-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 3 - 2 - الخميس 18/7/2024

    قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الثالث

2


تم النشر يوم الخميس

18/7/2024 


يا بنتي قومي شوفي لك حاجة اعمليها مش معقول كده صبح وليل قاعدة على الروايات. 


رفعت عينيها بصعوبة عن الكتاب الذي تقرأه ثم أجابته بهدوء: طب أعمل ايه يعني ما انا مش لاقية حاجة أعملها. 


تنهد بقوة ثم أجابها بنفاذ صبر: يا ليان انت خريجة الجامعة الأمريكية يعني مجال الشغل قدامك كويس مش معقول تفضلي حابسة نفسك في البيت كده. 


ابتسمت بمرح ثم هبت واقفة حتى باتت قبالته: انا مش بتاعة شغل يا بابي انا واحدة مرفهة انا اصلا انسانة رجعية ضد شغل المرأة المرأة خلقت للمنزل. طب تخيل كده يا بابي الأشغال من غير ستات والله العظيم هتبقى احسن كتير انتم بس نزلوا قرار ان الستات كلها تقعد في البيت مش هتلاقوا فيه بطالة في البلد خالص وقاعدين يقولوا البلد فيها بطالة وما فيهاش شغل وما اعرفش ايه طب ما الطبيعي ما الستات مكوشة على كل المناصب.


 كبت ابتسامته بصعوبة ثم تحدث بصوت حاول أن يصبغه بالصرامة: انا ما بهزرش يا ليو انا متضايق من قعدتك كده.


ولا انا كمان بهزر يا بابي انا بتكلم جد والله طب اعقل كلامي كده هتلاقيه كله مظبوط 

 قول بقى ان حضرتك فلست ومش لاقي تصرف عليا سعتها ممكن افكر اني اشتغل. 


ضرب كفا بالآخر ثم رفع كلتا يديه باستسلام: خلاص انا جبت اخري منك خليكي قاعدة غرقانة في رواياتك وانا الحق اروح شغلي ده انتي لو سمعتك منظمة حقوق المرأة.


 قاطعته بحماس: حقوق مرأة ايه  والله الستات دي أكتر ناس واخدة حقها في الدنيا يا عيني على الرجالة المظلومين حتى في الروايات عارف يا بابي البطلة تبهدل البطل وتسيبه وتهرب وتطلع عينه وتخونه وتعمل فيه كل حاجة والآخر يجري وراها برده وتيجي تقول لي حقوق المرأة طب انا بقى هعمل منظمة واسميها حقوق الرجل ونشوف منظمة مين اللي هتكسب.


 أطلق ضحكة عالية ثم جذبها يحتـ ضنها بقوة طابعا قبـ لة فوق منابت شعرها هاتفا بسعادة: والله انت اللي مهونة عليا

 اسيبك انا بقى وامشي خليهم يجهزوا لنا غدا حلو هاجي عشان نتغدى سوا.


❈-❈-❈


يسوق سيارته بيد وباليد الأخرى يحتـ ضن كفها الصغير سألته بهدوء: ليش طولنا هالقد بالطريق؟


 أجابها وهو يسلط عينيه على الطريق: احنا رايحين لدكتور رأفت اللي شهد على جوازنا هو فاتح عيادته في منطقة شعبية.


 اومأت له بصمت.

 دقائق ليست بالقليلة وتوقفا أمام إحدى البنايات ترجل من سيارته ثم استدار ليفتح لها الباب ليدخلو سويا 

 ثواني واستقبلهما الطبيب بترحاب شديد وبعد السلام والاطمئنان سألها الطبيب باهتمام: قولي لي يا مدام ماجد انت حاسة بإيه؟


 راحت تقص على مسامعه كل الأعراض التي تشعر بها في الآونة الأخيرة

 ساورته الشكوك فهب واقفا يهتف بجدية: تعالي عشان اكشف عليك.


 دقائق ودلف يهتف بسعادة: مبروك يا حسن يا اخويا المدام ماجي طلعت حامل. 


اتسعت حدقتاه في دهشة بعد أن استمع إلى كلمة صديقه الأخيرة فهتف بعدم تصديق: مش معقول كارسة مصيبة. 


دنت منه بعد أن استمعت إلى آخر كلماته تربط على منكبه بهدوء وهي تهتف بانكسار: مو بقصدي يا حبيبي والله العظيم مو بقصدي صدقني.


 قاطعها رأفت بصرامة: بتقولي ايه يا مدام ماجي ده أمر ربنا هو حسن هيعترض على أمر ربنا؟


 أنهى كلماته ثم التقط ورقة وراح يدون عليها بعض الأشياء ثم ناولها لصديقه: الحقن دي تاخد منها مدام ماجي دي حقن تثبيت عشان انت عارف ان سنها مش صغير وأول حقنة يا ريت تاخدها دلوقتي يلا اتفضلوا من غير ماتروض بقى عشان عندي ناس كتير غيركم.


 هب واقفا ثم صافحه واندفع للخارج بآلية شديدة تتبعه ماجي التي تشعر بالحزن الشديد.

 وبعد خروجهما من عيادة الطبيب أبصر صيدلية بالقرب منها فاصطحبها بهدوء إليها فتح لها الباب الزجاجي فولجت هي ثم تبعها هو 

لكن سرعان ما فتح فمه بدهشة عندما أبصر تلك الفتاة التي أمامه فهي تشبه ابنة شقيقه بشكل كبير لكن تلك الفتاة محجبة ولون عينيها مختلف 

اقسم لولا هذا الاختلاف لكانت نسخة طبق الأصل من سيلا

 رحبت بهما ليلى ثم سألتهما عن طلبهما فناولها السيد حسن الورقة والتي التقطتها منه بخفة ثم شرعت في تجهيز الطلب 

منحت السيدة ماجي ابتسامة لطيفة ثم باركت لها على حملها وسألتها باهتمام: تحبي تخدي الحقنة هنا ولا حضرتك تاخديها برة بمعرفتك؟


 أجابتها على سؤالها بسؤال: انت طبيبة؟


 هزت ليلى رأسها نفيا هاتفة بثقة: لا انا خريجة تمريض يعني بعرف أدي حقن ما تخافيش.


 اومأت لها ماجي ثم بادلتها الابتسام وطلبت منها أن تفعل اللازم.


❈-❈-❈


اقتحم الشركة وسط اندهاش وغمغمة الموظفين ثم اتجه بثقة إلى مكتبه

 دفعه بكل ما أوتي من قوة ثم ولج مغلقا الباب من خلفه وعندما أبصره وليد هب واقفا يهتف باستفزاز: اهلا اهلا يا ابن نصار اتأخرت ليه يا راجل ده انا مستنيك من بدري. 


جذبه من تلابيب قميصه ثم انهال عليه باللكمات هاتفا بغل: هي حصلت يا حيوان تركب صور لسيلا بنت عمي وديني لأطلع روحك النهاردة. 


لكن توقفت يده في الهواء عندما هتف وليد وهو يمسح جانب فمه من بعض قطرات الدماء: ومين قال لك انها تركيب يا رائف باشا؟


 تطاير الشرر من مقلتيه: اخرس يا حيوان انت اتجننت بتخوض في شرف بنت عمي انت بقى زودتها اوي. 


وقبل أن يستوعب وليد ما يتفوه به صفعه رائف صفعة تلو الأخرى والآخر يدافع عن نفسه لكن دون جدوى فقد كان رائف كالوحش الثائر الذي لا يرى أمامه من شدة الغضب.


 وبعد أن انتهى شعر بالتعب فركله في قدمه ثم ابتعد عنه وهو يلهث بقوة.

 فهتف وليد المسجي أرضا: عزرك والله انا لو مكانك كنت هعمل اكتر من كده بس المفروض ما اتحاسبش انا لوحدي ولا ايه يا رائف عموما لك حق ما تصدقش حاجة بس بنت عمك طلعت رخيصة اوي يا صاحبي ما خدتش ايدي غلوة ولو مش مصدقني تعال النهاردة وشف بنفسك هبعت لك عنوان البيت في مسج على التليفون. 


دب القلق في قلبه فيبدو أن وليد يتحدث بجدية وواثق مما يقول حاول فتح فاههه ليتساءل إلا أن الكلمات لم تسعفه فاستدار دالفا للخارج بانكسار شديد عكس العاصفة التي ولج بها منذ قليل.


 تابعه وليد بشماتة ثم تحامل على نفسه ووقف يهتف بغل: انت لسه شفت حاجة امال لما تلاقيها في حضـ ني هتعمل ايه يا ابن نصار. 


ابتسم بشيطانية وهو يتخيل ردة فعله عندما يأتي اليوم ويرى كل شيء


❈-❈-❈


صدمة احتلت قلب فضل بعدما قص عليه والده ما استمعه من والدته بالأمس فهتف بعدم تصديق: اخوات! انا وليلى اخوات!

 ازاي يا بابا انا عمري ما حسيت انها اختي.


 طب مش ممكن تكون ماما بتقول كده عشان تبعد فضل عن ليلى؟


 تلك الكلمات هتفت بها ندى أمن فضل على حديثها: ايوة صح يا بابا كلام ندى مظبوط. 


أردف والدهما بحزم: الكلام ده ما فيهوش هزار ولا لعب يا ولاد فعلا ليلى مامتك رضـ عتها اكتر من خمس مرات.


 ايوة مظبوط بس كده تبقى اختي انا مش اخت فضل. 


زفر والدها بقوة: لا يا ندى تبقى اختك واخت فضل انا كنت فاكر زيك كده ان هي مدام مامتك رضـ عتها تبقى اختك انت بس 

بس طلعت ليلى كده  اخت ليكي انت واخواتك. 


غامت عيني فضل بالحزن ثم هب واقفا وهو يجر أذيال الخيبة تاركا زوجين من الأعين تتابعه بحسرة وشفقة في آن واحد


❈-❈-❈


قضى نهاره شاردا حزينا مهموما فبعدما اخبرهما الطبيب بذلك الخبر رأى السعادة تنضح من مقلتي زوجته الحبيبة كان سيخبرها أن تجهض ذلك الطفل إلا انه تراجع عندما أبصر حماسها وسعادتها فهي لم تنجب أبدا طوال حياتها وان اخبرها بانه لا يريد هذا الطفل سيكون أنانيا جدا فهو لديه ابناء وهي لا فلما يحرم عليها ذلك الحق

 لكن ماذا عساه أن يفعل كيف سيخبر ابناءه بزواجه والأدهى من ذلك كيف سيخبرهما بأنهم سيأتي لهما شقيق أو شقيقة يا الله إنها لورطة حقيقية


 أما عن رائف فلم يفرق عنه كثيرا 

كان هو الآخر شاردا فيما حدث بينه وبين وليد الراوي  فماذا لو كان صادقا

 بالطبع لا فهو على يقين بأن سيلا لن تفعلها أبدا لذا نفض تلك الأفكار من رأسه وراحا يمنح تركيزه في عمله 


لاحظ ماجد شرود الأب وابنه فتساءل باهتمام: فيه ايه يا جماعة سرحانين في ايه انتم الاتنين. 


انا لا سرحان ولا حاجة يا عمي انا مركز في الأوراق اللي قدامي بس.


 بينما حسن هتف بتلعثم وهو يجمع اشيائه: انا بقى تعبان شوية هروح ارتاح وانتم خلصوا وحصلوني. 


اومأ له رائف بينما ماجد شعر بالقلق حيال شقيقه فهتف وهو يقف: انا خلصت اللي في ايدي استنى هروح معاك.


 دلفا سويا للخارج وبداخل كل منهما الكثير والكثير


❈-❈-❈


اسدل الليل ستائره واحتل القمر مكانه ليصبح العالم أكثر هدوءا وشاعرية.

 وقف رائف في غرفته يتأمل سكون الليل من حوله والاضاءات الخفيفة المتناثرة هنا وهناك جعلت المشهد أكثر من رائع. 

ابتسامة سعيدة ارتسمت فوق شفـ تيه فبعدما تناولوا جميعا وجبة العشاء أخبرته سيلا بانها ستخلد إلى النوم لأن لديها الكثير من المحاضرات في الصباح.

 ومن هنا تأكد أن غريمه كاذب وحقـ ير وعليه أن يلقنه درسا لا ينساه لأنه زرع الشكوك في قلبه تجاه حبيبته البريئة.

 تنهد بحرارة واغمض عينيه لوهلة ثم فتحهما لكن سرعان ما اتسعت حدقتاه وهو يراها تخرج من الباب الداخلي تتلفت حولها يمينا ويسارا كاللصوص

 تابعها بعينيه وهي تتجه إلى الباب الجانبي للفيلا كي لا يراها أحد

 لم يشعر بنفسه إلا وهو يركض خلفها عازما على مراقبتها ومعرفة إلى أين ستذهب وبمن ستلتقي وهو يدعو الله ويمني النفس بأن لا يكون ظنه صحيحا…



يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة