-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 32 - الأربعاء 31/7/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس

الفصل الثاني والثلاثون

تم النشر يوم الأربعاء

31/7/2024


ذهبت ضحي منذ الصباح الى مركز التجميل لتطبق نصيحه والدتها، وفكرت أن تقص شعرها ليكون قصير وقد اعجبها مظهره و اقترحت العامله عليها أن تغير لونه وهي امتثلت لاقترحها، ثم بدأت فيه عمل عده أشياء أخرى من جلسات عنايه بالبشره و الأظافر وحتي الجسد فلم تبخل على نفسها بشيء ثم ذهبت للتسوق.. واختارت ملابس مناسبه لها ولحجابها والى مراكزها الحالي جانب زوجها، ثم أمرت السائق ليذهب إلي شركه منذر حتى تراه وتفاجئه بمجيها.


بينما في الشركه لدي منذر كان يعمل في مكتبه وكانت جانبه رغد يتحدثون حول العمل 

ويجهزون الى إجتماع طارق بالشركه، نهض منذر لينظر الى مظهرة بالمرأة ثم قالت بتسائل 


= هو انت ليه مش بتلبس كرفته هتليق على مظهرك أوي على فكره، و لو مش متعود عليها جرب حتى تلبسها في الإجتماعات بس.


نظر لها بطرف عينه قائلاً بتفكير


= مش عارف جربتها مره وزهقتني بس على رأيك ممكن البسها في الإجتماع وبعد كده اقلعها


أخرج واحده من مكتبة وعندما حاول ربطها لم يعرف وبالطبع لما تنتظر رغد أن يطلب منها وذهبت لتساعده، وهتفت بصوت ناعم


= عنك انتٍ انا اعرف اربطها كويس ياما ربطتها لبابي.. ولي ازواجي قبل ما أطلق منهم كمان .

عقد حاجيبة باستغراب وهو يقول بغرابة


= ازواجك ازاي هو انتٍ اتجوزتي كام مره .. شكلهم كتير.


مطت شفتاها للإمام وهي تقول بدهشة زائف


= هو انا ما قلتلكش معقوله؟ انا يا سيدي اتجوزت وحبيت ثلاث مرات واتطلقت برده ثلاث مرات.. أو كنت فاكره نفسي بحب لان أكيد مش حبيت كل دول.. بس انا الحقيقه ما عشتش الحب الحقيقي ولا اعرفه، مالك اتضايقت ولا حاجه أني مطلقه ثلاث مرات 


هز رأسه برفض وهو يقول بعدم اهتمام


= اكيد لا دي حاجه تخصك وما ليش دخل اعلق عليها لاني ما عشتش حياتك ولا اعرف حاجه، وبعدين في النهايه انتٍ ما بتعمليش حاجه حرام ده جواز    


ابتسمت ابتسامة مشرقة أثر كلماته فكل يوم يزداد إعجابها لشخصه، كونها لم تقابل شخصيه مثله هكذا.. ثم دفعها تلهفها وشوقها إلى الإقتراب أكثر رغم تخوفها من تأثيره عليها لكن رغبت في الاقتراب والنظر الى عينيه لترى هل تؤثر عليه مثلما تؤثر على كل الرجال التي يروها ويقعون في جمالها الساحر والملفت للانظار.


تجرأت رغد أكثر معه فمدت يدها لتضعها على صدره متحسسة إياه برفق كأنها لم تقصد و هي تضيف قائلة بعبث


= لأ يا منذر، بس طريقتك بتقول غير كده، انت زعلت.. و عينيك فضحاك!


تفاجأ من حركتها بينما حدقت فيه بنظرات مطولة تراقب كل حركه، ثم قبل أن تلاحظ اي شيء اقتحمت ضحي الغرفه عليهما وسرعان ما تلاشت ابتسامتها بتلقائية إلي صدمه وقد ابتعدوا عن بعضهم.. وهتف هو بتعجب


=ضحي! انتٍ إيه اللي جابك هنا اوليندا كويسه


تجمدت أنظارها على ذلك المشهد الحميمي الملتهب في وضح النهار رمشت بجفنيها غير مصدقة أنه يقف مع فتاه غيرها تداعبه و تلامسه بوقاحة وبالنهايه يقول لا شيئًا يكن بينهما، رمشت بعينيها بحرج كبير وهي تقول بغضب مكتوم 


=هو لازم يكون حد تعبان عشان اجي اشوف جوزي! بيعمل ايه ومع مين؟ بس واضح انك مشغول بجد وانا بعمل ايه هنا فعلا عند اذنكم كملوا اللي كنتم بتعملوا مع بعض.


صدمت رغد من رؤيتها لكن إطالت النظر فيها بتقييم وقد رأيتها فتاه عاديه جدآ من وجهه نظرها، فلا تعرف لما متمسك بها حتى الان 

فلم تمتلك من علامات الجمال اي شيء مثلها.


أسرع منذر خلفها عندما خرجت وهو لا يفهم ما بها، تحرك سريعًا ليعترض طريقها قائلاً بحده 


= ضحي.. استني اقفي هنا وبطلي تجريني وراكي في ايه؟؟ ايه اللي حصل عشان تيجي وتمشي كده


تسمرت في مكانها مجبرة، وابتسمت ساخرة وهي تردد بتعصب 


= يا بجحتك وكمان بتسال؟ هو انت لو دخلت عليا ولقيتني مقربه أوي كده من راجل وهو كمان مقرب مني وعمال يحسس عليا هتعمل ايه؟ هتدخل تسلم عليه عادي ولا تحفظ كرامتك وتمشي.. أبعد من قدامي وسيبني امشي احسن عشان انا لو ما عرفتش امسك اعصابي اكتر من كده هفضحك هنا في الشركة. 


نظر حوله ليجد بعض الأنظار ملفته اليه، فحافظ على ثباته كي لا يزيد حرج وسط الجميع، حيث بدأ عقله في صراع كبير محاولاً الوصول إلى طريقة مثاليه في التعبير وشرح ذلك الموقف، ثم جذبها من ذراعيها نحو سيارته وهو يردد بأنظاره المحتقنة


=تعالي معايا نتكلم في العربيه بدل ما الناس عماله تبص علينا وما تنسيش ان انتٍ في مكان شغل والكلام اللي انتٍ بتقوليه ده مش صح ده خيلك صورهلك ولو اتديني فرصه هوضحلك 


فتح باب سيارته ليجبرها على الدخول فيها و دلف هو الآخر دون أن يصعد بها، وقبل أن يتحدث صاحت بانفعال ظاهر 


=اه طبعا لازم تخاف على مظهرك، طب انا واحده مريضه وفهمت غلط ان انت والهانم مقربين لبعض لغرض ثاني! وصورك في الحفله وانت بترقص معاها وبتحضنك برده خيالي صورها ليا؟ انت ما حفظتش على كرامتي و واحد ما عندكش دم ولا احساس ولا عامل اعتبار للهانم المغفله اللي سايبها في البيت  


أمعن النظر فيها فأصبح غضبها مبررًا مفهومًا بصورة كبيرة الآن، فهتف متسائلاً بوجوم صريح 


=في إيه يا ضحي مالك هو انتٍ ما تعرفنيش كويس وان عمري ما هعمل حاجه زي كده ولا هخونك، أولا لما دخلتي وشفتيني مع رغد كانت بتربطلي الكرفته عشان مش عارف اربطها قبل ما نحضر الاجتماع.. والصور اللي اتنشرت؟ كان ده نظام الحفله لازم المسؤولين عن المشروع يفتتحوا الراقصه مع بعض او مع اجوازهم 


شعرت بدمائها تغلي بداخلها عندما استعادت في ذاكرتها لحظات رؤيتها له، مرة وهو يرقص معها ومرة أخرى عندما تلامسه، فقالت بتحدي وانفعال


=حلو! وما اخذتنيش ليه على الحفله معاك ولا ما بقتش قد المقام خلاص وراحت عليا، و قريب هكون من ضمن التغيرات الغريبة اللي بتحصل في حياتك أنا كمان.


مسح على رأسه بغضب مكتوم قائلاً بابتسامة مهددة


=ما دعتكيش للحفله عشان كنتي وقتها مشغوله مع بنتك وعارف انك هترفضي ده غير انك مش عارفه النظام هناك شكله ايه، وما بتحبيش الاجواء دي ومن اول يوم مش عاجبك حاجه فيها خالص.. وكفايه كده يا ضحى عشان أسلوبك ما بقاش يعجبني في الكلام والتلميحات اللي عماله تلمحيها عليا انا لو عاوز اخونك ولا اغيرك زي ما بتقولي ما فيش حاجه هتمنعني! بس انا اللي بحبك ومستحيل اعمل حاجه زي كده .


رمقت إياه بنظرات مشتعلة، قائلة بغيره متهوره 


=وكنت برده مستحيل تقرب من غيري ولا تصاحب بنات، و كنت مستحيل تعمل حاجات كتير زمان بس بقيت تعملها دلوقتي عادي! فحقي اخاف واشك.. وانت لو عاوزني فعلا جنبك هتحاول تدخلني العالم بتاعك حتى لو غصب عني وهتعمل حساب لكرامتي لما واحده زي دي تعرض عليك ترقص ولا حتى اصحاب الحفله مع أن اشك حاجه ذي كده مستحيل تحصل وحد يجبرك عليها، بس كنت هتعرف ترفض باي حجه وانت متاكد ان الصحافه هناك بتصورك و حاجه زي كده ممكن تجرحني لكن انت بكل بساطه ما فكرتش غير في مصلحتك .


بقى ينظر إليها بعيونه المحمومة، مستمرًا في عدم تصديق حديثها و شككها فيه، ولا اتهامها الباطل بأنه شخص أناني ولا يفكر إلا في نفسه وهو في الأساس دخل ذلك العالم من أجلها، فهدر بها بانفعال مهتاج


= انا يا ضحى ما بفكرش غير في مصلحتي بعد كل اللي عملته؟ انا أصلا بدايه المشروع ده داخله عشانك! لما كان عندك مشاكل في الخلفه وكل يوم اسمعك بتعيطي وبتدعي ربنا  يراضيكٍ، عمري ما فكرت اكون شريك أصلا بس اول ما جاتلي الفرصه وفيها فلوس زياده فكرت فيكي على طول.. وكل خطوه بخطيها رغم بتعب فيها لوحدي كنت بفكر فيكٍ وبكتب أسمك تحت اي حاجه بدخلها تكوني انتٍ شريكه ليا فيها، وبصي حواليك هتلاقي اي حاجه بشتريها بكتب النص ليكي


سحبت منديل ما التقطه يدها من على تابلوه السياره بعصبية وهي تمسح دموعها، ثم هتفت مبرطمة بكلمات مزعوجة 


=مش عاوزاهم وما طلبتش منك تكتبهم باسمي ولو عاوزني اتنازل عنهم من تاني يوم هعمل كده بس ما تتغيرش معايا يا منذر ولا تبعد.. انا عاوزه منذر بتاع زمان اللي حبيته 


ضرب على تابلوه سيارته بقوة بكفه وهو يصيح قائلاً بشراسة


=الاثنين واحد يا ضحي وبلاش مبررات ملهاش لازمه، انتٍ كبرتي الموضوع على ولا حاجه لو كل ده عشان رقصت مع البنت دي ولا كانت قريبه مني بغرض انها تربطلي الكرفته، فريحي نفسك حتى لو انا في دماغي حاجه هي عمرها اصلا ما هتبصلي دي بنت صاحب الشركه دي كلها.. واللي بينا مجرد شغل وصداقه مش اكتر


وضعت يديها على قلبها ضاغطة عليه من الألم، ثم أخرجت من صدرها تنهيدة أكثر حزنًا

هاتفه بخيبة أمل 


= شايف كلامك بياكدلي ان اللي قدامي واحد ثاني غير اللي حبيته زمان! يعني انت مشكلتك انها مش هتبصلك؟ ولو بصيتلك هيبقى عادي.. الله يرحم أيام زمان ما كنتش تقدر تكلم بنت وتقف معاها عادي مش تقول  صاحبتي.. وكنت بتتمنيلي الرضي ارضا

و أي خطوه كنت بتاخد رأيي وكنت بتخاف على زعلي جدآ إنما دلوقتي مش فارقة واخر حاجه بتفكر فيها انا .


أزعجه بشدة ذكرها عن الماضي وشخصيته السابقه، التي سببت له الأذي و حفر في عقله ذكريات أليمة، بصعوبة واضحة عليه سيطر على أعصابه وهو يقول بسخرية مريرة 


=آه هي بقى الحكايه كده عاوزه ارجع منذر  بتاع زمان! اللي الكل كان بيجي عليه عادي حتى انتٍ نفسك اوقات.. هو انتٍ تقريبا بتعيريني بطريقة غير مباشره؟ وبتقوليلي انا اللي اتغيرت، كنت فاكرك هتكوني فرحانه باللي انا وصلتله بس الظاهر عاوزاني ارجع منذر بتاع زمان اللي يفضل يتحايل ويبوس ايدك ورجلك، ايه صعبان عليكي لما شفت نفسي شويه.. كلكم عاوزين منذر بتاع زمان اللي كان بياخد فوق دماغه ويسكت ويقول حاضر مش كده .


تطلعت فيه بنظرات محبطة خاسرة قبل أن تهتف بحسرة 


= انا مش بعير حد! و لو كنت جيت عليك زيهم زمان فده عشان مصلحتك وما تنكرش ده.. واللي بحاول اوصلهلك من كل ده دلوقتي ان خايفه تتغير مع كل التغيرات اللي عماله تحصل حوالينا وانا زي اي ست بحاول احوط على جوزي، بس برده مش هتفهمني ولا هتفهم اللي جوايا.. روح شوف شغلك ما تشغلش بالك بيا أحسن .

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة