضر بها، بواسطة العم علي سائق السيارة الخاصة بها.


- حمد الله ع السلامة. 

ظهر جليًا التهكم في نبرته، مما اثر على نجوان لتتوقف  محلها عن التقدم بخوف جعله يهدر بدون سيطرة:


- ما انا مش وحش وهياكلك يا ماما، ولا انتي خلاص استحليتي تدي الامان للغريب وابنك لا؟


زادت ملامحها رعبًا، ليزفر بضجر يشبح بوجهه عنها ، لتضطر بهجة للتدخل:

- اسمحلي اوصلها لاوضتها يا رياض باشا. 

- اتفضلي 

هتف بها، فاردًا ذراعه نحو الدرج ، ليباشر بغضبه:

- توصليها وترجعيلي حالا ، عشان عايز اتكلم معاكي. 


اومأت بهزة من رأسها، لتسحب المرأة نحو غرفتها، وفور ان اطمئنت بتهدئتها،  هبطت اليه، بأقدام بالكاد تحملها، هيئته ليست مبشرة على الإطلاق للتفاهم او الاخذ والرد في الحديث، ولكن ما باليد حيلة،  فلتخوض المواجهة بخيرها وشرها وليحدث ما يحدث.


وصلت لتقف امامه في بهو المنزل الذي اتخذ جلسته به، يبدو كبركان خامد على وشك على الانفجار:

- ايوة يا رياض باشا، انا تحت امرك اهو.

زفر بأنفاس خشنة، ليعتدل بجلسته واضعًا قدما فوق الاخرى، يبذل مجهود مضنيا في السيطرة على انفعاله:


- اتفضلي انتي يا بهجة،  فهميني بالظبط ايه بيحصل، وازاي خرجتي من الفيلا بالست الوالدة..... 


خرجت الاخيرة بصيحة اجفلتها،  قبل ان يتابع بنبرة اهدى لكن اقوى:

- من غير ما تبلغيني. 


برغم الزعر الذي سرى بكل خلية من جسدها، الا انها سرعان ما تمالكت لتقابل انفعاله بشجاعة تخبره:


- حضرتك انا مخرجتش بيها من نفسي ولا هي كانت فسحة، اختي اتصلت تبلغني بالتعب الشديد اللي حل باخويا،  وانا حاولت اتصل بيك مية مرة عشان استأذنك اروح اشوفه، لكن محاولاتي باءت بالفشل وتليفونك بيرن ع الفاضي من غير ما تفتح عليا ولو مرة واحدة،  لما غلبت كلمت الريسة تبلغ لورا، لكنها هي كمان مدتش اهتمام وقالتلها انك مشغول ومش فاضي لأي رغي ، انا كنت ساعتها هعمل ايه واخويا بيفرفر من السخونية مع اختي اللي مش عارفة تتصرف. 


- تقومي تاخديها بيتكم؟ 

- امال كنت هسيبها في مسؤولية الخدم اللي عندهم شغلهم اساسا، ممكن يكون تصرفي معجبكش،  بس انا اضطريت لكدة، وهي الله يباركلها، قضت اليوم كله من غير ما تعمل معايا اي مشاكل. 


سمع منها فصاح بها بعدم استيعاب:

- قضت اليوم عندكم! امي انا قضت يوم بحاله عندكم في الحارة يا بهجة؟

ابتعلت ريقها باضطراب تبرر:

- يا فندم ما انا بقولك اني اضطريت لكدة، للظرف المهم اللي حصل عندي، انت مكنتش بترد على تليفوناتك، وانا مقدرش اسيبها لوحدها هنا في البيت، ولا قدرت اتخلى عن اخويا اللي تعب اوي وكان لازم اروح اشوفه. 


- تقومي تاخديها عندكم الحارة، مخوفتيش بقى لاتهرب ولا تعمل مصيبة بردود أفعالها الغير متوقعة. 


- بالعكس، دي انبسطت اوي بتغيير الجو، حتى الدكتور هشام قالي دي خطوة هايلة.....


- وهشام دا شوفتيه فين؟

قاطعها بأعين برقت بترقب وهدوء ما قبل العاصفة، فصدر ردها بعفوية:

- عادي ما هو كان بيتصل عليا يطمن عليها .


سمع منها ليجفلها على الفور بصرخته:

- انا هقتله واشرب من دمه عشان يحرم ما يعملها تاني،... ثم تعالي هنا وقوليلي،  دا من امتى بيحصل ان شاء؟

الزفت ده من امتى بيتصل بيكي يا بهجة؟.....


هذه المرة كان كالمجنون، ليضاعف من فزعرها، ناهضُا من محله بملامح غريبة عن هدوئه المعروف، مما جعلها ترتد بأقدامها للخلف تجيبه بصوت مهتز:


- من وقت ما روحنا كشفنا للهانم عنده،  هو كان عنده نمرة دادة نبوية اصلا، وكلمها ياخد نمرتي منها عشان يسألني عن الهانم الكبيرة واحوالها .


- وانتي بقى بتجاوبيه عادي، وتحكيلوا عن تصرفاتها بالتفصيل، واكيد طبعا بيعلق بهزاره السخيف اللي انا عارفه.


- عادي مش شغله. 

قالتها ببساطة جعلته يصرخ بعدم سيطرة:

- شغل مين يا بهجة متحرقيش دمي، الزفت دا تمسحي نمرتك من عنده، وانا من النهاردة هغيره واروح بوالدتي للي احسن منه، فاهماني ولا لأ، تمسحي نمرته نهائي.


- تحت امرك طبعا، دي الست والدتك وانت ادرى بمصلحتها. 


تمتمت بها بصوت يحمل في طياته اعتراضًا ظهر في استرسالها بعد ذلك:

- مع اني شايفة انه انسان محترم ومعملش حاجة......


- اسكتي يا بهجة.

صاح بها بحدة، مقاطعًا لها، ليمسح بكفيه على وجهه يحاول السيطرة على انفاسه الهادرة، وحالة الهياج التي قلما ما تصدر منه، نظرا لطبيعته الصارمة، والمتحكمة دائما في ردود أفعاله، ولكن مع هذه الفتاة يصبح الأمر مختلف، انها الوحيدة التي تستطيع اخراجه عن طوره الهاديء، ببرائتها المستفزة.


- طب انا كدة عايزة اروح بقى يا فندم

- نعم. 

انتشلته من حالة الشرود والتشتت، لتواصل بقولها:

- يا فندم بقولك اخويا تعبان، والحمى اللي عنده لسة مخفش منها، يعني عايز رعاية كبيرة اليومين دول..


اومأ بتفهم، مخففا من حدته في مخاطبتها:

- خلاص يبقى المستشفى اولى برعايته، هناك هيبقى تحت عين الدكاترة وهياخدو بالهم منه اكتر .


صدر ردها بمعارضة:

- مستشفى ايه بس يا فندم؟ ما احنا جيبناله الدكتور البيت، اشحططه في مستشفيات وقرف ليه بس.

رمقها بغيظ مرددًا:

- مفيش شحططة ولا زفت يا بهجة، انا هكلمهم دلوقتي عشان يحضرولوا سرير ويستقبلوه.


- يستقبلوه فين؟

لم يلتفت لها، وقد انشغل بالاتصال الذي صار يجريه مع احدهم، يأمره بالفعل بما نوه عنه منذ قليل، حتى اذا انهى المكالمة، ثم التف اليها موضحًا:


- دي مستشفى احنا من ضمن المساهمين فيها، هتخرجي دلوقتي مع عم علي، هيروح بيكي هناك، الدكاترة هيشوفوه ويحددو حالته بالظبط ان كانت تحتاج رعاية وحجز، ولا يرجع ع البيت، وفي كل الحالات متشليش هم اي مصاريف.

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة